إن كانت هناك خطيئة مؤكدة للبرهان فهي عدم تكوينه لحكومة تخاطب الشعب وتستنفره للدفاع عن نفسه. ومع ذلك فإذا كان البرهان يرفض تكوين الحكومة فالخطأ والتقصير يطال القوى السياسية التي لم تضغط عليه ولم تحاول أصلا.

لا يوجد أي نوع من الإجماع أو التوافق على ضرورة تكوين حكومة. وحملات التخوين التي تقوم هنا وهناك هي مجرد نوبات من الغضب اللحظي بدون أي رؤية وليس لها أي تأثير لأنها غير عملية ولا تطرح أي حلول.

الطرق على خيانة البرهان لا يقود إلى أي شيء اللهم إلا نشر اليأس والإحباط وضرب الروح المعنوية للجيش والشعب على السواء. ولكن التركيز على غياب الحكومة وحالة الفراغ التي تعيشها الدولة والعمل من أجل تكوين حكومة يمكن أن يقود إلى نتيجة.

لا يمكن أن ننتظر من الجيش أن يقوم بالتعبئة والاستنفار؛ فهذه ليست طريقة عمل الجيش حتى لو ذهب البرهان وجاء مكانه عسكري آخر. الاستنفار والتعبئة العامة عمل سياسي واجتماعي تقوم به حكومة ويتكامل مع مهام ووظائف الحكومة الأخرى السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها.

حقيقة الشعب السوداني ليس ضعيفا ولا تنقصه الشجاعة ولا القوة المادية والإمكانيات؛ الذي ينقصه هو القيادة. الآلاف من البشر الذين ينزحون من أي مكان تصله المليشيا سيثبتوا ويدافعوا عن أنفسهم وأرضهم وأموالهم إذا وجدت قيادة تنظمهم. المال موجود والإمكانيات موجودة والرجال موجودون؛ المشكلة القيادة.

الجريمة التي ترتكبها قيادة الدولة وعلى رأسها البرهان وأعضاء مجلس السيادة هي تعطيل كل إمكانيات الشعب المادية والبشرية قصدت أو لم تقصد. ولكن المسئولية لا يتحملها البرهان لوحده ولا أعضاء سلطته الكسيحة في بورتسودان، وإنما أيضا كل الكتلة السياسية الداعمة للجيش بما في ذلك أكثر المتطرفين في تخوين البرهان الذين لا يفعلون أي شيء أكثر من الصراخ والنواح ربما ليرضوا أنفسهم ولكنهم لا يقدمون أكثر من ذلك.

بدلا من تضييع الوقت في إخبار الجيش بما يجب أن يفعله في إدارة المعركة وهو في النهاية عمل عسكري، يجب على السياسيين أن يقوموا بدورهم السياسي وهو إيجاد طريقة لتكوين حكومة تستنفر وتقود الشعب وأيضا تسند الجيش ليقوم بدوره. هذا هو مكان الخلل والفراغ والتقصير من الجميع.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البرهان: مساع جارية لتشكيل حكومة انتقالية بالسودان  

 

الخرطوم- كشف رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، السبت 17أغسطس2024، عن مساع جارية لتشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية في البلاد.

يأتي ذلك بعد مضي نحو 3 أعوام على قيام البرهان بحل حكومة مدنية تشكلت من أجل إدارة البلاد لفترة انتقالية إثر عزل الرئيس عمر البشير، ربيع عام 2019.

وقال البرهان، خلال استقباله عددا من الإعلاميين بمدينة بورتسودان (شرق) إن "المساعي جارية لتشكيل حكومة لإدارة الفترة الانتقالية"، وفق بيان لمجلس السيادة.

ولم يقدم البرهان أية تفاصيل إضافية بهذا الخصوص.

وعقب عزل الرئيس عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019 إثر احتجاجات شعبية، وقع الجيش مع القوى المدنية ممثلة بـ"قوى إعلان الحرية والتغيير" التي قادت الاحتجاجات "وثيقة دستورية" تنص على شراكة بين الجانبين لإدارة البلاد خلال فترة انتقالية تمهد لانتخابات عامة وتنتهي في يناير/ كانون الثاني 2024.

لكن الشراكة بين الجانبين لم تدم طويلا على خلفية اتهامات متبادلة بـ"السعي للانفراد بالسلطة"؛ إذ قام البرهان بحل حكومة عبد الله حمدوك في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، فيما لم تنجح محاولات إقليمية ودولية لإعادة هذه الشراكة، لتدار البلاد منذ ذلك الحين من خلال مجلس السيادة.

وبشأن الحرب المستمرة للعام الثاني على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أكد البرهان على "قدرة القوات المسلحة على دحر التمرد (الدعم السريع) والقضاء عليه".

واعتبر أن "الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا (الدعم السريع) في حق الشعب غير مسبوقة في كل الحروب بالعالم"، على حد قوله.

وخاطب البرهان، القوى الدولية التي تسعى إلى الوساطة لإنهاء الحرب في السودان، قائلاً: "من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين (الدعم السريع) الذين يهاجمون المدنيين بمناطقهم".

وأضاف: "موقف الحكومة من أي مفاوضات معلوم من خلال الرؤية التي تم تقديمها للوسطاء".

وقبل الجلوس في أي مفاوضات جديدة لإنهاء الحرب في البلاد، تتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ "إعلان جدة"، الذي صدر في مايو/ أيار 2023، في ختام مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية بين الجيش و"الدعم السريع".

ونص هذا الإعلان على التزام طرفي الحرب بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".

كما ترفض الحكومة السودانية مشاركة وسطاء جدد في المفاوضات بخلاف رعاة مفاوضات جدة "الولايات المتحدة والسعودية".

وبدون مشاركة الوفد الحكومي، بدأت في جنيف الأربعاء محادثات بشأن السودان، استجابة لدعوة أمريكية صدرت في 23 يوليو/ تموز الماضي.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب المتواصلة في السودان منذ أبريل 2014، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • البرهان: مساع جارية لتشكيل حكومة انتقالية بالسودان  
  • البرهان يؤكد شروطه لحضور مفاوضات جنيف
  • خطوط البرهان الحمراء (ها ها ها)!!
  • التحديات الزمنية والإصلاحية لحكومة البروفيسور محمد يونس المؤقتة في بنغلاديش
  • كباشي يطلق اتهامات ضد أمريكا وغضب على بلينكن ويتحدث عن مفاوضات جنيف ومنبر جدة ويبشر المواطنين بالقادم
  • حكومة التغيير والبناء تعقد اجتماعها الاول
  • في لقائه الأول بهم.. السيد القائد يحذر رئيس وأعضاء حكومة التغيير والبناء من هذا الأمر
  • حكومة التغيير والبناء تشكل لجنة وزارية لإعداد مشروع البرنامج العام للحكومة
  • السيد عبدالملك الحوثي يكشف الطريقة التي ستعمل بها الحكومة الجديدة وأن هناك من سيتم تغييرهم لهذا السبب
  • قائد الثورة يلتقي رئيس ونواب وأعضاء حكومة التغيير والبناء: لتكامل الحكومة ومؤسساتها مع الشعب