شهادة عالمية في «الاستدامة» لكهرباء الشارقة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةحصدت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، متمثلة في قسم الخدمات والدعم الفني لتقنية المعلومات والاتصال، شهادة عالمية من منظمة printreleaf العالمية، تقديراً لجهودها المتميزة في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من خلال إطلاق مبادرة، بالتعاون مع شركة زيروكس الإمارات، للمشاركة في برنامج إعادة التشجير العالمي المعتمد من المنظمة، من خلال زراعة الأشجار مقابل الأوراق التي تتم طباعتها، حيث حققت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة نتائج متميزة ضمن البرنامج، وتمكنت من زراعة 115 شجرة خلال الفترة من أول يناير 2024 وحتى 31 مايو 2024.
تسلم الشهادة ماجد حريمل الشامسي، مدير الإدارة العامة للدعم المؤسسي بهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، من محمود اليحيى مدير عام شركة زيروكس الإمارات بالإنابة عن منظمة printreleaf العالمية
وأوضح ماجد حريمل الشامسي، مدير الإدارة العامة للدعم المؤسسي، أن حصول الهيئة على هذه الشهادة من منظمة عالمية يؤكد حرص الهيئة على الحفاظ على البيئة ودعم المبادرات الهادفة، ويؤكد التزامها بمسؤوليتها المجتمعية واهتمامها بالقضايا المهمة، وذلك تنفيذاً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بضرورة التزام الجهات الحكومية بالمسؤولية المجتمعية وتوفير كافة المقومات للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة.
وأكد أن الحصول على هذه الشهادة العالمية يعد منجزاً جديداً يضاف لمنجزات الهيئة التي حققتها، وتتويجاً لجهودها المتواصلة التي تبذلها ضمن مسيرتها التطويرية الهادفة إلى تحقيق نتائج إيجابية وفق خطتها الاستراتيجية التي تحرص على تحقيق التنمية المستدامة.
تخفيض الانبعاثات الكربونية
أوضح أحمد حسين عبدالله الحمادي، رئيس قسم الخدمات والدعم الفني بإدارة تقنية المعلومات والاتصال في الهيئة، أن المشاركة في هذه المبادرة العالمية لإعادة التشجير تساهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية، حيث يعتمد برنامج منظمة printreleaf على التشجير في عدد من المناطق بمختلف دول العالم، بناءً على عدد الأوراق المستخدمة في الطباعة، وتعتبر المنظمة العالمية رائدة في مجال الحفاظ على البيئة والاستدامة وإعادة التشجير.
وأضاف أن الهيئة تعمل على مسارين، الأول: التحول الإلكتروني وتقليل استهلاك الأوراق في بيئة العمل وتوعية الموظفين بأهمية تخفيض استهلاك الأوراق واستخدام الطابعات وأثره على البيئة، والمسار الثاني: المشاركة في المبادرات التي تساهم في الحفاظ على البيئة مقابل استخدام الأوراق والطابعات، حتى تصل الهيئة إلى صفر أوراق طباعة مستخدمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة كهرباء الشارقة الشارقة الانبعاثات الكربونية على البیئة
إقرأ أيضاً:
حوار في ممرات الجامعة
في ظهيرة هادئة من أحد أيام الأسبوع، وبينما كنت أخرج من مكتبي متجهًا لدخول محاضرتي، قابلني زميل قدير من أعضاء هيئة التدريس، هذا الزميل جمعتني به سنوات من الزمالة والنقاش الفكري العميق، فحيّاني بتحية فيها نبرة مازحة تحمل شيئًا من التعب المعتاد، أو كأنها تختصر حال كثير منّا داخل أسوار الجامعة.
