يخطئ من يظن أن الرصاص الطائش الذي مر بجوار ترامب مرشح الرئاسة الأمريكية مر بسلام، فالمؤكد أن الرصاص رغم أنه لم يصب قلب المرشح للانتخابات، لكنه أصاب الانتخابات نفسها، وألقى بظلال كثيفة عليها حيث أصابع عديدة وعلامات استفهام كثيرة أصبحت قائمة حول الرصاص الذي أطلق ولماذا؟ خاصة أن نجاح ترامب يقلب موازين عديدة بالعالم سواء في أوكرانيا أو منطقة الشرق الأوسط ويعيد رسم خريطة عالمية جديدة ربما ترى الدوائر السياسية الأمريكية أنها لا تتمشى مع نهجها الحالي.
لذلك فإن دوائر حمراء أصبحت عالقة الآن تشير بأن نجاح ترامب يمثل خطر على العديد من الدوائر السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس سرا أن العلاقة الأمريكية - الروسية في عهد ترامب وبوتين شهدت نوعا من التفاهمات التي جعلت الأمور تسير بهدوء بين البلدين وبشكل متوازي وهو ما لا تقبله دوائر السلطة حاليا في أمريكا، خاصة أن تيار اليسار المتشدد أصبح يجتاح أوربا حاليا، وهو ما قد يقلب موازين عديدة في مناطق صراع مختلفة، لذلك كان ينبغي اختفاء ترامب من المشهد وإبعاده بكل السبل، بدأ قضائيا وفشلت ثم أصبح لزاما إخفائه نهائيا بعد أن بدأت كل المؤشرات تؤكد فوزه الانتخابات المقبلة أمام بايدن.
لذلك كانت محاولة الاغتيال ممن يعتقدون أن وجوده سيكون كارثة علي مخططات عديدة، ربما تمحو نهائيا إذا عاد ترامب من جديد للبيت الأبيض، في جميع الأحوال نحن أمام سيناريوهات أصبحت معقدة بعد أن دخلت الاغتيالات اللعبة الانتخابية والسياسية وكلها مؤشرات تشير أن الرصاص الطائش في ترامب ربما لن يكون الأخير بل بداية لحملة اغتيالات ليس شرط بالرصاص، وإنما قد يحدث ما هو أشد من الرصاص الفترة القادمة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دونالد ترامب جو بايدن طارق إسماعيل الانتخابات الأمريكية محاولة اغتيال ترامب
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".