(فاينانشيال تايمز): محاولة اغتيال ترامب تضع ضغوطا جسيمة على جهاز الخدمة السرية
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الاثنين/ أن محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي حاشد في ولاية بنسلفانيا، وضعت ضغوطًا جسيمة على جهاز الخدمة السرية المُكلف بحماية الرؤساء والمرشحين الرئاسيين.
وسلطت الصحيفة - في سياق تقرير - الضوء على قرار الكونجرس الأمريكي بفتح تحقيق في "الانتهاكات الأمنية غير المبررة" خلال التجمع الانتخابي لترامب في بنسلفانيا، في حين دعا كل من الجمهوريين والديمقراطيين أمس /الأحد/ إلى إجراء تحقيق فوري في الدور الذي لعبه جهاز وكالة الخدمة السرية الأمريكي، بعد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" بأن ما حدث في بنسلفانيا مساء أمس الأول يمثل محاولة اغتيال.
وكتب عضو لجنة الأمن الداخلي في الكونجرس كارلوس جيمينيز - في تغريده عبر مواقع التواصل الاجتماعي - " تم فتح تحقيقات في الخروقات الأمنية غير المبررة في ولاية بنسلفانيا".. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون أيضًا إنه سيتم استدعاء مديرة الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل للإدلاء بشهادتها.
من جانبه، قال كيفن روجيك، العميل الخاص المسئول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الميداني في بيتسبرج - في مؤتمر صحفي - إنه "من المفاجئ" أن يتمكن مطلق النار من إطلاق النار على المسرح الذي كان ترامب يتحدث فيه.. سيكون هناك تحقيق فيما حدث".
وأضاف كينيث جراي، العميل الخاص المتقاعد من الـ "أف بي آي"، والذي يعمل حاليًا أستاذًا في جامعة نيو هيفن، لصحيفة "فايننشال تايمز: أنه فوجئ أيضًا بأن مطلق النار تمكن من الوصول إلى سطح مبنى مجاور وتنفيذ الهجوم دون أن يتم اكتشافه، وتابع:" أن ذلك يظهر انهيارًا في الخطة الأمنية لهذا التجمع.. حقيقة أن مطلق النار كان قادرًا على النجاة من هجوم مثل هذا هنا في أمريكا، يؤكد أن الأجهزة المعنية بحاجة إلى موارد إضافية".
وبحسب ما أشارت إليه الصحيفة البريطانية، فإن حماية الخدمة السرية تمتد لتشمل الرؤساء السابقين ونواب الرؤساء وكذلك أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا.. وتشمل أيضًا المرشحين الرئيسيين للرئاسة ونائب الرئيس خلال 120 يومًا من الانتخابات الرئاسية.
واشتهرت الوكالة في المقام الأول بتوفير الحراس الشخصيين للرئيس، وتوسع دورها منذ إنشائها في عام 1865 ليشمل الاستطلاع المسبق للأماكن العامة حيث يقترب الرؤساء والمرشحون الرئاسيون الرئيسيون من الجمهور.
بدوره، قال المتحدث باسم الخدمة السرية أنتوني جوجليلمي: إن المزاعم بأن الوكالة رفضت طلبًا من فريق ترامب للحصول على مزيد من الأمن "كاذبة تمامًا".. وأضاف جوجليلمي على موقع "إكس": " في الواقع، أضفنا موارد وتقنيات وقدرات وقائية كجزء من وتيرة السفر المتزايدة للحملة".
وقال الرئيس جو بايدن إنه أمر الوكالة أمس الأحد بتزويد ترامب بكل الموارد والتدابير الوقائية اللازمة لضمان استمرار سلامته، ومراجعة الإجراءات الأمنية للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي يبدأ في وقت لاحق من اليوم الاثنين في ميلووكي.
وشكر ترامب جهاز الخدمة السرية وموظفي إنفاذ القانون الآخرين يوم أمس الأول على "ردهم السريع".. مع ذلك، ركز آخرون على إخفاقات الوكالة الواضحة، حيث قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون "إن الشعب الأمريكي يستحق معرفة الحقيقة".. وقال نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق: "يجب تعليق تشيتل على الفور".
وانضم الديمقراطيون إلى الجمهوريين في المطالبة بتفسيرات لكيفية اقتراب مطلق النار من ترامب.. وقال روبن جاليجو، مرشح ولاية أريزونا لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي،" إن الهجوم أثار مخاوف خطيرة بشأن الإجراءات الأمنية التي يتم اتخاذها لحماية رئيس سابق"، في حين ألقى بعض الجمهوريين اللوم على الوكالة بشأن سياسات التنوع والمساواة والشمول، ونشروا مقابلة لشبكة سي بي إس تعود إلى عام 2023 قالت فيها تشيتل إن الخدمة السرية تسعى إلى توظيف 30% من المجندات من النساء بحلول عام 2030.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محاولة اغتيال ترامب جهاز الخدمة السرية الخدمة السریة مطلق النار
إقرأ أيضاً:
ما تأثير إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية على اقتصاد الأردن؟
عمّان– حمل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) كثيرا من الأزمات والتأثيرات الاقتصادية على الأردن، الذي يعد واحدا من أكثر الدول تلقيا للمساعدات الأميركية خلال العقود الماضية، كما أن الوكالة الأميركية تمول عديدا من المشاريع الضخمة والحيوية والتنموية في المملكة.
