“يُلاحظ في بعض المسلسلات العربية تفكيك جملة “الجار والمجرور” بصياغة عامية مثل “ع الأصل دور”، بدلاً من الكتابة الإملائية الصحيحة “على الأصل دور”. وتُعتبر هذه الممارسة مجاراةً للهجة العامية، حيث يكتفى بفعل الأمر “دور” دون الحاجة للإضافة “ع الأصل”.
كما نلاحظ ظاهرة “لغة الهجين” في بعض اللافتات والإعلانات، مثل استخدام عبارة “فرن و Sam” بدلاً من “وصاج”.
على الرغم من ذلك، فقد تعرّبت العديد من المصطلحات الأجنبية كالمخترعات والسيارات والطائرات ،وأصبحت جزءًا من القاموس العربي. ولكن هناك بعض المصطلحات التي لا يمكن تعريبها بسهولة، مثل: كرة القدم ،والسلة (الباسكت) ،والطائرة (فولي بول) وتنس الطاولة. وتُعتبر قابلية اللغة العربية لاستيعاب الألفاظ الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية، من مميزاتها وثرائها، على عكس اللغة الإنجليزية التي لم تشع فيها سوى كلمة واحدة عربية هي “roof”.
كما تُكتب العواصم والمدن الأجنبية بالأحرف العربية دون تغيير، مثل: بوسطن ولندن وباريس.”
من جهة أخرى تتميز اللغة العربية من بين لغات العالم بميزة الاشتقاق، فتتولد كلمات جديدة بنفس معنى الكلمة الأصلية. فمن الفعل “زار” (ماضي)، يشتق منه: “زيارة”، “مزار”، بإضافة الياء والتاء المربوطة. ومن الاسم “حمد”، يشتق منه: “أحمد”، “محمد”، “محمود”، “حامد”، “حمدان”، “حمود”، “حماد” و”حميدة” وغيرها. وهناك أمثلة كثيرة للاشتقاق الرباعي والخماسي والسداسي.
ويمكن تمثيل ذلك بقول الشاعر حافظ إبراهيم: “أنا البحر في أحشائه الدر كامن ، فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟” هذه أمثلة من تأملات في لغة كتاب الله الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد بلسان عربي مبين.
وفيما يخص الترجمة، لا شك أنها لعبت دورًا في نقل العلوم العربية إلى الغرب، كما تؤدي نفس الدور في نقل العلوم العربية من طب وصيدلة وآداب وعلوم اجتماعية وتقنية وغيرها إلى اللغات الأخرى. ولهذا دخلت مصطلحات هذه العلوم في القاموس العربي، واستوعبتها اللغة العربية، مما أدى إلى إثراء المعجم العربي بالكلمات والمصطلحات الحديثة. وفي المعاجم العربية الحديثة، نجد اللفظ الأجنبي بجوار اللفظ العربي، مع وجود رموز خاصة لتمييز المصطلحات الأجنبية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
جامعة الإمام تفتتح معهد تعليم اللغة العربية في المالديف
الرياض
رفع رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أحمد بن سالم العامري عظيم شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- بمناسبة التوجيه الكريم بافتتاح معهد اللغة العربية في جمهورية المالديف في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز دور اللغة العربية ونشرها عالميًا.
وعبّر عن شكره لوزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان ودعمه المتواصل لجهود الجامعة المبذولة في نشر اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وقال رئيس الجامعة: “إن هذا المعهد جاء ليكون نقطة انطلاق نحو تحقيق رؤية استراتيجية للتواصل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجميع دول العالم، من خلال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
وبيّن سعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، عبدالله بن عبدالرحمن الأسمري، أنه قد صدر قرار معالي رئيس الجامعة بتعيين د. صالح بن سليمان العراجة مديرًا للمعهد في جمهورية المالديف، تمهيدًا للافتتاح الرسمي للمعهد والبدء في أعماله بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية المالديف.
وقال الأسمري إن الجامعة ممثلةً في الإدارة العامة للمعاهد في الخارج تعمل على دعم العملية التعليمية في معاهد الجامعة في الخارج، كما أنها عملت على تفعيل عددٍ من المبادرات، التي تعزز الدور العالمي الرائد للمملكة من خلال الجامعة ومعاهدها في الخارج لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .
وأضاف الأسمري أن المعهد في المالديف يعد فرصةً لتعزيز التعاون الدولي، مؤكدًا في الوقت نفسه التزام المعهد بتقديم تعليم متميز يسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب، ويساعد في نشر القيم الإنسانية والثقافية المعتدلة؛ مما سيسهم في تحقيق أهداف الجامعة في نشر اللغة العربية وتعظيم فهم الآخرين لها، وثمّن وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الجهود المبذولة من قبل الإدارة وعلى رأسها فضيلة المشرف العام عادل بن عبدالله المطرودي وجميع العاملين فيها.