” كان اختيار الفراق باتفاق الطرفين”
غالبًا ما يقول شخصان مرتبطان هذا الأمر، أن الفراق والانفصال يأتي بعد دراسة وقرار، فهل الحب الذي كان بينهما منذ بداية الأمر كان قراراً أم عن شعور؟
في حقيقة الأمر عندما تقع في الحب، لا يكون مجرد شعور أصابك سهمه، وأيقظ حواسك وأضاء ما حولك بألوان زاهية ومشاعر بلورية تكسر جمود قلبك، بل الأمر كان اختياراً قررت اتخاذه في تلك اللحظة التي تأكدت فيها أنك بحاجة إليه، حتى لو كان محض مصادفة خلال مرورك بالشارع ورأيت أحدهم وأعجبت به، فأن نحب شخصًا ،هو قرار نتخذه وليس أمراً سحرياً يحدث لنا.
سيقول قارئ: ماذا عن المشاعر التي تصيب عاطفتي خلال الحب، وقد يؤذيني أو يحلق بي عاليًا للسماء لشدّة سعادتي هل هي خاطئة؟ الجواب ببساطة، لا. فالحب العادي يمكنه أن يُشعرك بهذا الأمر، لكن مشاعر الحب الحقيقية تتطلب خيارًا واعيًا لاتخاذها، حتى يمكننا رعايتها والمحافظة عليها، فالحب رحلة وليس وجهة، وكلما طال التزامك بهذه الرحلة مع من تُحب، كلما زاد عمق الحب بينكما. فالحب استثمار إن أحسنت اختياره سيؤتي ثماره الصحيحة التي تريدها، وستصبح اختياراتك للاستمرار في هذا الحب أسهل بمرور الوقت.
قد نمرّ بالكثير من الأشخاص الذين نتوقع أنهم يصلحوا للحب، أو نشعر بالإعجاب تجاههم، لكن أن تختار شخصًا لتحبه وتكمل معه الرحلة أمرٌ شاق، يتطلب التفكير فيه الكثير من الوقت، والتنازلات، والتحرر من صفاتنا التي قد تفسد علاقة رائعة نتطلع إليها، وهذا ما يجعل الأمر يستحق أن تتخذ قراراً وتحب شخصًا لهي الرحلة التي قد تخيلتها في أحلامك، أن تنتهي وأنت تنعم في أحضانه أو وأنتما تضحكان سويًا. ولأنك قررت أن تحب، عليك أن تجعله مشتعلًا طيلة الوقت مع المحبوب، بالمودة وتفاصيل اللطف الصغيرة تلك الأشياء التي لا يدركها أحد، تلك التفاصيل تهم أكثر من غيرها عند المحبوب، ولهذا تجده يبادلك قرارك بأفضل الأفعال التي تؤجج نيران الحب وتجعل شرارته حية.
لذلك عندما يبدأ شخصان في الاعجاب ببعضهما ، يعتقدان أنهما وقعا في الحب، لكن عندما يقرران إكماله للإرتباط، هنا كان القرار سيد الموقف وليس قلبهما، لأنهما عرفا بعضهما جيدًا، وانفتح أحدهما على الآخر، وتقبل كل منهما مساوئ شريكه، ولهذا هما مستعدان لإكمال الرحلة معًا.
فالحب ليس بتلك السهولة التي نعتقد، بل هل أمر معقد، حين يكون نصفك الآخر ملجأك في الحزن ويعرف كيف يخرجك منه، ولذلك أجد هذا الحب دائما في لوحة “العودة للديار” للرسام هانز أدولف يوهلر، عندما حطّ الجندي رأسه على فخذي محبوبته متعبًا بعد الحرب. الحب هو الاحتواء حين تكون منهكًا من كل شيء لكنك تعطي دون حدّ لشخص رأى فيك الكمال عن الجميع، قرار الحب ليس بالسهولة التي نعتقد بل هو من أصعب القرارات التي علينا اتخاذها، قرار الحب مخاطرة لأنك حينها تضع حياتك كلها في قلب أحدهم والعكس كذلك، وتبقى دائمًا تحافظ على تلك الشرارة ألا تنطفئ.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
علامات من لغة الجسد تعكس الوقوع في الحب
في عالم يسوده التظاهر والمجاملات، تُعتبر لغة الجسد أداة صادقة تكشف عن المشاعر الحقيقية التي قد لا تظهر بالكلمات.
ووفقًا لموقع “هيلث”، يمكن للغة الجسد أن تكشف عن الحب الحقيقي من خلال إشارات دقيقة أحيانًا لا يلاحظها الجميع. نستعرض في السطور التالية أبرز الإشارات الجسدية التي تدل على الحب الصادق.
