ما بعد تحذيرات السيد القائد للنظام السعودي.. معادلة ردع جديدة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
حمَلَ خطابُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- العديدَ من الرسائل الموجَّهة للداخل والخارج، حَيثُ كان خطاباً مفصليًّا له الكثير من الرسائل والدلالات الهامة.
ويرى عددٌ من الخبراء العسكريين أن الخطابَ كان جوهرياً ومفصليًّا، وتضمن الكثير من الرسائل الهامة، منها التصحيح الوطني الحقيقي الذي جاء من خلال تصميم السيد القائد على فتح ملفات الفساد المالي والإداري، بالإضافة إلى الرسائل الخَاصَّة بالشأن الخارجي، والتي كانت رسائل مركبة تحمل في طياتها التحذير والوعيد، وغيرها من الرسائل.
وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان: “إن الرسائل التي حملها خطاب السيد القائد بمناسبة العام الهجري الجديد كانت واضحة، وعلى مستويَّين الداخلي والخارجي؛ ففيما يتعلق بالوضع الداخلي، وخَاصَّة تشكيل الحكومة، أوضح أن اليمن اليوم كما هو حاضرٌ في المواجهة بقدراته العسكرية في المواجهة مع الأمريكي والبريطاني والصهيوني، يهتم كذلك في إنجاز معركة الداخل بإعادة ترتيب الأوراق، وهو ما ينعكس على الجبهة الداخلية بالمزيد من الاستمرار والتماسك”.
ويؤكّـد أن “تماسك القوى العسكرية أَو القوى الصُّلبة يمكن أن يكون ضمن تطورات أساليب الحرب والتي تشترط تماسك الجبهة الداخلية”، مُشيراً إلى أننا “اليوم نتعرض إلى حرب في جوانبَ متعددة أشرس من الحرب العسكرية خُصُوصاً في الجانب الاقتصادي، وأن المطلوبَ أن تكون هناك تحَرّكاتٌ جادةٌ واستشعارٌ للمسؤولية والتحديات التي تواجه اليمن خلال هذه المرحلة، كما ينبغي أن يكونَ الاستشعارُ أكبرَ بكثير؛ لأَنَّ الظهور والبروز للعامل اليمني كمؤثر في المنطقة بشكل عام، سيقابله تحديات بالمستوى نفسه”.
ويزيد: “ومن هنا تأتي أهميّة الرسائل التي وجّهها السيد القائد فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وعملية التغيير الجذري وإصلاح الهيكلة القائمة، بما يضمن المسار بمسار متوازٍ على مستوى الجبهة الداخلية وعلى مستوى النجاحات العسكرية في الجبهة الخارجية”.
أما فيما يتعلق بالرسائل الموجهة للخارج، فيقولُ شمسان: “إن السيدَ القائدَ قد تطرَّقَ إلى الفشل الأمريكي، والبريطاني، وما وصل إليه في البحر الأحمر، والمواجهات البحرية بشكل عام مع قواتنا البحرية والمسلحة عُمُـومًا، ثم انتقالُه إلى الأدوات المحلية والإقليمية، وفي مقدمتهم السعوديّة، وتحريض الأمريكي لها ضد صنعاء”.
ويؤكّـد أن “الرسائل التي وجهها السيد القائد للخارج كانت واضحة، وصريحة، بل ونارية، ولم يسبق أن ارتفع مستوى تهديدات السيد القائد، وبمثل هذه اللهجة التي خاطب بها النظام السعوديّ، فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وفيما يتعلق بالجوانب الأُخرى”.
ويبين أن “السيد القائد فرض معادلة ردع، وحرب جديدة، من خلال هذا الخطاب، فكما سيكون التصعيد السعوديّ، والتوريط الذي سيورطه الأمريكي، سيكون الرد من صنعاء، بالطريقة نفسها، وفق معادلة واضحة “البنوك مقابل البنوك والمطارات مقابل المطارات والموانئ بالموانئ”.
