الصور الهاربة من الإطار تلبس الحريّة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
كتب المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحه :
ابتعد حتى لا يدوس على ظلّها خطأ فتحزن، وهو يندم.. عند البسطاء السذج، تغدو الحياة سباتاً طويلاً. "نصفّها الأوّل انتظار، ونصفها الآخر وداع".إذاً، لِمَ لا نقتسم حبّة المطر نصفين؟ ونلوذ هرباً حتى تجف أسماؤنا على حبل غسيل الحكايات... لم يرها ولم تره، إلاّ شبحاً يواري سوءة الوله الحرام على أدراج كنيسة عتيقة أو كمذبح مهجور، يرى ولا يُرَى هذه النفس البشريّة الامّارة بالحقيقة والريبة، المتعانقة مع الذات، الحارسة لأرواح شريدة، أرادت يوماً، ما ليس لها، ولكنّها الدنيا، من يذكر ميخائيل نعيمة يئنّ بعد ثمانين عاماًعلى حبه لامرأة لم يتزوّجها.
إنّ النفس تتوق للتمرّد والتحرّر وكسر القيود والانعتاق من الركون للمسلّمات، وتسعى للتفلّت من التعوّد على الإقامة داخل حدود الإطار مثل الألوان والمشاهد، التي تشكّل رسم حياتها وصورها.
قد يطغى الأسود في الغالب على مساحة وجودها، وقد لا تنعم بزهو الألوان عادة، فتتحسر لكسر هذه الرتابة التى تعيشها داخل الكادر، فتنزع إلى الحلم بالخروج من ضيق المكان لتنسحب إلى خارج حدود الإقامة الجبريّة، يراها الآخرون وهماً أو قطعة في مكوّنات التعبير، لا أحد يظنّ أنّها تراه أكثر ممّا يراها، هذا الشوق للخروج من الأمكنة المقيّدة لا يؤنسه، إلاّ الجموح نحو الهروب من داخل الذات إلى ما بعد حدود الزمان والمكان، ولو لرحلة قصيرة كفراشات العمر القصير تلعب على ضوء الموت لتتلمّس نوره، عاشت برهة وماتت وما هَمّ، ولكنّها غدت، كما أردت. هي مشاهد صامتة في صورة الوجود،لا تعّبر عن جوهرها، إلاّ بما أراد الآخرون. لا تنظر إلاّ إلى نظرات الناظرين، هي زاوية منسيّة على شرفة التعبير لا تتحرّر، إلاّ بما يراها هؤلاء العابرون أثراً للريشة العابرة، تدمغ بها لوناً أو مسحة من صور حياتهم، حلمها، تعبير سورياليّ يحملها ويزحف من بين جدران السجن الصامت القابع داخل لوحة تذكاريّة إلى رحب الوجود لتصرخ من ألم القيد وعبوديّة الدور الثانويّ في المشهد المركون على قارعة مختلسي النظر، الذي يشوهونه بتعابير لا تشبهه أبداً.
هذا التمرّد سمة الحياة، أحياناً لا أحد يريد أن يكون إيّاه، ولا أناه، هي الحياة، وهي الروح التى دأبت على الالتزام بضوابط القدر وأطر المجتمعات الغارقة بوهم الخوف، ممّا يريدون، لا ممّا يريد ويهوى.
في اللوحة، الشخص يظهر حزيناً في ابتسامته، والوردة تكنى بأوراق غيرها، والألوان باهتة في أسفل سلّم التعبير، هي انطباعات أسيرة اللحظةِ والبيئة والظرف، كيف أعبّر عن نفسي وكيف أرسم ذاتي وكيف أكتب اسمي بين أسماء الناظرين. هذا ليس أنا، هذا، هم من أوجد صورة حضوره وسجّل غيابه، وأنا لا أدري كيف أعبر حدودهم، إلى حيث يجب أن أكون، كما أنا.
إنّ الألوان عندما تهاجر، وتصبح خارج الإطار، تفقد الصور دور السجّان وتتحرّر انطباعات النفس من قيود الآخرين، هذه كانت تسمّى العبوديّة،وصارت تسمّى الحريّة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل تكلم نفسك كثيرًا؟ اكتشف ما يكشفه العلم عن شخصيتك!
