بوابة الوفد:
2024-09-16@07:18:23 GMT

Liquid C2 تطلق Cloudmania في مصر

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

أعلنت Liquid C2، إحدى الشركات التابعة لشركة Liquid Intelligent Technologies، عن اطلاق أعمال وحدتها Cloudmania لحلول  الحوسبة السحابية و الأمن السيبراني في مصر. Cloudmania هي وحدة  الشركة الحاصلة على العديد من الجوائز على عملياتها مع شبكة شركائها الموجودة في في 35 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وقد قامت Cloudmania من خلال شراكتها الاستراتيجية مع شركة مايكروسوفت بتزويد العديد من الشركاء بخدمات الحوسبة السحابية والأمن السيبراني، بما في ذلك حلول Microsoft 365 وAzure.



قال شريف شلتوت، المدير الإقليمي لشركة Liquid C2 بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة Liquid C2:"إن توسيع نطاق أعمال Cloudmania في مصر يعكس ثقتنا بالاقتصاد المصري وذلك عقب اطلاقنا Liquid C2 العام الماضي في مصر حيث نرى مصر كدولة محورية في خطط توسيع اعمال الشركة في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونتطلع للعب دورنا مع شبكة شركائنا في دعم مجهودات  الدولة المصرية في التحول الرقمي   لتحقيق استراتيجية رؤية مصر 2030".

 وأضاف شلتوت أن الشراكة مع الشركات المحلية ستساعد في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز تنمية المهارات الرقمية وخلق فرص في مجال ريادة الأعمال وتعزيز النمو الاقتصادي، كل ذلك مع الاستفادة من ثروة مصر من المواهب التقنية المحلية.

وتدرك Cloudmania الدور الحاسم الذي تلعبه تقنيات السحابة والأمن السيبراني في الاقتصاد الرقمي اليوم. ومن خلال الشراكة مع شركة مايكروسوفت العالمية، تُظهر Cloudmania التزامها الثابت بقوة التكنولوجيا كقناة للتغيير والتطوير والتقدم في مصر.
 أشار فيناي هيرالال، الرئيس التجاري لشركة Liquid C2 قائلا" لقد زاد عدد شركاء Cloudmania من 100 إلى 750 شريكًا في العام الماضي، مما يوضح مدى صدى العروض القيمة  لدى شركاء قنوات التوزيع في المنطقة. وأضاف أن حصولنا على جائزة شريك مايكروسوفت للعام في إثيوبيا وكوت ديفوار في عامي 2022 و2023 على التوالي، يعكس التزامنا بتقديم الحلول التي تدفع اعتماد السحابة ونمو الشركاء، وتسريع التحول الرقمي للشركات في أفريقيا".

ويحصل شركاء Cloudmania على إمكانية الوصول إلى مجموعة من الحلول الرائدة في السوق والمصممة خصيصًا لتناسب احتياجات عملائهم حيث تهدف Cloudmania إلى مساعدة شركاءها على إدارة أعمالهم بشكل أفضل من خلال عروض تقدم عبر نظام متكامل يعمل دائمًا ليساعد في خدمات إدارة الفواتير والاشتراكات هذا بالإضافة إلى تزويد الشركاء بالبرامج التي تعزز المبيعات، و تمكنهم أيضًا من الوصول إلى الدعم التسويقي والفني المقدم من Cloudmania. وتعمل Cloudmania على توفير المساندة ، مما يمكّن الشركاء من التركيز على أعمالهم الأساسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فی مصر

إقرأ أيضاً:

في الكوجيتو الرقمي.. معركة الإنسانية الكبرى تخاض على شاشات الهواتف الذكية

الكتاب: أنا أوسيلفي إذن أنا موجود
الكاتب: إلزا غودار
الناشر:  المركز الثقافي للكتاب الدار البيضاء: المغرب ـ بيروت، لبنان،  الطبعة : الأولى 2019
عدد الصفحات: 216 صفحة


من الكوجيتو الديكارتي "أنا أفكّر إذن أنا موجود" الذي يعلن علوية الفكر في تحديد هوية المرء وتابعية الجسد له، استلهمت إلزا غودار عنوان أثرها المهم "أنا أوسيلفي إذن أنا موجود". ولكن استلهامها استلهام قلب، يعكس معادلة الفلسفة المثالية. فيجعل مدار قضيته الرئيسية على تابعية هوية المرء اليوم للتكنولوجي وللرقمي ولأجهزة الهواتف الذكية وكل أنماط الذكاء الاصطناعي. ولئن بحث ديكارت عمّا يرفع من إنسانية الإنسان في هذا الكوجيتو، بصرف النّظر عن موقف الفلسفة المادية منه، فإن هذا الكوجيتو الجديد يبدو أقرب إلى نسفها ليُحل محلها البعد الرّقمي لـ"ـلكائنات البشرية المزيدة" وفق  الفيلسوف جان ميشال بيني (Jean Michel Benier).