ويضيف أن “السعوديّة في حال لم تعد وقبلت التورط بحسب التوجيهات الأمريكية، عليها تحمل النتائج؛ كون ما جاء في خطاب السيد القائد بأن المعركة ستصل إلى أعلى مستوياتها”، موضحًا أن “الاستعداد لدى صنعاء لخوض هذه المعركة هو أكبر بكثير، ولا يتصور العدوّ أن انشغالنا في عملية الدعم والإسناد، ستجعلنا نسكت على تلك الممارسات السعوديّة، بل على العكس من ذلك هي جزء من المواجهة”.
ويرى أن “ما يقوم به السعوديّون هو دعم إسناد، للصهيوني إلى جانب الأمريكي، وبالتالي هنا وجهت تلك الرسائل النارية للسعوديّ بأن صنعاء لم تقف مكتوفة الأيدي، ولتحصل ألف ألف مشكلة، فلديها القدرة والإمْكَانية أن تفرض حصاراً على السعوديّ، في مطاراته، وموانئه، وفي مدخلاته الاقتصادية ومشتقاته النفطية”.
ويؤكّـد أن “الأمريكي فشل في حماية نفسه من الأَسَاس؛ لذلك على السعوديّة الإدراك إذَا ما استمرت في هذه الممارسات فَــإنَّ النتائج التي سيدفعها باهظة جِـدًّا، وعلى كافة المستويات”.
إجراءات ردع قاصمة:
من جانبه يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: “إن من أهم ما ورد في خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي، كانت في نصائحه في التمسك بالهدى النبوي والعترة الشريفة، في أخلاقيات التعامل الإنساني، وعظمة الرسالة الإلهية التي نشهد اليوم عظمتها من خلال الامتداد التاريخي لأنصار الرسول الأعظم، وحركته التي أثمرت جهوده وجهود المسلمين الذين نصروه في الانتقال بالعرب من حالة الضياع إلى نور الهدى”.
ويقول عثمان في تصريح خاص لـ “المسيرة”: “إن سماحته أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به أبناء الشعب اليمني، بانتمائهم الثابت الراسخ، وليس مثل انتماء البعض من الأعراب كحالة كلامية بعيدة عن مصداق الإيمان، رغم كُـلّ الصعوبات التي يواجهها، والحروب الناعمة التي يغذِّيها النظامُ السعوديّ بإيعاز من أمريكا”.
ويضيف أن “كلمةَ السيد القائد فيها مضامينُ الدعوة إلى مواجهة كافة حملات التزييف؛ لما تحمِلُه من أهدافٍ تدجينية للمسلمين؛ لخدمة مصالح اليهود وأعوانهم من الكافرين والمنافقين”، موضحًا أن “التحذير جاء من مغبة الوقوع في مستنقع العمالة والارتهان للأنظمة المعادية، وأن الجهات المعنية تعمل على قدم وساق في إطار تصفية وتطهير مؤسّسات الدولة؛ مما شابها وأصابها من اختراقات تخدم المصالح الأمريكية”.
وينوّه إلى أن “السيد القائد طالب الشعب بالتعاون والتفهم لمتطلبات مسار التصحيح والتغيير؛ كون العمل يسير في ظروف معقدة، حَيثُ كان العمل على ثلاثة مسارات رئيسية، بدأت بتشخيص مكامن الخلل ومعالجته، ووضع معاييرَ مناسبة لاختبار وتعيين المسؤولين والموظفين، وإعداد برنامج الحكومة القادمة، والذي سيتم الإعلانُ عنه خلال الشهرَينِ المقبلين”.
ويؤكّـد أن “هذا الإصلاحَ والتصحيح الوطني الحقيقي الذي جاء من خلال تصميم القيادة الثورية على فتح ملفات الفساد المالي والإداري، يثبت مدى على جدية العمل بوتيرة عالية في سبيل التغيير، إلى ما هو أفضل لهذا الشعب العزيز”، موضحًا أن “هذا الأمر الذي جعل كافة أبناء الشعب اليمني يأملون ويتوسمون الخير في قادم الأيّام”.
