بالتوازي مع إيقاف جماعة الحوثي عملية تسجيل خريجي الثانوية العامة في الجامعات الحكومية والأهلية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرتها، بزعم عدم توفر الطاقة الاستيعابية لهم، اتهمت مصادر تعليمية الجماعة بتخصيص المقاعد الدراسية المجانية للعام الجامعي الجديد لعناصرها وأبناء قتلاها وجرحاها وكبار قادتها.

وكانت وزارة التعليم العالي في حكومة الانقلاب الحوثية، غير المعترف بها، قد حددت نحو 10 فئات تؤيد انقلابها وتقف إلى جانبها بمواجهة الحكومة الشرعية، قالت إنه يحق لها فقط التقدم للحصول على مِنح دراسية مجانية للعام الجامعي الجديد.



ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن مصادر، مطلعة بأن الجماعة حصرت التنافس للحصول على المِنح المجانية في مناطق سيطرتها على الأتباع دون غيرهم من خريجي الثانوية الذين تتعمد الجماعة قبيل بدء كل عام جامعي وضع العراقيل أمامهم؛ لمنعهم من الالتحاق بالتعليم العالي بغية استقطابهم والزج بهم إلى الجبهات.

وبحسب المصادر، فقد أخضعت الجماعة قبل فترة العشرات من أتباعها لامتحانات وُصفت بـ«الشكلية» وغير التنافسية، للحصول على المقاعد المجانية في الجامعات اليمنية في المجالات الطبية والهندسية والعلوم الإدارية والإنسانية.

وسبق ذلك قيام قادة حوثيين بعقد اجتماع مع أعضاء ما تُسمى «لجنة المقاعد المجانية» بوزارة التعليم العالي الخاضعة لهم بصنعاء، من أجل إعطائهم قائمة تشمل أسماء مقاتلين وأبناء قتلى وجرحى وأبناء قيادات ومشرفين، حيث خرجت الاجتماعات حينها بتوصيات عدة تتضمن اعتمادهم مسبقاً للحصول على المقاعد المجانية، بعيداً عن اتخاذ معايير الكفاءة والعدالة وتكافؤ الفرص التي كانت متبعة في عهد حكومات يمنية سابقة خلال فترة ما قبل الانقلاب والحرب.

إيقاف التسجيل

مع الاستهداف الحوثي المتعمد لخريجي الثانوية بمَن فيهم المتفوقون، كشفت مصادر أكاديمية في صنعاء عن إصدار وزارة التعليم العالي الحوثية، تعميمات إلى رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية، تحضّهم على وقف عملية تسجيل خريجي الثانوية للعام الماضي بحجة عدم وجود طاقة استيعابية لهم في الجامعات، وللحد من الازدحام الطلابي خلال العام الجامعي الجديد.

ويتخوف مراقبون يمنيون من أن يكون ذلك التحرك الحوثي مقدمةً لاستغلال خريجي الثانوية العامة الجُدد لتجنيدهم، خصوصاً بعد فشل مخططات الجماعة في السنوات الماضية في إعادة خدمة الدفاع الوطني الإلزامية لخريجي الثانوية، التي لاقت حينها رفضاً واسعاً من قبل الطلبة وأولياء الأمور ومنتسبي القطاع التعليمي كافة.

وسبق للجماعة الحوثية أن فرضت خلال الفترات الماضية مزيداً من الإجراءات والقيود المشددة بحق خريجي الثانوية العامة؛ بغية منعهم من مواصلة تعليمهم الجامعي، وحتى يصبحوا لقمة سائغة يَسهُل على عناصر ومشرفي الجماعة استقطابهم وتجنيدهم.

وبدلاً من استيعاب الخريجين أسوة بقرنائهم في سائر بلدان العالم في الجامعات والكليات والمعاهد اليمنية ليواصلوا تعليمهم العالي بعد 12 عاماً من التحصيل العلمي، تتخوف الأوساط التعليمية من اعتزام جماعة الحوثي تنفيذ حملات استهداف وتجنيد جديدة.

وكانت الجماعة ألزمت مطلع الشهر الحالي عموم الجامعات الأهلية في صنعاء وبقية المحافظات تحت سيطرتها، بتخصيص مقاعد مجانية لعناصرها، وفق ما ذكرته مصادر تعليمية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».