1 ـ قصة الكتاب

تذكر الباحثة إلزا غودار أن قصة هذا الكتاب بدأت بانخراطها مرّة في لعبة مع الأصدقاء لتحديد لحظة الجنون في حياة كلّ منهم، وأنّ رفاقها قدّروا أنّ [السيلفي]، يمثل جنونها هي، أي تلك اللحظة التي تكون فيها أناها منفلتة من عقالها. فهالها أن تتحوّل فجأة على "ضحية قبلت طوعاً الانخراط في ظاهرة موضة لا يمكن تجنبها". وهكذا تحوّل الهزل إلى حدّ. فقد وجدت نفسها معنيّة بالتّعمّق في دراسة هذه الظّاهرة حتى تعبر من مرحلة الانخراط اللاواعي فيها إلى مرحلة الوعي بها والتفكير فيها. واكتشفت عندئذ أنّ السيلفي بما هو ظاهرة سوسيو ـ ثقافية على صلة عميقة بمسألتي الهوية والكينونة، لا تزال خارج دائرة التفكير الجدّي.

في المستقبل القريب ستكون كل الأجهزة متصلة بفضل وجود ويفي في عالم الروبوهات التي تفهمنا وتتحدث إلينا. وسيتطور الذكاء الاصطناعي لتحل محل الإنسان في التفكير وأخذ القرارات. والسؤال الذي سيطرح عندئذ هو ما الذي يحدث لإنسانيتنا ونحن نعبر من تدعيم فاعلية أجسادنا بزرع أعضاء اصطناعية للقضاء على الإعاقة والألم والمرض إلى العمل على التخلص من هشاشتنا البيولوجية بالتّدخل في عمل الطبيعة والتحكّم في الخرائط الجينية وتحويلها؟تمثلت أوّل مراتب بحثها في العودة إلى أصل الاصطلاح. فبيّنت أنّ الكلمة مشتقة من الإنجليزية self التي تعني النفس، وتعني أحيانا أخرى "أنا وحدي"، ثمّ أضيفت إليها لاحقة عامية وعاطفي ("ie"). ويبدو أنّها ظهرت أول مرة في أستراليا 2002. ولكنّ هذه المفردة لم تعرف الانتشار الحقيقي إلا سنة 2012، و"في سنة 2013 اختيرت "السيلفي" كلمة السنة في قواميس أوكسفورد، وهكذا دخلت سنة 2015 إلى القاموس الفرنسي لاروس، ووجدت طريقها، بعد سنة، إلى قاموس بوتي روبير، وابتداء من هذا التاريخ لم يعد أحد يتجنب الحديث عنها. فقد انتشر السيلفي ممارسةً وتعبيرا، على نطاق واسع.

2 ـ السيلفي وإدراكنا للعالم من حولنا

رغم هذا الانتشار الواسع يظل السيلفي ممارسة اجتماعية غير ثابتة لصلتها بالتحوّلات الرقمية المتسارعة. وعلى اختلاف ممارساتها فهي تطرح الأسئلة حول علاقة المرء بذاته وبصورتها  أوّلا وبالعالم من حوله ثانيا وبالتكنولوجيا الحديثة والثورة الرقمية ثالثا. وانطلاقا من هذا الثالوث تحاول الباحثة إلزا غودار أن تجعل إنسان السيلفي موضوع تفكير فلسفي. فتعمل على البحث في آثار هذه الثورات. وتقدّر أنّ السيلفي أو البورتريه الذاتي" أو "الصورة الذاتية من نتائج الثورات الرقمية التي أثرت في أنماط حياتنا وأدت إلى تغيير راديكالي في طريقة إدراكنا للعالم رغم أنها تدرك أننا لم نتخذ المسافات اللازمة بينها وبيننا. فالظاهرة لا تزال في طور التشكل. وهذا ما يحتّم البحث فيها والعمل على وضعها ضمن تفكير شامل حول ما يدبر في الفضاء الافتراضي  والعلاقات التفاعلية بين الناس  اليوم.

