لبنان ٢٤:
2025-03-15@07:16:56 GMT

الصور الهاربة من الإطار تلبس الحريّة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

الصور الهاربة من الإطار تلبس الحريّة

كتب المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحه :
ابتعد حتى لا يدوس على ظلّها خطأ فتحزن، وهو يندم.. عند البسطاء السذج، تغدو الحياة سباتاً طويلاً. "نصفّها الأوّل انتظار، ونصفها الآخر وداع".إذاً، لِمَ لا نقتسم حبّة المطر نصفين؟ ونلوذ هرباً حتى تجف أسماؤنا على حبل غسيل الحكايات... لم يرها ولم تره، إلاّ شبحاً يواري سوءة الوله الحرام على أدراج كنيسة عتيقة أو كمذبح مهجور، يرى ولا يُرَى هذه النفس البشريّة الامّارة بالحقيقة والريبة، المتعانقة مع الذات، الحارسة لأرواح شريدة، أرادت يوماً، ما ليس لها، ولكنّها الدنيا، من يذكر ميخائيل نعيمة يئنّ بعد ثمانين عاماًعلى حبه لامرأة لم يتزوّجها.

قال: "اتركوا باب الضريح مفتوحاً لعلّها تأتي"...أيقظه محمود درويش، ساخراً "لم تأت، وقلت لن تأتي".
إنّ النفس تتوق للتمرّد والتحرّر وكسر القيود والانعتاق من الركون للمسلّمات، وتسعى للتفلّت من التعوّد على الإقامة داخل حدود الإطار  مثل الألوان والمشاهد، التي تشكّل رسم حياتها وصورها.
قد يطغى الأسود في الغالب على مساحة وجودها، وقد لا تنعم بزهو الألوان عادة، فتتحسر لكسر هذه الرتابة التى تعيشها داخل الكادر، فتنزع إلى الحلم  بالخروج من ضيق المكان لتنسحب إلى خارج حدود الإقامة الجبريّة، يراها الآخرون وهماً أو قطعة في مكوّنات  التعبير، لا أحد يظنّ أنّها تراه أكثر ممّا يراها، هذا الشوق للخروج من الأمكنة المقيّدة لا يؤنسه، إلاّ الجموح نحو الهروب من داخل الذات إلى ما بعد حدود الزمان والمكان، ولو لرحلة قصيرة كفراشات العمر القصير تلعب على ضوء الموت  لتتلمّس نوره، عاشت برهة وماتت وما هَمّ، ولكنّها غدت، كما أردت. هي مشاهد صامتة في صورة الوجود،لا تعّبر عن جوهرها، إلاّ بما أراد الآخرون. لا تنظر  إلاّ إلى نظرات الناظرين، هي زاوية منسيّة على شرفة التعبير لا تتحرّر، إلاّ بما يراها هؤلاء العابرون أثراً للريشة العابرة، تدمغ بها لوناً   أو مسحة من صور حياتهم، حلمها، تعبير سورياليّ يحملها ويزحف من بين جدران السجن الصامت القابع داخل لوحة تذكاريّة إلى رحب الوجود لتصرخ من ألم القيد وعبوديّة الدور الثانويّ في المشهد المركون على قارعة مختلسي النظر، الذي يشوهونه بتعابير لا تشبهه أبداً.
هذا التمرّد سمة الحياة، أحياناً لا أحد يريد أن يكون إيّاه، ولا أناه، هي الحياة، وهي الروح التى دأبت على الالتزام بضوابط القدر وأطر المجتمعات الغارقة بوهم الخوف، ممّا يريدون، لا ممّا يريد ويهوى.
في اللوحة، الشخص يظهر حزيناً في ابتسامته، والوردة تكنى بأوراق غيرها، والألوان باهتة في أسفل سلّم التعبير، هي انطباعات أسيرة اللحظةِ والبيئة والظرف، كيف أعبّر عن نفسي وكيف أرسم ذاتي وكيف أكتب اسمي بين أسماء الناظرين. هذا ليس أنا، هذا، هم من أوجد صورة حضوره وسجّل غيابه، وأنا لا أدري كيف أعبر حدودهم، إلى حيث يجب أن أكون، كما أنا.
إنّ الألوان عندما تهاجر، وتصبح خارج الإطار، تفقد الصور دور السجّان وتتحرّر انطباعات النفس من قيود الآخرين، هذه كانت تسمّى العبوديّة،وصارت تسمّى الحريّة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مظاهرات تطالب بالإفراج عن محمود خليل وروبيو: توقيفه لا يتعلق بحرية التعبير

خرجت مظاهرة طلابية في ميدان "واشنطن سكوير بارك" بمدينة نيويورك، للمطالبة بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محمود خليل، في المقابل اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء أن توقيف خليل لا يتعارض مع موقف إدارته بشأن الدفاع عن حرية التعبير.

ودعا المتظاهرون جميع الجامعات الأميركية إلى قطع علاقتها المالية مع إسرائيل؛ وطالبوا بإبعاد سلطات وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (آي سي إي) عن الحرم الجامعي، وحماية الطلاب.

كما تظاهر عدد من طلبة "جامعة جورج تاون" في العاصمة الأميركية واشنطن، للمطالبة بإطلاق سراح خليل الذي اعتقلته عناصر وكالة الهجرة والجمارك الأميركية السبت الماضي.

