كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، تفاصيل جديدة حول عملية استهداف قائد الجناح المسلح لحماس، محمد الضيف، في منطقة المواصي القريبة من خان يونس جنوبي غزة.

ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار، قولهم إنه "على مدى أسابيع، ظلت إسرائيل تراقب فيلا مليئة بأشجار النخيل، حيث يقيم قائد كتيبة خان يونس رافع سلامة مع عائلته، لكنها امتنعت عن توجيه ضربة لحين التأكد من وجود الضيف".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل سلامة في الغارة الجوية التي استهدفته إلى جانب الضيف، التي قتلت أيضا نحو 90 فلسطينيا على الأقل، حسب السلطات الصحية في غزة.

لكن مصير الضيف، الذي يعتبر أحد مهندسي هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال غامضا، إذ قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الأحد، إنه لايزال من المبكر تأكيد مقتل الضيف، ونتائج الغارة التي استهدفته، لأن حماس "تخفيها".

وكان قادة في حماس قد نفوا مقتل الضيف، قائلين إنه "بخير" بعد الضربة الإسرائيلية.

وأفاد المسؤولون الإسرائيليون لـ"نيويورك تايمز"، بأن الضربة تمت بعد "مراقبة دقيقة ومطولة" للفيلا، وهي واحدة من مواقع القيادة السرية لسلامة.

وتقع الفيلا في منطقة المواصي غربي خان يونس، بالقرب من البحر المتوسط، وفقا للصحيفة.

من هو محمد الضيف الذي استهدفته إسرائيل في المواصي؟ أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، في ضربة على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقال 2 من المسؤولين إن الفيلا تعود لعائلة سلامة، الذي "بدأ يقضي المزيد من الوقت هناك في الأشهر الأخيرة بعد أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العديد من معاقل حماس في خان يونس".

وأضافوا أن "سلامة قضى معظم وقته في شبكة أنفاق حماس تحت الأرض، لكنه كان يقيم بانتظام في الفيلا، مع عائلته ومسلحين آخرين، للهروب من الظروف الخانقة في الأنفاق".

وحسب ما نقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤولين الإسرائيليين، فإن ضباطا من وحدة إسرائيلية تشرف على تحديد الأهداف ذات القيمة العالية، والتي يعمل بها عملاء من الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، "اكتشفوا وجود سلامة في الفيلا قبل عدة أسابيع".

محمد الضيف هدف رئيسي لإسرائيل

وأضافوا أن القادة الإسرائيليين "قرروا تأجيل أي محاولات لقتله، لمعرفة ما إذا كان الضيف سينضم إليه في وقت ما، خصوصا أن الإصابة التي تعرض لها الضيف في محاولات الاغتيال السابقة، وأدت إلى إعاقته وفقدان إحدى عينيه، قد تجبره على قضاء وقت أطول فوق الأرض".

ويعتبر الضيف هدفا لإسرائيل منذ سنوات، ونجا من 7 محاولات اغتيال معروفة على الأقل، تسببت إحداها بفقده إحدى عينيه، وكان آخرها عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما.

ووفق المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية، يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الضيف "يعاني من مشاكل صحية تجبره على قضاء وقت أطول من غيره من قادة حماس فوق الأرض، خارج شبكة الأنفاق".

نتانياهو يعلن تقييم إسرائيل للضربة التي استهدفت الضيف أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت،  أن "ليس هناك تأكيد" لمقتل قائد الجناح العسكري في حماس محمد الضيف، في الضربة الإسرائيلية بجنوب غزة.

وقال المسؤولون إن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية تلقوا، الجمعة، معلومات تشير إلى أن الضيف كان موجودا في الفيلا. وتم إرسال هذه المعلومات عبر القيادة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الذي وافق بدوره على الضربة، وفق الصحيفة.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن "الجيش تلقى المزيد من المؤشرات على وجود الضيف بعد الساعة العاشرة من صباح السبت، حيث أرسل طائرات لتنفيذ الضربة، كما شُنت غارة جوية إضافية بالقرب من مقاتلي حماس المتواجدين للطوارئ".

وتحدث جميع المسؤولين بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم غير مخولين بالحديث علنا عن تفاصيل العملية.

والضيف (59 عاما) هو القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، كما أنه "العقل المدبر الثاني" لهجوم السابع من أكتوبر، بعد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وفق إسرائيل.

والاسم الكامل له هو، محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد)، ويعرف باسم محمد الضيف، حيث يُفترض أن لقبه "الضيف" يأتي من حقيقة أنه لا ينام أكثر من ليلة واحدة في المكان نفسه.

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی نیویورک تایمز محمد الضیف قطاع غزة خان یونس

إقرأ أيضاً:

لماذا يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية؟

في ظل الحرب بقطاع غزة، وارتفاع منسوب التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية، بينما يكشف مسؤولون ومختصون لموقع "الحرة" ما وراء ذلك التصعيد، ومدى ارتباطه بـ"الرد الإيراني المرتقب".

عملية عسكرية "واسعة"

الأربعاء، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل عشرة فلسطينيين، وإصابة نحو 15 شخصا، في العملية العسكرية "الواسعة" التي يشنها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية.

وعلى جانب آخر، قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه قتل "خمسة إرهابيين في غرفة عمليات" في مخيم نور شمس في طولكرم.

وكشفت نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الضابطة إيلا واوية، لموقع "الحرة"، عن أسباب تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية.

وفي الآونة الأخيرة، هناك تصاعد في "النشاط الإرهابي" خاصة في شمال الضفة، حيث سيطرت "منظمات إرهابية" على المخيمات، ويتم تنفيذ هجمات من قبلها في الضفة الغربية وإسرائيل، وفق ما ذكرته واوية.

