تنسيق أمني مشترك بين «كسلا والبحر الأحمر»
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
كسلا – نبض السودان
أمن الإجتماع المشترك الذي انعقد بقاعة شرطة ولاية كسلا بين لجنتي أمن ولايتي كسلا والبحر الأحمر بحضور واليي الولايتين المكلفين خوجلي حمد عبد الله وفتح الله أحمد إلى جانب قائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء ركن احمد العماس أمن على أهمية وضرورة التنسيق المحكم بين الولايتين فيما يختص بمحاربة الجرائم العابرة للحدود إلى جانب مكافحة عمليات تهريب البشر والسلاح والمخدرات خاصة في ظل الاوضاع الامنية التي تمر بها البلاد.
واوضح والي كسلا عقب الاجتماع ان الاجتماع الذي جاء بمبادرة من ولاية البحر الاحمر ياتي بغرض التشاور الامني المشترك بين الولايتين واحكام التنسيق في العمل الامني في المناطق الحدودية بين الولايتين لمعالجة قضايا الهشاشة الامنية ومواطن الضعف فيها وتقويتها حفاظا على امن الولايتين والسودان عامة.
وقال ان الاجتماع خرج بجملة من القرارات التي من شأنها اعلاء قيمة الامن بين الولايتين ووقف تدفق المخدرات وتهريب البشر والسلاح وغيرها من المهددات الأمنية.
واضاف الوالي ان الكمية التي تم ضبطها من الاسلحة والذخائر بالولايتين نبهت الى انه ولابد من احكام التنسيق وقفل الحدود امام أية محاولات لاختراقها وتجفيف تجارة المخدرات والاتجار بالبشر باعتبارها تجارة غير شرعية ونشطة في الاونة الاخيرة فكان لابد من عقد الاجتماع التنسيقي الاول بين الولايتين بهدف تبادل التجارب والخبرات والتي ستكون مصدرا لقوة الولايتين.
واضاف الوالي اننا نعول على عقد الاجتماعات الدورية والقرارات التي خرج بها الاجتماع الاول والتي تصب في مصلحة الولايتين خاصة والسودان عامة في ظل الاستهداف الذي تتعرض له البلاد، منوها الى ان القرارات التي تم اتخاذها ستضع عند تنفيذها حدا لاي تفلت أو هشاشة امنية يمكن ان تحدث.
من جانبه اكد والي البحر الاحمر على اهمية عقد الاجتماع خاصة وان الولايتين تحاددان دولتي جوار، مشيرا إلى ان هنالك خطة امنية محكمة وتنسيق بين القوات المشتركة للولايتين لسد الثغرات حتى يتم التأمين كاملا لشرق السودان الذي يتطلب مزيدا من الجهد والتنسيق المشترك.
واستعرض قائد منطقة البحر الاحمر العسكرية اللواء ركن محمد عثمان حمد اهم القرارات التي خرج بها الاجتماع وتمثلت في وضع خطة امنية مشتركة لاحكام السيطرة على حدود الولايتين وتنشيط الاطواف المشتركة وانشاء محطات عسكرية في المناطق .
وقال ان القرارات سيتم تنفيذها من الفرق العسكرية المجاورة عبر تبادل الخبرات بين لجان امن الولايتين. واوضح اللواء ركن حسن ابوزيد قائد الفرقة 11 مشاه بكسلا ان الاجتماع هدف الي تنسيق الاعمال الخاصة بالامن في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وانقطاع الولايات عن المركز مما كان له اعباء كبيرة علي الولايتين من حيث ترتيب الامور الخاصة بالبلاد بعد توقف الطيران واستقبال ولاية البحر الاحمر واردات السودان.