وينتقل عثمان في كلامه إلى “جزئية الرسائل التي وجّهها السيد القائد للخارج، والتي كانت رسائلَ مركَّبة تحملُ في طياتها التحذير والوعيد، ليس فقط لما يقوم به نظام العدوّ السعوديّ من تنفيذ أجندات أمريكية، تخدم مصالح الكيان الإسرائيلي، منوِّهًا إلى أن السيد القائد حذر النظام السعوديّ ومن خلفها من أنظمة قوى الغزو والاحتلال، بأن اليمن والشعب اليمني العزيز، لن يقفَ مكتوف الأيدي أَو ينتظر حتى تموت الأسد جوعاً، بل إنه سيكون هناك إجراءات ردع قاسية، إذَا ما استمر النظام السعوديّ في غبائه، والتورط في ما تمليه عليه الإدارة الأمريكية من حرب اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية تستهدف حق الشعب اليمني في العيش الكريم”.
ويؤكّـد أن “ما ورد في كلمة السيد إجراءات الردع اليمنية ستكون قاصمة وبالمثل، وأن استهداف البنوك، وحركة الطيران المدني، وميناء الحديدة، سيكون الرد عليها قاسياً جِـدًّا ومؤلمًا”.
ويكرّر التأكيد أن “الجيشَ اليمني والقوات المسلحة بكافة تشكيلاتها، على استعداد كامل، وفي انتظار الإشارة لحماية حقوق ومصالح الشعب اليمني، موضحًا أن هذا دليلٌ على القوة العسكرية المتطورة التي وصلت إليها قواتنا المسلحة، وكيفية قيادة المعركة باستراتيجية استنزافية، اثقلت كاهل العدوّ الأمريكي، والبريطاني، والأُورُوبي، في البحار، والمحيطات، التي وصلت أَو تصل إليها قدراتنا القتالية العالية، من صواريخ، أَو طائرات مسيّرة، أَو زوارق، حَيثُ فضحت معركة البحر الأحمر، والعربي، وخليج عدن، والأبيض المتوسط، هشاشة البوارج والمدمّـرات الأمريكية والبريطانية”.
ويكمل قائلاً: “إن هذه الرسالة جاءت قوية فلا تحاول السعوديّة أَو غيرها، الاستظلال بعباءة أمريكا، وبريطانيا، فلقد رأوا ما تعرضت له بوارجهم، ومدمّـراتهم، وطائراتهم الحديثة، من أوجاع من قبل الجيش اليمني”، مُضيفاً أن “القوات البحرية، والجوية والطيران المسيّر، والقوة الصاروخية اليمنية، استطاعت أن تدفع بتلك القوى الغازية من استراتيجية الهجوم إلى موقف الدفاع، كُـلّ ذلك يأتي في سياق مناصرة الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم عنه”.
ويؤكّـد أن “تحذيرات سيد القول والفعل ستؤثر بشكل خاص، على سياسة النظام السعوديّ، وغيره من الأنظمة الداعمة له، تجاه عملية إحلال السلام في المنطقة، وليس في اليمن فقط”.
ويضيف أنها “ستجعل الكثير من عملاء وجواسيس ومرتزِقة الداخل يعيدون النظر في ما هم مقدمون عليه”، لاْفتاً إلى أن “هذا العام الهجري الجديد سيكون قلمًا يكتب تاريخَ انتصار محور المقاومة على محور الشر”.
– المسيرة نت: محمد الكامل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: النظام السعودی الرسائل التی الشعب الیمنی السید القائد من الرسائل ویؤک ـد أن السعودی ة موضح ا أن من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
طوفان بشري وحشود مليونية تأكيداً على الثبات في إسناد غزة ومواجهة العدوان الأمريكي (تفاصيل + صور)
يمانيون/ صنعاء أعلنت الحشود المليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة “ثابتون مع غزة .. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”، التحدي في مواجهة العدو الأمريكي واستمرار إسناد غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
ورفعت الحشود المليونية العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين شعارات الصرخة في وجه قوى الطغيان والاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل”، وهتافات (في ذكرى يوم الفرقان .. نتحدى دول الطغيان، موقفنا في يمن العزة .. أبدًا لا لن ترك غزة، تصعيد ترامب البليد .. سنواجهه بالتصعيد، يمن الحكمة والإيمان .. لن يتراجع مهما كان).
وأكدت الجماهير، أن الخروج المليوني هو تأكيد على ثبات الشعب اليمني على موقفه الإيماني والأخلاقي والإنساني والجهادي في نصرة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد، مهما كان بغيه وطغيانه وإجرامه.
