على رسلكم يا إخوة .. انها سناء حمد ..!
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
على رسلكم يا إخوة .. انها سناء حمد ..! الجزء ( ٢)
لا عجب في تلك الحملة الشعواء التي يشنها نشطاء قحت (تقزم) على الاستاذة الفاضلة/ سناء حمد ، فعلى الأقل هؤلاء ينظرون إليها كخصم سياسي لدود يتمتع بحكمة وقوة فكرية وسياسية لا يملكون تجاهها سوى العداء الصارخ ..
لكن العجب في بعض الإسلاميين الذين خاضوا مع الخائضين للنيل من اختهم سناء بلا جريرة واضحة أو جريمة تذكر .
فبالله عليكم ماذا أخطأت سناء حتى تنال منكم ما نالت من الهمز واللمز والتجريح والتثبيط والإساءة ، من منكم قام بما قامت وتقوم به من واجب وطني حتى تبخسوها حقها ؟!!.
بحثت في أحوال بعض هؤلاء وللأسف وجدت أن ( معظمهم ) سطحيين وسماعيين وانطباعيين ؛ تحركهم آراء الآخرين يمينا ويسارا بلا ثوابت موضوعية تحكم تفكيرهم ، وبلا وازع قيمي وأخلاقي يجعلهم يتثبتون قبل الانجرار الاعمى وراء هذه الحملات المسعورة لاغتيال شخصيتها .
والعجب أن بعضهم لا يعرف عن الاخت سناء شيئا ، ولا عن تاريخها ، بل لم يعاصرها ، ثم يأتي ليحكم عليها زورا وبهتانا ، متناسين بذلك حق المسلم على المسلم .
وبعضهم تدفعهم دوافع شخصية وبعض أمراض القلب وحظوظ النفس ( الغيرة والحسد والغيبة والنميمة ) ، وهي جزء من تلك الأمراض التي تأذى منها كثير من أبناء الحركة الإسلامية ، فكان ظلم اؤلي القربى لهم أشد من ظلم الخصوم .
وبعضهم الآخر حكم عليها من خلال هو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يكلف نفسه عناء الاستماع الى ما قالته ، ثم يكون من بعد ذلك رأيه الخاص وفق ما يتوافر له من معطيات موضوعية ؛ بعيدا عن التحيزات الشخصية والتأثيرات الجانبية .
كل هؤلاء للأسف ..
لم يمنعهم الورع ولا أخوة العمل الإسلامي من ان يكونوا لها سندا وعضدا وهي تنافح نيابة عن الكثيرين منهم في معركة ( الفكر والمعتقد ).
لم يمنعهم حياؤهم ان هذه ( المرأة ) خرجت إلى معركة الإعلام في وقت تخفى واحتجب فيه معظم ( الرجال) للزود عن حياض الفكرة والوطن والحق .
لم يمنعهم سجلهم الخالي من التضحيات والعطاء العام ؛ من أن يكفوا أذاهم عن امرأة لها كسبها وعطائها وسهمها في مسيرة العمل الإسلامي “الطلابي والشبابي والسياسي والتنفيذي” .
لم يمنعهم الايثار في أن يبذلوا لها الدعم ، وهي من القلائل اللائي نفاخر بهن في قطاع المرأة ، وهن يؤدين واجبا وطنيا ودعويا في وقت عز فيه تصدي المرأة لقضايا العمل العام ، خاصة بعد أن فقدت الحركة الإسلامية الكثير من الفاعلات في هذا المجال لأسباب متعددة ، خاصة مع ظروف الابتلاء والمحن التي يمر بها الوطن وشعبه ، والتي دفع فيها قيادات الحركة الإسلامية ضريبة باهظة .
ويبقى السؤال..
لماذا يشارك بعض أبناء الإسلاميين بوعي وبلا وعي في اغتيال شخصية هذا الحميراء التي كانت من المحظوظين والمحظوظات القلائل اللائي عاصرن رموزا من عمالقة وقيادات العمل الإسلامي ، ونهلوا من تجربتهم وفكرهم وخبراتهم التنظيمية والسياسية والاجتماعية ، وأصبحت بذلك مرجعا توثيقيا وتدريبيا للأجيال الجديدة والقادمة لخدمة العمل الإسلامي.
حق لنا في الحركة الإسلامية أن نفاخر بالاخت سناء حمد ؛ وهي تتحمل مسؤولية كبيرة في ظروف بالغة التعقيد ، تتطلب شجاعة وحكمة وحنكة ، ولن تجد إلا القليل من الأعضاء للقيام بهذا الواجب في ظل تعقيدات وقيود تفرضها ظروف داخلية وخارجية على معظم الاسلاميين.
ان الذين يعتبون عليها كثرة وحب الظهور الإعلامي ظلموها بهذا الاتهام ، فهي لم تظهر الا مرات محدودة قياسا بالتحديات الماثلة التي تتطلب الحضور الإعلامي المكثف منها ومن كافة المعنيين .
ان التحديات التي يمر بها الوطن وتمر بها الحركة الإسلامية – كفاعل سياسي واجتماعي وطني – يفرض على الجميع المساهمة في معركة الإعلام ، فالحرب الإعلامية لا تقل خطورة وأهمية عن الحرب العسكرية في الميدان ، ولذلك فإن المشاركة في الحرب الإعلامية – إيجابا نصرة الحق والوطن – تعتبر فرض عين ، بما تيسر لكل فرد منا حسب موقعه وإمكاناته.
إننا نظن بالاخت سناء حمد خيرا .. فهي وبما اكتسبته من دربة ومراس ؛ طوال مسيرتها المعتبرة ، إلى جانب إيمانها الراسخ برسالتها ، سيجعلها أكثر قوة وثباتا ، ولن تؤثر فيها كل تلك الأصوات المثبطة على منافحتها ، وفي أداء واجبها على الوجه الأكمل ، فهي ليست في حاجة إلى النصح في هذا الجانب لأنها تعرف سلفا ان الطريق الذي اختارته ( العمل الإسلامي ) محفوف بالابتلاء ..
فحياتنا أنشودة … صيغت على لحن الكفاح
وطريقنا محفوفة … بالشوك بالدم بالرماح
يا دربنا يا معبر الأبـطال يا درب الفلاح
إنا إذا وُضِع السلاح … بوجهنا ضَجَّ السلاح
وإذا تلعثمت الشفاه … تكلمت منّا الجراح
امض يا سناء .. ولا تلتفتي للوراء ، فأنت قدوة ونموذج لأجيال قادمة من شباب الحركة ، وانت أيقونة من رموز الحركة التي ندخرها لحالك الأيام .
د. عبد المحمود النور
عبد المحمود النورإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة العمل الإسلامی سناء حمد
إقرأ أيضاً:
أمين عام البحوث الإسلامية: النبي قدّم نموذجا واقعيا لتطوير الذات
أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن فكرة "تطوير الذات" والعمل على النفس ليست مجرد مفهوم عصري طارئ، بل هي قيمة أصيلة مغروسة في السيرة النبوية، موضحًا أن الإسلام لا يقف على الحياد من الدعوة للعمل والاجتهاد والتأهيل المستمر.
وقال الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، إن النبي ﷺ قدّم نموذجًا واقعيًا للتطوير الذاتي في حياته وسيرته، حيث مارس التجارة، وخالط الناس، وأسّس مجتمعًا جديدًا، فكانت حياته نموذجًا متكاملًا يشمل السياسة، والاقتصاد، والعلاقات الاجتماعية، والعمل والبناء، مما يحتم علينا أن نعيد قراءة سيرته قراءة عصرية تلامس واقعنا.
وأضاف: "ليس من الصواب أن نخضع الدين لكل ما يُطرح من مفاهيم عصرية بشكل مباشر، حتى لا نقع في التباسات فكرية أو نلبس الأهواء لبوس الدين، لكن في الوقت نفسه يجب ألا نغفل أن في السيرة النبوية إشارات واضحة على مفاهيم مثل احترام التخصص، وتقسيم الأدوار، والجدية في العمل".
وأشار الدكتور الهواري إلى واقعة بناء المسجد النبوي بعد الهجرة، باعتبارها أحد أبرز النماذج التي تكشف عن تنظيم العمل واحترام الكفاءات، قائلًا: “في مشهد بناء المسجد، كان الصحابة يعملون بجد واجتهاد، كل منهم يقدّم ما يحسنه، أحد الصحابة، طُلق بن علي اليمامي، عرض على النبي أن يشارك في حمل الحجارة مثل غيره، لكن النبي ﷺ رفض، ووجّهه إلى العمل بما يتقنه، قائلًا: (قرّبوا الطين من اليمامي، فإنه أحسنكم له مسيسًا).”
من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم
دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
أهم الأدعية المأثورة عن النبي .. اعرف أفضل ما يقال
وأوضح الهواري أن هذا التوجيه النبوي يعكس احترام التخصص، وتوزيع المهام على أسس عملية، وهو ما تحتاجه المجتمعات اليوم لتنهض، خاصة مع التحديات المعاصرة التي تستلزم أن يكون كل إنسان في مكانه المناسب.
كما ضرب مثالًا آخر بما وقع بين رجل ثقفي وآخر أنصاري حين تنافسا على الوصول للنبي أولًا، فقال له النبي ﷺ: "سبقك الأنصاري"، فبادر الرجل الثقفي قائلاً: "لكني أؤثره على نفسي يا رسول الله".
وقال الهواري: "هنا نرى موقفين في غاية الجمال: الأول هو احترام الدور، والثاني هو خلق الإيثار، وكلاهما من الأخلاق الإسلامية الرفيعة التي رسّخها النبي ﷺ في مجتمعه".
وتابع: "نحن بحاجة ماسّة إلى أن ننقل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من بطون الكتب إلى حياتنا اليومية، أن نقرأها بعين الواقع واحتياجات العصر، لنستخلص منها القيم العملية التي تنهض بالفرد والمجتمع، فالإسلام دين لا يعارض الاجتهاد والعمل، بل يدعمهما ويكرّس لهما مسارات واضحة".