شمسان بوست / متابعات:
قد يبدو التحدث إلى نفسك أثناء الأنشطة اليومية مثل الطهي أو الاستحمام أمرًا غير معتاد، ولكنه له فوائد كبيرة.
والتعبير عن الأفكار يعزز الوضوح العقلي ومهارات حل المشكلات من خلال تنشيط مناطق متعددة من الدماغ، ويساعد التحدث بصوت عالٍ في الاحتفاظ بالذاكرة والتنظيم واتخاذ القرار من خلال توحيد المعلومات وإعطاء الأولوية للمهام.
بالإضافة إلى ذلك، يحسن الحديث مع النفس التنظيم العاطفي، ويقلل من القلق والتوتر من خلال خلق مسافة بينك وبين المشاعر، ويمنحك منظورًا أكثر عقلانية، مما يساعدك على التعامل مع التحديات بتركيز أفضل، إن الحديث مع النفس هو ممارسة طبيعية تساهم في تحسين الرفاهية المعرفية والعاطفية.
فوائد التحدث مع النفس
تعزيز حل المشاكل
وفقا لما جاء بموقع «تايمز أوف إنديا»، فإن التحدث بصوت مرتفع يحسن القدرات الإدراكية إلى حد كبير، ويؤثر بشكل واضح على حل المشكلات، وفي إحدى التجارب التي أجراها البروفيسور جاري لوبيان من جامعة ويسكونسن ماديسون، وجد الأشخاص الذين نطقوا بصوت عالٍ ما كانوا يبحثون عنه في مجموعة من الصور الكائن الذي يبحثون عنه بسرعة أكبر.
تقوية التوصيلات العصبية للانتباه بشكل أفضل
التحدث يجعل أجزاء مختلفة من الدماغ تعمل معًا لتسهيل توطيد الروابط العصبية، من خلال نطق اسم الشيء الذي تبحث عنه، فإنك في الواقع تنشط صورة بصرية لذلك الشيء في رأسك، مما يساعد على التركيز وإعادة التوجيه، يُقال إن التحدث الداخلي يسهل بشكل أساسي هيكلة أفكارك، مما يجعلك تحل المشكلات بشكل أسرع.
تحسين الذاكرة والتنظيم
التحدث إلى نفسك يمكن أن يساعدك على فصل ما يدور في ذهنك، فبمجرد أن تنطق بالقوائم أو الملاحظات التي تريد تذكرها، فإن العملية تتفاعل مع المحفزات البصرية والسمعية ـ وهو مزيج مثالي للاحتفاظ بالمعلومات ،وتساعد هذه الطريقة على تعزيز المعلومات في الدماغ، مما يسهل تذكرها في وقت لاحق.
تسهيل الوضوح واتخاذ القرارات من خلال التحدث مع الذات
التعبير عن نيتك والاستراتيجيات لتحقيق الهدف يعزز وضوح الفكر، فمن خلال التعبير عما يدور في ذهنك حول ما يجب القيام به، يتم تنظيم أفكارك بشكل أفضل، مع تحديد أولويات الإجراءات، وبالتالي توفير أساس لاختيارات أكثر استنارة .
التحدث مع النفس كإستراتيجية لتنظيم المشاعر والسيطرة على التوتر
بالإضافة إلى الفوائد الفكرية، فإن الحوار الداخلي مهم للغاية لإدارة المشاعر، فقد وجد باحثون من جامعة ميشيغان أن استخدام الحديث الذاتي من منظور الشخص الثاني أو الثالث، مثل قول «يمكنك القيام بذلك!» أو «أنت قادر!»، يمكن أن يقلل من القلق ويعزز الأداء في المواقف العصيبة.
تطوير المسافة بين العواطف من أجل التفكير العقلاني
هذا الحوار الداخلي هو الذي يمكّن الشخص من الابتعاد عن المشاعر ورؤية الحدث بموضوعية، هذه الفجوة تجعل من الأسهل على المرء التفكير بشكل أكثر عقلانية، والتعامل مع التوتر بشكل أفضل، وتحسين صحته العاطفية.