بادلته تحية طيبة وسلامًا، ولكن كلماته قد فتحت بابًا واسعًا للحوار، ما جعل خطواتنا تبدو وكأنها بطيئة نحو القاعة، لكن عقولنا تركض بين تساؤلات لا تنتهي، فدار الحوار حو المهام المتفرقة المعتادة للأستاذ الجامعي كالتدريس، والإشراف، والإرشاد، والمشاركة في اللجان المختلفة، وإعداد التقارير، وكتابة الأوراق البحثية، وأهمية المؤتمرات العلمية، والأعمال المطلوبة للاعتماد الأكاديمي، والمهام الإدارية الأخرى التي لا تنتهي، ثم طرح عليّ سؤالًا أعتقد أنه قد فرض نفسه في الحال: هل ما زلنا نقوم بما يجب أن يكون عليه “عضو هيئة تدريس”، أم أصبحنا نمارس كل شيء عدا التدريس؟
فتناقشنا كثيرًا حول هذه النقاط، وتبادلنا الآراء التي رسّخت في قناعتي، وأعتقد قناعة زميلي أيضًا، أننا بدأنا نبتعد شيئًا فشيئًا عن جوهر رسالتنا دون أن نشعر، فبعضنا يركض وراء متطلبات الترقية الأكاديمية كما لو كانت هدفًا بحد ذاتها، لا نتيجة طبيعية لرحلة علمية ناضجة، حتى أصبحت الأوراق العلمية تُنتج من أجل العدد، لا القيمة، وكأن الجودة باتت ترفًا، والمهم هو أن نُسجل بحثًا في نهاية كل فصل، ونضيفه للسيرة الذاتية، دون النظر في أثره أو فائدته.
ولم يغب عن أطراف حديثنا كيف انعكست هذه الموجة على العلاقات المهنية بين زملاء المهنة، تلك الروح التعاونية التي قد تتلاشى في ظل بعض أنواع التنافس الخفي، إن لم يكن الصريح أحيانًا، وذلك عندما يُقرأ نجاح الزميل كتهديد لآخر، لا كإضافة تُثري الجامعة أو القسم العلميّ.
أما عندما وصل الحديث إلى موضوع الحصول على الاعتماد الأكاديمي، فشاهدت زميلي يتنفس الصعداء، ليس لكونه عنصرا مهما في سياق القلق المؤسسي فحسب، بل أصبح شبحًا يلوّح بأن “البرامج الأكاديمية غير المعتمدة ستُغلق”، حتى أضحت الرسالة الأكاديمية مرهونة بعدد من المعايير والنماذج والملفات، مع إيماني التّام بأهمية تجويد العمل الأكاديمي والارتقاء بمستوى الأداء الجامعي، بما يتوافق مع معايير التقويم والاعتماد المؤسسي والبرامجي، باعتبارها أدوات تضمن تحقيق الجودة وتعزِّز كفاءة المخرجات التعليمية، لكن صديقي لم يمهلني كثيرًا حتى قال: أوافقك الرأي في ذلك، ولكن بشرط ألّا تتحوّل العملية الأكاديمية إلى سباق استيفاء نماذج لا روح فيها، وألّا ننتقل إلى مرحلة نقوم فيها بإعادة توصيف المقررات، وتنسيق المخرجات التعليمية، ومراجعة المصفوفات أكثر مما نراجع خططنا التدريسية، أو نلتفت لتفاعلنا مع طلابنا، أو مرحلة قد يعلو فيها الهمّ الإداري وتجميع الأوراق على الهمّ الأكاديمي، بل يتجاوزه أحيانًا.
وفي خضم ذلك، سألني: أين الطالب من كل ذلك؟ هل ما نقدمه له يرقى إلى ما يحتاجه فعلًا؟ هل نُعلّمه كيف يفكر؟ كيف ينقد؟ كيف يسأل؟ أم نكتفي بأن نُخبره بما يجب أن يعرفه، ثم نُطالبه باسترجاعه في ورقة الاختبار؟
ثم استطرد قائلًا: أعترف أنني أحيانًا أشعر بالحزن حين أرى طالبًا ينجح بامتياز، لكنه لا يستطيع أن يُعبّر عن فكرة مستقلة. فهل نحن، كأعضاء هيئة تدريس، نُسهم في بناء عقله، أم فقط نُراكم المعلومات في ذاكرته؟
وهنا انتهى الحوار، ذلك عندما افترقنا، وذهب كل منا إلى قاعة درسه، لكننا اتفقنا أن التعليم ليس محتوى نُقدمه فحسب، بل مسؤولية ثقيلة بحاجة لإعادة نظر، فلسنا موظفين ننجز مهامًا، بل نحمل رسالة، وما لم نسترجع جوهرها، فإننا سنفقد كثيرًا من المعنى الذي كان يومًا سبب دخولنا هذا المسار، وأنه على كاهل الأستاذ الجامعيّ دور مهم في بناء المجتمع ونهضته، والإسهام في حل مشكلاته، من خلال تعليم الأجيال، وتنوير العقول، وتوجيه الطاقات نحو التعلم والإبداع، وإنتاج المعرفة، كما يضطلع بدور مهم ومؤثر في التوعية، والمسؤولية الفكرية والاجتماعية.
al_mosaily @