حادثة إطلاق النار.. كيف أثبت ترامب أنه ملك الصورة؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
واشنطن- صور استثنائية وغير عادية للمرشح الرئاسي دونالد ترامب التقطها مصورون وهو يرفع قبضة يده اليمنى بإشارة التحدي والانتصار بينما وجهه ملطخ بالدماء وينزف من جهة أذنه اليمنى، وأفراد الخدمة السرية يسحبونه بسرعة.
استغرق هذا المشهد منذ لحظة إطلاق النار على ترامب، إلى دخوله السيارة التي نقلته إلى خارج مكان الفعالية الانتخابية، أقل من دقيقة واحدة، إلا أن هذه الصور لن تدخل التاريخ فقط، بل يمكنها تغيير مسار الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما قد يغير الولايات المتحدة وربما العالم كذلك.
وعبر الكثير من المراقبين عن براعة ترامب في استغلاله لحادثة محاولة اغتياله بما يحقق نقاطا سياسية تضيف المزيد من الزخم لحملته الانتخابية ولسعيه للعودة إلى البيت الأبيض عقب الانتخابات المقبلة.
وملأت شاشات الشبكات الإخبارية ووسائط التواصل الاجتماعي صورة ترامب وهو ملطخ بالدماء وسط تعابير حاسمة منه تحاول طمأنة الآلاف ممن حضروا الفعالية الانتخابية، والملايين في مختلف الأراضي الأميركية، إلى أنه بخير ومستمر في السباق.
رسائل دعم وإصرار
وسرعان ما نشر إريك ترامب صورة والده وهو ينزف ورافعا قبضته في الهواء، على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق "هذا هو المقاتل الذي تحتاجه أميركا".
من جهته، أبدى رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك دعمه رسميا لدونالد ترامب في أعقاب محاولة اغتياله، وأيده لفترة رئاسية جديدة حال فوزه في الانتخابات المقبلة.
وغرد ماسك على منصة إكس التي يمتلكها، وقال "أنا أدعم تماما الرئيس ترامب وآمل في شفائه السريع"، وأضاف في تغريدة أخرى "آخر مرة كان فيها لأميركا مرشح بهذا الصمود والتحدي كان ثيودور روزفلت".
وخلال ساعات عقب إطلاق النار على ترامب، وصل إلى ملايين الأميركيين رسائل إلكترونية من حملة الرئيس ترامب يقول فيها "شكرا للجميع على صلواتكم أمس، فالله وحده هو الذي منع حدوث ما لا يمكن تصوره. لن نخاف، وبدلا من ذلك سنبقى متحدين في وجه الشر. صلواتنا وحبنا للضحايا الآخرين وعائلاتهم. نصلي من أجل شفاء الجرحى، ونحمل في قلوبنا ذكرى المواطن الذي قتل بشكل فظيع".
ثم أضاف ترامب "أنا حقا أحب بلدنا، وأحبكم جميعا، وأتطلع إلى التحدث إلى أمتنا العظيمة هذا الأسبوع من ولاية ويسكونسن. تذكروا هذا: معا سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
ثم أرسلت حملة ترامب رسالة أخرى بتوقيعه جاء فيها "لن أستسلم أبدا".
تجميد الإعلانات الانتخابية
من ناحية أخرى، مثل ظهور الرئيس جو بايدن على شاشة التلفزيون بعد وقت قصير من إطلاق النار رد فعل متوقعا من رئيس الولايات المتحدة على مثل حادثة بهذه الأهمية، وقال إنه لا يوجد مكان في أميركا للعنف السياسي، ثم تحدث بايدن مع ترامب هاتفيا في وقت لاحق.
وأوقفت حملة بايدن هجماتها على المرشح دونالد ترامب، وجمدت كل الإعلانات التلفزيونية الانتخابية، ومثيلتها على وسائط شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبرت أنه من غير المناسب مهاجمة ترامب في هذا الوقت وهذه الظروف.
غير أن ترامب استمر في بعث رسائل تعكس التحدي والثقة في الانتصار في الانتخابات المقبلة، وجاءت آخر رسائل ترامب أمس لأنصاره بعنوان "لا للخوف". وقال ترامب "بناء على أحداث أمس الرهيبة، كنت سأؤجل رحلتي إلى ويسكونسن والمؤتمر الوطني الجمهوري لمدة يومين، لكنني قررت للتو عدم السماح بفرض تغيير في أي جدول".