وهبت الحشود من كل حدب وصوب إلى ميدان السبعين، حاملة البنادق وراية العزة والجهاد، ومزمجرة بهتافات الصمود والإباء واستعداد وجهوزية شعب الإيمان والحكمة والنصرة لتنفيذ توجيهات وخيارات قائد الثورة التي أعلنها، لردع العدو الأمريكي، الصهيوني، انتصاراً للشعب الفلسطيني وقضية العادلة.
وجددّت تفويضها المطلق وتأييدها الكامل لقرارات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وعمليات القوات المسلحة لردع العدوان الأمريكي، والإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإغاثية لسكان القطاع.
واعتبرت الحشود صمود وتحرك الشعب اليمني، امتدادًا لموقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحمل راية الإسلام، والجهاد في سبيل الله، لافتين إلى أن خروج اليمنيين في ذكرى غزوة بدر الكبرى، استجابة لنداء الله ودعوة السيد القائد لمواجهة طغيان العصر أمريكا وإسرائيل ونصرة الحق والمستضعفين في الأرض.
كما أكدت أن الموقف المشرف للشعب اليمني، يأتي في إطار التزاماته الإيمانية والإنسانية والأخلاقية لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وأنه لن يتزحزح أو يتراجع عن هذا الموقف مهما كانت التضحيات والتحديات.
وخلال المسيرة قال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، “إن كان من رسالة فهي رسالة الأبطال لقائدهم، الرسالة الحقيقة التي تقول “فوضناك يا قائدنا فوضناك”.
وخاطب العالم أجمع بالقول “الموقف الإيماني هو الموقف الذي تبناه السيد القائد والشعب اليمني، والموقف الإيماني واليمني موقف لا تراجع عنه، فافعلوا ما شئتم، فنحن رجال لا نخاف إلا الله تعالى”.
وتابع محمد علي الحوثي “إن موقفنا الحقيقي اليوم هو من أجل ألا يكون هناك تجويع وإرهاب إسرائيلي، أمريكي، موقفنا هو الموقف المشرف والصحيح، أما موقف ترامب والإدارة الأمريكية هو موقف الخزي والإرهاب وموقف الشناعة، موقف منفلت لا يؤمن لا بشرعية ولا يوجد لديه أي مبرر ولا شرعية”.
كما خاطب ترامب بالقول “مهما تفاخرت وتعاظمت وحملت من قوة، فإن جبروت الله فوق جبروتك، وإننا لا نركع لأحد ولا نخاف ولا نخشى من أحد، لأن طريقنا هي الطريق الصحيحة والمشروعة الذي يجب أن يتحرك فيه العالم أجمع”.
وأردف قائلًا “إن في فلسطين لجوعى ونحن قد عانينا من المجاعة باليمن وإن في فلسطين لعطشى ونحن نعرف الحصار على اليمن، لكن نقول لترامب وللأمريكيين: موقفكم ومساندتكم للإجرام في غزة أو القصف على اليمن ليس جديدًا وأنتم تمارسون العدوان على بلدنا لعشر سنوات وها أنتم تجددون قصفه اليوم”.
واعتبر عضو السياسي الأعلى، ما يقوم به العدو الأمريكي من قصف على اليمن، إرهابًا وإجرامًا وعارًا على أمريكا إلى أن تقوم الساعة .. مضيفًا “لن نرحم ولن نتغافل كما قال السيد القائد “سنواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”.
وقال “ما يزال أبناء الشعب اليمن بعنفوانهم وقوتهم وتحركهم، هؤلاء الرجال الأبطال من مسؤولين وأفراد ومشايخ وشخصيات اجتماعية وكل فئات الشعب يحملون الموقف والهدف ويعلمون أن تخويف أمريكا وغاراتها وكل ما تقوم به لا يساوي شيء أمام عذاب ومقت الله في حال التقصير أو التخاذل، خوفنا الدائم من الله”.
وأضاف “نؤكد كما قال السيد القائد أننا لا نخاف أحد إلا من الله، وهاهم أبناء الشعب اليمني أمة في وجه الصلف والغطرسة الأمريكية والاستكبار والإرهاب الأمريكي”.