إشارات جسدية تعكس الحب الحقيقي
التواصل البصري المستمر
الشخص الذي يحبك بصدق يحرص على النظر في عينيك أثناء الحديث، مما يعكس الثقة والراحة التي يشعر بها معك. وتظهر الدراسات أن اتساع حدقة العين أثناء النظر إليك قد يكون مؤشرًا على إعجاب حقيقي.
التركيز الكامل في الحديث
إذا كان الشخص مهتمًا بك، سيمنحك اهتمامه الكامل أثناء الحديث، ويتابع كل كلمة تقولها. التواصل البصري العميق والانتباه الكامل يدل على رغبته في بناء علاقة قوية.
التعبيرات غير الإرادية
التعبيرات المفاجئة مثل رفع الحاجبين عند رؤيتك أو احمرار الوجه تشير إلى مشاعر الحب والانجذاب. هذه التعبيرات تظهر بسرعة وتختفي، لكنها تعكس مشاعر حقيقية بوضوح.
التقليد العفوي
عندما يقوم شخص ما بتكرار حركاتك أو أسلوبك في الحديث دون قصد، فهذا غالبًا ما يكون دليلاً على إعجابه بك ورغبته في التقرب منك وبناء علاقة مشتركة.
الاهتمام بالمظهر
إذا لاحظت أن الشخص يقوم بتعديل مظهره أثناء وجوده معك، سواء بتسريح شعره أو ترتيب ملابسه، فهذا يدل على اهتمامه بك ورغبته في الظهور بأفضل صورة أمامك.
لمس الوجه بشكل عفوي
بعض الأشخاص يلمسون وجوههم أو لحاهم أثناء الحديث مع من يحبونهم. هذا التصرف غير الواعي يعكس الاهتمام والرغبة في التقرب.
تعتبر تعبيرات الوجه جزءًا أساسيًا من لغة الجسد، حيث تعكس مشاعر الإنسان الحقيقية. من بين التعبيرات التي يمكن ملاحظتها:
السعادة: ابتسامة طبيعية مع تجاعيد حول العينين.الحزن: انحناء زوايا الفم مع بروز الشفاه السفلى.الغضب: تقارب الحاجبين مع نظرة حادة.الدهشة: فتح الفم واتساع العينين.الازدراء: رفع جانب من الفم.لغة الجسد كأداة لفهم مشاعر الآخرينتعد لغة الجسد وسيلة قوية للتواصل غير اللفظي، فهي تكشف عن مشاعر قد لا تعبر عنها الكلمات. من خلال فهم هذه الإشارات غير اللفظية، يمكننا التمييز بين المشاعر الحقيقية والمزيفة، وبناء علاقات إنسانية أكثر صدقًا وفهمًا.
لغة الجسد تكسبك عقل وقلب شريك حياتك
إن جذب انتباه المتلقي بذكاء لا يتعلق فقط بما يقوله الشخص، بل بكيفية قوله، أو بمعنى أدق تساعد لغة الجسد في الاستحواذ على اهتمام وإنصات المتلقي.
إن لغة الجسد هي أداة قوية، ويمكن أن توصف بـ"الشريك الصامت" للكلمات والأفكار، التي يمكنها إما تعزيز أو تقويض الرسالة المراد توصيلها للمتلقين.
وبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Small Business Bonfire، إذا المرء يريد أن يُنظر إليه باعتباره ذكيًا عند إلقاء خطاب عام أو في اجتماع، فإن إتقان عادات لغة الجسد الدقيقة التالية هو المفتاح:
1. الوقوف بشموخ وثقة
إن الثقة هي المفتاح عندما يتعلق الأمر بالتحدث أمام الجمهور، ويجب أن تعكس لغة الجسد ذلك. إن وقوف الشخص منتصب القامة، مع إرجاع كتفيه للخلف ورأسه مرفوعًا، يمكن أن ينقل على الفور شعورًا بالثقة والذكاء، ويتعلق الأمر بامتلاك مساحته وإظهار أنه مرتاح فيها.
ويجب توخي الحذر بأن الأمر لا يتعلق بتضخيم الصدر والتبختر مثل الطاووس. يتعلق الأمر بالحفاظ على وضعية جيدة، والتي تعكس الثقة وتساعد أيضًا على التنفس بشكل أفضل والتحدث بوضوح أكبر.
2. الحفاظ على التواصل البصري
إن الحفاظ على التواصل البصري هو عادة فعالة بشكل لا يصدق. يمكن رفع النظر وبدء التواصل البصري مع مختلف أفراد الجمهور ونقل النظرات من شخص إلى آخر، مع الحرص على عدم التحديق لفترة طويلة في أي شخص، ولكن لفترة كافية لإنشاء اتصال. تكون النتيجة المضمونة هي جمهور أكثر تفاعلاً وتقبلاً لما يقوله الشخص.