واضاف ابويد ان ولاية كسلا تعتبر المعبر الحقيقي لبقية السودان فكان لابد من تامين وصول الامدادات وكافة المعينات الخاصة بالخدمات والسلع الاستراتيجية خاصة وان الولايتان تشهدان عمليات تهريب متنوعة اضافة الي افرا زات الحرب من مهددات اخري تتمثل في تهريب الوقود العملياتي والسلاح والمسيرات. واوضح ابوزيد ان الاجتماع تطرق ايضا الي للتحديات الماثلة والثغرات الامنية الموجودة التي استغيها الاعداء من مناطق لم تتم تغطيتها بالصورة اللامطلوبة مؤكدا ان قرارات الاجتماع اذا تم تنفيذها ستضمن امن الولايتين والسودان وانسياب السلع الاساسية الي كل السودان.
من جانبه كشف مدير شرطة ولاية البحر الاحمر اللواء شرطة دكتور نصر الدين محمد فضل المولي عن وضع خطة امنية استثنائية لاستتاب الامن بولاية البحر الاحمر في ظل الاوضاع الامنية بالبلاد خاصة وان ولاية البحر الاحمر اصبحت قبلة لكل اهل السودان مما دعا لأن تكون هنالك خططا امنية محكومة مع ولايات الجوار. واشار الي استمرارية عقد اجتماعات اللجان الامنية مع ولايات الجوار لمتابعة تنفيذ القرارات التي يتم استصدارها.
واوضح اللواء شرطة حقوقي دكتور سفيان عبد الوهاب مدير شرطة ولاية كسلا ان الاجتماع خرج بقرارات صارمة ستنعكس ايجابا على البلاد اضافة إلى استصدار تشريع يجرم الجرائم التي تتم عبر الحدود، موضحا ان الاجتماعات ستنعقد بصورة راتبة حتى تتم مناقشة ماتخرج به الاجتماعات من قرارات يتم تنفيذها باعتبار ان هنالك شواغل امنية بين كسلا والبحر الاحمر ولديهما حدود دولية مشتركة لابد من تأمينها.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أمني بين تنسيق مشترك القرارات التی
إقرأ أيضاً:
أسطوات مصر| «أطلس الحرف اليدوية».. خريطة بلدنا للموروث الثقافي.. الأرابيسك وحقائب القربة الجلد مهن تراثية بالوادي الجديد والبحر الأحمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«هيلا هيلا.. مع بعضينا تهون الشيلة»
“هيلا هيلا” هذا النداء الذي يحث على قيمة العمل والعمال والأيدي العاملة، ربما حملها إليها نهر النيل العظيم عبر التاريخ، والذي وهبته الحضارة المصرية الحياة، فأينما ذهب النهر ذهبت معه الحضارة ونمت واستقرت وأسفرت عنها العديد من الصناعات والحرف اليدوية التي تناقلها المصري عبر الأزمان المتعاقبة من جيل إلى جيل، يطور فيها ويضيف عليها وفقًا لحاجاته، وتحت تأثير التغيرات، لكنها تبقى محتفظة بصيغتها الأصيلة التي تحمل معها عبق التاريخ وسر النحت والتصميم، وعبقرية الحس الفني للمصري القديم، هذا الحس الذي يجري في عروق المصريين كجريان مياه النيل في منابعه.
«أطلس الحرف اليدوية».. خريطة بلدنا للموروث الثقافي
«أطلس الحرف اليدوية»، أحد المحاولات التي أقيمت بشكل فردي من الباحث أسامة الغزالي والذي بدأه في عام 2012، ليكون البنية الأولى لتوزيع خريطة للحرف والصناعات اليدوية في بر مصر والتي يمكن البناء عليها واستكمالها ليصبح مشروع دولة بأكمله نظرًا لما يتمتع به الأطلس من سجل واضح وشامل للتوزيع الجغرافي للحرف اليدوية والتراثية المصرية.
ومن الملاحظ أن تمركز بعض الحرف يعود بنا بالتاريخ إلى الحضارة المصرية القديمة واستمرار تلك الحرف رغم التطورات الزمنية المختلفة ومنها صناعة الفخار والتي تمثل جزءًا أساسيًّا من التراث الحضاري المصري، وغيرها من الحرف اليدوية مثل البناء وأدواته التي لم تتغير حتى الوقت الراهن على الرغم من مرور الزمن وتطور الآلات الخاصة بعمليات البناء لكن تبقى الأدوات التي استخدمها المصري القديم سواء في الزراعة أو الري أو بناء المعابد والقبور لا تزال تستخدم وتؤدي وظيفتها بكفاءة منقطعة النظير.
