صحيفة الاتحاد:
2024-08-17@09:58:49 GMT

«طبول الوادي».. تناقضات القرية والمدينة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

شعبان بلال (القاهرة)

أخبار ذات صلة الورقي والإلكتروني.. تناغم فكري وصراع وجود عفت بركات: التحاور مع الطفل بلغة الصداقة والبوح

تشكل رواية «طبول الوادي» لوحة بانورامية عن سلطنة عُمان في حقبة الثمانينيات، بلغة تشبه البيوت والطرقات والجبال، وتعكس التحولات العميقة التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، وتبرز الخصوصية العمانية من خلال اتصالها بالمكان والتاريخ والعادات والتقاليد، واهتمامها بالتفاصيل المحلية الدقيقة، ما يمنحها أصالة جاذبة للنص.


يجمع الكاتب محمود الرحبي في روايته، المرشحة لجائزة «كتارا 2024»، بين التوثيق والخيال، ويقول إن حياة عمان في الثمانينيات كانت بطبيعتها وجبالها وطرقها مازالت مشدودة عميقاً إلى الماضي، وخاصة في القرى الجبلية المعزولة، بينما كانت بعض أحياء مسقط تشق طريقها نحو التمدن والتمازج.
رمزية وتفاصيل
وقال الرحبي: «تعمدت اختيار قرية يرمز لها المثل في البعد، وهي «وادي السحتن»، المكونة من قرى عدة وسط الجبال، وتمتاز بوفرة في الثمار، حتى سميت بـ«مندوس» عمان وهي كلمة شعبية تعني الصندوق الثمين، كما اخترت بالمقابل حياً يُعتبر في تلك الفترة مثالاً للتمازج وتعدد الألسنة والثقافات والطباع وهو وادي «عدي». 
واستطرد «اهتممت بالتفاصيل العمانية، فوصفت الطرقات التي كانت في ذاك الزمن متربة وخشنة حتى في أحياء المدينة، والقرى رهيبة وشاقة، كنا لكي نشق بعض الطرق الصاعدة نضطر إلى وضع الحجارة داخل السيارة وقت الهبوط، حتى تحافظ على توازنها ولا تنزلق من المرتفعات». 
شخصيات الرواية
وعن شخصيات الرواية يبين أن الشخصيتين الرئيستين، الأول سالم يحلم بالحرية، فالتجأ إلى وادي عدي، والثاني زهران المطرود من جنة زنجبار هرباً من الأعداء، ووجد ما يشبه جنته المفقودة في وادي السحتن، ويجسد سالم شخصية الهارب من أحكام القرية وقوانيها، كنوع من المقاومة في وجه رياح التغيير وحتمية التهجن، ولكن كونه الشاب الأكبر في العائلة والمرشح ليكون خليفة والده في المشيخة فإن رفضه لأحكام القرية، لم يكن مقبولاً، حتى وإن كان رفضاً خفياً وفي السر.
وعلى العكس من ذلك الوضع، فقد وجد سالم ضالته وحريته وحياته المستقلة في وادي عدي في العاصمة مسقط، كونه مكاناً جديداً يمكن أن يتقبل مختلف التغيرات، خاصة أنه يجمع عدداً متنوعاً من نازحين عُمانيين بغرض العمل، وأعداداً من العمال الآسيويين.
فقدان الحبيبة
هناك شخصية عيسى، التي تجسد قصص الحب الكثيرة في الحياة والتي تفشل بسبب التدخلات التعجيزية من الأهل، حيث فقد محبوبته حين تقدم للزواج منها، رغم أنها ابنة خالته، لكن والدها اختار لها زيجة سريعة، ليُعبّر عيسى عن حزنه بتشكيل قلبه على الطين كأنما ينفخ فيه الروح.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطنة عمان محمود الرحبي الثقافة كتارا

إقرأ أيضاً:

الموت.. يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات

يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات، حيث يسرق منّا الفرحة والسّعادة. ويقلب حياتنا رأساً على عقب. يخطف منّا أحبّتنا، ويفرّق جمعنا، ويُخيّم على قلوبنا الأحزان. يأتي الموت فيصبح القمر بعد فقدان الأحبّة معتماً، والشّمس مظلمة. وتصبح حياتنا صحراء قاحلة بلا أزهار ولا ملامح ولا ألوان.

عندما يرحل الأحبّة لا نصدّق أنّهم لم يعودوا موجودين في عالمنا، لا نصدّق ولا نريد أن نصدّق أنّهم رحلوا وتركونا نعاني مرارة فقدانهم، فكم هي مريرة لوعة الأشواق إليهم. وكم هي باردة وكئيبة ليالي العمر دون دفئهم وحنانهم الذي كان يغمرنا. الموت، تلك الكلمة التي تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني الحزينة، والألم على فراق الأحبّة، فإنّ الموت لا يستأذن أحداً، ولا يجامل أحداً، وليس له إنذار مبكّر؛ فالعديد من الشّعراء لم يجدوا شيئاً للتّعبير عن فقدان أحبّتهم إلا برثائهم عن طريق قول الشّعر في ذكراهم.
وقد قال الإمام الشافعي في إحدى قصائده عن الموت والدنيا.
النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت أن السّعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلّا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدّهر نبنيها.
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها.
فكم مدائن في الآفاق قد بُنيت أمست خراباً وأفنى الموت أهليها .
لا تركننّ إلى الدّنيا وما فيها فالموت لا شكّ يفنينا ويفنيها.
لكلّ نفس وإن كانت على وجل من المنيّة آمال تقوّيها.
المرء يبسطها والدّهر يقبضها والنّفس تنشرها والموت يطويها.
إنّما المكارم أخلاق مُطهّرة الدّين أولّها والعقل ثانيها.
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها .
والبرّ سابعها والشّكر ثامنها والصّبر تاسعها والّلين باقيها.
والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها .
واعمل لدار غداً رضوان خازنها والجار أحمد والرّحمن ناشيها .
قصورها ذهب والمسك طينتها والزّعفران حشيش نابت فيها أنهارها.
لبنٌ محمّضٌ ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها.
والطّير تجري على الأغصان عاكفةً تسبّحُ الله جهراً في مغانيها.
من يشتري الدّار في الفردوس يعمرها بركعةِ في ظلام الّليل يحييها.

مقالات مشابهة

  • «قتلوا اخي و ابن اخي وطالبوني بأن أنطق الشهادتين» .. شهادات مروّعة لناجين من مجزرة «ود النور» بولاية الجزيرة
  • الرهبان الفرنسيسكان يستقبلون الزائرين داخل المدينة المريمية بدير درنكة
  • "الأرصاد" ينبه من أمطار على تبوك والمدينة المنورة
  • قرع طبول الحرب من الجهل أم الخوف
  • الموت.. يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات
  • إيداع حلاق اعتدى على طفل في المعصرة مستشفى الصحة النفسية بالعباسية
  • المركز الوطني للأرصاد ينبه من أمطار على منطقتي مكة والمدينة
  • الذكرى ال 45 لاسترجاع وادي الذهب.. تجسيد الوحدة الوطنية واستكمال لمسيرة الاستقلال
  • في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا الوادي المخفي بين أحضانه؟
  • تنسيق الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا 2024 - 2025 في كل المحافظات