بوابة الوفد:
2024-10-07@04:03:15 GMT

ماذا بعد الثانوية العامة؟

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

أتطرق فى مقالى هذا لموضوع الساعة، الذى يمكن أن أطرحه بتساؤل: «ماذا بعد الثانوية العامة؟»، ربما لم يحصل الطالب أو الطالبة على المجموع المأمول فى الثانوية العامة، أو يجد نفسه وتجد نفسها فى كلية أخرى غير التى كانت حلماً سعيا من أجله واجتهدا ولكن لم يحالفهما التوفيق، أو ربما يشعر الطلاب بخيبة أمل من الناحية النفسية، وهناك الكثير من الطلاب قد مروا بهذه الظروف الصعبة، ومن هنا يأتى عنوان مقالى هذا الذى يحمل تساؤلاً واقعياً وهو «ماذا بعد الثانوية العامة؟»، ومن هذا التساؤل الرئيسى الذى يطرأ فى ذهن الطلاب تأتى تساؤلات فرعية أخرى مثل «ماذا لو لم أحصل على المجموع الذى أريده؟ هل يعتبر هذا نهاية الطريق؟».

 

ومن المقدمة السابقة أنتقل إلى التفاصيل وهى عبارة عن توصيات أقدمها لطلاب الثانوية العامة بمختلف مجاميعهم، أولاً: يجب أن يؤمن جميع الطلاب بأن هناك العديد من المسارات المستقبلية لا مساراً واحداً لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة ويجب اختيار المسار الصحيح الذى يقودكم إلى النجاح بحيث يمكنكم حصاد ما تريدونه ولاسيما اختيار الكلية والجامعة دون أى نوع من أنواع الندم، ثانياً: استعدوا أيها الطلاب والطالبات لبدء حياة جديدة تعتمد على التجربة والتعلم وعليكم الاستمتاع بها، ثالثاً: عليكم تقديم الشكر لأنفسكم لمثابرتكم واجتيازكم وتخطيكم هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، وتخلصكم من ضغوط مرحلة الثانوية العامة نفسها، لأن الحياة الجامعية مختلفة تماماً وكلياً عن الثانوية، رابعاً: عليكم التفكير بأساليب مختلفة عن ذى قبل، لأن نوع وكم الدراسة فى الكلية يختلف شكلاً وموضوعاً عن الدراسة بالثانوية العامة وستكون لكم وجهات نظر علمية وشخصية فيما تدرسونه، خامساً: عند التحاقكم بالمرحلة الجامعية ستجدون توافر مساحات كبيرة تستند إلى التجربة والتعلم بشغف والتعرف على المزيد عن كل شىء، ستجدون أنشطة طلابية يمكنكم الاشتراك بها، ويمكنكم أن تحصلوا على منح للسفر إلى الخارج من أجل الدراسة أو التدريب أو لاكتساب خبرات حياتية جديدة، سادساً: اعلموا تماماً أن عدم التحاقكم بالكلية التى ترغبونها ليس معناه أن مجال دراستها قد أغلق، بل بإمكانكم باستمرار دراسة ما ترغبون حتى لو بمفردكم، وذلك عن طريق مواقع التعلم الذاتى الإلكترونية التى تتيح دورات تدريبية فى كل التخصصات، أو من خلال القراءة والاطلاع والبحث الدائم وأيضاً الممارسة مثل التمثيل والتأليف والغناء والشعر وغير ذلك من المجالات التى يمكن العمل بها دون الحاجة إلى دراسة متخصصة فى كلية أو جامعة، وإن كانت الكلية أو الجامعة تزيد الأشخاص عمقاً فريداً من الناحية النظرية والعلمية. 

وفى ختام مقالى هذا أؤكد على جميع طلاب وطالبات الثانوية العامة الإيمان الشديد والاعتقاد العظيم بأن الله العلى القدير سيقدر الخير لكم مهما كانت النتائج واختلفت المجاميع، وتذكروا دوماً أن الحياة تستند إلى التجارب، فعليكم بإعداد أنفسكم لخوض حياة جديدة شخصية وتعليمية واجتماعية.. وللحديث بقية إن شاء الله.

دكتور جامعى وكاتب مصرى 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طالبات الثانوية العامة الثانویة العامة

إقرأ أيضاً:

الشاطر حسن

فى غضون أسبوعين فقط نفذت اسرائيل ضربات نوعية قاصمة وغير مسبوقة هزت اركان محور المقاومة بشكل عام وحزب الله بشكل خاص بعدما اغتالت جميع قادته العسكريين والميدانيين فى مدة وجيزة بشكل سريع ومتتابع، لقد نزل خبر اغتيال «سيد المقاومة» كالصاعقه على روؤس مريديه الذين ما زالوا لا يصدقون ما حدث ولا يتصورون انهم لن يروا هذه الكاريزما الآسرة او يسمعوا خطاباته النارية التى كانت تدغدغ مشاعر المحبطين من جبروت الكيان الفاشي، فقد تولى نصر الله قيادة الحزب بعد ان أغتيل أمينه السابق عباس الموسوى فى غارة إسرائيلية استهدفته مع عائلته 1992 وسطع نجم الشاب الثلاثينى بعدما نجح فى قيادة المقاومة بتحرير جنوب لبنان 2000 ثم اصبح اسطورة ورمزا شعبيا بعد دحر الجيش الإسرائيلى فى حرب تموز 2006 لكن بعد 18 عاما تمكنت اسرائيل من القضاء على عدوها الأبرز الذى أذاقها مرارة الهزيمة وفرض عليها قواعد اشتباك مهينة أجبرتها على إخلاء الاف المستوطنين من الشمال وهو ما جعل نتنياهو المهزوز والمهزوم فى موقف ضعيف وصعب أمام كتلته المتطرفة التى تضغط عليه بوقف دعمها المشروط لحكومته الهشة.

