لا سقف للتصعيد اليمني طالما استمرت الإبادة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
وأكدت بذلك على التمسك بدورها الفاعل والمتحدي لكل العوائق والتحديات، بدءاً من محاولات الابتزاز والضغوط الأمريكية والسعودية، وصولاً إلى الظروف الصعبة المفروضة بفعل الحصار والبعد الجغرافي، استجابة لمطالب الشعب اليمني الذي أكد بشكل حاسم وحازم على التزامه بواجب مساندة طوفان الأقصى واستعداده للذهاب مع القيادة إلى أعلى مستوى من الانخراط في المعركة المصيرية.
الإعلان العسكري الذي جاء على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، عقب ارتكاب العدو مجزرتين مروعتين في غزة أسفرتا عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين، يوم السبت، أكد أن "القوات المسلحة ستعمل على اتخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات، وبحسب إمكانياتها وقدراتها من أجل الانتصار الفعلي لدماء الشعب الفلسطيني، ولن تتردد في توسيع عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة" وهو ما ينذر بوضوح بمرحلة جديدة (خامسة) من التصعيد المساند، كانت القيادة اليمنية قد أكدت مسبقا العمل على الإعداد لها.
ويحمل هذا الإعلان رسالة واضحة للأعداء بأن ظروف الحصار والإمكانات والبعد الجغرافي لن تحول دون مقابلة التصعيد الصهيوني المدعوم أمريكياً بتصعيد إسنادي مقابل، وأن العمليات اليمنية برغم بلوغها مستويات متقدمة جداً وصادمة للأعداء من حيث المديات والشدة والكثافة النارية، لن تتوقف عن حد معين نتيجة لهذه الظروف، لأن القيادة اليمنية حريصة على امتلاك وابتكار كل ما يمكن امتلاكه وابتكاره من خيارات جديدة توسع حجم ومدى ونطاق الضربات بما يضمن استمرارية المواكبة حسب ما هو متاح.
وتشمل مضامين هذه الرسالة أيضاً تأكيداً واضحاً وصلباً على استحالة الاستجابة لأية ضغوط أو محاولات ابتزاز تهدف لعرقلة مسار جبهة الإسناد اليمنية، أو فرض قيود عليها، فالإعلان العسكري جاء في توقيت يشهد تصعيداً أمريكياً سعودياً ضد الشعب اليمني على المستويين الاقتصادي والإنساني، بهدف وقف العمليات المساندة لغزة، وهو تصعيد لم تواجهه القيادة والجماهير اليمنية بالمساومات، بل أعلنت تجاهه موقفاً حازماً أكدت فيه الجاهزية للرد بالمثل مهما كانت النتائج، الأمر الذي يجعل الإعلان العسكري عن التوجه لتوسيع العمليات المساندة ليس مجرد تهديد دعائي، بل موقف مبدأي نابع من إرادة موحدة للشعب والقيادة، وبالتالي فهو حتمي وعملي.
ووفقاً لذلك، فإن الإعلان العسكري الذي يبشر بمستوى جديد من العمليات المساندة يثبّت معادلة "التصعيد بالتصعيد" التي تمثل إحدى ركائز التحول الاستراتيجي التاريخي غير المسبوق المتمثل في دخول جبهات الإسناد الإقليمية على خط المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، وهو ما يعني أن المرحلة الجديدة القادمة كسابقاتها ستسهم في تكريس انقلاب الموازين على المستوى الإقليمي بالشكل الذي يكرس واقع الخطر الوجودي المتزايد الذي يحيط بالعدو الصهيوني، ويفاقم المأزق التاريخي الذي لا عودة منه لنفوذ الهيمنة الأمريكية في المنطقة، والذي تبدو فيه كل سيناريوهات المستقبل محكومة بحتمية ثابتة هي زوال الاحتلال الصهيوني والمنظومة الاستعمارية التي يعيش عليها في المنطقة.
وفيما لم تحدد القوات المسلحة طبيعة الخطوات القادمة لتوسيع العمليات المساندة لغزة، فإن الطبيعة التصاعدية لتأثير وقدرات الجبهة اليمنية قد جعلت الأفق مفتوحا على احتمالات كثيرة، برغم الظروف، فالاتساع التدريجي للعمليات البحرية على النطاق الجغرافي وأيضا على نطاق فئات السفن المستهدفة خلال المراحل السابقة، كشف عن قدرة استثنائية لدى قيادة الجبهة اليمنية على ابتكار خيارات جديدة دائماً لتشديد الحصار البحري على كيان العدو الصهيوني، خصوصاً في ظل التطوير المدهش في تسارعه للقدرات الصاروخية والجوية، فقد تتضمن المراحل القادمة تصعيداً لمستوى شدة العمليات بالشكل الذي يحدث أضراراً أكبر لعدد متزايد من السفن المرتبطة بالعدو سواء في البحر المتوسط، أو في الطريق الالتفافي حول رأس الرجاء الصالح، وقد يبرز معطى جديد يتمثل في تصعيد استهداف الموانئ المحتلة نفسها استكمالاً لمسار العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، وقد تتم إضافة فئات جديدة من السفن التي لها علاقات بالعدو الصهيوني.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسار تطوير القدرات الصاروخية اليمنية والذي وصل إلى مستوى صناعة صواريخ ذات سرعات تفوق سرعة الصوت بأضعاف، ينطوي على خيارات تصعيد هامة تجاه الأراضي المحتلة نفسها، حيث يمكن أن تتضمن المراحل القادمة تنفيذ عمليات مكثفة ومركزة تجاه "أم الرشراش" أو مناطق أخرى، وهو ما سيشكل زلزالاً كبيراً داخل الكيان الذي يتكبد خسائر متزايدة في جبهتي غزة والشمال المحتل.
