شركة ناشئة تنافس إنفيديا في رقائق الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أعلنت شركة "إتشد دوت ايه أي" الناشئة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي عن جمع 120 مليون دولار في جولة تمويل دولية، لتصبح في موقع التحدي أمام العملاق Nvidia في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.
تأسست الشركة في عام 2022 على يد Gavin Uberti وChris Zhu، وتهدف إلى تطوير شريحة متخصصة تحمل اسم "Sohu" لتشغيل نماذج المحولات (Transformer Models)، وهي النماذج التي تدعم تقنيات مثل ChatGPT من OpenAI.
تعتبر شريحة Sohu أول شريحة مخصصة لنماذج المحولات فقط، مما يجعلها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وأسرع في الأداء مقارنة بالرقائق العامة مثل وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من Nvidia.
تدعي الشركة أن شريحتها قادرة على معالجة 500,000 رمز في الثانية الواحدة، وهو ما يفوق بكثير قدرة أحدث رقائق Nvidia
وتشير تصريحات Gavin Uberti، الرئيس التنفيذي لشركة اتشيد دوت إيه أي، إلى أن الشركة قامت بالتركيز على نماذج المحولات فقط، لأنهم واثقون بأن هذه النماذج ستظل مسيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي في المستقبل. كما أشار إلى أن شريحة Sohu تقدم أداءً يفوق بمقدار كبير ما تقدمه رقائق Nvidia الحالية، مما يجعلها بديلاً أكثر فعالية من حيث التكلفة والطاقة.
الشركة تعاونت مع شركة TSMC لتصنيع الشرائح باستخدام تقنية تصنيع 4 نانومتر، مما يعزز من قدرات الشريحة في تقديم أداء متفوق. كما أكدت الشركة أنها حصلت على دعم من مستثمرين بارزين مثل Peter Thiel، مما يعزز من موقعها التنافسي في هذا السوق الحيوي.
تتضمن استراتيجية إتشد دوت إيه أي التخصص في المحولات التي تعالج البيانات بطرق يمكن التنبؤ بها. وهذا يسمح لشريحة Sohu بتخصيص مساحة أكبر للترانزستورات، مما يعزز قدرتها الحاسوبية الأولية.
من المتوقع أن يكون لهذا الابتكار تأثير كبير على صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في كفاءة تشغيل النماذج وزيادة سرعتها، مما يعزز من استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وخاصة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي أخبار ذات صلة انتعاش قطاع الطاقة الشمسية في أوروبا «أدنوك» تستخدم نظام RoboWell للذكاء الاصطناعي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي الطاقة الرقائق الإلكترونية الذکاء الاصطناعی مما یعزز
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني