أجراس الجوع تقرع في شمال غزة الصامدة.. الآلام تتواصل
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أطفال بهياكل عظمية، وآخرون يقفون في طوابير للحصول على بعض الطعام ليخفف عنهم ألم الجوع أو جرعة ماء علها تطفئ بعض ظمئهم، ومشاهد أخرى لأطفال وهم يلتقطون ما بقي من حبات أرز في قِدْر.
وثمة مقاطع تظهر عجز الآباء عن توفير كميات قليلة من الأكل لينقذوا بها حياة من تبقى من أفراد أسرهم، وصرخات استغاثة من أمهات لإنقاذ حياة أطفالهن بسبب سوء التغذية والجوع القاتل.
ومع انتشار الكثير من الصور الصادمة القادمة من غزة على منصات التواصل الاجتماعي، أطلق جمهور منصات التواصل هاشتاغ "شمال غزة يموت جوعًا"، من أجل نقل معاناة الأهالي وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها الناس.
حكت الباحثة والناشطة النسوية الفلسطينية الدكتورة منال نجم، عندما نشبت الحرب في السابع من أكتوبر بين حماس وإسرائيل وما زالت متواصلة إلى يومنا هذا، ونتج عن الغارات الجوية دمار في البنية التحتية التي سببت قطع إمدادات المياه والأغذية والوقود، ما أفضى إلى انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالأغذية، ومنها إنتاج الخضار وفي قطاعات الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وانتشار الندرة الواسعة في المواد الأساسية من خضار وفواكه، وقد أدّت زيادة حدة الأعمال العدائية إلى تفشي المجاعة؛ مما ترك أكثر من نصف مليون شخص في غزة على شفا المجاعة كجزء من أزمة إنسانية أوسع نطاقًا في المحافظات الشمالية لقطاع غزة.
وأضافت نجم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن شمال غزة يحتاج إلى إرسال المساعدات المتوقفة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفي أثناء فترات الانتظار الطويلة عند نقطة التفتيش، تتعرض القوافل للنهب وكثيرًا ما يتم إعادتها، وإذا تمكنت الشاحنات من العبور، فهناك احتمالية حدوث المزيد من عمليات النهب على طول الطريق الصعب إلى الشمال مما زاد من تفاقم أزمة الجوع في ظل عدم توزيع تلك الحصص الغذائية بالشكل العادل على جميع السكان المقيمين في المحافظات الشمالية في قطاع غزة.
الدكتورة منال نجم
أشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، ويعد هذا الأسلوب من أسوأ حالات التجويع التي صنعها الإنسان في ما يقرب من قرن، ونتيجة للمجاعة، مات المدنيون الفلسطينيون من الأطفال في محافظات الشمالية لقطاع غزة، علاوة على ذلك لجأ الفلسطينيون إلى بدائل كثيرة لسد الجوع لديهم معبرين عن صمود أسطوري لمجابهة مخططات الاحتلال القذرة التي كشفتها تلك الحرب التي أبادت كل ما هو موجود في قطاع غزة من بشر وشجر وحجر وتراث وتاريخ في كافة مجالات الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والسياحة والاقتصاد.
ولفتت إلى أن أصابت المجاعة في شمال قطاع غزة أكثر من 750 ألف فلسطيني يعيشون مجاعة حقيقية، بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والحصار وإغلاق المعابر، مما أدى إلى فقدان المواد الغذائية من الأسواق وحتى إن وجدت فهي باهظة الثمن لا يستطيع المواطنين في ظل الفقر الذي نتج عن الحرب شراؤها.
وحسب ما جاء في تقرير جديد أصدرته المبادرة العالمية في شهر مايو 2024 في المحافظات الشمالية للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (التصنيف المتكامل) أنّ المناطق المتبقية من قطاع غزة معرضة أيضًا لخطر المجاعة في وقت لاحق في حال وقوع أسوأ سيناريو ما لم تتوقف الأعمال العدائية وما لم تصل المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى من هم في أشد الحاجة إليها، وأشارت إلى أنه كانت نسبة تتراوح بين 60 و70 في المائة من الماشية المنتجة للحوم ومنتجـات الألبان في غزة إما قد قضت أو تعرّضت للذبح السابق لأوانه بغية تلبية الاحتياجات الغذائية الماسّة التي خلّفها الصراع، ويعتري المنظمة قلق شديد بشأن الخسائر الكبيرة في الثروة الحيوانية كونها أساسية لسبل العيش ولبقاء الأسر في غزة. وإنّ توفير أعلاف الحيوانات ليس مجرد وسيلة لاستدامة سبل العيش الريفية أو أصل اقتصادي للأسر المتضررة فحسب: إذ إنّ الحفاظ على حياة الحيوانات التي تملكها الأسر وعلى إنتاجيتها يعطيها مصدرًا للبروتينات والتغذية والحليب - وهي عناصر لا غنى عنها بالنسبة إلى الأطفال بصفة خاصة.
أكدت أن مظاهر المجاعة بدأت عندما قام الاحتلال باختفاء المعلبات التي اعتمد عليها أهالي القطاع في المحافظات الشمالية في غذائهم منذ بدء العدوان، وتبعها دقيق القمح والأرز الذي خلت منه الأسواق، ليتجه الفلسطينيون إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة لصناعة أعلاف الحيوانات، وكان سكان المحافظات الشمالية ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية على ساحل البحر والتي كانت تأتي عبر الإنزالات الجوية أو عبر الشاحنات التي تأتي من دوار النابلسي على شارع الرشيد، أو التي تأتي من الشاحنات على خط صلاح الدين عند دوار الكويتي وكانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تقتل الكثيرين كسياسة لتقليل تعزيز صمود الأسر الفلسطينية التي صمدت رغم القتال الضاري في المحافظات الشمالية مما أجبر الكثير من العائلات بسبب الجوع النزوح على المحافظات الجنوبية.
