ما الحكمة من صيام يوم تاسوعاء..وأفضل الأدعية المستحبة في هذا اليوم
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أعلنت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، منوهة بأن صيام تاسوعاء مستحب وكذلك يوم عاشوراء وليس فرضًا، منبهًا إلى أنه لا مانع شرعا من صيام يوم عاشوراء منفردا.
واستشهدت بشأن صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وقالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
ونوهت بأن فضل صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، مستشهدة بما روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه.
دعاء يوم عاشوراء مستجاب
وعاشوراء هو اليوم الذي نجّىٰ الله فيه موسى من فرعون، وله فضل عظيم، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يُرغِّبُ المسلمين في صيام يوم عاشوراء قائلًا: «وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [أخرجه مسلم].
ولـ "دعاء يوم عاشوراء" إليك بعض الصيغ التي يمكن ترديدها للتقرب إلى الله في يوم عاشوراء، ومن بينها:
- « لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار».
- «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
- «اللهم أصلح لي ذريتي وأرض عنهم يا الله».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية صيام يوم عاشوراء صيام يوم تاسوعاء دعاء يوم عاشوراء مستجاب فضل صيام يوم عاشوراء صیام یوم عاشوراء لا إله إلا ى الله الله ع
إقرأ أيضاً:
“بيت الحكمة” يستكشف الأبعاد الروحية والفنية لإرث جلال الدين الرومي
نظَّم “بيت الحكمة” بالشارقة، ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض “جلال الدين الروميّ: 750 عاماً من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور”، الذي يستمر حتى 14 فبراير 2025، جلسة حوارية بعنوان “استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي”، تحدّث فيها الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، الكاتب والباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية لدول الخليج العربي، ومؤسِّس مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، والنحات العالمي خالد زكي.
كما شهد “بيت الحكمة” أمسية شعرية بعنوان “في رحاب أشعار الرومي”، شارك فيها نخبة من الشعراء والشاعرات، وهم: شيخة المطيري، وشهد ثاني، والدكتور حسن النجار، وأمل السهلاوي، وسارة النعيمي، وعلي الشعالي، وحصة الدحيل، وأسماء الحمادي، الذين أبحرت قصائدهم باللغتين العربية والإنجليزية في عوالم جلال الدين الرومي، مستلهمين من فلسفته وأفكاره نصوصاً تجمع بين عمق الفكرة وجماليات الأسلوب.
وهدفت الأمسية إلى إثراء فعاليات المعرض بتجارب شعرية وفنية تحتفي بالمنجز المعرفي والثقافي لجلال الدين الرومي، وتفتح الآفاق أمام الحضور لاستكشاف جماليات وأسرار المعرض المخصص للإرث المعرفي والثقافي الذي تركه الرومي، وذلك بمناسبة مرور 750 عاماً على وفاته.
إرث خالد ينهل من عمق التجربة الإنسانية
وفي مستهل الأمسية الثقافية، أكّدت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، أهمية إحياء الإرث الإبداعي لجلال الدين الرومي من خلال هذا المعرض الاستثنائي، مشيرةً إلى أن هذه المبادرة الثقافية جاءت امتداداً لرحلة أوسع بدأت من صحراء مليحة، في مهرجان تنوير، حيث تماهت فلسفة الرومي مع أفق الطبيعة وسكونها، وصولاً إلى “بيت الحكمة” وما يضمه من مقتنيات نادرة تُعرض للمرّة الأولى خارج تركيا.
وقالت العقروبي: “إن تنظيم معرض (الرومي: 750 عاماً من الغياب… ثمانية قرون من الحضور) يعكس احتفاءنا بإرثٍ خالد ينهل من عمق التجربة الإنسانية، حيث تشكّل هذه الأمسية خطوة جديدة في هذه الرحلة الثقافية”، وتوجهت بالشكر للفنانين والشعراء الذين أضاؤوا الأمسية بإبداعهم، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث على ما أتاحه من كتب قيّمة أشعلت خيال المشاركين”.
وكان بيت الحكمة قد نظّم في وقت سابق من العام الجاري، زيارة للشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية إلى مهرجان تنوير الذي أُسدل الستار عليه نهاية نوفمبر الماضي في صحراء مليحة، وجسّدت فعالياته فلسفة الرومي، إلى جانبهم مشاركتهم في خلوة لقراءة كتب تتناول جوانب متعددة من حياة الشاعر والفيلسوف الشهير قدّمها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ووصولاً إلى زيارتهم وتجولهم في معرض “الرومي: 750 عاماً من الغياب… ثمانية قرون من الحضور” ببيت الحكمة.
تحف فنية تنبض بالحياة
وفي الجلسة الحوارية “استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي”، أكد الشيخ سلطان بن سعود القاسمي أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين المصريين الذين رسموا عادات وتقاليد الصوفية في مصر، مثل محمود سعيد، الذي رسم لوحة “الذكر” في عام 1936، وهي من أهم أعماله التي تعكس العمق الروحي للصوفية وتعابيرها الفنية المميّزة، مشيراً إلى أن “الكثير من الناس يترجمون مفاهيم الصوفية إلى كلمات مكتوبة، ولكن الفنانين هم من يترجمونها إلى تحف فنية تنبض بالحياة وتلامس الروح”.
وأضاف: “تتجاوز عوالم الرومي الحواجز الجغرافية والثقافية، ما يفسر تقبّل فلسفته من قبل الثقافات العالمية المختلفة؛ فالرومي، من خلال شعره وفلسفته، يقدّم رسالة إنسانية وروحية تتحدّث إلى قلوب الناس في كل مكان وزمان، والفن، بقدرته على تجسيد المشاعر والأفكار، يلعب دوراً محورياً في نقل هذه الرسالة بطرق تتجاوز الكلمات، ما يعزز من فهم وتقدير إرث الرومي العالمي”.
فلسفة الرومي تتجسّد نحتاً
بدوره، قال النحات العالمي خالد زكي: “بعد رؤيتي للدراويش ازددت من قراءاتي حول عوالم الصوفية”. وأضاف: “حب العزلة يربطني بالصوفية، وبيت الشعر الذي أثر في نفسي هو: (لا تجزع من جرحك.. وإلا فكيف للنور أن يدخل إلى باطنك)، وهذا ما صورته في أعمالي مثل (رجل في القيلولة) و(الرجل الحكيم)، وغيرهما من القطع التي تجسّد الحكم التي تخرج من داخل الإنسان المنحوت، وفي نفس الوقت، يحتاج المنحوت إلى الصبر لإيصال الحكمة”.
وحول المحاور التي استلهمها من منهج الرومي في أعماله قال زكي: “معظم الأعمال التي أعملها في مجال الصوفية تتسم بالسكون والتأمل الذي ينبع من داخل القطعة، حيث تتماشى مع صفاء الروحانية الصوفية، وأتبنى نوعاً من التواضع والتخلّي، الذي يعني ترك الزينة والزخارف في القطعة النحتية، ما يعكس مبدأ الزهد الذي تتميّز به الصوفية. بالإضافة إلى ذلك، أحرص على تجريد أعمالي بطريقة تسمح للثقافات المتعددة بأن ترى فيها رؤيتها وتستلهم منها، وذلك بشكل مشابه لأشعار الرومي التي تتجاوز الحواجز الثقافية. هذا النهج جعل أعمالي تحظى بطلب كبير في العديد من الدول الأوروبية، حيث يجد المشاهدون فيها تجسيداً للروحانية والتنوع الثقافي الذي يتناغم مع تجاربهم الشخصية”.