في هذا الأطلس المبادرة، تم توثيق 210 حرف في 330 قرية في 27 محافظة، اخترنا منها عدداً من المحافظات حسب المساحة المتاحة.
البحيرة
تبلغ مساحتها 9.826 كم2 وتضم 15 مركزاً ومدينة بها 495 قرية، وأكثر من 7 ملايين نسمة.. وتعتبر محافظة البحيرة من المحافظات التي تتميز بطابع خاص وتتمركز بها العديد من الحرف التراثية والتي تتمركز في مدن رشيد وادكو وكفر الدوار وشبراخيت ودمنهور وحوش عيسى والتي تشتهر بأكثر من 13 حرفة تراثية ومنها (نول السجاد اليدوي، والأثاث والأقفاص المصنوعة من جريد النخيل، وفنون التشكيل على الكليم الجوبلان، والكليم القصاقيص وهو المصنوع من بواقي وقصاصات الأقمشة ومخلفات المصانع والملابس، والمقاطف المصنوعة من سعف النخيل، ومراكب الصيد الخشبية (التقليدية)، والتشكيل على قرن الجاموس، وشباك الصيد، والكليم الصوف والتبس، والطرابيش التراثية، والحصير المصنوع من نبات السمار، وصناعة الفخار، والخيرزان البامبو، وكليم القصاقيص الشعبي.
ويعتبر "الجوبلان" هو فن الرسم بالخيوط وهو من الفنون والحرف التراثية التي توارثناها منذ الحضارة المصرية القديمة، وفيها يتم الرسم علي النول للجوبلان بالرسوم النباتية المبهرة والتي تعبر عن حياة المصري القديم والتي تجسد حياته اليومية وفي مواسم الجني الزراعة والبناء أيضًا.
أسيوط
الكليم والأبواب الخشبية وتشكيل النحاس والمعادن فنون أسيوط الشعبية
مساحتها 25.926كم، بها 11 مركزاً، 235 قرية ويعيش بها أكثر ما يقرب من خمسة ملايين نسمة وتعتبر محافظة أسيوط من أقدم محافظات الصعيد والتي تتمتع بتراث حرفي منقطع النظير في مختلف مراكزها وبها أكثر من 33 حرفة وصناعة يدوية وتراثية منها من استطاع العبور عبر الزمن ومنها من لم يستطع مقاومة التغيرات وأوشك على الاندثار ولم يبق منه سوى بعض تراث الأجداد ومنها حرفة صناعة الدف الشعبي الموسيقي، والأحذية الجليد الطبيعي والأومية الحفر على خشب البان، والكليم العدوى الأسيوطي وتشكيل قرن الجاموس وسجاد العقدة حرير والعقدة صوف، والكليم القباطي والكليم القصاقيص وفنون التشكيل على النحاس.
النول اليدوي والتشكيل على سعف النخيل حرف تميز البحيرة
لكن تبقى أسيوط تحتفظ بالكثير من الصناعات والحرف التراثية التي لا تزال تقاوم الزمن وتتوارث من جيل إلى جيل ومنها صناعة الغرابيل، والأبواب الخشبية الأسيوطي والتطريز على التلي الأسيوطي، والموازين اليدوية، وتشكيل العاديات الخشبية، والصديري والجلبات الأسيوطي، وتشكيل الحدايد والأدوات، وتشكيل معادن الصاج، والنرجيلة، والرسم والزخارف الشعبية على الجداريات، وكسوة المحمل، والموالد والفراشة ونول الكليم الصوف، وحرفة عسل النحل المصري القديم، وتطريز المكرمية، والفخار صناعات الطين، والكلية المعايير الخشبية، والدكك الحشبية الأسيوطي، وسباته البوص وفنون الكروشية، وتطريز الملابس، والخوص والمقاطف الريفي وتشكيل النحاس والأدوات النحاسية.