وفيما يندفع العدو الأمريكي نحو التصعيد ضد اليمن، فإنه قد يسعى لاتخاذ المزيد من الإجراءات العدائية لإعاقة خطوات توسيع العمليات المساندة، الأمر الذي سيجعل هذه الخطوات أوسع وأشد تأثيراً، لأنها ستتضمن في هذه الحالة إجراءات لمواجهة الإجراءات الأمريكية (أو حتى الإقليمية من جانب النظام السعودي) وهو أفق مفتوح على عدد كبير من الاحتمالات أيضاً، فالعمليات ضد القطع الحربية الأمريكية لا زالت قابلة للتصاعد أكثر، ومسار الرد على التصعيد السعودي غني بالاحتمالات ذات التأثير الكبير والمزلزل، وهذا الارتفاع المحتمل في حدة المواجهة مع المعسكر المساند للعدو الصهيوني سيؤثر بلا شك على العدو مباشرة، لأنه سيزيد حجم الحرائق الإقليمية التي تجعل مستقبل العدو الصهيوني والنفوذ الأمريكي في المنطقة أكثر هشاشة وأكثر عرضة للخطر.
ومثلما حدث في كل مراحل التصعيد السابقة، فإن توسيع العمليات المساندة لن يكون على الأرجح مقتصراً على الجبهة اليمنية، حيث من المرجح أن يترافق مع تصعيد على بقية جبهات الإسناد الإقليمية، وقد يتضمن تطويراً في مسار العمليات المشتركة بين هذه الجبهات، وهو المسار الذي افتتحته جبهتا اليمن والعراق في المرحلة الرابعة من التصعيد، والذي يحرص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على تأكيد أهميته الكبيرة في كل مناسبة.
وفي هذا السياق فقد بدأت مؤخراً تأثيرات العمليات اليمنية العراقية المشتركة ضد السفن المتجهة إلى العدو الصهيوني في البحر المتوسط بكسر حواجز التعتيم الإعلامي "الإسرائيلي" والظهور في بيانات لمنظمات وجهات دولية رسمية أكد تعرض العديد من السفن لهجمات بطائرات مسيرة، الأمر الذي يعني أن عمليات هذا المسار تتطور بشكل مستمر وتتغلب مع الوقت على الحواجز والطبقات الدفاعية وعلى الرقابة الإعلامية التي يفرضها العدو، وهو ما يجعل هذه العمليات قابلة للتصاعد والتطور إلى مستويات أعلى من حيث التأثير والكثافة والمدى.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الحوثي: الموقف اليمني لن يتغير مهما اعتدى البريطاني والأمريكي
أعلن عبدالملك بدرالدين الحوثي، قائد حركة أنصار الله "الحوثيين" عن سعادته بأن تكون نظرة العدو الإسرائيلي لليمن كعدو معقد للغاية، مؤكدا: أن نظرته إلى كثير من أمتنا وأنظمتها هي نظرة استهانة يسهل سحقهم وخداعهم.
واضاف الحوثي في مؤتمر حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 2 رجب 1446هـ 2 يناير 2025م، أن العدو الإسرائيلي يدرك أنه مهما اعتدى ومعه الأمريكي والبريطاني ولو انضم إليه من انضم فلن يؤثر على الموقف اليمني.
وفي السطور التالية أبرز ما قاله من تصريحات:
نعيش مع الشعب الفلسطيني الآلام والأحزان والكثير من أبناء شعبنا يُترجمون هذا الحزن إلى موقف عملي لنصرة الشعب الفلسطيني.
العدو يعترف بأن عدوانه على بلدنا لن يردعنا ولن ينهي حرب الاستنزاف.
العدو فوجئ بهذا المستوى الذي عليه شعبنا العزيز وبلدنا رسميا وشعبيا من قوة الموقف والثبات والصمود والجرأة والشجاعة.
يسعدنا كثيراً أن تكون نظرة العدو إلينا كعدو معقد للغاية، لأن نظرته إلى كثير من أمتنا وأنظمتها هي نظرة استهانة يسهل سحقهم وخداعهم.
العدو يعترف بتأثير عملياتنا ويقول إنها جعلت "ملايين الإسرائيليين" يقفزون من أسرتهم إلى الملاجئ كل ليلة وهذه مشكلة حقيقية.
من عمليات هذا الأسبوع إسقاط طائرتي إم كيو9 في البيضاء و مارب، وهذه الطائرات غالية الثمن يعتمد عليها الأمريكي في الاستطلاع والعدوان.
استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان كان بالتزامن مع ترتيبات لشن عملية عدوانية واسعة على بلدنا تشمل عدداً من المحافظات.
نفذنا هذا الأسبوع عملية كبيرة ومهمة وقوية بالاستهداف للمرة الثانية لحاملة الطائرات الأمريكية ترومان بـ11 صاروخًا مجنحاً وطائرة مسيرة.