لماذا تراجعت احتمالات الحرب الشاملة في لبنان؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
لم يكن لعودة المفاوضات الجدية بين حركة حماس من جهة واسرائيل من جهة اخرى بهدف وقف اطلاق النار المؤقت في غزة، الدور الاوحد في تراجع احتمالات الحرب الشاملة على الجبهة اللبنانية، اذ ان عوامل اخرى لعبت دورا كبيرا في جعل هذه الحرب غير واردة الا بقرار مجنون وغير عقلاني من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو دون غيره من القادة الاسرائيليين الذين يرفضون بغالبيتهم اي تصعيد فعلي على الجبهة الشمالية (جنوب لبنان).
من غير الممكن قراءة المشهد الاسرائيلي من دون معرفة الدور الكبير الذي تلعبه الولايات المتحدة الاميركية في هذه الحرب وحرصها على عدم قيام تل ابيب بأي خطوات غير محسوبة، اذ يقال ان وصول حاملات الطائرات والسفن الحربية الاميركية الى البحر المتوسط في بداية "طوفان الاقصى" لم يكن لردع اعداء اسرائيل فقط بل كان يهدف الى افهام تل ابيب بأنه ليس ضروريا القيام بعملية استباقية خوفا من خطوة عسكرية من "حزب الله" ، فالقوات الاميركية لن تسمح بذلك.
يتعامل الاميركيون مع الجبهة اللبنانية بأنها جبهة تخصهم اكثر مما تخص اسرائيل واذا كان الهامش الاسرائيلي داخل فلسطين كبيرا جدا حتى في قضايا الحرب الشاملة والواسعة، فإن قرار الحرب الاسرائيلية على لبنان هو قرار اميركي بالدرجة الاولى واسرائيلي بالدرجة الثانية، لذلك فالرفض الاميركي للحرب له دور في عدم حصولها، خصوصا انه ترافق مع خطوات عملية من مثل عدم ارسال بعض انواع الاسلحة الى اسرائيل وغيرها من الأمور.
كما ان الخلاف الجدي بين المستوى السياسي في اسرائيل والمستوى العسكري والامني يلعب دورا في عدم خوض تجربة الحرب خصوصا وان الجيش الاسرائيلي لا يريد اي حرب شاملة مع الحزب بعد كل الاستنزاف الذي تعرض له في الاشهر الماضية، لا بل ان قيادات الجيش الاسرائيلي تدعم الاميركيين في فكرة وقف الحرب في غزة، فكيف يمكن لمن يريد وقف المعركة في القطاع ان يفتح حربا مع لبنان، وعليه يصعب على الحكومة الاسرائيلية اتخاذ قرار الحرب في ظل تردد المؤسسة العسكرية.
كذلك يلعب التلويح بالحرب الاقليمية دورا كبيرا في كبح الاسرائيليين الذين ليسوا في وارد فتح جبهات اضافية ستكون قادرة على إلحاق اضرار فعلية بإسرائيل وتدمير بنيتها التحتية وتكون بعيدة كل البعد عن اليد الاسرائيلية مثل اليمن والعراق وربما ايران، اذ ان كل هذه الدول اعطت مؤشرات فعلية على ان التصعيد سيكون حتميا في حال بدأت الحرب الشاملة على لبنان، خصوصا ان "حزب الله" لم يعط اي ضمانة بأن يكون رده على اي تصعيد محدوداً.
اضافة الى كل ذلك، بدأت الاصوات داخل اسرائيل تتحدث عن انه في الوقت الذي تغرق فيه اسرائيل في حربها على غزة وعلى لبنان وفي ظل انشغالها الكامل فيها، فإن ايران تطور قدراتها العسكرية وقدرتها النووية وتقترب من مجال اللاعودة نوويا، اي انه لن يكون بمقدور تل ابيب بعد ذلك الحد من تطورها ومن وصولها الى عتبة الحافة النووية، وعليه يجب عدم الذهاب بعيدا بالحرب خصوصا انها لن تؤدي الى انهاء اي من اعداء اسرائيل وترك ايران حرة من دون ضغوط او رقابة استخبارية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحرب الشاملة
إقرأ أيضاً:
موفدة أميركية تؤكد من بيروت رفض مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية
بيروت - أكدت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط، من بيروت الجمعة 7فبراير2025، معارضة بلادها مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية، بعد "هزيمته" في المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل، مشددة على أن عهد حزب الله في "ترهيب" اللبنانيين "انتهى".
وقالت المسؤولة الأميركية عقب لقائها الرئيس اللبناني جوزاف عون في القصر الرئاسي، ردا على سؤال صحافي عن دور حزب الله في الحكومة المقبلة، "وضعنا في الولايات المتحدة خطوطا حمراء واضحة، تمنعهم من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة" المقبلة.
وأضافت "لقد بدأت نهاية عهد حزب الله في الترهيب في لبنان وحول العالم. لقد انتهى".
ورأت أورتاغوس التي وصلت الخميس الى بيروت في أول زيارة خارجية منذ توليها مهامها في إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن اسرائيل "هزمت" حزب الله. وقالت "نحن ممتنون لحليفتنا اسرائيل على هزيمة حزب الله"، مشيرة الى ضغوط يفرضها ترامب راهنا على إيران "حتى لا تتمكن من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة"، وبينهم حزب الله الذي تعد طهران داعمته الرئيسية.
وجاءت زيارة أورتاغوس بعد شهر من انتخاب جوزاف عون رئيسا للبلاد، على وقع ضغوط خارجية خصوصا من الولايات المتحدة والسعودية، أعقبت تغيّر موازين القوى السياسية في الداخل على خلفية الحرب المدمّرة بين اسرائيل وحزب الله والتي أضعفت الأخير بعدما كان يعد القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.
ومُني الحزب بنكسات عدة خلال الحرب، عدا عن سقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
ومنذ تكليفه تشكيل حكومة، يواصل نواف سلام مساعي التأليف، التي لا تزال تصطدم حتى اللحظة بشروط يفرضها حزب الله وحليفه رئيس البرلمان نبيه بري.
وأكدت أورتاغوس من القصر الرئاسي التزام بلادها "الصداقة والشراكة التي تربطنا بالحكومة الجديدة"، وأبدت تفاؤلها بقدرة أعضائها على "ضمان بدء القضاء على الفساد، وإنهاء نفوذ حزب الله، والشروع في الإصلاحات" الملحة من أجل تحقيق تعافي الاقتصاد المنهك بفعل أزمة اقتصادية مستمرة منذ خريف 2019 وبتداعيات الحرب الأخيرة التي دمّرت أجزاء من البلاد.
وتنتظر الحكومة المقبلة تحديات كبرى، أبرزها إعادة الإعمار وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب، وينصّ على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله من الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
وبموجب الاتفاق الذي تشرف على تنفيذه لجنة ترأسها الولايات المتحدة وفرنسا، كان أمام إسرائيل حتى 26 كانون الثاني/يناير لتسحب قواتها من جنوب لبنان، لكنها أكدت أنها ستبقيها لفترة إضافية معتبرة أن لبنان لم ينفذ الاتفاق "بشكل كامل".
واتهم لبنان اسرائيل بـ"المماطلة" في تنفيذ الاتفاق. وأعلنت الحكومة في 27 كانون الثاني/يناير أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 شباط/فبراير بعد وساطة أميركية.
وقالت أورتاغوس للصحافيين ردا على سؤال "نحن ملتزمون للغاية بهذا الموعد".
Your browser does not support the video tag.