بوابة الوفد:
2024-09-17@01:33:59 GMT

... تشابَهَ علينا!

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كثيرون يَرَوْنَ أننا نعيش في واحدةٍ من أخطر مراحل تدنِّي الانحطاط الأخلاقي والنفاق المجتمعي، بما تحمله من قِيَمٍ متناقضةٍ، وازدواجيةٍ مُفْرِطَة، وسلوكياتٍ صارخةٍ في تَطَرُّفِهَا.

وبما أن لكلٍّ مِنَّا حياته الخاصة وسماته الشخصية وبيئته الحاضنة، التي تختلف من شخص لآخر، إلا أننا جميعًا ربما نتشارك في خوضِ حربٍ قاسيةٍ مع أنفسنا، نواجه فيها مرارة الأيام وقسوة الظروف، وغَدْر الأشخاص.

. بصبرٍ تنوء بحمله الجبال.

لذلك، لا غرابة أن تجد بعض الناس يمتلكون وجهًا آخر، أو قِناعًا يختبئون خلفه؛ لإخفاء «خدوش» تُشَوِّه معالم حقيقتهم، حتى لا يكتشفها غيرهم من «المُتَنَطِّعين»، الذين يُشْغِلون أنفسهم بتتبُّع أدق تفاصيل وأسرار حياة الآخرين.

ويبقى هناك خيطٌ رفيعٌ يفصل بين الاهتمام والإهمال، أو الشَّغف والفضول، لا يعرفه هؤلاء المنشغلون «بِكَ»، خصوصًا إذا كنتَ حريصًا على الكتمان أو غامضًا بالنسبة لهم.. لتبقى «أنتَ» وظيفتهم الأساسية في الحياة!

هؤلاء «الحمقى» يجتهدون كثيرًا للإجابة عن الأسئلة الستة للخبر الصحفى «ماذا، مَن، متى، لماذا، أين، كيف؟».. فَيُنْفِقُون أوقاتهم وجهدهم، وربما يكونون كرماء بأموالهم، للبحث والتحليل والنقل والإضافة، خصوصًا ما يتعلق بمشاعرك أو حياتك الشخصية!

وما بين «الاهتمام المفاجئ» و«الكرم الحاتمي» في «التطفل»، لم يحاول هؤلاء «البؤساء» أن يسألوا أنفسهم: هل تحبون غيركم أكثر من أنفسكم، وهل العمل على حل مشاكلكم وتحسين حياتكم وتحقيق أكبر قدر من السعادة لكم أَوْلَى.. أم الآخرون؟!

هؤلاء «الطُّفَيْلِيُّون» يُصَدِّرُون لنا صورةً مغايرةً لحقيقة قلوبهم السوداء وحقدهم الدفين ونواياهم الخبيثة، بأنهم مثالِيِّون صادقون لا يخطئون.. فهم متديِّنون صالحون، وأمناء ناصحون.. دوافعهم خيِّرَة لإصلاح غيرهم، لكنهم في الحقيقة يأمرون الناس بالبر ويَنْسَوْنَ أنفسهم!

إذن، الحاصل أن «التطفل تشابَهَ علينا»، ولم يعد بإمكان أحدٍ القدرةَ على التمييز بين البشر، فأصبح كل شيء مستباحًا، لكثرة «الحِشَرِيين»، أصحاب «الخدمات الإنسانية»، و«المتطوعين بالمجان»، الذين لا يكتفون بالانشغال بأنفسهم وأعبائهم!

الآن، تبدو حياتنا الشخصية مستباحة، بإرادتنا أو رغمًا عنَّا، وباتت خصوصياتنا مرتعًا خصبًا لفضول هؤلاء «المتلصصين»، الذين لو وَجَّهُوا طاقاتهم وجهودهم وأوقاتهم لأنفسهم؛ لأصبحوا في مكانة أخرى يُغْبَطُون عليها.

إن الإنسان «العاقل» يبحث دائمًا عن تلمس أوجه الخير في الحياة، وغَضّ الطرف عن «سَوْءَات وعَوْرات» الآخرين ـ الموجودة بطبيعة الحال في كل مجتمع بشري ـ حتى يكون مختلفًا عن محترفي كشف المستور للتفتيش عن التُّرَّهَات والزَّلَّات والعَثَرات، أو أولئك المولَعين بانتهاك حُرْمَة الحياة الخاصة لغيرهم.