وتابع "أنا دونالد ج. ترامب سألقي خطاب قبول الترشح، سأفوز في هذه الانتخابات. معا سنفوز، سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى 2024".
خفض حدة اللغة
وسعى قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى التركيز المبدئي على إدانة الحادثة، وتكرار عبارة أن لا مكان للعنف في أميركا.
واعتبر جون فيترمان، السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا، أن ما جرى لا ينبغي أن يعتبر فرصة سياسية أو إستراتيجية لطرف أو آخر، وقال لشبكة سي إن إن "بالنسبة لي، كان هذا يوما مظلما بشكل لا يصدق لولاية بنسلفانيا، ولكل أمتنا أيضا".
في حين تحدث مايك جونسون، رئيس مجلس النواب والنائب الجمهوري من ولاية لويزيانا، لشبكة سي بي إس وقال "من الواضح أننا لا نستطيع المضي قدما على هذا النحو كمجتمع". ودعا فيترمان وجونسون قادة الحزبين إلى خفض "حدة اللغة" في خطابهم.
وتمثل محاولة ترامب العودة رئيسا مرة ثانية للبيت الأبيض حدثا تاريخيا في حد ذاته، وأضافت حادثة الاغتيال الفاشلة المزيد من الإثارة على حملة ترامب الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض.
ولم تعرف أميركا اغتيالا سياسيا مهما منذ المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس رونالد ريغان عام 1981. ورغم خشية البعض من تبعات القرارات الدراماتيكية التي تتخذها المحكمة الدستورية العليا المحافظة في توجهاتها، مثل إلغاء حق الإجهاض على المستوى الفدرالي، أو اتخاذ بعض حكام الولايات من التيار التقدمي الديمقراطي قرارات يعتبرها المحافظون استفزازية مثل فرض حقوق المثليين جنسيا، فإن العنف ضد المعارضين ليس على سلم أولويات أي من القوى السياسية.
بيد أن موقف ترامب المتسامح من اقتحام الآلاف من أنصاره لمبنى الكابيتول لعرقلة التصديق على نتائج انتخابات 2020 التي خسرها لصالح بايدن، أذنت بفصل جديد في علاقة ظاهرة العنف بالعملية السياسية خاصة مع وعود انتخابية أطلقها ترامب نفسه بالعفو عن مقتحمي الكابيتول، رغم سقوط 5 أشخاص قتلى من جراء ما قاموا به.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
وصول المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت
يمن مونيتور/ أ ف ب
وصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت، صباح الثلاثاء، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، وسط جهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين “حزب الله” وإسرائيل.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بوصول “الموفد الرئاسي الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت”، دون مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك غداة تأكيد مصدر رسمي مطّلع على الاتصالات لوكالة فرانس برس أن لبنان يتعامل “بإيجابية كبيرة” إزاء مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل، ويعمل على صياغة “ملاحظات نهائية” قبل نقل الرد إلى الجانب الأمريكي.
وقال المصدر الرسمي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، الإثنين: “يمكن القول إننا قطعنا شوطاً كبيراً”، مضيفاً أن “التوجّه إيجابي ولبنان يتعاطى بإيجابية كبيرة مع المقترح”.
وأوضح المصدر: “نحن نضع ملاحظاتنا النهائية على الصياغة الأمريكية”.
وقال مصدر حكومي آخر، الإثنين، لفرانس برس: “ننتظر قدوم هوكشتاين للبحث في بعض النقاط العالقة معه”.
يأتي ذلك بعدما أفاد مسؤولان حكوميان لبنانيان، لوكالة فرانس برس، الجمعة، بأن لبنان يدرس مقترحاً أمريكياً لوقف إطلاق النار.
ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على معاقل “حزب الله” في جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، في 23 أيلول/سبتمبر، باءت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بالفشل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الإثنين، إن الولايات المتحدة عرضت “مقترحات على كل من الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية. لقد ردّ الطرفان على المقترحات التي قدّمناها”.
وأوضح، في تصريح للصحافيين: “جرى تبادل للأفكار” حول آلية “التطبيق الكامل للقرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي نعتبر أنه يصبّ في مصلحة الجميع”، مؤكداً أن واشنطن “ملتزمة بهذه العملية”.
ومنذ بدء تبادل القصف بين “حزب الله” وإسرائيل، في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 3516 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.