الحرف اليدوية تساهم في إعادة بناء الإنسان وتشكيل الهوية الثقافية
الوادي الجديد
مساحتها 440.098كم2، بها 5 مراكز، 124 قرية، وربع مليون نسمة.. وكأن الزمن لم يمر هكذا ما يمكن وصف به محافظة الوادي الجديد والتي تمثل تلت مساحة مصر نعيم ووديان وآثار للحضارة المصرية القديمه حينما كان يمر نهر النيل عبرها فلدينا خمس واحات كل منها يتميز بتراث إنساني وحضاري متفرد ومنها واحة الفرافرة والداخلة والخارجة وباريس وموط ما يقرب من 20 حرفة تراثية منها من اندثر ومنها ما يزال مستمرا حتى وقتنا الراهن ومنها صناعة أطباق سعف الدوم الملونة، ورسم الرمال على الخشب، والفخار الواحات بالرمال، والنحت على كرناف النخيل، والارابيسك المصنوع من النخيل، وتشكيل بالصلصال الواحاتي، والسجاد اليدوي الصوف.
البحر الأحمر
مساحتها 119.099كم2، بها 7 مراكز، 13 قرية ويسكنها ما يقرب من 400 ألف نسمة.. ما بين الخط والتطريز والتشكيل وفنون البدو والصحراء فمن قرى الغردقة وسفاجا ومن قرى أبوغصون والقلعان وحماطة والحميرة، والشلاتين وأبو رماد وأدلديب والجرف وفومدلم الدنيب ووديان جبل علبة والشيخ الشاذلي وجفافييت، وأبرق قمبيت أو سعفه ديفو القلعان وحماطة، وحلايب ، تتميز محافظة البحر الأحمر بالعديد من الحرف التراثية والتي تتعدي الـ27 حرفة تراثية ومنها التطريز البدوي والخرز البدوي، والغربال وشباك الصيد والكليم الشعبي ومراكب الصيد (التقليدية) والصفيح والمعادن والقصاقيص، والصنادل من جلد الماعز والغنم، والرسوم الفنية بالزيت، وسعف النخيل وكليم الهمل الملون الحريري وشعاليق من الخرز وحبال وأربطة شعر الماعز والغتم وحقائب من جلود الغنم، وكليم الصوف والجوبلان والأرضيات، وأهوان وأطباق ونحت الخشب، وكليم يجاوي برش مطرز بخرز، وحقائب القربة الجلد، ومن بين الحرف التي اندرث أو لم تعد متواجدة هي الحفر وتشكيل المونيوم أحجبة وتشكيل نبات القرع والكليم العبادي المصنوع من صوف الغنم، والصناعات الخشبية الصغيرة، والاحذية الحلدية، والسرير العنقريب التراثي، والتشكيل والنحت على الأحجار والرحايا والحُلى الفضة التراثية .
الصناعات اليدوية على ضفاف نهر النيل.. تقاليد مصرية عريقة
هل يمكن أن يكون هذا الأطلس بداية لرصد أهم الحرف التراثية في بر مصر وليكون بنية أساسية لعمل رصد حقيقي لتلك الحرف والوقوف على أهم الإشكاليات التي تواجه تلك الحرف وإعادة الحرف التي اندثرت باعتبارها جزءا من الهوية الثقافية المصرية وإذا كانت الدولة المصرية تنادي بإعادة بناء الإنسان وترسيخ الهوية المصرية يجب إعادة النظر في تشكيل الهوية الثقافية الخاصة بكل محافظة وما تتمتع به من حرف وصناعات من الممكن أن نخطو بها خطوات جادة نحو استراتيجية التنمية المستدامة ووفقًا لرؤية القيادة السياسية.
أسامة الغزالى صاحب الأطلس
البناء بالكراشيف في سيوة