وأوضحت المصادر أن القيادي حسين حازب، المعين وزيراً للتعليم العالي في الحكومة الحوثية غير الشرعية، عقد لقاءات مع رؤساء وممثلي الجامعات الخاصة في صنعاء، وطلب منهم تخصيص مقاعد مجانية لأبناء قتلى الجماعة ومقاتلين في الجبهات، إضافة إلى دعم المجهود الحربي وتمويل المناسبات ذات المنحى الطائفي.

وتستمر الجماعة الموالية لإيران منذ انقلابها على الشرعية، في ارتكاب أبشع التعسفات ضد المؤسسات التعليمية العليا ومنتسبيها من الأكاديميين والطلاب والكادر الإداري في عموم مناطق سيطرتها؛ بغية حرفها عن مسارها الأكاديمي وتحويلها إلى ثكنات لمسلحيها من جهة، وأداة لتجريف الهوية اليمنية من جهة أخرى.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تقطع 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا

أعلنت السلطات الفيدرالية الأمريكية اليوم الجمعة إلغاء 400 مليون دولار من المنح والعقود مع جامعة كولومبيا في نيويورك بمزاعم معاداة السامية في الحرم الجامعي.

وتمثل هذه التخفيضات الإجراء الأكثر أهمية حتى الآن الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملتها المخطط لها على التمييز ضد اليهود في الجامعات.

أعلنت وزارة العدل الأمريكية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية ووزارة التعليم وإدارة الخدمات العامة ــ التي تشارك جميعها في فريق العمل المشترك لإدارة ترامب لمكافحة معاداة السامية ــ عن عمليات الإلغاء في بيان استشهد بـ "تقاعس كولومبيا المستمر في مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود".

وقال البيان إن التخفيضات كانت "الجولة الأولى من العمل" ومن المتوقع المزيد من عمليات الإلغاء، مشيرا إلى أن الجامعة لديها أكثر من 5 مليارات دولار من التزامات المنح الفيدرالية.

وأضاف "تجميد الأموال هو أحد الأدوات التي نستخدمها للرد على هذا الارتفاع في معاداة السامية". 

وقال ليو تيريل، رئيس فريق عمل مكافحة معاداة السامية، في بيان: "هذه ليست سوى البداية".

وقالت الوكالات إنها ستصدر أوامر بوقف العمل في المنح والعقود التي ستجمد على الفور وصول كولومبيا إلى التمويل ولم ترد تفاصيل حول البرامج التي ستفقد التمويل.

وشهدت جامعة كولومبيا احتجاجات صاخبة مناهضة لإسرائيل في العام الماضي، وبلغت ذروتها في معسكر احتجاجي في وسط الحرم الجامعي والذي ألهم مظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد واستيلاء الطلاب على مكتبة الحرم الجامعي. واستدعت إدارة جامعة كولومبيا الشرطة لإخلاء المكتبة بالقوة، مما أدى إلى اعتقال العشرات.

وقد اشتعلت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا مرة أخرى في أعقاب طرد طالبين قاما بتعطيل محاضرة أستاذ إسرائيلي في بداية الفصل الدراسي الربيعي. 

وردًا على ذلك، قام المتظاهرون المناهضون لإسرائيل الأسبوع الماضي بغزو مبنى الحرم الجامعي في برنارد، مما أدى إلى إصابة موظف جامعي وتسبب في أضرار بقيمة 30 ألف دولار.

مقالات مشابهة

  • قرار تجميد المنح الدراسية يترك آلاف الباحثين عالقين في أمريكا وخارجها
  • التعليم العالي: تعزيز الشراكة بين المستشفيات الجامعية والقطاع الخاص لتطوير الرعاية الصحية
  • جعمان يفتتح معرض الكسوة العيدية لأسر الشهداء والمفقودين بعمران
  • صحة البحر الأحمر تعلن جدول القوافل العلاجية المجانية خلال مارس
  • الولايات المتحدة تقطع 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا
  • الحوثي يمهل إسرائيل أربعة أيام لإدخال المساعدات إلى غزة 
  • ترامب: سأزور السعودية قريبا لأن قادتها وافقوا على دفع تريليون دولار
  • مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين بجبهات مأرب
  • التعليم العالي تؤجل امتحان الكيمياء لطلاب السنة التحضيرية المقرر يوم غد في كل الجامعات
  • زيادة مخصصات التعليم والصحة..4 مستهدفات لمشروع الموازنة للعام المالى الجديد