الأنفاق والفخاخ.. هكذا تقاتل حماس في غزة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
خلال ثمانية أشهر من الحرب في غزة، تحرص كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على القتال كقوة لا مركزية، ومخفية إلى حد كبير، وذلك على النقيض من هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر، إذ شارك آلاف من عناصرها بالزي الرسمي في الهجوم.
وبدلا من المواجهة المباشرة للحملة الانتقامية التي نفذتها إسرائيل عقب ذلك الهجوم، انسحب أغلب مسلحي حماس من قواعدهم ومواقعهم الأمامية، سعياً إلى إضعاف التفوق التكنولوجي والعددي الذي تتمتع به إسرائيل.
واختار أغلب مسلحي حماس شن هجمات مفاجئة على مجموعات صغيرة من الجنود الإسرايليين، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ولا يظهر عناصر حماس إلا بشكل عابر، إذ يخرجون فجأة من مجموعة من الأنفاق، مسلحين بقذائف صاروخية، لضرب جنود إسرائيليين ثم العودة بسرعة إلى حصونهم تحت الأرض.
وفي بعض الأحيان، يختبئ مسلحو حماس، يقول تقرير الصحيفة، بين المدنيين القلائل الذين قرروا البقاء في أحيائهم على الرغم من الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء، أو رافقوا المدنيين أثناء عودتهم إلى المناطق التي استولى عليها الإسرائيليون ثم تركوها.
"علامات سرية".. كيف تقاتل حماس في غزة؟ تعتمد حماس على أسلوب حرب العصابات، وغالبا ما يتنكر مقاتلوها في زي مدني ويختبئون دخل الأحياء السكنية ويخزنون أسلحتهم في شبكة طويلة من الأنفاق وفي المنازل والمساجد وتحت الأرائك وحتى في غرف نوم الأطفال، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" السبت.وذكر تقرير للجيش الإسرائيلي، نُشرت مقتطفات منه في وسائل إعلام عبرية، الاثنين، أنه وبعد 9 أشهر من الحرب في غزة، فإنه لا يزال جزء كبيرا من شبكة أنفاق حركة حماس في القطاع الفلسطيني، "تتمتع بكفاءة عملياتية عالية، وتشكل خطرا أمنيا على إسرائيل".
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن تقديرات الجيش تشير إلى أن شبكة الأنفاق التابعة للحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، "لا تزال في جهوزية عالية في كثير من المناطق".
ونقلت الصحيفة عن القناة 12 الإسرائيلية، أن "شبكة أنفاق حركة حماس في مخيمات وسط قطاع غزة، وفي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وفي حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة في حالة جهوزية مرتفعة".
وذكر التقرير أنه تم "ترميم وإعادة تأهيل مصانع الخرسانة والأسمنت الخاصة ببناء الأنفاق في محافظة خان يونس"؛ فيما يقدر الجيش الإسرائيلي أن "الأنفاق في رفح في حالة جهوزية مرتفعة وتتيح الاقتراب من المنطقة الحدودية".
أنفاق حماس العنكبوتية.. "التهديد الأكبر" على الجيش الإسرائيلي سلط تقرير مطول لوكالة "أسوشيتد برس"، السبت، الضوء على شبكة الأنفاق التي بنتها حركة حماس أسفل غزة ووصفتها بأنها تمثل "التهديد الأكبر" على القوات الإسرائيلية التي تستعد لشن هجوم بري واسع على القطاع المحاصر.وتصف صحيفة "نيويورك تايمز" قرار حماس مواصلة القتال بالكارثي بالنسبة للفلسطينيين في غزة، إذ مضت إسرائيل قدماً في حملتها العسكرية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني من سكان غزة، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع.
ولكن على الرغم من المذبحة في غزة، فإن استراتيجية حماس ساعدتها على تحقيق بعض أهدافها الخاصة، إذ شوهت الحرب سمعة إسرائيل في معظم أنحاء العالم، وفق الصحيفة.
وأدت الحرب إلى اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، في محكمة العدل الدولية في لاهاي، كما أعادت مسألة الدولة الفلسطينية إلى الخطاب العالمي، الأمر الذي دفع العديد من الدول إلى الاعتراف بفلسطين كدولة.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن تحليلا لمقاطع فيديو نشرتها حماس ومقابلات مع ثلاثة من أعضاء الحركة وعشرات الجنود الإسرائيليين، دللت على أن استراتيجية حماس تعتمد على استخدام مئات الأميال من الأنفاق، التي فاجأ حجمها القادة الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن العضو السابق في الجناح العسكري لحماس، الذي يعمل محللا مقيما في إسطنبول، صلاح الدين العواودة، قوله إن "كتائب القسام كانت تعمل كجيش له قواعد تدريب ومخزونات، قبل 7 أكتوبر، ولكن خلال الحرب الحالية يتصرفون كمقاتلين".
وبعد الاجتياح الإسرائيلي البري في أواخر أكتوبر، ذهبت حماس إلى أبعد من ذلك بتحويل المناطق المدنية في غزة إلى مناطق عسكرية، ونصبت الفخاخ في عشرات الأحياء وخلقت حالة من الإرباك حول الشكل الذي يبدو عليه المسلح من خلال ارتداء مسلحيها ملابس مدنية.
وقال العواودة: "كل تمرد في كل حرب، من فيتنام إلى أفغانستان، شهد أناساً يقاتلون من منازلهم.. وإذا كنت أعيش في الزيتون، على سبيل المثال، وجاء الجيش سأقاتلهم هناك، من بيتي، أو عند جاري، أو من المسجد".
وأضاف أن "مقاتلي حماس يرتدون ملابس مدنية في محاولة مشروعة لتجنب اكتشافهم، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحركة المقاومة، وليس هناك أي شيء غير عادي فيه".
رغم الحرب المستمرة منذ أشهر.. تقرير يقول إن "80 بالمئة من أنفاق حماس سليمة" قال مسؤولون إن الجيش الإسرائيلي قد فشل في تدمير شبكة أنفاق حركة حماس في قطاع غزة حيث لا يزال 80 في المئة من تلك المنظومة سليمة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.وقال ضابط في حماس إن الحركة كانت تستعد لهذه اللحظة منذ عام 2021 على الأقل، عندما بدأت في زيادة إنتاج المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات، استعدادًا لحرب برية، وتوقفت عن صنع العديد من الصواريخ بعيدة المدى.
كما قامت بتوسيع شبكة واسعة من الأنفاق، وخلقت نقاط دخول في المنازل في جميع أنحاء غزة تسمح للمسلحين بالدخول والخروج دون أن يتم رؤيتهم من الجو.
وتم تجهيز الشبكة بشبكة هاتف أرضي يصعب على إسرائيل مراقبتها، وتسمح للمسلحين بالاتصال حتى أثناء انقطاع شبكات الهاتف المحمول في غزة، والتي تسيطر عليها إسرائيل، وفقًا للعواودة.
واتسعت شبكة الأنفاق إلى حد أنها امتدت تحت مجمع كبير للأمم المتحدة وأكبر مستشفى في غزة، فضلاً عن الطرق الرئيسية وعدد لا يحصى من المنازل والمباني الحكومية، وفق الصيحفة الأميركية.
وبعد 9 أشهر يقول كبار المسؤولين الإسرائيليين إنهم لم يدمروا إلا جزءاً صغيراً من الشبكة، وأن وجودها كان سبباً في إحباط قدرة إسرائيل على تدمير حماس.
وحتى في المناطق التي تزعم فيها إسرائيل أنها هزمت حماس، اضطرت القوات الإسرائيلية في كثير من الأحيان إلى العودة، بعد أسابيع أو حتى أشهر، لمواصلة المعركة ضد المسلحين الذين نجوا من المراحل السابقة من الحرب.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولون من إسرائيل والولايات المتحدة، قولهم في يناير الماضي، إن الجيش الإسرائيلي "فشل في تدمير" شبكة أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، حيث "لا يزال 80 في المئة من تلك المنظومة سليمة"، بحسب تقرير حصري نشرته.
وعندما أطلقت إسرائيل عملية برية عسكربة ضخمة في القطاع الفلسطيني، عقب هجمات السابع من أكتوبر، فإن أحد أهدافها الرئيسية كان تدمير شبكة الأنفاق التي يقدر طولها بحوالي 300 ميل (حوالي 482 كيلو مترا).
وقدر مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل، أن "ما بين 20 إلى 40 في المئة فقط من الأنفاق تضررت، أو أصبحت غير صالحة للعمل، ومعظمها في شمال قطاع غزة"، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی نیویورک تایمز شبکة الأنفاق من الأنفاق قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
بعد مرور نحو 1000 يوم على بدء روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، سمحت واشنطن لكييف، وفق تقارير، باستخدام صواريخ بعيدة المدى قدمتها لها لتوجيه ضربات في العمق الروسي، لكن إلى أي مدى؟
اعلاناستغرق الأمر من الولايات المتحدة نحو شهر كامل للتوصل إلى رد على نشر قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا، وكان الرد عبارة عن سماح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكييف بضرب العمق الروسي عبر صواريخ بعيدة المدى قدمتها واشنطن لها في وقت سابق ووضعت قيوداً على استخدامها.,
وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قالت كييف إن أولى الوحدات الكورية الشمالية التي تم تدريبها في روسيا قد تم نشرها في مقاطعة كورسك المتاخمة للحدود أوكرانيا.
وبعد بضعة أيام، أكدت الولايات المتحدة وحلف الناتو أن لديهما أيضاً أدلة على مشاركة قوات كورية شمالية في الحرب الروسية.
وأدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عدم رد الغرب على انضمام قوات بيونغ يانغ إلى الغزو الروسي المستمر، قائلاً إن "هذه المعارك الأولى مع كوريا الشمالية تفتح فصلاً جديداً من عدم الاستقرار في العالم".