وخاطب محمد علي الحوثي أبناء فلسطين بالقول “أنتم تعاونون ونحن إلى جانبكم وتقاتلون ونحن نقاتل إلى جانبكم، وسنكون معكم، ولن نتخلى عنكم كما قال السيد القائد وكما يقول أبناء شعبنا اليوم في كل الساحات”.
بدوره أشار مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى “أمور مهمة هي وصايا الله تعالى لنا في مواجهة العدوان، علينا أن نكثر من ذكر الله ونقبل على الله ونعلن توبتنا لله ونكثر من الاستغفار”.
وقال “وحين نواجه العدوان يجب أن نستحضر قول الله تعالى ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ”.
وأضاف “لقد علمنا الله تعالى من ذكره ما نستنزل به صبره علينا، ونصره لنا على أعدائنا وأن نكثر من قول حسبنا الله ونعم الوكيل، وهذه الوصايا الإلهية يجب أن نستحضرها لا سيما ونحن في مواجهة العدوان وفي هذا الشهر الكريم، شهر الفتوحات والنصر وشهر غزوة بدر وفتح مكة، وشهر الانتصارات الإلهية وشهر القرآن الذي أنزل فيه القرآن والله وعد عباده المؤمنين بنصره كما قال تعالى ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ “.
ولفت العلامة شرف الدين إلى أن أهل اليمن هم أهل النصر والإيمان والمدد والعزيمة والإقدام ولن يتردوا اليوم ولا بعد اليوم في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي.
وتابع “نقول لهؤلاء المجرمين أتهددونا بالموت، أما علمتم أن القتل لنا عادة وأن كرامتنا من الله الشهادة، بما أننا على يقين من صوابية موقفنا هذا فإنا لا نخشى أحدًا إلا الله ونقول للسيد القائد “امض على بركة الله لن نخذلك ولن نتركك ولن ندعك تواجه الأعداء لوحدك، نحن معك حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا”.
وأكد بيان صادر عن المسيرة، أن الخروج في مسيرات مليونية حاشدة وغاضبة ومتحدية، يأتي استجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللسيد القائد، ورداً على العدوان الأمريكي وتصعيده الأخير على بلدنا، ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة الذي يتعرض اليوم لحصار ظالم وقاتل، ويُمنع عنه حتى الماء والغذاء والدواء من قبل العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة، وبالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى.
وأعلن الشعب اليمني المجاهد، يمن الإيمان والحكمة، موقفه الثابت والقاطع وقراره الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد الأجداد الأنصار لرسول الله وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.
وقال البيان “نقول لقائدنا حامل الراية، ورافع اللواء السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى (والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالله إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنَّا لصُبُرٌ عند الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله”.
وجددّ التأكيد على الموقف الثابت الذي لا يقبل التراجع ولا الخضوع، المنطلق من المبدأ الإيماني والإنساني والأخلاقي والقيمي بالوقوف مع الأشقاء في غزة لمواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطط الذي يهدف لقتلهم جوعاً وعطشاً، ولن يقبل الشعب اليمني أن يكتبه الله ضمن أمة – كغثاء السيل – تركت أخوة لها يموتون جوعاً وعطشاً على يد عدوها في وسطها وهي من حولهم تتفرج دون أن تحرك ساكناً.
وأضاف بيان المسيرة “نعتز ونفتخر بقرار قائدنا الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة، ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني حتى يُرفع عنها الحصار، وإننا ومن أجل ألا يشملنا غضب الله وسخطه وعذابه في الدنيا والآخرة مع المتخاذلين لمستعدون أن نواجه كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف أو وجل، وأن نقدم كل التضحيات في سبيل ذلك لأنها مهما بلغت لا تساوي شيء أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة”.
كما أعلنت الحشود المليونية “التحرك الشامل لمواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله، وبحماية الجبهة الداخلية وبالتحرك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتب الله النصر الموعود، ويُخزي على أيدينا الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويفشل كل أهدافهم بإذنه وحوله وقوته إنه ولي ذلك والقادر عليه”.
تخلل المسيرة الجماهيرية المليونية، قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز عبرت عن ثبات وقوة موقف الشعب اليمني المساند والمناصر لغزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدوان الأمريكي، الصهيوني.