أحمد شعبان (القاهرة، عدن)

أخبار ذات صلة اليمن: «الحوثي» لم تقدم سوى «الموت والدمار» «القيادة الرئاسي» اليمني يحذِّر «الحوثي» من التصعيد الشامل

اتهمت الحكومة اليمنية جماعة «الحوثي» بشن حرب اقتصادية ضد اليمن واليمنيين، بهدف تعميق الأزمة المعيشية والحيلولة دون تمكين الحكومة من القيام بواجباتها في تقديم الخدمات وصرف الرواتب.


فيما أكد خبراء لـ«الاتحاد» أن ما تقوم به «الجماعة» يندرج ضمن سلوكها المتواصل وانتهاكاتها الخطيرة ضد حقوق الإنسان منذ انقلابها على الشرعية.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، أمس، إن جماعة «الحوثي»، بعد انقلابها في عام 2014، نهبت الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني وقدره 5.6 مليار دولار، كما جمدت نحو 4.5 مليار دولار من أموال المودعين في البنوك التجارية.
وأضاف الإرياني، في تصريحات صحفية، أن جماعة «الحوثي» استمرت في نهب إيرادات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة، حيث بلغت القيمة الإجمالية للكميات الواردة عبر الميناء، منذ إعلان الهدنة الأممية في أبريل 2022 حتى أغسطس 2023، حوالي 6 مليارات دولار، بالإضافة إلى استحواذها على أموال الإيرادات العامة في قطاعات الضرائب والجمارك والزكاة والأوقاف والاتصالات والنفط والغاز والاتصالات.
وذكر الإرياني أن جماعة «الحوثي» أوقفت منذ عام 2015 صرف مرتبات موظفي الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، كما أفشلت تنفيذ اتفاق السويد في ديسمبر 2018 لإعادة صرف مرتبات موظفي الدولة بانتظام وفق الآلية التي وضعها مكتب المبعوث الأممي. 
 وأكد الإرياني أن جماعة الحوثي شرعت منذ الهدنة الأممية، عام 2022، في العمل على تعميق الأزمة الاقتصادية والحيلولة دون تمكين الحكومة من تقديم الخدمات وصرف مرتبات الموظفين العموميين في المناطق المحررة، موضحاً كيف شنت الجماعة، في أكتوبر 2022، هجمات على موانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة، مما أدى لتوقف تصدير النفط بشكل كامل، وتكبيد الخزينة العامة خسائر بنحو 3.6 مليار دولار. 
وأضاف أن جماعة الحوثي منعت، في عام 2022، بيعَ الغاز المحلي القادم من محافظة مأرب للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، وضاعفت أسعار الرسوم الضريبية والجمركية في المنافذ البرية لمنع حركة البضائع بين المناطق المحررة ومناطق سيطرتها، بهدف إجبار التجار على وقف الاستيراد من ميناء عدن، بغية زيادة إيراداتها. 
وإلى ذلك، حذّر خبراء ومسؤولون من التداعيات الخطيرة لممارسات «الحوثي»، وخاصة فيما يتعلق باختطاف واحتجاز العاملين في المنظمات الأممية والإنسانية والحقوقية في صنعاء، وقال مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، إن ما قامت به جماعة الحوثي من اختطاف العاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية، يندرج ضمن انتهاكاتها لحقوق الإنسان منذ سيطرتها على صنعاء. وأشار الزبيري، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الجماعة تواصل اختطاف وإخفاء مئات المدنيين وتعذيبهم، ومن ذلك قيامها مؤخراً بالاعتداء على موظفي المنظمات الإغاثية والحقوقية. 
 واعتبر الزبيري هذه الممارسات انتهاكاً للبروتوكولات والمعاهدات المتعلقة بالمنظمات الدولية، وللحصانة التي تتوفر لها بموجب القانون الدولي، مشيراً إلى أن جماعة «الحوثي» منعت أقارب المختطفين من زيارتهم والتواصل معهم، أو حتى الكشف عن أماكن احتجازهم. وذكر أن الجماعة تهدف من وراء ذلك إلى بث الرعب في المجتمع، ومنع أي دور للهيئات والمؤسسات المدنية.
تهم وهمية
ومن جانبه، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، إن عمليات الاختطاف التي قامت بها جماعة «الحوثي»، مؤخراً، طالت أعداداً كبيرة من الموظفين والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية، الدولية والمحلية. وأشار عبدالحفيظ، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الجماعة تقوم باختلاق تهم وهمية لتبرير احتجاز موظفي هذه المنظمات، لكن لا أحد يصدقها. ولفت إلى أن جماعة «الحوثي» لجأت لاختطاف موظفي هذه المنظمات كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي، وأن على هذا الأخير أن يتخذ مواقف وإجراءات رادعة بحق الحوثيين وتصنيفهم كجماعة إرهابية، لأن «ما يقومون به مخالف للقانون الدولي ويدخل في إطار جرائم الحرب ضد الإنسانية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليمن الحوثيين معمر الإرياني البنك المركزي اليمني حضرموت شبوة فی المنظمات أن جماعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: لماذا الدول العربية تقاوم الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الدول العربية تقاوم الضغوط الأمريكية لإدانة جماعة الحوثي التي تشن هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الهجمات التي شنتها الجماعة اليمنية في البحر الأحمر تلحق الضرر بالاقتصادات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لكن القادة العرب يكرهون أن يُنظر إليهم على أنهم يقفون إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

