المغرب يدعو مجلس الأمن إلى تبني عقوبات ضد المسؤولين عن تحويل مسار المساعدات الإنسانية
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
دعا المغرب، في نيويورك، مجلس الأمن الدولي إلى تبني عقوبات ضد المسؤولين عن تحويل مسار المساعدات الإنسانية.
وتم إطلاق هذه الدعوة من قبل نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر القادري، خلال جلسة نقاش حول المجاعة وانعدام الأمن الغذائي العالمي الناجمين عن النزاعات، ترأسها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر غشت.
وفي هذا السياق، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن مجلس الأمن اعتمد، منذ 5 سنوات، القرار رقم 2417 الذي سلط الضوء على الصلة القائمة بين النزاعات المسلحة والعنف من جهة، وانعدام الأمن الغذائي الناجم عن النزاعات وخطر المجاعة من جهة أخرى.
وأبرز القادري أن هذا القرار يدين بشدة، من بين أمور أخرى، انتهاكات القانون الإنساني الدولي، مثل العرقلة المتعمدة لإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه يتعين على مجلس الأمن، كما تنص على ذلك الفقرة 9 من هذا القرار، تبني عقوبات ضد الأشخاص أو الكيانات المسؤولة عن تحويل مسار المساعدات الإنسانية وكل من يعرقل تسليم هذه المساعدات أو توزيعها أو الوصول إليها.
كما أكد الدبلوماسي المغربي على ضرورة تعزيز دور لجنة بناء السلام لجعل الأمن الغذائي عنصرا مركزيا في توطيد السلام واستدامته، مع مراعاة خصوصيات البلدان المعنية، ومن خلال توحيد الجهود اللازمة لتحقيق هذه الغاية.
وشدد القادري، أيضا، على أن الأمن الغذائي واستدامة النظم الغذائية تعد من الأولويات الاستراتيجية للمغرب سواء على المستويات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، مشيرا إلى أن هذه الأولويات تقع في صلب التعاون جنوب جنوب القائم بين المغرب والبلدان الشقيقة، وخاصة الإفريقية، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسجل أن المغرب أطلق، بمبادرة من جلالة الملك، مبادرة تكييف الفلاحة بإفريقيا مع التغيرات المناخية، خلال مؤتمر كوب 22 الذي انعقد بمراكش، مضيفا أن المبادرة التي تم إطلاقها في عام 2016 مع جمهورية السنغال، تهدف بدورها إلى دعم الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا من خلال الفلاحة.
وخلال قمة العمل الإفريقية التي نظمت على هامش مؤتمر (كوب 22)، تم إرساء ثلاث لجان مناخية في إفريقيا لمكافحة تغير المناخ -الذي يعد المساهم الرئيسي في انعدام الأمن الغذائي- مضيفا أن المغرب يواكب سياسيا وماليا وتقنيا التنفيذ الفعال لعهدة هذه اللجان الهامة.
كما أشار نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة إلى أن المملكة تخصص منذ عقود، في سياق تعزيز الأمن الغذائي في إفريقيا، ملايين الأطنان من الأسمدة المناسبة لتربة ومحاصيل القارة الأفريقية، مسجلا، في هذا الصدد، أن المغرب خصص في عام 2023 أكثر من 4 ملايين طن من الأسمدة للفلاحين الأفارقة، أي أكثر من ضعف 2021، وبالتالي تقديم الدعم لأكثر من 44 مليون فلاح إفريقي. “كما أن المغرب”، يضيف الدبلوماسي المغربي، “يخصص ملايين الأطنان من الأسمدة للدول النامية في العديد من المناطق الأخرى”.
وقال إن المغرب يواصل أيضا تنفيذ برنامجه واسع النطاق لمعالجة معضلة الأمن الغذائي في إفريقيا من خلال نهج علمي وشامل، مضيفا أن عمل المملكة يهدف إلى تعبئة وتوجيه الموارد الحكومية وشركاء التنمية وتمويل القطاع الخاص إلى تحرير إمكانات الإنتاج الغذائي لإفريقيا من خلال التعاون جنوب جنوب والتعاون ثلاثي الأطراف، بهدف القضاء على انعدام الأمن الغذائي، وبالتالي منع النزاعات المحتملة.
وأكد على أن المغرب يجدد دعمه التام للأمين العام في تنفيذ مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل، داعيا إلى ضرورة إرساء تضامن دولي فعال لوضع حد للتهديدات الخطيرة التي يشكلها الجوع والأمن الغذائي في عدة مناطق من العالم، ولا سيما في إفريقيا.
وأشار الدبلوماسي أيضا إلى أن العالم يمر حاليا بالعديد من التوترات التي أدت إلى تفاقم أزمة متعددة الأبعاد -أزمة غذائية وطاقية ومناخية ومالية- والتي تؤثر بشكل خاص على البلدان والاقتصادات الأكثر هشاشة، لا سيما في إفريقيا.
وفي مثل هذا السياق الهش الذي يتسم بالأزمات المترابطة، “التي تقوض قدرتنا على الاستجابة الجماعية”، يضيف الدبلوماسي المغربي، “فإن تنفيذ الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بشأن القضاء على الجوع، وضمان الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، أصبح معرضا لخطر كبير”.
وحسب القادري، يتطلب هذا الوضع استجابة انسانية جماعية تدعم التنمية وموجهة نحو السلام، وتعزيز الصلة بين السلام والأمن الغذائي، مع التركيز بشكل خاص على الوقاية.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الأمن الغذائی مجلس الأمن فی إفریقیا أن المغرب من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
دول عربية تدين قرار حكومة الاحتلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
رام الله - دنيا الوطن
دانت كل من مصر والأردن والسعودية في بيانات منفصلة، اليوم الأحد، قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية.
وأكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أن تلك الإجراءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار، وللقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، وكافة الشرائع الدينية.
وشددت على عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لا سيما خلال شهر رمضان، كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.
وطالبت مصر "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية التي تستهدف المدنيين وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر".
بدورها، أعلنت السعودية عن إدانتها واستنكارها لقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي، الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومساسا مباشرا بقواعد القانون الدولي الإنساني، في ظل الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وجدّدت المملكة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، دعوتها للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية، وضمان الوصول المستدام للمساعدات.
من جهته، اعتبر الأردن، أن قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب لعام 1949.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة، أن قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع.
وشدد على ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك.
ودعا السفير القضاة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وإلزام إسرائيل الاستمرار باتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله كافة، وفتح المعابر المخصصة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة.