الجزيرة:
2025-04-29@11:58:16 GMT

في عالم منقسم.. هل انتهت حقبة العولمة؟

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

في عالم منقسم.. هل انتهت حقبة العولمة؟

تواجه العولمة -التي كانت ذات يوم قوة دافعة للسلام العالمي والرخاء وانخفاض التضخم، انحدارا حاسما مع إعادة تشكيل المشهد الدولي من خلال التوترات الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية.

ووفقا لمايك أوسوليفان، أحد كبار المساهمين في مجلة فوربس، فإن عصر العولمة قد انتهى. ويشير إلى الخصائص البارزة للعولمة والسلام، وانخفاض التضخم، والرخاء الدولي، التي أصبحت نادرة على نحو متزايد.

وتستند وجهة نظر أوسوليفان -التي أوضحها في مقال على مجلة فوربس- إلى كون الترابط والاعتماد المتبادل بين الدول يتدهور مع قيام القوى العالمية الكبرى بإعادة تشكيل تحالفاتها الاقتصادية والسياسية.

وفي اللقاء الاقتصادي الأخير، سلطت مناقشة محتدمة مع وزير الاقتصاد الألماني السابق الضوء على هذه الحقيقة.

حيث بدأ ادعاء الوزير بأن موجة جديدة من العولمة كانت وشيكة بمثال خيال في نظر أوسوليفان، نظرا لاعتماد ألمانيا الاقتصادي المتضارب على الصين، واحتياجات المواءمة مع الولايات المتحدة، والقضايا التي لم يتم حلها مع روسيا والتي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

تصاعد تشييد الدرات في عالم ثنائي القطب

وبحسب الكاتب سلط باري آيكنغرين، وهو خبير دولي في مجال النقد الأجنبي والتدفقات المالية، الضوء في ورقته البحثية تحمل عنوان "العولمة والنمو في عالم ثنائي القطب" على الديناميكيات المتغيرة للتجارة والاستثمار العالميين.

وأشار آيكنغرين إلى أنه على الرغم من أن التجارة نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي لا تزال مرتفعة، إلا أنها واجهت رياحا معاكسة شديدة وأعادت توجيه التدفقات إلى دول مثل المكسيك وفيتنام.

كما تراجعت تدفقات رأس المال والتدفقات المالية بشكل كبير، في ظل عوائق تواجه جهود الصين لتعميق أسواقها المالية وتعزيز استخدام عملتها.

ويقول أوسوليفان، وهو يتأمل في النتائج التي توصل إليها آيكنغرين، إن العولمة تشمل أكثر من مجرد التجارة وتدفقات رأس المال، وهي تشمل إلى جانب ذلك تدفق الناس، والسياحة، والتعليم في الخارج، والخطاب السياسي.

ويضيف أنه بهذه التدابير تنهار العولمة مع تصاعد تشييد الجدران، وتفقد المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي أهميتها.

مستقبل التجارة العالمية

ويؤكد أوسوليفان أن العولمة، التي بدأت مع سقوط الشيوعية واكتملت بقمع الديمقراطية في هونغ كونغ عام 2020، لا تتعلق فقط بالنمو التجاري أو دورات الأعمال. وبدلا من ذلك، فهو يمثل شكلا محددا من الترابط العالمي الذي بدأ ينهار الآن.

وتؤيد شركة واتلينغ، المعروفة برصد الدورات الاقتصادية -كما يقول الكاتب- وجهة النظر القائلة إننا ننتقل من نظام العولمة طويل الأمد إلى عصر جديد غير محدد المعالم.

وسوف تتميز هذه الفترة الفاصلة بمعالجة اختلالات التوازن مثل الأضرار المناخية والديون مع دمج التكنولوجيات الجديدة في الاقتصادات والمجتمعات، هكذا يختم أوسوليفان وجهة نظره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الجلسة الأخيرة.. سهرة أصدقاء بمقهى في غزة انتهت بصواريخ الاحتلال

في مشهد تتقاطع فيه مآسي الحرب مع تفاصيل الحياة اليومية، يعيش قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا تحت وطأة حرب إبادة مستمرة، يختلط فيها هدير الانفجارات برائحة الدماء، وتصطبغ أيامه وأمسياته بلون الحزن والفقد.

