مركز الأزهر يحذر من المراهنات على نتائج المباريات: قمار محرم
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه مع ما أباحته شريعة الإسلام من الترويح عن النفس إذا اعتبرت المصالح واجتنبت المضار، ولا ينبغي أن نغفل في الوقت نفسه ما وضعته الشريعة من ضوابط حتى يُحافظ المسلم من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره، ومن أهم هذه الضوابط ألا يشتمل الترويح على مقامرة.
وأوضح مركز الأزهر العالمي أن المراهنات التي يجريها المشاركون بتوقعهم نتائج المباريات الرياضية وعدد الأهداف فيها وغير ذلك من مجرياتها، على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالًا في حساباتها، ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون، لهي عين القمار المحرم.
وأضافت أن القمار أو المراهنة من الميسر المُتَّفق على حرمته شرعًا، فقد أمر الله تعالى باجتنابه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. [المائدة: 90، 91]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزَّى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرْك، فليتصدق» [أخرجه البخاري]، يتصدق لأنه دعا غيره إلى القمار، علّ الله عز وجل يُذهب السيئة بالحسنة، فكيف بمن قامر بالفعل؟!
وأشار مكز الأزهر إلى أن القمار أكلٌ لأموال الناس بالباطل، وكبيرة من كبائر الذنوب، قال القليوبي: ("فلا يصح" -أي القمار- أي وهو حرام وأخذ المال فيه كبيرة كما مر، ويحرم اللعب بكل ما عليه صورة محرمة، وبكل ما فيه إخراج صلاة عن وقتها أو اقتران بفحش). [حاشيتا قليوبي وعميرة (4/ 321)]
كما يعد كسب القمار مالًا خبيثًا ويرد على أصحابه، وإن تعذر ردّه، صرف في مصالح المسلمين، تخلصًا منه، وفرارًا من إثمه وتوابعه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله -عز وجل- لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، وإن الخبيث لا يمحو الخبيث» [أخرجه أحمد في مسنده]، أي أن المال المُحرم لا يقبل الله عز وجل منه صدقة، لخبثه، وما يترك منه الإنسان في الدنيا ثم يموت دون توبة، إلا كان سببًا في عقوبة الآخرة أعاذنا الله منها.
وكثير من حِكَم تحريم القمار وما يدخله من ألعاب واضح جلي، يظهر من حوادث الواقع، حيث لا يخلو القمار من شقاق وتشاحن وبغضاء، ولا ريب أن الشارع الحكيم قد أغلق الأبواب المؤدية إلى النزاع والشقاق، وشرع لهذا تشريعات.
وتابعت: القمار أيضا يؤثر سلبًا على الدخل الأُسري والاستقرار المادي بالغرق في الديون، وكذلك الاستقرار العائلي، مما يؤثر سلبًا على الأطفال، ويؤدي إلى كثرة المشكلات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق.
بالإضافة إلى أن إدمان القمار كإدمان الكحوليات والمخدرات، وهو سبب من أسباب تعاسة الإنسان، وفساد أخلاقه، واضطرابات نفسه، ودافع من دوافع الجريمة كالسرقة، والعديد الانحرفات السلوكية في المجتمعات.
وبلا أدنى ريب، إن المفسدة والإثم متحققان في هذه المقامرات، نقلًا وعقلًا، ولا عجب، فقد سماها الحق سبحانه في كتابه العزيز: {رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.
اقرأ أيضاًعلى جمعة يحسم الجدل بشأن برامج المراهنات
شاب يسأل عن حكم برامج وألعاب المراهنات؟.. وعلي جمعة: القمار بعينه
بسبب المراهنات.. اتهام وإيقاف محتمل لنجم نيوكاسل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية المراهنات مراهنات المراهنات الرياضية توقعات المباريات مراهنات كرة القدم نتائج المباريات توقعات رياضية شركات المراهنات
إقرأ أيضاً:
لمحو الأمية التكنولوجية.. فريق بجامعة الأزهر يقدم كورسات مجانية للطلاب
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، ومعه اختلاف متطلبات سوق العمل ومقاييس التميُز التي يتم بناءً عليها اختيار شخص ما لوظيفة وترك الآخر، أصبح من الضروري بالنسبة للطلاب الجامعيين وحديثي التخرج اتقان المهارات التكنولوجية المختلفة التي تؤهلهم للحصول على فرصة عمل، وهو ما أدركه فريق «MSP» الشريك الطلابي لشركة Microsoft بجامعة الأزهر؛ فراح يقدم وِرشا تدريبية مجانًا للطلاب تهدف في مجملها إلى محو الأمية التكنولوجية.
محو الأمية التكنولوجية لدى الطلاب الجامعيين«إحنا نشاط طلابي تطوعي وغير هادف للربح، فكرة الفريق أن كلنا طلاب بنساعد بعض لو حد فاهم في مجال أكتر من الباقيين، بمعنى أوضح (من الطالب للطالب) علشان نستعد كلنا لسوق العمل».. قالتها هبة الله عبد الرحيم، طالبة بالفرقة الثانية كلية التجارة جامعة الأزهر، وإحدى أعضاء قسم العلاقات العامة بالفريق، موضحة أنها وزملائها يعملون على محو الأمية التكنولوجية لدى الطلاب الجامعيين من خلال تقديم بعض الورش التدريبية بشكل مجاني تمامًا.
ورش تدريبية في مجالات مختلفةومن المجالات التي يوفر لها فريق «MSP» ورش تدريبية مجانًا للطلاب، حسب توضيح «هبة الله»، صاحبة الـ20 عامًا، خلال حديثها لـ«الوطن»:
- Office 365
- Marketing
- HR
- Photoshop
- Voice Over
- Front end
- Back end
- Flutter
- Java
- Python
- Embedded system
- Cyber security
عدد الطلاب المستفيدين من الورش التدريبيةتأسس فريق «MSP» جامعة الأزهر عام 2011، وطوال الـ13 عامًا الماضية نظَّم عديد من الفاعليات والوِرش التدريبية التي استفاد بها نحو 10 آلاف طالب وطالبة: «الكورسيز بتكون أوف لاين أو أون لاين حسب احتياج كل كورس علشان الطالب يقدر يستفاد بشكل كامل»، حسب «هبة الله»، وأنه على الرغم من كون أغلب الطلاب المستفيدين من هذه الوِرش من جامعة الأزهر نتيجة مراعاة البُعد الجغرافي، فإنه يمكن لجميع الطلاب بمختلف الجامعات المصرية التقديم والحجز للاستفادة من هذه الوِرش، وذلك من خلال منصة «msp-alazhar.tech» الخاصة بالفريق، أو الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وتجنبًا لزيادة الضغط والعبء على الطلاب، أجَّل فريق «MSP» جامعة الأزهر تقديم الوِرش التدريبية خلال الفترة الحالية، على أن يستأنف تقديمها مرة أخرى في مارس المقبل: «إن شاء الله هيكون في كورسيز كتير تفيد الطلاب وتلبي احتياجاتهم»، وأنه يتم الترويج للفريق وأهدافه من خلال تسخير منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، فضلًا عن الاستعانة بالمواقع الصحفية؛ بما يزيد في النهاية من أعداد الطلاب المستفيدين.