3 ـ  أفضية التواصل الاجتماعي وفرض "الشبكة الاجتماعية" تصنيفا اجتماعيا جديدا

لقد أحدثت الثورة الرّقمية قطائع كبرى غیرت توجهاتنا ولا تزال تنذر بالكثير من التغييرات في المستقبل. من ذلك أن سيولة المعلومة ووجود منظومات للاتصال السريع وفائق الدّقة وأفضية للتواصل الاجتماعي حوّلت المواطنَ العادي إلى صحفي. فبات من المتاح له، حالما يجد نفسه في قلب حدث ما، أن يقوم بتغطيته. فله الهاتف الذّكي الذي يصله بالجمهور المتابع وله القدرة على نقل الخبر صوتا وصورة وبإمكانه التعليق عليه وإبداء رأيه فيه.  وأكثر من ذلك، يتاح لهذا الجمهور أن يتفاعل مع المنشور آنيا وله أيضا أن يتحوّل بدوره إلى جيش من الصحفيّين الذين ينقلون الخبر عن ّهذه "الوكالة".

وخوّلت هذه الثورة للفنان أو لصانع المحتوى استمالة آلاف المبحرين في الإنترنيت عبر أساليب مختلفة من الدّعاية. "وهكذا ستظهر مرحلة جديدة تكون فيها نحن أنفسنا وسائط". وسيصبح المبتذل واللّعبي والتّافه رمزاً لمجتمعات تعيش تحولات جذرية، يديرها شباب متمكنون من التكنولوجيا الجديدة. وعليه فقد أضحت علاقاتنا بمحيطنا الخارجي منفتحة ومباشرة وأفقية في عالم افتراضي فاقد للتراتبية الاجتماعية أو الطبقية التي تميّز عالمنا الفعلي.

ومن ثمّة يمكننا أن نتحدّث عن سلطة الشبكة الاجتماعية وعن دورها في التأثير في الرأي العام. ويظهر ذلك في الأحداث الكبرى خاصّة كالعمليات الإرهابية أو الكوارث الطبيعية أو الأحداث السياسية المهمّة. ومن هنا سيظهر مفهوم جديد يضاف إلى مفاهيم الحشد والجمهور والشريحة والفئة والطبقة هو مفهوم الشبكة الاجتماعية. فتحدّده الباحثة بكونه "مجموع العلاقات غير المحدّدة بين أفراد متساويين شكليا" والتي تكفلها وسائل التواصل اليوم.

4 ـ السيلفي والرقمي والتحولات الجوهرية في تمثلنا لذواتنا

لا شكّ أنّنا كنّا سنعُدّ حتى مطلع هذه الألفية، من يتكلّم بمفرده مجنونا أو مثيرا للسخرية أو الشّفقة. أمّا اليوم فقد أضحى من العاديّ جدا أن تجد أحدهم يضع سماعات في أذنيه ويمشي في الشارع ويتحدث. فيقهقه أو يغضب ويلعن أو يتمايل رقصا، دون أن يثير الفضول من حوله. ولا شكّ أنّ علاقتنا بالكتابة والقراءة تغيّرت بدورها. فقد تراجع جلال المسودة وخطية الفكرة. وبات بإمكاننا أن ندوّن الفكرة التي نريد أولا ثم نقوم بعملية مونتاج لأفكارنا فنقصّ منها ما نريد وننقلها إلى أي موضع أخرى من وثيقتنا التي نحرّر.

وبات بإمكاننا أن نبحث عن الفكرة في الأثر باستعمال محركات البحث دون أن نضطر على قراءته بأسره. بل أننا أصبحنا لا نقرأ ما يقال عن الأشياء بقدر ما نتملّى صورها، فنحرّر في أذهاننا ما يمكن أن يمثّل قراءة سيميائية للمرئي. وأثناء جلوسنا في قاعة انتظار ما، بدل أن نتملى المكان أو الوجوه أو نتبادل الثرثرة مع من يصادفنا في القاعة أصبحنا ننغرس في شاشات هواتفنا لنتملى صور الآخرين ونتلصّص على حيواتهم التي يعرضونها بدورهم على الملإ.

