متى نشأ جهاز الخدمة السرية المكلف بحراسة الرؤساء ؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تعرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المرشح الحالى لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة اغتيال فاشلة، خلال تجمع انتخابى في الهواء الطلق في بتلر بولاية بنسلفانيا، وهو ما أثار العديد من التساؤلات لدى كبار السياسيين الجمهوريين من جهاز الخدمة السرية الأمريكى المكلف بالحفاظ على سلامة الرئيس السابق، ونعرض لأحدث دراسة للمفكر والمؤرخ القضائى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان (قواعد حماية الرؤساء من جهاز الخدمة السرية فى أمريكا)
متى نشأ جهاز الخدمة السرية المكلف بحراسة الرؤساء ؟
يذكر الدكتور محمد خفاجى " نشأت بوادر جهاز الخدمة السرية المكلف بحراسة الرؤساء فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق أبراهام لينكون وهو محامي وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من عام 1861 وحتى اغتياله في عام 1865، ويسجل التاريخ أنه قبل ساعات فقط من اغتيال الرئيس الأمريكى الأسبق أبراهام لينكولن وقع على الأوراق اللازمة لإنشاء جهاز الخدمة السرية في عام 1865.
ويضيف " كانت المهمة الأساسية المكلف بها جهاز الخدمة السرية في بداية الأمر قاصرة على مكافحة تزوير العملة، ثم تولى الجهاز حماية الرئيس الأمريكي بعد اغتيال ويليام ماكينلي في عام 1901، ووليام ماكينلي هو سياسي ومحامي أميركي شغل منصب الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة من 4 مارس 1897 حتى اغتياله في سبتمبر 1901 ، ومنذ لك الحين يحتفظ جهاز الخدمة السرية بحماية دائمة للرئيس ونائب الرئيس وعائلتيهما وأسلافهما. وتمتد الحماية المؤقتة التى يقوم بها هذا الجهاز للسياسيين البارزين والمرشحين الرئاسيين ورؤساء الدول الزائرين. "
ويشير " يقوم جوهر عمل جهاز الخدمة السرية على تقييم التهديدات قبل وقوعها والعمل على تلافيها وهم يتسلحون بالأسلحة الذكية ويتنقلون فى كل مكان مع رئيس ومرشح رئاسي ويكلفون بمواجهة المهاجمين المحتملين، لذا كان الحراس الشخصيون لترامب هم أول من اقتحموا المنصة وقاموا بتغطية ترامب عندما دوى إطلاق النار في غرب ولاية بنسلفانيا. وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل مع الخدمة السرية لتحديد الاحتياطات التي اتخذتها الخدمة السرية. "
أربعة رؤساء لأمريكا تعرضوا للاغتيال الفعلى
ويشير الدكتور محمد خفاجى " وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار على سياسي أمريكى فى مجال العنف السياسى. وتم اغتيال أربعة رؤساء وإطلاق النار على آخرين، فقد تم اغتيال الرؤساء أبراهام لينكولن، وجون كينيدى، وجيمس جارفيلد، ووليام ماكينلى على النحو التالى:
1- الرئيس الـ16 للولايات المتحدة الأمريكية أبراهم لينكولن الذي اغتيل في أبريل 1865.
2- الرئيس الـ20 لأمريكا جيمس جارفيلد الذي اغتيل في يوليو 1881 قبل أن يكمل شهره الرابع في البيت الأبيض.
3- الرئيس الـ25 لأمريكا وليام ماكينلي اغتيل في سبتمبر 1901 في نيويورك
4- الرئيس الـ35 لأمريكا جون أف كيندي الذى اغتيل في ولاية تكساس في 1963."
(10) رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية ومرشح رئاسى تعرضوا ل 18 محاولة اغتيال فاشلة
ويوضح " هناك (10) رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية ومرشح رئاسى تعرضوا ل 18 محاولة اغتيال فاشلة هم:
1-محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 7 أندرو جاكسون من 1829 من إلى 1837، حيث تعرض فى 12 يناير من عام 1835، لمحاولة اغتيال أثناء وجوده في قاعة مجلس النواب، وهي أول محاولة اغتيال لرئيس أمريكي.
2- محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 26 ثيودور روزفلت، وهو يحاول استعادة وظيفته القديمة خلال حملة عام 1912 حيث تم إطلاق النار عليه وهو في طريقه لإلقاء خطاب في ميلووك
3-محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 33 هاري ترومان، الذي تولى الرئاسة بعد وفاة روزفلت، لإطلاق نار من جانب البيت الأبيض من قبل القوميين البورتوريكيين في عام 1950
4-محاولة اغتيال فاشلة للمرشح الرئاسى جورج والاس كورلي حاكم ألاباما لأربع مرات. وترشح مستقلا في الانتخابات الرئاسية، بعد فشله لثلاث مرات للحصول على ترشيح من الديمقراطيين وهو من دعاة الفصل العنصري والذي كان يترشح للرئاسة للمرة الثالثة عام 1972، بعد حملة انتخابية خارج واشنطن العاصمة. وأدى إطلاق النار إلى إصابته بالشلل
5-محاولتى اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 38 جيرالد فورد في عام 1975 في سكرامنتو بكاليفورنيا. وبعد أسابيع في سان فرانسيسكو
6- محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 39 جيمي كارتر فى لوس أنجليس في 5 مايو 1979
7- محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 40 رونالد ريجانفي 30 مارس 1981 حيث تعرض لإطلاق نار أثناء الخروج من فندق واشنطن هيلتون متجها إلى سيارته الليموزين وأصيب في صدره وتم اسعافه من الفرق الطبية فى الحال
8- ثلاث محاولات اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 42 بيل كلينتون، في عام 1994.
9- محاولتين اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 43 جورج بوش الابن في دائرة خدمات الإيرادات الداخلية بعدة طلقات على البيت الأبيض في فبراير 2001، والثانية في 2006 في العاصمة الجورجية تبليسي حين كان برفقة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي
10- أربع محاولات اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 44 بارك أوباما، الأولى حينما كان مرشحا رئاسيا في 2008 والثانية في عام 2011 والثالثة في أبريل 2013 والرابعة في 2015 وأعضاؤها من تنظيم داعش الإرهابى
11 - محاولة اغتيال فاشلة للرئيس الأمريكي رقم 45 دونالد ترامب 13 يوليو 2024 خلال تجمع انتخابى في الهواء الطلق في بتلر بولاية بنسلفانيا. "
من هم الأشخاص الخاضعين للحماية من جهاز الخدمة السرية ؟
ويختتم الدكتور محمد خفاجى " بموجب القانون الأمريكى تبدأ هذه الحماية بموجب سلطة الباب (18) بقانون الولايات المتحدة، القسم 3056، فإن الأشخاص الخاضعين للحماية من جهاز الخدمة السرية هم:
1-الرئيس، ونائب الرئيس أو غيرهم من الأفراد التاليين في ترتيب الخلافة في مكتب الرئيس، والرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب
2-العائلات المباشرة للأفراد المذكورين سلفًا
3-الرؤساء السابقون، وأزواجهم، إلا في حالة زواج الزوج مرة أخرى
4-أبناء الرؤساء السابقين حتى سن 16 عامًا
5-رؤساء الدول أو الحكومات الأجنبية الزائرون وأزواجهم ممن يسافرون معهم، وغيرهم من الزوار الأجانب المتميزين إلى الولايات المتحدة، والممثلين الرسميين للولايات المتحدة الذين يقومون بمهام خاصة في الخارج
6-كبار المرشحين للرئاسة ونواب الرئيس وأزواجهم خلال 120 يومًا من الانتخابات الرئاسية العامة
7-الأفراد الآخرون على النحو المعين بموجب الأمر التنفيذي للرئيس
8- الأفراد الذين يتعرضون للتهديد المحتمل يحددهم وزير الأمن الداخلي بعد التشاور مع لجنة استشارية.
9- وعلى الرغم من أن أحكام التهديد الواردة في المادة 871 المتعلقة بالرئيس والمادة 879 المتعلقة بالرؤساء السابقين وغيرهم من المحميين في الخدمة السرية، فإن المادة 115 (أ) (2) من الباب 18 تغطي التهديدات ضد جميع الموظفين الفيدراليين عند حدوث هذا التهديد بقصد إعاقة أو تخويف أو التدخل في مثل هذا الموظف الفيدرالي أثناء مشاركته في أداء واجباته الرسمية، أو بقصد الانتقام منه."
