نجحت مدينة الملك سعود الطبية عضو تجمع الرياض الصحي الأول ممثلة بفريق من الأشعة التداخلية العصبية وجراحة المخ والأعصاب بإجراء عملية بالغة التعقيد والخطورة لمريضة في العقد الثاني من العمر، كانت تعاني من تمدد وانتفاخ كبير للشريان الأمامي للدماغ، أدى إلى الضغط على نسيج الدماغ وحدوث استسقاء دماغي مع وجود احتمال النزيف في أي وقت، حيث استغرقت العملية أكثر من ست ساعات.

وأوضح استشاري ورئيس قسم الأشعة التداخلية العصبية د.بدر الأحيدب أن المريضة كانت تعاني من صداع حاد وانخفاض في مستوى الوعي، تم على إثرها استقبالها في قسم الطوارئ، وبعد الكشف عليها من قِبل جراحي المخ والأعصاب بقيادة استشاري جراحة المخ والأعصاب د.رامي الشمراني، وعمل الفحوصات المخبرية والإشعاعية، تبين وجود تمدد كبير للشريان الأمامي للدماغ، أدى إلى الضغط على نسيج الدماغ وحدوث استسقاء دماغي استدعى وبشكل طاريء وضع أنبوبة عن طريق الرأس لتصريف سائل النخاع الشوكي وتقليل ضغط الدماغ، وقد أظهرت النتائج أن التمدد الشرياني ليس من النوع العادي، بل كان من النوع المعقد في حجمه ومكانه وتفرع الشرايين الدماغية منه، ونادر الحدوث في مثل هذا السن مع احتمالية انفجار التمدد وحدوث النزيف -لاسمح الله- ، حيث تكمن هنا صعوبة العملية.

وأضاف بأن الفريق الطبي ناقش الطرق الممكنة والآمنة لعلاجها، وبعد إشراك ذويها في اتخاذ القرار تم الاتفاق على علاجها بواسطة الأشعة التداخلية وقسطرة شرايين المخ، وذلك بإعادة بناء الشريان المتمدد بوضع دعامات متعاقبة ومتتالية (Flow diverter stents) لعزل الجزء المتمدد من الشريان الدماغي وإعادة توجيه تدفق الدم، وتم هذا الإجراء عن طريق فتحة صغيرة بشريان الفخذ وصولًا بالقسطرة الشريانية إلى شرايين الدماغ، حيث أشار إلى أن إعادة بناء الشريان عملية في غاية الدقة والصعوبة، لما تحمله من مضاعفات محتملة كالجلطة أو عدم تغذية كافية للدماغ قد ينتج عنها شلل نصفي أو حدوث شرخ في جدار الشريان ونزيف لا يمكن احتواؤه.

وأكد إلى أنه بعد نجاح الإجراء ووضع الدعامات أُبقيت المريضة في العناية المركزة للأطفال وبمتابعة لصيقة يومية من فريق العناية بقيادة استشاري العناية المركزة للأطفال د.ربيح عسيري، إضافة إلى متابعة فريق جراحة المخ والأعصاب اليومية، وحيث أن التمدد بدأ بالانكماش مع اختفاء الاستسقاء ورجوع ضغط الدماغ للحدود الطبيعية، تم إزالة أنبوبة التصريف، وغادرت بعد ذلك -ولله الحمد- وهي بكامل صحتها وعافيتها، مع ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

ونوه إلى أن هذه الحالة تبرز أهمية التكامل بين التخصصات الطبية المختلفة ودورها الحيوي في تحسين جودة الإجراءات الطبية وزيادة فرص النجاح في حالات الطوارئ الحرج، حيث شارك في علاج المريضة فرق طبية متخصصة من أطباء جراحة المخ والأعصاب، وأطباء الأشعة التداخلية العصبية، وأطباء التخدير، وأطباء العناية المركزة للأطفال، إلى جانب الطواقم الطبية المساندة الأخرى، مشيرًا إلى أن المدينة تحظى بطاقم متخصص ومؤهل بشكل كامل في هذه التخصصات، ولديه الخبرة الكافية، حيث أن المدينة تقوم بإجراء عمليات مشابهة بشكل أسبوعي.

يذكر أن المدينة استقبلت وعالجت أكثر من 200 حالة نزيف دماغي في عام 2023م ، وتقدم خدمات علاج الجلطات الدماغية وخدمات الأشعة التداخلية والقسطرة العصبية التشخيصية والعلاجية مثل التشوهات الشريانية وأورام الدماغ وتضيق شرايين الرقبة والدماغ عن طريق التوسعة ووضع الدعامات، مع حرصها على تقديم خدمات طبية متميزة بتقنيات حديثة، حيث تعد هذه الإنجازات جزءًا من مخرجات النهضة الصحية التي تعيشها المدينة في ظل دعم القيادة المستمر للقطاع الصحي.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أخبار السعودية آخر أخبار السعودية الأشعة التداخلیة المخ والأعصاب إلى أن

إقرأ أيضاً:

سياسة الترقيع.. هل تنقذ النظام السياسي في العراق؟

لا يحتاج النظام السياسي في العراق إلى مؤامرة خارجية للإطاحة به، فهو في الأصل متآمر على نفسه. وذلك مع اقتراب موسم الانتخابات البرلمانية في نهاية عام 2025، والتي قد تتقدم عن موعدها في مشروع تظن النخب الحاكمة أنه سيكون المنقذ لسلطتها عن طريق الانتخابات المبكرة بعد أن وصلت خواتيم الأمور إلى طريق مسدود، وهو ما يتم نقاشه في دهاليز السياسة القابعة في المنطقة الخضراء.

لم يكد الإطار التنسيقي يعبر “هزة” سرقة القرن التي كشفت عورة النظام السياسي وتغلغل الفساد في مفاصله، حتى ظهرت “كارثة” أخرى عنوانها “شبكة جوحي”، وتتلخص في اكتشاف خلية للتجسس والتنصت في مكتب رئيس الوزراء على هواتف زعامات وشخصيات سياسية وبرلمانيين وحتى مرجعيات دينية، ما زاد التوتر السياسي بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والإطار التنسيقي.
انتفض بعض قادة الإطار، يتقدمهم نوري المالكي وقيس الخزعلي أمين عام عصائب أهل الحق، وفرضوا شروطاً “تعجيزية” على السوداني مقابل عدم إجبار الحكومة على تقديم استقالتها مبكراً حسب ما تداولته بعض المصادر. كان من بين تلك الشروط رفع يد السوداني عن جهاز المخابرات وتسليمه إلى الإطار، وإعادة هيكلة مكتب رئيس الوزراء، والتعهد بعدم المشاركة في الانتخابات القادمة أو الدخول بقائمة موحدة مع الإطار التنسيقي دون التفرد بقائمة واحدة.

هذا مطلب نوري المالكي الذي كان يؤيد استقالة السوداني قبل أشهر من موعد إجراء الانتخابات في حالة دخوله السباق الانتخابي لكي لا تُستغل موارد الدولة من قبل المرشحين حسب زعمه. ما يؤكد حقيقة مؤكدة أن حلم الولاية الثانية أصبح من الماضي بعد كل تلك الهزات السياسية، وأن طموح السوداني السياسي قد يصطدم بجدار ممانعة الإطار التنسيقي بعدم التجديد أو تكرار التجربة له.
وفي خضم هذا الاضطراب جاءت صرخة حيدر حنون رئيس هيئة النزاهة لتشعل صراعاً بين النزاهة والقضاء، الذي طالب بإحالة رئيس هيئة النزاهة إلى التحقيق بتهم تلقي رشى وتلاعب بعائدية أراض في العراق، وهو ما قد يطيح برئيس النزاهة بعد أن أصبح ورقة محترقة تؤكد أن الفساد تغلغل خلف الجدران والأبواب المغلقة وتحول إلى وحش أسطوري يغرز أنيابه في جسد الدولة.
في ظل هذا التوتر السياسي تصاعدت الأصوات المنادية بتدخل حكومي صارم يكبح جماح الفساد قبل أن يصل تأثيره وفضائحه إلى منظمات دولية وأممية قد تجد ذلك فرصة لمراجعة قراراتها بشأن الوصاية على العراق.
وقبل أن تصل الأمور إلى مرحلة “كسر العظم” وانهيار العملية السياسية، كان لا بد للفاعل الرئيسي والحامي لرموز النظام السياسي -ونقصد به إيران- أن يتدخل لحماية مصالحه أولاً في العراق. لذلك حاولت طهران إرسال رسائل سياسية لتهدئة الأجواء في فضيحة التجسس والابتزاز وتطويق الأزمة، خصوصاً وأنها تدرك أن واشنطن ستحاول أن تعيد وضعها وعلاقتها مع الحكومة العراقية في قضية تبادل المعلومات الاستخبارية بعد أن وجدت أن الاتهامات طالت أجهزة أمنية. حيث تؤكد مصادر أن القوات الأمريكية المتمركزة داخل قاعدة عين الأسد حجبت خدمة الـGPS عن الطيران العراقي وعطلت أجهزة الرصد في مناطق مختلفة من صحراء الأنبار الغربية، وألزمت القيادات الأمنية العراقية بإشعارها قبيل تنفيذ أي ضربة جوية تستهدف تحركات تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الغربية حسب تلك المصادر.
ربما كانت من بين الملفات التي حملها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد محاولة التهدئة والضغط على الأطراف السياسية لتطويق الأزمة وعدم استفحالها.
في نهاية هذا الممر الطويل سيكون أمام العملية السياسية في العراق طريقان لا ثالث لهما، إما إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء هذا الانسداد السياسي أو ثورة عارمة قد تكون أشد من أحداث ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تطيح بأركان المعبد، وهو ما ستقرره الأيام القادمة لهذا البلد.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تحسم الجدل حول علاقة الهواتف المحمولة بسرطان المخ
  • جراحة بالغة الصعوبة لتثبيت كسر بالحق الحرقفي الأمامي لسيدة بأبو حماد المركزي
  • خبير: استخدام الإنسان للفريونات في المكيفات أدى إلى ثقب الأوزون
  • خبير: التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية يصيب بالسرطان والعمى
  • سياسة الترقيع.. هل تنقذ النظام السياسي في العراق؟
  • 15 ألف جنيه تنقذ سمع «جنى»
  • ابراهيم: لبنان لا يتعافى إذا بقيت سوريا مريضة
  • الصحة العالمية تحسم الجدل بشأن العلاقة بين الإصابة بسرطان المخ واستخدام الهاتف
  • تونس تمدد العمل بقرار إقامة منطقة عازلة على الحدود مع الجزائر وليبيا
  • تونس تمدد العمل بقرار إقامة منطقة عازلة على الحدود مع ليبيا والجزائر