أخيرًا.. «من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، و«من أشرف أفعال الكريم غفلته عما يعلم»؛ لأن «أعقل الناس من كان بعَيْبه بصيرًا وعن عيوب غيره ضريرًا»، و«تَأَمُّل العَيْب عَيْب».

فصل الخطاب:

تقول عالمة الفيزياء والكيمياء «ماري كوري»: «كُن أقل فضولًا بالناس، أكثر فضولًا بالأفكار».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود زاهر

إقرأ أيضاً:

رسائل تحرم هؤلاء من القرطاسية المدرسية

بشكل مفاجئ، تلقى عدد من الأهالي الذين يستفيدون سنويًا من قرطاسية توزعها جمعيات خيرية رسالة مفادها أن الجمعيات لن يكون لديها القدرة، كما كل عام، على تأمين اللوازم المدرسية للطلاب.
وحسب معلومات "لبنان24" فإن عددًا من الجمعيات توقفت إما بشكل كليّ عن تقديم هذا النوع من المساعدات او قلّص حجم دعمه لتشمل فقط القرطاسية الأساسية وبكميات محدودة جدًا، نسبة إلى عدم وجود تمويل يكفي لتوزيع القرطاسية المعتادة.
بالتوازي، أكّد مصدرٌ تربوي لـ"لبنان24" أنّ عددًا كبيرًا من الاهالي يعتمدُ بشكلٍ مباشر على المساعدات التي كانت تقدمها الجهات المانحة الأجنبية بشكل سنوي إلى المدارس الرسمية، إذ كانت هذه المساعدات تشمل كتبا ودفاتر، بالاضافة إلى القرطاسية الكاملة التي يحتاجها أي طالب من صفوف الروضات حتى الصف السادس، إلا أنّ الاجواء السلبية التي تحيط بهذا الملف تؤكّد أنّ لا مساعدات ستقدم هذه السنة من قبل هذه الجهات، التي تسعى بأي شكل كان إلى عملية دمج للطلاب السوريين تهوّل من خلالها بقطع المساعدات.

مبادرات فردية
وعملاً على سدّ هذا الفراغ، تمكنت عشرات الجمعيات، والتي تواصل معها "لبنان24" من الحصول على مساعدات مالية من قبل مجموعات اغترابية كرّست وقتها لجمع الاموال.
"لبنان24" تواصل مع إحدى الجمعيات في كندا، والتي أشارت إلى أنّها تمكنت خلال فترة قصيرة من جمع تبرعات لعدد من المدارس في مناطق مختلفة، إذ تمكنت من تأمين القرطاسية وثمن الكتب، عدا عن تأمين تسجيل العشرات من الطلاب.
وحسب المعلومات، فإن عدة مجموعات اغترابية اتخذت على عاتقها تأمين ما أمكن من الاموال لتمرير العام الدراسي في عدد من المدارس التي تعاني من مشاكل اقتصادية، كما تعمل في نفس الوقت على تقديم تبرعات لمعالجة مباني عدد من المدارس التي تم إهمالها بسبب الأزمة الإقتصادية.




المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • دراسة: المدن الأوروبية تتفوق على الأمريكية من حيث جودة الحياة وسهولة المشي
  • الشؤون الإسلامية توجه بتخصيص خطبة الجمعة عن نعمة الأمن في المملكة وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، اليوم الاثنين، خطباء الجوامع بعموم مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة يوم 17 ربيع الأول 144
  • #عاجل إحسان الفقيه .. هكذا تسببت حماس في نشر الإلحاد!
  • ابتذال القيادة!!
  • ديلور: “الذين لم يُؤمنوا بي منحوني قوّة سأضعها في خدمة المولودية”
  • أبرز النجوم الذين تعرضوا للنصب عن طريق المنتجين(تقرير)
  • قائد سابق في جيش الاحتلال: علينا الخروج من القطاع سريعًا
  • مناوي: بوجود مثل هؤلاء الأسود لن تستطيع الميليشيا أن تستولي على الفاشر ولو لدقيقة واحدة
  • قائد سابق بالجيش الإسرائيلي: علينا الخروج من غزة في أسرع وقت
  • رسائل تحرم هؤلاء من القرطاسية المدرسية