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية الدكتور محمد عبد الوهاب محاولة اغتيال مجلس الدولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاولة اغتيال فاشلة من جهاز الخدمة السریة المتحدة الأمریکیة للولایات المتحدة الدکتور محمد إطلاق النار اغتیل فی فی عام
إقرأ أيضاً:
التصعيد العدواني الأمريكي على اليمن.. محاولة يائسة لترهيب الصامدين
هذا العدوان يأتي امتداداً لسلسلة الجرائم الأمريكية في المنطقة، التي تهدف إلى فرض الهيمنة وإخماد أي صوت مؤيد لفلسطين، إلا أن هذه المحاولات لن تؤثر في عزيمة اليمنيين الذين ظلوا على مواقفهم الثابتة والمبدئية. التصعيد الأمريكي يأتي في لحظة حساسة، حيث تزداد الضغوط على الكيان الصهيوني بسبب الحصار المستمر على غزة، مما دفع واشنطن إلى محاولة استخدام القوة ضد اليمن، الذي ثبت عملياً أنه حاضر في معادلة الصراع، ليس بالكلمات فقط، بل بأفعال وأعمال أثرت في الحسابات الإسرائيلية والأمريكية. وعلى الرغم من التهديدات المباشرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنها لم تزد الشعب اليمني إلا عزيمة وإصراراً على مواصلة الدعم الثابت لفلسطين. لقد كان اليمن دائما في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية، التي لم تعتبَر يوماً قضية سياسية فحسب، بل مبدأ إيمانياً وواجباً دينياً وأخلاقياً، لذلك كان هدفاً مباشراً للعدوان الأمريكي الذي يسعى لإسكات كل الأصوات الحرة التي ترفض الهيمنة الصهيونية على المنطقة. بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حمل تهديدات مباشرة لليمن، يعكس حجم المأزق الذي تعيشه واشنطن بعد فشلها في تحييد الموقف اليمني الداعم لغزة، وهذه التهديدات، التي حاولت تصوير الغارات كضربة قاصمة، لم تؤثر في عزيمة اليمنيين، بل زادتهم قناعة بأنهم يسيرون في الطريق الصحيح، وأن التصعيد الأمريكي ليس إلا دليل ضعف وعجز عن كسر إرادتهم. واشنطن تدرك أن استهداف اليمن لن يغير من المعادلة شيئا، بل سيعزز صلابة الموقف اليمني ويدفعه إلى مزيد من التحدي، فقد أثبتت التجربة أن العدوان، مهما اشتد، لا يزيد اليمنيين إلا إصراراً على مواصلة مسيرتهم في دعم المقاومة الفلسطينية، لأنهم يعتبرون أن المعركة في غزة هي معركتهم أيضاً، وأن كسر إرادة فلسطين يعني كسر إرادة الأمة بأكملها. الهجمات الأمريكية تعكس أيضاً حجم القلق الذي يعيشه الكيان الصهيوني، فاستهداف اليمن بهذا الشكل يؤكد أن هناك مخاوف حقيقية من استمرار تأثيره على مجريات الأحداث في غزة، خصوصاً أن اليمن أصبح رقماً صعباً في معادلة المواجهة مع الكيان المحتل، ما يفسر هذا الاستهداف المباشر الذي يأتي ضمن محاولات بائسة لتركيعه. محاولة تصوير اليمن كتهديد إقليمي، تعد جزءً من الحملة الأمريكية الممنهجة لتبرير عدوانها، لكن العالم يدرك جيداً أن اليمن لم يكن يوماً مُعتدياً، بل كان دائماً في موقف الدفاع عن قضاياه العادلة، وما يحدث اليوم هو استمرار لسلسلة من الجرائم الأمريكية التي تستهدف كل صوت يرفض الانصياع لمشاريع التطبيع والانبطاح للمخططات الصهيونية. الشعب اليمني، الذي واجه عدواناً استمر سنوات، يدرك أن الغارات الأمريكية لن تغير شيئاً من واقعه، بل ستعزز من وحدته وصموده، فقد عاش هذا الشعب كل أشكال الحصار والتدمير، لكنه لم يتراجع عن مواقفه، واليوم يثبت مجدداً أن تهديدات ترامب لن تزيده إلا ثباتاً، وأنه مستعد لكل التحديات من أجل قضيته الكبرى، فلسطين. الغارات التي استهدفت صنعاء وصعدة وحجة والبيضاء وذمار، تعد إعلاناً واضحاً بأن واشنطن باتت عاجزة عن مواجهة الموقف اليمني بالسياسة، فلجأت إلى القوة، لكنها لم تدرك بعد أن القوة لم تفلح سابقا، ولن تفلح اليوم، لأن اليمن لم يكن يوما ساحة رخوة، بل كان ولا يزال قلعة للصمود العربي في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية. الشعب اليمني يدرك أن هذا العدوان هو جزء من المعركة الكبرى التي يخوضها معسكر المقاومة ضد مشاريع الاستعمار الجديد، ولهذا فهو لا يرى في هذه الغارات سوى دليل إضافي على أن موقفه المؤيد لغزة قد أصاب العدو في مقتل، ومن هنا، فإن أي تصعيد جديد لن يكون إلا حافزاً للمزيد من التحدي والثبات على الموقف المبدئي الداعم لفلسطين. لقد فشلت واشنطن في تركيع اليمن خلال السنوات الماضية، ولن تنجح اليوم، لأن معادلة القوة الحقيقية لا تقاس بعدد الغارات، بل بإرادة الشعوب، واليمنيون الذين خرجوا للساحات بالملايين دعماً لفلسطين، يبعثون اليوم رسالة واضحة مفادها "لن نترك غزة وحدها، ولن يثنينا العدوان عن موقفنا". ستظل القضية الفلسطينية في قلب كل يمني، ولن يكون لهذا العدوان أي تأثير سوى تعزيز الصمود والمضي في طريق دعم المقاومة، لأن هذا الموقف ليس خياراً سياسياً عابراً، بل جزء من الهوية الإيمانية والوطنية للشعب اليمني، الذي يدرك أن معركته ليست فقط للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن كرامة الأمة بأكملها.