قائمة الأهداف الأوكرانيةحتى قبل صدور التقارير الأولى عن مشاركة بيونغ يانغ، طلبت كييف من واشنطن رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأمريكية في عمق الأراضي الروسية.
لطالما جادلت أوكرانيا لفترة طويلة بأن القيود المفروضة على استخدام هذه الأسلحة، وتحديدًا صواريخ "أتاكسم" بعيدة المدى، تخنق مجهودها الحربي، في المقابل، اعتبرت واشنطن أن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.
وكثّفت كييف من ضغوطها لرفع الحظر منذ توغلها المفاجئ في منطقة كورسك الروسية في بداية شهر آب/ أغسطس الماضي. ووفقاً للسلطات الأوكرانية، شملت القائمة المطارات التي يستخدمها الجيش الروسي لشن غارات على المراكز السكانية في جميع أنحاء أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين، قامت روسيا بنقل جميع طائراتها تقريباً بعيداً عن المطارات الواقعة في نطاق نظام مراقبة الحركة الجوية الأوكرانية.
كشف معهد دراسات الحرب، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له عن خريطة تسرد جميع الأهداف المحتملة التي يمكن أن تضربها أوكرانيا.
وقال إن هناك ما لا يقل عن 245 هدفاً عسكرياً وشبه عسكري روسي معروف يقع ضمن نطاق نظام الصواريخ الأوكراني، وتحديداُ النوع الذي يبلغ طوله 300 كيلومتر. ومن بين الـ 245 هدفاً، لا يوجد سوى 16 مطاراً فقط، حيث نقلت روسيا جميع طائراتها تقريباً منها.
إذا تم رفع القيود فقط عن كورسك، فسيكون لدى كييف 15 هدفًا معروفاً هناك، وفقاً للبحث الذي أجراه معهد دراسات الحرب.
وبحلول نهاية آب/ أغسطس، كان هناك أيضاً 11 موقعاً على الأقل، تُعرف باسم "الاستخدام العسكري للأراضي" الروسية وهي مناطق مخصصة لأغراض التدريب والاختبار العسكري.
لكن هذه القائمة يمكن أن تكون أكبر بكثير مع نشر أفراد من كوريا الشمالية وجهود موسكو لإخراج القوات الأوكرانية من كورسك.
عندما بدأت كييف في التوغل، كان لدى روسيا 11,000 جندي في كورسك، وفقاً للمركز ذاته. واستناداً إلى هذه الحسابات، أفاد المركز البحثي عن وجود ما مجموعه 11 موقعاً عسكرياً لاستخدام الأراضي و15 منشأة عسكرية وشبه عسكرية معروفة ذات أهمية في المنطقة الحدودية الروسية.
Relatedترامب يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانياواشنطن: حوالي 8000 جندي كوري شمالي يستعدون للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا قريباً1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددةحشود ضخمةبحسب أحدث التقديرات، فإن موسكو قد حشدت حتى الآن خمسة أضعاف عدد القوات العسكرية هناك، بما في ذلك القوات الكورية الشمالية، لتنفيذ هجوم على المواقع الأوكرانية.
اعلانومن المقرر أن يشارك حوالي 50,000 جندي روسي وكوري شمالي في الهجوم.
وفي هذه الأثناء، قال زيلينسكي: "50 ألفاً من أفراد جيش المحتل الذين لا يمكن نشرهم في اتجاهات هجومية روسية أخرى على أراضينا بسبب عملية كورسك".
ربما يشير هذا إلى أن هناك الآن المزيد من الأهداف المحتملة التي يمكن لأوكرانيا ضربها في كورسك، حتى لو تم رفع القيود عن هذه المنطقة فقط.
المصادر الإضافية • ISW
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي يعتزم عرض "خطة النصر" على واشنطن ويطالب بدعم صاروخي بعيد المدى انتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا الكرملين يحذر واشنطن: إرسالكم صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا يدفعنا لإعادة النظر في سياستنا النووية روسياكوريا الشماليةالولايات المتحدة الأمريكيةالحرب في أوكرانيا كورسكاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف منطقتي حصبيّا ولخيام بجنوب لبنان.. ونتنياهو يستبعد تسوية في لبنان ويدرس إقالة رئيس الشاباك يعرض الآن Next بعد الضوء الأخضر الأمريكي بضرب العمق الروسي.. الصين تدعو للتهدئة وفرنسا تتحفظ والكرملين يتوعد يعرض الآن Next غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟ يعرض الآن Next محكمة بنغلاديش تمهل المحققين شهراً في قضية الشيخة حسينة يعرض الآن Next ليلة مظلمة في سومي: قصف روسي يحصد 11 قتيلًا بينهم طفلان و89 مصابًا اعلانالاكثر قراءة اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة حب وجنس في فيلم" لوف" 1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددة فضيحة في جهاز الخدمة السرية.. فصل عميل بعد اقتراح إقامة علاقة في حمام ميشيل أوباما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيادونالد ترامبقطاع غزةفلاديمير بوتينجو بايدنالحرب في أوكرانيا أطفالضحاياالكرملينالصحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024