ففي مخيم النصيرات، وسط القطاع المحاصر الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، كان عدد من شباب المخيم يحاولون، رغم كل شيء، انتزاع لحظة دافئة من الزمن الموجع. جلسوا على كراسي مهترئة وأكواب شاي متواضعة، يتبادلون أطراف الحديث، باحثين عن متنفس بسيط للأمل.

لكن لحظة السكينة القصيرة لم تدم، إذ باغتتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف صاروخي مفاجئ، حول السهرة الأخيرة إلى مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الطويلة.

View this post on Instagram

A post shared by محمد وشاح | mohammed (@mohammed_wshah86)

ويروي أحد أقارب الشهداء عبر صفحته على فيسبوك:"هؤلاء الذين ترونهم في الصور هم ابن عمي وأصدقائي، جلسوا في الكافتيريا يحاولون أن ينتزعوا لحظة دفء وسط الجحيم، أن يسرقوا من الحرب ضحكة أو نسمة أمل، ولكنّ للاحتلال رأيًا آخر، صوّب إليهم صاروخًا بدل أن يترك لهم مساحة للحياة.

أما الناشطة نسرين رزاينة فتصف مشاعرها قائلة: "كنت أحاول الهروب من حالة اليأس بمشاهدة فيلم عن نهاية العالم، جهزت كل شيء، لكن عندما ألقيت نظرة على (العالم الأزرق)، ظهرت أمامي مشاهد مجزرة النصيرات".

إعلان

وتضيف عبر صفحتها على فيسبوك: "لم أستوعب في البداية، ظننت أنه فيديو قديم، فسألت صديقتي: هل الفيديو قديم؟، فقالت: لا. قبل لحظات، شعرت وكأنني أشاهد فيلم رعب بلا قلب أو رحمة مشاهد تفوق قدرة أي مخرج في هوليود على تخيلها".

في حين كتب الناشط مقداد جميل عبر منصة إكس: "شباب قاعدين عادي في كافتيريا… لم يعرفوا أن موتهم سيكون هناك. في لحظة، تحولت سهرتهم إلى مأساة. حياتنا تطبعت على الأسى، على موت بكل شكل، بلا أمل ولا مكان آمن للهروب".

اسرائيل ارتكبت مجزرة مروعة بحق شباب آمنين في مقهى بمخيم النصيرات. pic.twitter.com/o3MEgaGSf4

— غزة???????? (@palst_) April 27, 2025

ومن جهته، يصف الناشط خالد صافي المشهد قائلا: "كانت السهرة الأخيرة لهم، في كافيه الصفطاوي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. قلت سهرة؟ قلت كافيه؟ هي مجرد أسماء، لا تشبه ما تعرفونه عن السهر أو أماكن الترفيه في بلادكم: بلا كهرباء، بلا مقومات حياة، بلا أساسيات ولا كماليات ولا زينة".

وكانت السهرة الأخيرة لهم..⁰في كافيه الصفطاوي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.⁰قلتَ سهرة؟ قلت كافيه؟⁰هي مجرد أسماء.، لا تشبه في غزة ما تعرفونه عن السهر أو أماكن الترفيه في بلادكم.⁰بلا كهرباء، بلا مقومات حياة، بلا أساسيات ولا كماليات ولا زينة،⁰مجرد كراسٍ مهترئة، وطاولات تصارع… https://t.co/hHLlTIm2lf pic.twitter.com/2jmlgWWMKa

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 27, 2025

ويوضح الناشط عبر صفحته على منصة "إكس": "مجرد كراسي مهترئة وطاولات تصارع الانهيار، وكؤوس شاي تخفف وطأة الغربة عن الروح. جلسوا يتسامرون، يسندون قلوبهم لبعضهم البعض، وفي غفلة من ظلام العالم أكملوا سهرتهم بصحبة من هم أكرم منا جميعًا؛ 6 من زينة شباب النصيرات اغتالهم الاحتلال المجرم في جنح الظلام، بصمت الجيران وخيانة الطغاة وتواطؤ عالم يدعي التحضر والإنسانية".