وقالت:" خلال الفترة الأخيرة هناك عمليات إرهابية، تخرج من هذه المناطق، ويوجد (مخربين) هناك يزرعون عبوات ناسفة في الشوارع، للإضرار بجنود الجيش الإسرائيلي".

وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي بدأ الليلة عملية واسعة لمكافحة (الإرهاب) في طولكرم وجنين، وفي نفس الوقت تعمل القوات الإسرائيلية في مخيم الفارعة في الأغوار".

وخلال العملية، وقعت اشتباكات مع "مخربين"، حيث تم قتل بعضهم، وتم رصد وتفكيك عبوات ناسفة وضعت تحت البنى التحتية، وفق نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

ما وراء "العمليات المكثفة"؟

غالبا ما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في مدن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

وتشهد مناطق مختلفة بالضفة الغربية تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - في السابع من أكتوبر.

وشهدت الأسابيع الماضية تزايدا في العمليات الإسرائيلية في مناطق شمال الضفة حيث تنشط مجموعات من فصائل فلسطينية مسلحة، إذ كثفت إسرائيل العمليات التي تستهدف عناصر الفصائل المسلحة بما في ذلك حماس وحركة الجهاد الإسلامي - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

ويكشف المحلل السياسي الإسرائيلي، إيدي كوهين، عن "وجود خلايا جديدة تابعة لإيران يتم تشكيلها في الضفة الغربية من عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي".

وهناك معلومات استخباراتية إسرائيلية حول "تأسيس طهران لخلايا جديدة لتكون على غرار حماس، في الضفة الغربية، ومدهم بالأموال والتكنولوجيا والمتفجرات والأسلحة"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويتحدث المحلل السياسي الإسرائيلي عن "تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لحماية الضفة الغربية من السقوط بيد حماس".

وخفف الجيش الإسرائيلي من عملياته في قطاع غزة، ويركز حاليا على "تطهير الضفة الغربية"، وفق كوهين.

ومن جانبه، يشير وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين السابق، أشرف العجرمي، إلى أن الضفة الغربية تحولت لـ"غزة صغيرة".

وتوجد في الضفة الغربية مجموعات مسلحة على غرار "كتائب جنين، وطولكرم، ونابلس، وهي تنفذ عمليات (مقاومة) ضد الجيش الإسرائيلي منذ فترة"، فضلا عن "مجموعات مسلحة أخرى عديدة"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويتحدث العجرمي عن "زيادة نشاطات الجماعات المسلحة خلال الفترة الماضية، بدعم من إيران وفصائل فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي".

ولذلك يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة بهدف "وأد الظاهرة"، لكنه في الوقت نفسه "يعاقب السكان المدنيين، ويدمر البنية التحتية"، وفق العجرمي.

ترقبا لـ"الرد الإيراني"؟

ارتفع منسوب التوتر في منطقة الشرق الأوسط، بعد اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله - المدرج على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى -، فؤاد شكر، بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو، ثم مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد ساعات في طهران بضربة نسبت إلى إسرائيل.

واتهمت حماس وإيران إسرائيل بـ"قتل هنية"، وتوعدتا بالرد لمقتله، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن مسؤوليته ولم ينفها.

وعند سؤال الضابطة إيلا عن مدى ارتباط عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بـ"الاستعداد للرد الإيراني المرتقب"، رفضت التعقيب.

ومن جانبه، يؤكد كوهين أن "التمويل الإيراني ينعش (الإرهاب) بالضفة الغربية"، رافضا في الوقت نفسه الربط بين التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وبين "الرد الإيراني المرتقب".

وتواصل موقع "الحرة" مع المتحدثين باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، وعبدالفتاح دولة، للتعقيب على ما تم ذكره، لكن لم نتحصل على رد حتى موعد نشر التقرير.

لكن العجرمي يؤكد أن "هناك تطور نوعي بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، في ظل محاولات إيرانية لتحريك الأوضاع في شمال الضفة الغربية".

واكتشفت إسرائيل "محاولات لتهريب السلاح وإدخال أموال للضفة الغربية، وربما تكون هناك (معلومات استخباراتية إسرائيلية) حول دعم إيران للمجموعات المسلحة هناك لتنفيذ عمليات بالداخل الإسرائيلي"، وفق تقديرات العجرمي.

ويتحدث وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين السابق، عن "هدف إسرائيلي بعيد" بالضفة الغربية، يتعلق بـ"زيادة مساحة المستوطنات الإسرائيلية، والسيطرة على مناطق فلسطينية أوسع وإخلائها وتهجير سكانها".

وبالتالي فهناك مشروع إسرائيلي في الضفة الغربية "أكبر بكثير" من مواجهة مجموعات مسلحة مدعومة من إيران وفصائل فلسطينية تقاتل إسرائيل، وفق العجرمي.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 650 فلسطينيا برصاص مستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية.

وتم اعتقال الآلاف من الفلسطينيين في مداهمات للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية.

وعلى جانب آخر، قتل ما لا يقل عن 30 إسرائيليا بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في القدس والضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن مقتل قائد حماس في جنين بالضفة الغربية
  • شاهد.. إسرائيل تغتال قائد حماس في جنين
  • عودة موقع Reddit للعمل بعد انقطاع دام 30 دقيقة
  • غالانت يعلن عن هدف جديد لحرب غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: حماس تطالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها في غزة
  • قتلى بهجمات متفرقة على غزة.. والقسام تقنص جنديين إسرائيليين
  • لماذا يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية؟
  • إسرائيل تشن عملية دامية في الضفة الغربية مع استمرار حربها على غزة  
  • مصدر يكشف لـCNN عن انطباع قطر بشأن تصريحات خامنئي حول التفاوض مع أمريكا
  • بعد حزب الله.. هل ترد إيران على إسرائيل؟