هدا الطائف ومحمدية الشفا.. همزة وصل السياحة والترفيه ومبتدأ الطبيعة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تمثل الطائف وجبالها الشاهقة الوادعة في أعماق جبال السروات الشامخة؛ همزة وصلٍ في لغة السياحة والترفيه؛ وبوابة فاصلة بين تهامة والسراة في موسم الصيف، ومعادلة غير معقدة تفرض ذاتها في أرقام وبيانات الأرصاد الجوية والحالة المطرية، لتتميز دومًا بفضاء عذب طارد للحرارة ومستقبل لزخات المطر ، ليجد فيها السائح مناخًا باردًا مثاليًا مشجعًا سياحيًا للترويح عن النفس.
كما تدعم فيها طرق جبال الهدا والشفا المعبدة في أعماقها كعقبة الكر وعقبة المحمدية؛ سهولة ملاقاة التنوع البيولوجي والتضاريس الأخاذة والإطلالات البانورامية على القرى القديمة التي تقف مبانيها الحجرية على حافة الجبل؛ لتجمع هذه العقاب وطرقها الأفعوانية في فصل الصيف بين العديد من المظاهر الطبيعية الخلابة، وشقها لمجموعة من السلاسل الجبلية الرائعة، بالإضافة إلى الوديان الطبيعية التي تنحدر مياهها الرقيقة نحو تهامة مكة وشعابها، فتمكن العابر على الطريق من مشاهدة المناظر الحية، والتمتع بالمياه التي تنساب بين صخور جبالها الجرانيتية، وما يشكله هذا التنوع من لقطات جذابة، تضفي بتجلياتها لمسات إبداعية على وجه الطبيعة الساحرة ووجنتيه؛ لتكون محل إعجاب لمحبي الرحلات السياحية ، والمصورين، والمدونين.
ويلحظ الزائر عن قرب أن عقبة المحمدية وكرا الهدا الواقعتين في جبال السروات، تستضيف منذ الأزل التشكيلات المختلفة التي تمثل قطعاً فنية مبهرة، ومقصدًا سياحيًا متنوعًا، من خلال إطلالاتها على القرى القديمة التي تفوح منها نسائم الماضي في وجدان التاريخ، حيث تحولت هاتان العقبتين في نظر العديد من الزوار بوابة يعبر منها المناخ العليل نحو الطائف وصيفها الاستثنائي؛ لتتقاطر على أثر جمالها قوافل السائحين للتمتع بالمتنزهات والحدائق، التي تمتد من طريق عقبة المحمدية إلى مركزي الشفا والهدا وجبل دكا وقرنيت، إذ يصحب طريق العقبتين مغامرات شيقة بالأنشطة كتسلق الجبال والهايكنق والتخييم والاستكشاف الأحيائي للنباتات العطرية الزاكية والحياة الفطرية الولادة من جوف أرضها ، مما يحفز الشباب والعائلات للتوافد من الصباح الباكر إلى قبيل غروب قرص الشمس، والمكوث تحت أشجار العرعر وافرة الظلال، وأمام جداول المياه الباردة والعذبة، لتعيد للذهن المتأمل في حسن التنوع الطبيعي البكر المتفردة بها الطائف، فضلا عن التداخل المتناسق بين الخضرة والتكوينات الصخرية التي تسهم في تلطيف وإبراز سمات الأودية التهامية، حيث يجاور العقبتين العديد من المواقع السياحية والمساكن والفنادق والمنتجعات المصممة من أرضها الخصبة التي تحمّل ثقافة أهلها التي تمثل رسالة واضحة تحكي أصالة الهوية والموروث من الطائف إلى الأفق الأرحب والعالم أجمع، ومنها فندق جولدن وايت، ومنتجعات إكليل الجبل، وبيت الورد وريف جبل دكا وبساتين الورد الطائفي وغيرها الكثير والكثير.
وتتميز مرتفعات هدا وشفا الطائف بأجواء معتدلة صيفًا وباردة شتاءً، ويعود ذلك لموقعها الإستراتيجي على جبل غزوان المزاحم لسلسلة جبال السروات أو ما اصطلح عليه محليًا باسم "السراة" والتي يبلغ ارتفاعها قرابة 2560م عن سطح البحر؛ وتتراوح متوسط درجة الحرارة ما بين 15 إلى 20 درجة مئوية.
ويعد تفرد عقبتي محمدية الشفا والهدا وجهات سياحية تربط مركزين مختلفين بعناوين ومفردات السياحية والطبيعة والترفيه؛ لتكون من خلالهما الطائف مساهمة في تحقيق الكثير من فرص التنمية في المجالات كافة وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين في حلهم وترحالهم وتنقلهم للتجارة والسفر والسياحة، حيث تعتبر شريان التنمية التي قربت المسافات وربطت بين السراة وتهامة بعد أن اخترقت الجبال فانعكس ذلك على وتيرة التنمية بمختلف جوانبها الاقتصادية والزراعية والعمرانية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الطائف أخبار السعودية هدا الطائف آخر أخبار السعودية محمدية الشفا
إقرأ أيضاً:
مهرجان سناو .. أربعة أيام من عروض الثقافة والتراث والترفيه
ينطلق مساء الغد مهرجان ولاية سناو الذي تنظمه محافظة شمال الشرقية، ويحمل شعار «سناو مقصدنا»، ويستمر على مدار أربعة أيام برعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.
وقال سعادة الشيخ خالد بن السيد بن حزحيز المهري والي سناو: يجسّد المهرجان روح أصالتنا وتراثنا العريق، ويُعد جسرًا بين ماضٍ مشرق ومستقبل واعد، كما يوفر فرصة للاستمتاع بكنوز ولاية سناو الطبيعية والثقافية.
وأضاف: نهدف من خلال أركان المهرجان المتنوعة والمليئة بالإبداع، إلى الاحتفاء بهويتنا وإبراز إرثنا العُماني الذي نعتز به، وكذلك تعزيز التنمية الشاملة السياحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
من جهته، أوضح مهنا بن محمد الفزاري نائب رئيس المجلس البلدي بشمال الشرقية ورئيس لجنة التنظيم أن المهرجان يتضمن فعاليات صباحية ومسائية متنوعة، تشمل ردهة للمطاعم والكوفيهات، والقرية التراثية، والقرية الاقتصادية، وقرية الطفل المهنية، بالإضافة إلى منطقة ألعاب للأطفال. والفترة الصباحية ستشهد فعاليات مثل سباق الهجن بميدان الأبيض، ومزايدة الثروة الحيوانية بمركز المهرجان.
وفي الفترة المسائية، سيكون الجمهور على موعد مع أمسية شعرية يحييها مصبح الكعبي، وحمود بن وهقة، وكامل البطحري، بالإضافة إلى ليلة إنشاد يحييها المنشدون أسعد البطحري ومسفر السندوانة.
ويعد مهرجان «سناو مقصدنا» فرصة للاحتفاء بالتراث العُماني وتعزيز الهوية الثقافية، مع التأكيد على أهمية دور المهرجان في تعزيز التنمية المستدامة.