وعلى مستوى العواطف كنا نفكر مليا قبل أن نعلن لمخاطبنا أننا "نحبه". فقد كنا نقول ذلك وجها لوجه والأيدي في الأيدي، "فلا علاقة لذلك ب [jtm =أحبك] التي نرسلها اليوم عبر رسالة قصيرة مع سمايلي في شكل قلب". فتكون نصا عفويا غير مفكر فيه صالحا لكل المناسبات.  وإجمالا لم تعد آثار الخطاب ومصداقيته هي ذاتها، والأخطر أنّ قوة الانفعالات الشوق عندنا قد اضمحلت ونحن تتابع أخبار أصدقائنا على صفحتنا  باستمرار دون أن تتواصل معهم. فنشر السيلفيات وعرض "الأنوات"، جزء من بناء الآخر النرجسي الذي لا يعنينا بقدر ما يلزمنا بوضع علامة الإبهام أو قلب إيفاءً بدين أو طلبا لتفاعل مماثل حينما ننشر بدورنا ذواتنا على قوارع صفحات التواصل الاجتماعي. وإجمالا فعواطفنا قد تأقلمت مع السطحية ورفض الالتزام.

6 ـ الواقعي والافتراضي

يعمل  الافتراضي على توسيع الواقعي وإغنائه وفي الآن يحاول تغييره ليحل محله. ويبدو أننا أصبحنا نستسلم لا إراديا لهذه الموجة. فنحن اليوم نفتقد إلى القدرة على التحكّم في التقدم المعلوماتي. والخطر هنا يتمثّل في  غطرسة التكنولوجيا ودكتاتوريتها. فهي لا تقوم بسبر آراء ولا تأخذ تطلعاتنا بعين الاعتبار. فقط هي تنفّذ. فتفرض علينا واقعا جديد وتقصر دورنا في التسليم به والتلاؤم معه بعد تلكإ. ولعل عجز المنظّمات السياسية والمؤسسات المالية على كبح جماح العملات الرّقمية المشفّرة خير دليل على ذلك.

وفي المستقبل القريب ستكون كل الأجهزة متصلة بفضل وجود ويفي في عالم الروبوهات التي تفهمنا وتتحدث إلينا. وسيتطور الذكاء الاصطناعي لتحل محل الإنسان في التفكير وأخذ القرارات. والسؤال الذي سيطرح عندئذ هو ما الذي يحدث لإنسانيتنا ونحن نعبر من تدعيم فاعلية أجسادنا بزرع أعضاء اصطناعية للقضاء على الإعاقة والألم والمرض إلى العمل على التخلص من هشاشتنا البيولوجية بالتّدخل في عمل الطبيعة والتحكّم في الخرائط الجينية وتحويلها؟

6 ـ  الرقمي الافتراضي وإدراكنا للفضاء وللزمن

لقد غير الافتراضي من علاقتنا بالفضاء جذريا. فكسر صلابته وامتداده واسترساله وحوّل المدى إلى نقطة. فالهناك أصبح هنا. فيمكنني أن أتجوّل في حديقتي هنا في هذه القارّة وأشارك ابنتي لحظات تفتّح ورودها المفضلة وهي تشارك في مؤتمر علمي في قارة ثانية. وفي الآن نفسه تغيّر إحسانا بالزّمن. فبتنا نعتصر أبعاده الثلاثة (الماضي والحاضر والمستقبل) في بعد واحد خاص بفعل الاتصال المباشر. فلا نحتفظ منه إلاّ بالراهن وهو زمن افتراضي كائن، بفضل النقر على الأزرار هنا والآن: أتصل بمن أحتاج وها هي المشكلة قد حلت.  لا أتذكر معلومة ما؟ لا داعي لكي أنشط ذاكرتي فغوغل رهن إشارتي. "ففي عصر الهنا والآن" كل شيء مباشر وكل شيء ملك اليد : بإمكانك وأنت جالس أمام لوحة المفاتيح، وبمجرد نقر أن تستحضر العالم أمامك".

يظل الدّماغ الحلقة الأكثر هشاشة. فإنسان الذكاء الاصطناعي يعبر مباشرة من الجسد إلى البرمجية أي من برمجة الطبيعة إلى برمجة الآلة. وإقصاء الدّماغ من هذه السلسلة هو قتل الإنساني فينا. وهذا ما يتيح لجهات النفوذ تحويل البشر إلى مجرد روبوهات يتمّ التحكّم فيها عن بعد بما يخدم مصالحها.ومن تبعات هذه التحوّلات الجوهرية هيمنة الاستعجال والمباشرة والآنية والسرعة والسطحية على شكل إقامتنا في الوجود. "لقد انكفأ الزمان والقضاء على أنفسيهما: لقد أصبح البعيد قريباً (مع النت) وأصبح الما بعد هو الآن (مع السمارتفون)؛ وأصبح اللامرئي مرئيا (مع سكايب).... وليس من المستبعد أن يضعوا بين أدينيا في المستقبل تطبيقا نستطيع من خلاله الإحساس بالآخر وتذوقه".