كشفت أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في 2 مارس 2024 تسجيل 10 أطفال "ماتوا جوعا" في قطاع غزة، مشيرة إلى توقعات بأن يكون العدد الحقيقي للوفيات بسبب نقص الغذاء أعلى من ذلك. وفي 3 مارس 2024، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، وفاة 15 طفلا نتيجة سوء التغذية والجفاف، خلال الأيام الماضية، في مستشفى كمال عدوان. وفي 16 مارس 2024 حذرت وكالة الأونروا من أن المجاعة تلوح في الأفق في قطاع غزة مؤكدة أن طفلا من كل 3 أطفال دون السنتين في شمال القطاع يعاني من سوء التغذية الذي ينتشر بسرعة بين الأطفال ويصل إلى مستويات غير مسبوقة.
واختتمت الباحثة الفلسطينية، أن واقع الحياة التي نعيشها اليوم يعتمد أهالي شمال القطاع ومدينة غزة على الأعشاب البرية لإطعام أنفسهم وأطفالهم، وبعض المعلبات التي ادخروها في وقت سابق؛ مما يزيد الصعوبات التي يواجهونها في تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ويسبب نقص الطعام في قطاع غزة جفافا وانعداما لسبل عيش السكان، خاصة الأطفال، ما يؤدي إلى سوء التغذية وزيادة حالات الوفاة لدى الأطفال جراء نقص الطعام والحليب المخصص لهم، بالإضافة إلى نقص العلاجات الضرورية لأمراضهم، وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة، للأناضول، إنه تم تسجيل أكثر من 50 طفلا فلسطينيا يعانون سوء التغذية، خلال الفترة الماضية، ومعاناة أهالي شمال غزة مع الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي منذ بدء العدوان بحاجة إلى تضافر جهود العاملين في المؤسسات الدولية التي تهتم بشؤون الأطفال وتوفير المزيد والمزيد من المساعدات التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المجاعة في غزة غزة اسرائيل فلسطين آخر الأخبار محكمة العدل الدولية فی المحافظات الشمالیة سوء التغذیة فی قطاع غزة شمال غزة
إقرأ أيضاً:
إطلاق النسخة الخامسة من أولمبياد المحافظات الحدودية بمدينة العريش
افتتح الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، واللواء دكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، واللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، فعاليات النسخة الخامسة من أولمبياد المحافظات الحدودية.
والذي تنظمة باب والرياضة من خلال الإدارة المركزية للتنمية الرياضية, وتحتضنه مدينة العريش في أجواء وطنية بالتزامن مع احتفالات مصر بذكرى تحرير سيناء.
ويعكس تنظيم الأولمبياد تحت مظلة رئاسية, مدى حرص الدولة على دمج الشباب في عملية التنمية، وتعزيز روح الانتماء الوطني من خلال الرياضة، بوصفها أحد روافد بناء الإنسان المصري، ودعامة رئيسية للاستثمار في طاقات الشباب.
وأكد الدكتور أشرف صبحي, أن الأولمبياد يُعد ترجمة عملية لتوجيهات فخامة الرئيس بالاهتمام بالشباب في المناطق الحدودية والنائية، مشددًا على أن وزارة الشباب والرياضة تسعى لتوفير بيئة تنافسية عادلة تسهم في اكتشاف المواهب، وخلق جيل قادر على التميز والإبداع في شتى المجالات.
وتوجه وزير الشباب والرياضة بخالص الشكر والتقدير إلى محافظة شمال سيناء على استضافتها الكريمة لهذه النسخة من “أولمبياد المحافظات الحدودية”، والتي تأتي تزامنًا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، في تأكيد واضح على ما تنعم به سيناء من أمن وأمان واستقرار، يعكس جهود الدولة في دعم وتنمية هذه البقعة الغالية من أرض الوطن.
من جانبه، ثمّن اللواء دكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، استضافة المحافظة لهذا الحدث الرياضي الوطني، واصفًا إياه بـ”رسالة تنمية واستقرار”، تعكس ما وصلت إليه شمال سيناء من أمن واستقرار وتطور في مختلف القطاعات بدعم مباشر من القيادة السياسية.
وأشار اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، إلى أن المشاركة الواسعة من أبناء المحافظات الحدودية تعزز مفهوم الوحدة الوطنية، وتؤكد أن شباب تلك المحافظات جزء أصيل من نسيج الوطن، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، مؤكدًا أن الأولمبياد فرصة لتعزيز التفاعل الثقافي والرياضي بين الشباب.
وتشارك في النسخة الخامسة من أولمبياد المحافظات الحدودية محافظات: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، الوادي الجديد، أسوان، ومطروح.
حيث يتنافس الشباب في مجموعة من الألعاب الرياضية تشمل: الكاراتيه، الكرة الطائرة للبنات، خماسي كرة القدم للبنين، الكرة الطائرة الشاطئية للبنين والبنات، وتنس الطاولة.
وشهد حفل الافتتاح حضورًا رفيع المستوى ضم عددًا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وقيادات وزارة الشباب والرياضة، إلى جانب القيادات التنفيذية والشعبية وممثلي المديريات المشاركة، في مشهد يعكس التكامل المؤسسي في دعم الأنشطة الشبابية والرياضية بالمناطق الحدودية.