إعلان

وأضاف مغردون أنه لا يمكن لأي عقل أن يستوعب كل هذا الدم النازف، فالاحتلال يستهدف كافتيريات ومقاهي لا تقدم شيئًا في غالب الأحيان سوى جلسة تجمع الأصدقاء، حيث لا كهرباء، ولا سكر للشاي، ولا حلويات، ولا أي شيء.

مجزرة مقهى النصيرات مؤلمة وفظيعة، وكأنني أرى فيها صورة مصغرة عن مجزرة دير ياسين.
حسبنا الله ونعم الوكيل#اليمن#غزة

— عاشقة القدس (@2020Qdus) April 28, 2025

وأشار نشطاء إلى أن هذا اليوم كان من أصعب الأيام في استهداف الأطفال في غزة، وأكثرها دموية ووحشية وفظاعة بحق أطفال صغار في الشمال، وأخرى في غزة، وثالثة في الوسطى، ورابعة في خان يونس، كانت آخرها مجزرة أطفال آل كوارع في شرق خان يونس.

اليوم أحد أصعب الأيام في استهداف الأطفال في غزة، وأكثرها دموية ووحشية وفظاعة،

مذبحة بحق أطفال صغار في الشمال وأخرى في غزة وثالثة في الوسطى ورابعة في خانيونس، كانت آخرها مجزرة أطفال آل كوارع في شرق خانيونس،

وللعلم، هذه أول حرب منذ عشرات السنين يُقتل فيها الطفل لأنه طفل، وعن سبق…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) April 27, 2025

وأوضحوا أن هذه الحرب تشهد لأول مرة منذ عشرات السنين قتل الأطفال لأنهم أطفال، وعن سبق إصرار، يُقتلون بدم بارد لأنهم، وبمحض المصادفة، وُلدوا في هذه البقعة، يُقتلون باعتبار ما سيكونون مستقبلًا، ولا يُقتلون عن طريق الخطأ كأثر جانبي لشظايا الصواريخ.

وأشار مدونون إلى أن نوع الصواريخ المستخدمة في مجزرة المقهى في النصيرات كان غريبا، حيث قُتل الشباب وهم جالسون على مقاعدهم، ومعظم إصاباتهم كانت في منطقة الرأس والرقبة.

وعلقوا: "هذا هو الكيان الذي يُعجب العرب بتطوره التكنولوجي، وهذه هي التكنولوجيا واستخداماتها في أجسادنا الحية".

مقالات مشابهة

  • انتهت.. مفاجأة بشأن صفقة محمد علي بن رمضان
  • الفيومي: الإصلاحات الاقتصادية ساهمت في كسب ثقة المؤسسات المالية الدولية
  • كندا: مارك كارني يتقدم في الانتخابات التشريعية ويؤكد "علاقتنا القديمة مع أمريكا انتهت"
  • "صحار الدولي" ينظم ورش عمل لتعزيز الثقافة المالية
  • الجلسة الأخيرة.. سهرة أصدقاء بمقهى في غزة انتهت بصواريخ الاحتلال
  • مينا مسعود يتمنى العمل في مسلسل يعرض حقبة عبدالحليم حافظ
  • بعد تتويج ليفربول.. "حقبة جديدة" من المنافسة على البريمرليغ
  • المالية: المؤشرات الاقتصادية لمصر شهدت تحسنًا كبيرًا .. و«اللى جاى أفضل»
  • هل تُهدم كعبة النظام العالمي؟
  • خلال لقاءات جانبية على هامش مباحثات صندوق النقد الدولي وزير المالية السعودي يدعو المجتمع الدولي لدعم اقتصاد اليمن