ملابسات وطريقة اغتيال نصر الله شكلت صدمة مروعة لأنصاره ومؤيديه وحتى المراقبين والمحللين بسبب معرفتهم بمدى حرصه وحسه الأمنى واتخاذه كافة التدابير والاحتياطيات المشددة حتى ظن البعض أنه محصن من الموت لذا طرّح الاعلام تساؤلات وسيناريوهات حول كيف تمت عملية الاغتيال المعقدة التى كانت للأمانة احترافية وشديدة الدقة بالتأكيد تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تماما بسبب التعتيم المعتاد والمتعمد من الجانب الإسرائيلى لكن هنالك مؤشرات اولية تقول إن هناك اختراقا أمنيا كبيرا نتيجة عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكرى متقدم ربما تكون جهات دولية وإقليمية ضالعة فيه ولما لا والرجل المثير للجدل هو رأس الحربة الايرانية ليس فى لبنان فقط وإنما فى المنطقة كلها بصماته الطائفية المشيئة فى صراعات سوريا والعراق واليمن خصمت من رصيده لدى جمهور عريض صدق افعاله ووعوده فى تحرير القدس من دنس الصهيوينة لكن قتل الله الطائفية هى جوهر التشرذم والهزائم.

اخيرًا وجدت إسرائيل ضالتها المنشودة فى رسم صورة انتصار لطالما بحثت عنه فى غزة لكنها حققته فى الضاحية الجنوبية بعدما نجحت فى استعادة ماء وجهها باظهار مدى تفوقها التكنولوجى الكاسح، لذا التباهى والفخر هما الشعور السائد بين نخبتها السياسية التى لديها ثأر قديم مع حزب الله وقد جاء يوم الحساب وانتهزت الفرصة الثمينة على أكمل وجه، لكن ماكس بوت محرر الشئون الامن القومى فى الواشنطن بوست يرى ان اغتيال نصر الله ضربة موجعة لكنها لن تمحو حزب الله من الوجود ولا يزال بعيداً كل البعد عن الهزيمة. فالتقديرات تشير إلى أن لديه فى ترسانته ما بين 150 و200 ألف صاروخ وقذيفة. وصحيح أن الغارات الإسرائيلية دمرت جزءاً منها، لكن هذه الترسانة لا تزال فعالة، كما أن فى صفوف الحزب ما بين 40 و50 ألفاً من المقاتلين المدربين جيداً والمتحمسين للقتال بالإضافة ان إسرائيل ابتهجت من قبل باغتيال الموسوى فجاءهم الشاطر حسن الذى أثبت أنه أكثر فاعلية منه وحول الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية فى العالم. وربما يحدث نفس الأمر مع خليفته المنتظر ابن خالته هاشم صفى الدين الذى كان يتم إعداده لهذه اللحظة، لقد أثبتت الاحداث الاخيرة أن إسرائيل تعتمد فى قوة الردع الاستراتيجى على تفوق سلاح الجو الذى يلعب دورا مهما وفعالا فى سير المعارك لكنه لا يستطيع أن يحسمها بالكامل على الأرض دونما تدخل برى وهذه هى معضلتها الكبرى التى لا تجد لها حلاً فحصيلة خسائر اليوم الاول من الغزو البرى للجنوب اللبنانى 8 جنود من القوات الخاصة بينهم 3 ضباط وسقوط جرحى بينهم 7 فى حالة خطيرة وليس امامها الان سوى الجلوس على طاولة المفاوضات وإبرام صفقات رابحة مستغلة ضعف خصومها التى قاست من طول وشراسة القتال وحيداً، فقرار طهران هو الصبر على المكاره الإسرائيلية حتى تصنع خمس قنابل نووية وهو ما بات قريباً.

نعم غياب نصر الله المفاجئ والصادم عن المشهد السياسى والأمنى حدث جلل سيغير موازين القوى فى المنطقة وسيكون له تبعات خطيرة جداً ستظهر رويداً رويداً ليس على مصير لبنان بل والشرق الأوسط بأكمله.

مقالات مشابهة

  • قداس إلهي في كنيسة المسيح الفادي بفلسطين لدعم طلبة الثانوية العامة
  • توزيع مناهج الأزهر الجديدة 2024-2025 للمرحلة الثانوية
  • اكتمال الترتيبات لفتح المدارس الثانوية بولاية جنوب كردفان
  • عصابة فوق القانون!
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن
  • مدير الكلية الحربية: خريجونا يتمتعون بالكفاءة القتالية والمعرفة العسكرية
  • مدير الكلية الفنية العسكرية: التخصصات محكومة بالرغبات والاهتمامات
  • مدير الكلية البحرية: نبارك لخريجي الدفعة 75 بعد اجتيازهم الدراسة الأكاديمية
  • مدير الكلية العسكرية التكنولوجية: مسمى جديد للخريجين بداية من العام المقبل