وتُعد المساعدات الأميركية جزءا مهما من الدعم المالي للأردن، وتوقفها قد يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على الحكومة الأردنية، مما يهدد بتعطيل المشاريع التنموية والخدمية سواء الحكومية أو الأهلية التي تعتمد بشكل كبير على دعم وتدريب الوكالة، ليعمق قرار الإدارة الأميركية الجديدة الأعباء الاقتصادية على الأردن الذي يعاني شحا في الموارد، وارتفاعا في فاتورة الطاقة، وتراجعا في معدلات السياحة والاستثمار، وفق مراقبين.
ووقع ترامب على الأمر التنفيذي بإعادة تنظيم المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، بوقف مؤقت لمدة 90 يوما للمساعدات الإنمائية الخارجية لتقييم كفاءات البرامج، والاتساق مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية العاملة في الأردن قد أكدت للجزيرة نت توقف عملها في الأردن، استنادا إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت الوكالة إنه تم وقف جميع البرامج والمنح وتمويل المساعدات الأجنبية من أجل إجراء مراجعة شاملة.
القرار الأميركي سينعكس على أكثر من نصف القوى العاملة في القطاع الخاص في الأردن، ومع استمرار التوقف، فإنه يخاطر بالتأثير سلبا بشكل مباشر وغير مباشر على 55 ألف أسرة، و30 ألف موظف في المستقبل.
تجميد عمل المشاريعوعلمت الجزيرة نت أن عشرات من موظفي المشاريع الممولة، وكوادر منظمات المجتمع المدني العاملة في الأردن، قد أُبلغوا بإيقاف عملهم، وتجميد جميع الفعاليات والأنشطة، والمشاريع الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ليأتي هذا القرار فور الإعلان عن تعليق المساعدات الأميركية.
وكان منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في الأردن (جيف) قد أكد في تقييم صدر مؤخرا حول التأثيرات الأولية لتعليق المساعدات الأميركية الإنمائية لمدة 90 يوما أن عدد الأفراد الذين ستتوقف عنهم الخدمات، سواء من الأردنيين أو اللاجئين، يبلغ نحو 35.5 ألف شخص، مشيرين إلى أن هناك 5.6 ملايين فرد تدعمهم برامج المنظمات غير الحكومية الممولة من حكومة الولايات المتحدة لعام 2025 سيتأثرون بالقرار أيضا.
إعلانوحسب التقييم، فإنّه سيتم حرمان ما لا يقل عن 7 آلاف فرد من الخدمات الصحية السريرية الحرجة، ويشمل ذلك الخدمات الطبية المقدمة، بالاشتراك مع الخدمات الصحية الحكومية في العيادات الحكومية، خصوصا أن الحكومة تمتلك "قدرة محدودة على سد الفجوات".
وجاء في التقييم أن القرار الأميركي سينعكس على أكثر من نصف القوى العاملة في القطاع الخاص في الأردن، ومع استمرار التوقف، فإنه يخاطر بالتأثير سلبا بشكل مباشر وغير مباشر على 55 ألف أسرة، و30 ألف موظف في المستقبل.
وحول التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية على مئات الأسر نتيجة توقف عمل الوكالة الأميركية، ودور الحكومة في ذلك، وجّه النائب جهاد مدانات سؤالا نيابيا حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على توقف برنامج المساعدات الأميركية إلى الأردن، وجاء سؤال مدانات حول تأثير وقف برنامج المساعدات على المشاريع التنموية، وعن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي لمعالجة هذا الأمر والخطط البديلة للحكومة بعد ذلك.
ويتلقى الأردن مساعدات أميركية سنوية تقدر بأكثر من 1.5 مليار دولار، منها 350 مليون دولار مخصصة لمشاريع حيوية تديرها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تشمل قطاعات التعليم، والصحة، والأمن الغذائي، والمياه، والتنمية الاقتصادية، والبلديات وغيرها.
بيد أن التهديدات الأخيرة التي أطلقها ترامب بإيقاف المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين من قطاع غزة، وضعت الأردن أمام مفترق طرق في غاية التعقيد، وهو ما يشير إليه الدكتور جواد العناني، رئيس الديوان الملكي الأسبق ونائب رئيس الوزراء الأسبق، بالدعوة للاستعداد لاحتمالات أسوأ مما يبدو على السطح، مطالبا -في حديثه للجزيرة نت- بضرورة إعادة النظر في الإنفاق المالي للحكومة، وفي سياستها الاستثمارية والتجارية حتى تتناسب مع احتمالات زيادة الموقف حدة.