وقالت إن تيموثي ليندركينج، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن إلى اليمن، قد وجه عدة نداءات إلى المصريين في الأشهر الأخيرة. وقد فعل الشيء نفسه مع السعوديين وغيرهم من الشركاء العرب، وفي كل مرة تكون رسالته هي نفسها إلى حد كبير.

 

وقال ليندركينج في مقابلة أجريت معه مؤخرًا عن الحوثيين، إن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي شنت خلال العام الماضي حملة عدوانية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والسفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر - كل ذلك باسم الدفاع عن الفلسطينيين وسط حرب إسرائيل المدمرة في غزة: "لقد أخبرتهم جميعًا أنهم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد".

 

حسب التقرير فإن ما يعنيه ليندركينج هو أن شركاء واشنطن العرب بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة رواية البطل الحوثي في ​​الشرق الأوسط.

 

 تقول الصحيفة "لكن قادة الجماعة لم يثنهم عن ذلك الجهد الذي بذلته الولايات المتحدة في التحالف لصد هجماتهم وتأمين طرق الشحن الحيوية، كما شجعتهم شعبيتهم المتزايدة بين المسلمين الآخرين الذين بلغ غضبهم من أزمة غزة حداً عميقاً".

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون وخبراء قولهم إن هناك جاذبية قوية في فكرة أن هذه الحكومة شبه المتهربة تطعن في الدولة اليهودية.

 

ويزعم ليندركينج أن الحوثيين لا يساعدون الفلسطينيين وأنهم فظيعون بالنسبة لليمن، البلد الفقير الذي عانى سكانه كثيراً وسط سنوات من الحرب.

 

ويقول إن القوى الإقليمية "يمكن أن تساعد في فك الارتباط بين هذه الفكرة القائلة بأن ما يفعله الحوثيون مشروع بحقيقة وجود صراع في غزة. ومن الصعب علينا كثيراً أن نكسر هذا الارتباط".

 

وتابع ليندركينج: "إنهم يرون أنفسهم يركبون على قمة الشعبية". ولهذا السبب تعتقد واشنطن أن الرفض الواضح من الدول العربية قد يكون فعالاً.

 

وطبقا للتقرير فإن الهجمات المستمرة التي تشنها الجماعة في أحد أكثر ممرات الشحن أهمية في العالم ألحقت أضراراً جسيمة باقتصادات العديد من البلدان وساهمت في التضخم في جميع أنحاء العالم. لقد انخفضت حركة المرور التجارية عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر - وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية للحكومة المصرية - بشكل كبير في العام الماضي لدرجة أنها كلفت القاهرة ما لا يقل عن 2 مليار دولار من العائدات المفقودة، مما أدى إلى تفاقم ضغوط الأسعار على فقراء مصر.

 

كما أدت حملة الحوثيين إلى إبطاء تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حيث تقدر البنك الدولي والمنظمات الدولية الأخرى أن ملايين الأشخاص يواجهون سوء تغذية حادًا.

 

تضيف "كل هذا، في نظر إدارة بايدن، يجب أن يوفر سببًا كافيًا لحلفاء أمريكا وشركائها العرب في الشرق الأوسط للانضمام إلى الولايات المتحدة - إن لم يكن عسكريًا، فعلى الأقل بصوت عالٍ - في مواجهة الحوثيين".

 

وذكرت أن المصريين والسعوديين والدول العربية الأخرى، في الغالب، يقاومون توسلات واشنطن.

 

وقال حسين إيبش، الباحث في معهد دول الخليج العربية: "إنهم لا يرون أن رفع الرهانات الخطابية مع الحوثيين سيساعدهم. المصريون، على وجه الخصوص، خائفون مما قد يفعله الحوثيون بعد ذلك". وأثار احتمال أن تحاول الجماعة زرع ألغام في مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن. وأضاف إبيش أن هذا من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على الجنيه المصري، وقال عن الحكومة في القاهرة: "إنهم خائفون للغاية".