3. استخدام إيماءات اليد بشكل فعال
اشارت نتائج دراسة، أجراها باحثون في جامعة شيكاغو، إلى أن المتحدثين الذين يستخدمون إيماءات اليد يُنظر إليهم على أنهم أكثر فعالية وكفاءة. يمكن أن تلعب إيماءات اليد دورًا مهمًا في كيفية تلقي رسالة المتحدث. يمكن أن تساعد في التأكيد على نقاط، وإبقاء الجمهور منخرطًا، وحتى المساعدة في تذكر مضمون الخطاب.
ولكن يجب تذكر أن كل إيماءات اليد ليست متساوية. فالإيماءات المفتوحة، حيث تكون راحتا اليدين متجهتين لأعلى أو نحو الجمهور، يمكن أن تخلق شعوراً بالصدق والمشاركة. ومع ذلك، فإن إيماءات الإشارة والقطع قد تبدو عدوانية. وعند التحدث أمام الجمهور، يجب مراعاة عدم تدلي اليدين بلا حراك أو ما هو أسوأ من ذلك، هو تحريك اليدين والأصابع بعصبية.
4. تقليد الجمهور
يمكن أن يؤدي تقليد لغة جسد الجمهور أو تقليدها بمهارة إلى خلق شعور بالفهم والانسجام. إنها مثل طريقة غير منطوقة لقول "أنا أفهمكم" أو "أنا واحد منكم".
فإذا كان الشخص يلقي محاضرة أمام مجموعة تميل إلى الأمام وتشارك وتومئ برؤوسها. فربما يجد أنه من المفيد تقليد هذه السلوكيات، والانحناء عند طرح نقطة رئيسية أو أن يهز رأسه موافقاً على النقاط التي يناقشها. ولكن يجب ان يحرص المتحدث على عدم المبالغة في ذلك، إذ يجب أن يكون التقليد دقيقاً وطبيعياً. لا يتعلق الأمر بتقليد كل إيماءة أو حركة، بل يتعلق بعكس الحالة المزاجية العامة ومستوى مشاركة الجمهور.
5. ابتسامات من القلب
إن الابتسامة هي أكثر من مجرد عرض للسعادة أو الود. إنها علامة عالمية على حسن النية، والتي يمكن أن تكسر الجدران وتفتح القلوب.
عند التحدث أمام الجمهور، يمكن للابتسامة الصادقة أن تصنع العجائب. إنها تُظهر للجمهور أن المتحدث هو شخص يشارك جزءًا من نفسه، بما يجعله يبدو أكثر ارتباطًا وأكثر إنسانية.
6. التحكم في التنفس
يمكن أن يعاني الشخص من التوتر كلما اضطر إلى التحدث أمام الجمهور. ينبض قلبه بسرعة مع تعرق راحتي اليد، وبالتالي يلجأ إلى التحدث بسرعة كبيرة، مما يمكن أن يؤدي إلى تعثر في كلماته فيتحول الأمر لما يشبه الكابوس.
في هذه الحالة، يساعد أخذ أنفاس بطيئة وعميقة قبل وأثناء الحديث على تهدئة الأعصاب وتثبيت الصوت. ومن خلال التركيز على التنفس، يتمكن الشخص من التباطؤ، وجمع أفكاره، وإيصال رسالته بطريقة واضحة وواثقة.
7. الحفاظ على وضعية منفتحة
يساعد الحفاظ على وضعية منفتحة على تحقيق نتائج طيبة من خلال استرخاء الجسم وعدم تقاطع الذراعين، بما يشير إلى أن المُتحدث شخص يمكن الاقتراب منه وأنه واثق من نفسه. وعلى النقيض، إن الوضعية المنغلقة مثل تقاطع الذراعين أو ثني الكتفين، يمكن أن تعطي انطباعًا بالدفاعية أو العصبية.
كما يمكن تحريك الذراعين بأريحية وهدوء مع استخدام راحتي اليد بشكل معبر أثناء التحدث.
8. التحدث بصدق
في نهاية المطاف، فإن أقوى عادة في لغة الجسد يمكن تبنيها هي الأصالة، التي تتخطى كافة الحواجز. إن تبني عادات لغة الجسد يمكن أن يساعد في تعزيز المهارات في التحدث أمام الجمهور، ولكن لا شيء يضاهي كون الشخص صادقًا. يمكن للمتلقين أن يكتشفوا متى يكون الأداء مصطنعًا ومتكلفًا مما يمكن أن يقل من الذكاء المتصور عن الشخص. يجب أن يحتض الشخص أسلوبه وشخصيته الفريدة وأن يكون واثقًا من هويته وما لديه ليقوله.