7 ـ أنا أوسيلفي إذن أنا موجود.. وبعد؟

بعد جرد سلبي لهيمنة الرقمي على شكل سكنى العالم تحاول الباحثة الإبقاء على شيء من التفاؤل. فخبر موت أحدهم الذي نطالعه على الشاشة يعمّق إحساسنا بالحزن وربما يجعلنا نشعر بتقصيرنا في حقه في العالم الخارجي. إذن لا يمتصنا هذا العالم الافتراضي كليا وفق إلزا غودار، وبإمكاننا أن نعود إلى واقعنا إن شئنا. ولئن تغيّر العالم على مستوى إدراكنا للزمن والفضاء وعلى مستوى علاقتنا بذواتنا وبالآخرين، فإن هذا التغيير لم ينزل من السماء كما تقول. فنحن من فعل ذلك. وهذا يعني أنه بإمكاننا أن نفعّل من الافتراضي والرّقمي بعده الإيجابي حتى ننقذ إنسانيتنا المهدورة.

يبدو هذا التفاؤل مشروعا. ولكن لا بدّ أن ندرك ونحن نقارب مسألة الافتراضي وصلته بعالمنا الفعلي من رصد تشابهات ثلاثة.

ـ فالجسد ( البيولوجيا) يضمن استمرارنا بفضل تخزين المعلومة في الحمض النووي.
ـ والذهن ينتج يكفل استمرار الحضاري والثقافي والأخلاقي عبر التخزين  في الدّماغ.
ـ والتكنولوجيا تنقل المعلومة من من الدماغ إلى البرمجيات والتطبيقات المعلوماتية.

وفي هذه السلسلة يظل الدّماغ الحلقة الأكثر هشاشة. فإنسان الذكاء الاصطناعي يعبر مباشرة من الجسد إلى البرمجية أي من برمجة الطبيعة إلى برمجة الآلة. وإقصاء الدّماغ من هذه السلسلة هو  قتل الإنساني فينا. وهذا ما يتيح لجهات النفوذ تحويل البشر إلى مجرد روبوهات يتمّ التحكّم فيها عن بعد بما يخدم مصالحها. وما منظمات اللوبييغ التي تصنع الرأي العام إلاّ دليل على أنّ معركة الإنسانية الكبرى تخاض اليوم على شاشات الهواتف الذكية. ولكن الخصمين، أي المُستهدِف والمستهدَف، يختلفان من حيث الكفاءة بين مُبرمِج واع بما يريد ويعمل على تحريكنا كالدمى من وراء ستار ومستهلك غافل ومدمن على الغوص في هذه الشّاشات كقط "كليلة ودمنة" الذي كان يلعق الدم من مبرد. وكان المبرد يجرّح لسانه ويُسيل دماءَه. وكان طعم الدم يغريه أكثر. فيلعق المزيد ويتشقق لسانه أكثر. فتسيل دماؤه من جديد.

مقالات مشابهة

  • ابتداء من مارس 2025.. شركة "ويز إير" للطيران تطلق رحلات اقتصادية طويلة المدى وأخرى للشرق الأوسط
  • يقدم خطة لتحقيق "النصر".. زيلينسكي يطالب شركاء أوكرانيا بمزيد من الأسلحة
  • وزيرة البيئة تلتقي الرئيس التنفيذي لشركة Suez الفرنسية لبحث آليات التعاون
  • الفضاء الرقمي بين التفاهة والمسؤولية ورهان المعالجة
  • صندوق النقد العربي: التحول الرقمي عامل أساسي في إعادة تشكيل القطاع المصرفي
  • شرطة أبوظبي تنفذ حملة ميدانية بالتعاون مع الشركاء
  • نفط الشمال تباشر بتهيئة حقول كركوك لتسليمها لشركة BP البريطانية
  • في الكوجيتو الرقمي.. معركة الإنسانية الكبرى تخاض على شاشات الهواتف الذكية
  • "الجسر الرقمي بين مصر وإيطاليا" ندوة بالإسكندرية
  • "دبي للثقافة" تستضيف ملتقى النشر الرقمي