 

لقد خاض السعوديون والإماراتيون حربًا استمرت لسنوات ضد الحوثيين وليس لديهم أي مصلحة في التورط في صراع جديد مع المجموعة، كما قال الخبراء. وفي بيئة حيث إيران قريبة جغرافيًا، وتركت الولايات المتحدة بعض الدول العربية تشعر بأنها شريك غير موثوق به، وسع زعماء تلك البلدان بشكل متزايد من تواصلهم مع طهران ولا يرون سوى القليل من المزايا في استفزاز وكلائها.

 

تشير الصحيفة إلى أن مصداقية أمريكا في المنطقة انخفضت بشكل أكبر مع دعم واشنطن الثابت لإسرائيل على مدار العام الماضي، حيث مات عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وتنتشر لقطات الأطفال الملطخين بالدماء يوميًا على الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

وقال النائب رو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا)، الذي عاد مؤخرًا من رحلة إلى المملكة العربية السعودية: "تشغل التلفزيون، إنها الحرب. مستمرة. كل القنوات. التفجيرات والحرب والمعاناة".

 

وأضاف "على الرغم من عدم اعتراف أي دولة كبرى بحكومة الحوثيين في صنعاء، ووضع إدارة بايدن المسلحين مرة أخرى على قائمة الإرهاب العالمية، فقد استفادت الجماعة من عملية إعلامية متطورة لتضخيم حملتها في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ على إسرائيل لتصوير نفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية".

 

وأردف "يحظى كل من زعيم الحوثيين والمتحدث باسمه بأكثر من مليون متابع على منصة التواصل الاجتماعي X، وفي غضون عام، أصدرت الجماعة مئات مقاطع الفيديو والأغاني والتراتيل الدينية التي وصلت إلى الملايين في جميع أنحاء العالم، وفقًا للمحللين في معهد أبحاث الشرق الأوسط".

 

وقال إبيش: "لقد أقنعوا الكثير من الناس بأن ما يفعلونه مفيد. أسأل الناس، كيف تعتقد أن هذا يفيد الفلسطينيين؟ أو حتى حماس؟"

 

وقال أحد كبار الدبلوماسيين العرب، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته ليكون صريحًا بشأن التفكير داخل حكومته وحكومات أخرى، "عليك أن تفهم مستوى التعقيد الذي خلقه هذا الوضع للحكومات "العربية" في التعامل مع شعوبها، ومع المجتمعات داخل بلدانها".

 

واضاف الدبلوماسي: "يعتقد الناس في المنطقة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الدولة الفلسطينية ضرورية للسلام الدائم في الشرق الأوسط بأكمله". قبل هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة ولبنان، قال الدبلوماسي: "إذا سألت الناس، ما هي القضية الجيوسياسية الإقليمية الأولى التي تشغل بالهم، فستكون إجاباتهم متباينة". "اليوم، إذا أردت التحدث عن أي قضية سياسية في المنطقة، في أي منزل، فإن الفلسطينيين سيكونون القضية الأولى".

 

من بين أكثر من 20 دولة تشارك في عملية حارس الرخاء التي تقودها الولايات المتحدة، وهو تحالف بحري أطلق في ديسمبر للدفاع عن ممر الشحن قبالة سواحل اليمن، هناك دولة عربية واحدة فقط، وهي البحرين، تفعل ذلك علنًا. يعتقد الخبراء الإقليميون أن دولًا عربية أخرى تحتل أيضًا مرتبة بين أعضاء التحالف العشرة الذين أبقوا دعمهم سراً.

 


مقالات مشابهة

  • WP: الدول العربية تقاوم الضغوط الأمريكية لإدانة الحوثيين
  • الحوثي: شركات الشحن البحري الإسرائيلية تحاول الخداع ولن تأخذ بالاعتبار أي إجراءات
  • وزير يمني لـ«الاتحاد»: تزايد عمليات تجنيد الأطفال في معسكرات الحوثي
  • واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟
  • واشنطن بوست: لماذا الدول العربية تقاوم الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • البنك الدولي: مصاعب اقتصادية كبيرة في اليمن بسبب ممارسات الحوثيين
  • توقع انكماش اقتصاد اليمن.. البنك الدولي: مصاعب اقتصادية كبيرة في اليمن بسبب ممارسات الحوثيين
  • اليوم.. الحكم على 17 متهما في قضية الخلية الإعلامية
  • قيادة جماعة الحوثي ترفض مقترحا للتخفيف من معاناة الموظفين يسبب استمرار انقطاع الرواتب
  • الاحتلال الحوثي يرفع وتيرة التصعيد في صنعاء - هدم منازل ومتاجر وطرد للتجار والباعة والمتسوقين