ورفع المحتجون شعارات تندد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

وشهدت مدن أميركية عدة، بينها نيويورك وشيكاغو وستانفورد بولاية كاليفورنيا، مظاهرات للمطالبة بالإفراج عن خليل الذي قال الرئيس دونالد ترامب إن اعتقاله هو الأول من اعتقالات عديدة مقبلة.

وأضاف ترامب أن "محمود خليل مثير للشغب، ولا يحب الولايات المتحدة". وتعهد بترحيله هو وكل من وصفهم بمؤيدي حركة حماس.

مطالبات برلمانية

وفي سياق متصل، طالب 14 عضوا بالكونغرس الأميركي الإفراج عن الناشط الطلابي الفلسطيني محمود خليل الذي قاد احتجاجات بجامعة كولومبيا تضامنا مع غزة.

إعلان

جاء ذلك في رسالة بعثها 14 عضوًا في الكونغرس إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم.

وأكدت الرسالة أن خليل تم اعتقاله دون وجود مذكرة توقيف أو تهم، مشيرة إلى أنه يمتلك إقامة دائمة ومتزوج من مواطنة أميركية.

ووصفت الرسالة اعتقال خليل بأنه "محاولة لتجريم الاحتجاج السياسي" و"هجوم مباشر على حرية التعبير"، مؤكدة أن خليل لم توجه إليه أي تهمة أو إدانة بأي جريمة.

وقالت "تم استهدافه فقط بسبب نشاطه وكونه قائدا طلابيا ومفاوضا ووجوده في مخيم التضامن مع غزة في حرم جامعة كولومبيا".

واعتبرت اعتقال خليل "عنصرية معادية للفلسطينيين تهدف إلى إسكات حركة التضامن مع فلسطين" في الولايات المتحدة، مبينة أن الحقوق الدستورية لخليل تعرضت للانتهاك بسبب منعه من لقاء محاميه وعائلته.

أشعر بالخجل

في الأثناء، قال أستاذ يهودي في جامعة كولومبيا الأميركية إنه يشعر بالخجل مما تعرض له الشاب الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقلته السلطات بذريعة مشاركته في احتجاجات طلابية ضد الإبادة الإسرائيلية في غزة.

وأشار الأستاذ إلى أن هذه الاعتداءات وجدت صدى داخل المجتمع اليهودي واستُغلت لخدمة أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وتعليقًا على اعتقال خليل، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن حرية التعبير حق إنساني.

وقالت المنظمة إن "الولايات المتحدة ملزمة بموجب القانون الدولي باحترام هذا الحق، واعتقال محمود خليل هو اعتداء قبيح على هذا الحق".

تبرير رسمي

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن إدارة ترامب لن تتسامح مطلقا مع طلاب أجانب ينحازون إلى جهات وصفتها بالإسلامية الإرهابية.

وأضافت ليفيت، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، أن اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل ليس سوى بداية لاعتقالات أخرى مقبلة.

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء إن "توقيف خليل لا يتعارض مع موقف إدارته بشأن الدفاع عن حرية التعبير".

إعلان

وأضاف روبيو في تصريحات للصحفيين في مطار شانون في أيرلندا خلال توقف للتزود بالوقود بعد زيارة للسعودية، أن "الأمر يتعلق بأشخاص ليس لديهم الحق في البقاء بالولايات المتحدة".

داعم لفلسطين

وتخرج محمود خليل حديثا من جامعة كولومبيا وهو أحد أبرز وجوه الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين التي شهدتها الجامعة، وأوقفته عناصر في إدارة الهجرة الأميركية رغم تأكيد اتحاد الطلاب في الجامعة ومحاميه أنه يحمل البطاقة الخضراء (الإقامة الدائمة).

وسبق لوزير الخارجية الأميركي القول في منشور أرفقه بصورة لخليل على منصة إكس "سنلغي تأشيرات أنصار حركة حماس في أميركا أو بطاقاتهم الخضراء حتى يمكن ترحيلهم".

وفي يناير/كانون الثاني وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يتعلق بـ"مكافحة معاداة السامية"، يتيح ترحيل الطلاب الذين يشاركون في مظاهرات داعمة لفلسطين.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • «بي إم دبليو» تسجل تراجعاً حاداً في الأرباح و«مرسيدس» تلبس العباءة الأمريكية
  • WP: محاولات إدارة ترامب ترحيل محمود خليل تهديد لحرية التعبير المكفولة بالدستور
  • واشنطن بوست: قضية خليل تهديد لحقوق التعبير الدستورية
  • د ياسر يوسف: حرية التعبير.. جدل السياس والقانون
  • مظاهرات تطالب بالإفراج عن محمود خليل وروبيو: توقيفه لا يتعلق بحرية التعبير
  • في اليوم العالمي للغلوكوما.. 5 علامات خطيرة يجب مراقبتها
  • تهديد الجامعات ومنع الحوار.. هكذا تبدو حرية التعبير في عهد ترامب
  • حفريات في الأدب والنفس
  • رمضان.. فرصة للتدرب على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات
  • السوداني والعبادي يبحثان داخل “صندوق الإطار”