مراجعات اقتصاديةواعتبر العناني المراجعات الاقتصادية للأردن -الذي قدر عجز الموازنة العامة للعام 2025 بنحو 2.258 مليار دينار أردني (3.18 مليارات دولار)- "خطوة استباقية لمواجهة أي مواقف أكثر حدة"، مثل فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الأردنية للولايات المتحدة.
ورأى أن قطع المساعدات المالية الأميركية عن الأردن يأتي في إطار الضغط على المملكة للقبول بخطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، داعيا بلاده للصمود في وجه الضغوط، ومواكبة التطورات المتلاحقة.
ومنذ بداية التعاون بين الأردن والوكالة الأميركية للتنمية في السبعينيات، بلغ إجمالي المساعدات الأميركية للأردن حوالي 19 مليار دولار، تم توجيه هذه المساعدات إلى عدة مشاريع تنموية، توزعت عبر مجموعة من القطاعات الأساسية، وهذه بعض الإحصائيات التي توضح ذلك:
إعلان تخصيص ما يزيد على 2.3 مليار دولار لدعم الخدمات الصحية في الأردن، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، ومكافحة الأمراض المعدية. تمويل برامج تعليمية تتضمن تحسين جودة التعليم في المدارس، وتوفير منح دراسية للطلاب الأردنيين. تقديم حوالي 1.4 مليار دولار لدعم مشاريع المياه والصرف الصحي، التي تعد حيوية في بلد يعاني من ندرة المياه. المساهمة في تمويل مشاريع كبيرة للبنية التحتية، مثل تحسين شبكة الطرق والكهرباء، وبناء محطات للطاقة المتجددة. تخصيص أكثر من 500 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين في الأردن، بما في ذلك توفير المأوى، والغذاء، والرعاية الصحية.وكشف رئيس بلدية الزرقاء عماد المومني عن إبلاغه من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بوقف الدعم الممنوح للبلدية، والتراجع عن كل اتفاقية تمويل إنشاء مركز صيانة لآليات البلدية.
وفي منشور له على فيسبوك، قال المومني إن الوكالة الأميركية قررت التراجع عن تقديم الدعم لمحطة شحن للسيارات الكهربائية تابعة للبلدية، مشددا على أن وقف الدعم يأتي ضمن سياسة ترامب للضغط على الأردن للقبول بمشاريع التوطين والتهجير، معلنا رفضه تلك الضغوطات.
من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي حسام عايش أن منظمات المجتمع المدني، وعديدا من الأشخاص العاملين فيها قاموا بترتيب أوضاعهم بناءً على ما تقدمه واشنطن من مساعدات لعمّان.
ويضيف للجزيرة نت أن توقف عمل الوكالة يعني أن الإنفاق على المشاريع سيتوقف، وأن كثيرا من المشاريع المستفيدة من التمويل الأميركي والأنشطة المتعلقة بها ستتأثر، وهو ما يعني أن كثيرا من العاملين في هذه المنظمات أصبحوا في صفوف العاطلين عن العمل.
ويوضح عايش أن النتائج المترتبة على وقف التمويل الأميركي كبيرة بالنسبة للمنظمات الأهلية والأشخاص العاملين في هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هذا التوقف ستكون له آثار سلبية اجتماعيا وتنمويا.
إعلانويتابع: "هذا يحمّل الحكومة الأردنية مسؤولية متابعة أنشطة هذه المشاريع، وهو أمر صعب خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد".
وحول البدائل التي من الممكن اتباعها بعد توقف المساعدات الأميركية، يقول عايش: "من الضروري إعادة برمجة الأولويات الاقتصادية للمملكة، وتخفيض بعض النفقات في الموازنة وإرجاء تنفيذ بعض المشاريع على الأقل في العام الحالي، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتمكين القطاع الخاص بشكل أكبر ليأخذ دوره في الاقتصاد الوطني، وبالتالي زيادة النمو، وأضاف مستدركا لا يجوز أن يبقى الأداء الاقتصادي محوره الرئيس المساعدات التي تصل، بالإضافة لتطوير الأردن لعلاقاته مع الدول العربية، لا سيما الخليجية منها التي يمكنها أن تعوض وقف أو تخفيض المساعدات الأميركية.
وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية -وهي وكالة حكومية مستقلة- قد أدارت منذ تأسيسها عام 1961 معظم الإنفاق الرسمي الأميركي على المساعدات الخارجية، بميزانية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويا، وقوة عمل وصلت إلى نحو 10 آلاف موظف حول العالم، لتشكل إحدى أدوات التأثير الناعمة للولايات المتحدة حول العالم.
إعلان