أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "ما هي كيفية الترتيب بين الصلاة الحاضرة والفائتة عند ضيق الوقت؟ 

حكم دفع الزكاة إلى الأخ المدين.. دار الإفتاء تجيب حكم صيام عاشوراء منفردًا دون تاسوعاء.. دار الإفتاء توضح

وأوضحت دار الإفتاء أن من فاتته صلاة العصر لعذرٍ حتى دخل عليه وقت صلاة المغرب وضاق الوقت بحيث لم يتسع  الوقت إلا لأداء إحداهما؛ فالأولى البدء بصلاة المغرب ثم قضاء صلاة العصر؛ خروجًا من الخلاف، فمن فعل غير ذلك وبدأ بالفائتة مراعاة للترتيب فصلاته صحيحة ولا حرج عليه.

حكم من فاته تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن أداء الصلاة على وقتها من أفضل وأحب أعمال المسلم إلى الله سبحانه، ولأدائها في المسجد جماعةً فضلٌ عظيمٌ؛ قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ»، [أخرجه الترمذي].

أوضح الأزهر للفتوى، أنه يُندب لمن تأخّر عن صلاة الجماعة أن يمشي بتُؤَدة وسكينة، لقوله صلى الله عليه وسلم«إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»، [أخرجه مسلم].


وتابع: من كبَّر ودخل في الصلاة مع الإمام قبل الرفع من الركوع؛ حُسِبتْ له ركعة، وإن لم يدرك القراءة، وإذا أدرك المسلمُ الإمامَ وهو راكع أو ساجد أو جالس وأراد الدخول في صلاة الجماعة كبر تكبيرتين: تكبيرةً للإحرام -وهي واجبة للدخول في الصلاة-، ثم تكبيرةً أخرى للركوع أو السجود أو الجلوس.

وأردف الأزهر للفتوى: ما أدركه المسبوق مع الإمام يُعَدُّ أولَ صلاته، وما قضاه منفردًا هو آخرها، وعليه؛ يُشرع للمصلي -مثلًا- أن يترك قراءة السورة بعد الفاتحة في الركعتين الأُخريين في الصلاة الرّباعية، والركعة الأخيرة في صلاة المغرب.

يُتابع المسبوقُ إمامه في كل أفعال الصلاة، ويبني على ما أدركه، ويتم صلاته، وإن اقتضى ذلك اختلاف هيئة صلاة المسبوق بعد تمامها، كاجتماع ثلاثة تشهدات أو أربعة في صلاة واحدة.

▪من أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك الجماعة؛ قَالَ سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ». [متفق عليه]، وهو قول المالكية، ومذهب جمهور الفقهاء على أن من أدرك شيئًا من الجماعة فقد أدرك فضلها.


▪تُدرَكُ صلاةُ الجمعة بإدراك ركعة مع الإمام، فمن لم يدرك ركوع الإمام من الركعة الثانية صلَّى الجمعة ظهرًا.

▪المسبوق في صلاة الجنازة يكبّر للإحرام، ويقتدي بالإمام في الانتقال من تكبيرة للتي تليها؛ بيد أنه يقرأ الفاتحة بعد تكبيرته الأولى، ويصلي على النبي ﷺ بعد الثانية، ثم الدعاء للميت بعد الثالثة، والدعاء لنفسه ولجميع المسلمين بعد التكبيرة الرابعة، ولا يُسلِّم مع الإمام، وإنما يتمّ ما فاته من تكبيرات على الهيئة المذكورة.

▪من فاتته الركعة الأولى من صلاة العيد أتمّها بعد تسليم الإمام، إلا أنه يكبّر لها خمس تكبيرات.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية الإفتاء دار الإفتاء الصلاة الحاضرة صلاة العصر صلاة دار الإفتاء مع الإمام فی صلاة

إقرأ أيضاً:

المعيشة الضنك .. واختلال ميزان حاجات الروح والجسد

لو أن صانعا صنع آلة أو جهازا فإنه لأجل الاستفادة من تلك الآلة أو الجهاز سيرفق معه كتيبا يبين فيه محتويات الجهاز وأجزاءه والطريقة الأنسب لتشغيله والمحاذير التي ينبغي أن يحذر منها عند تشغيل الجهاز، فكيف بصانع هذا الكون الذي صنع الإنسان وخلقه من العدم وأوجد له مادة ونوعا مستقلا ونفخ فيه من روحه، فهو أعلم به فلذلك أرسل له الشرائع والكتب والرسل التي تبين له الطريقة الأمثل في الحياة، وتجعل منه خليفة الله في أرضه يعمرها، ويعمر ذاته بالعبادة والالتزام بما أمره الله به والانتهاء عما نهاه عنه، ولكن عندما يخرج الإنسان عن هذا المسار الرباني تفسد فطرته ويتشوه مسلكه وهذا ما حصل عند الكثير من المجتمعات البشرية في هذا العصر، فكثرت الأمراض الذهانية، والأمراض العصبية، وأصبح الهم والاكتئاب يسيطر على الكثير من المجتمعات.

وهذا هو مفهوم الضنك الذي ذكره الله في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا" ولو نظرنا إلى الحياة الواقعية اليوم وما تمدنا به منظمة الصحة العالمية من بيانات وأرقام لوجدنا أن المؤشرات برغم تفاوتها بين المجتمعات إلا أنها تمثل ظاهرة عالمية تسعى الأمم إلى إيجاد حل لها، فحالات الانتحار أحد أهم وأقوى أسبابها هو الهم والاكتئاب الناتج عن عوامل كثيرة منها عوامل خارجية ومنها عوامل نفسية وعصابية، ويأتي تصنيف الانتحار كأحد أسباب الوفاة وفق منظمة الصحة العالمية بعد الوفيات الناتجة عن مرض السكري وضغط الدم، بمتوسط سنوي يصل إلى 700 ألف حالة انتحار سنويا.

ولو تتبعنا أسباب المعيشة الضنك وسيطرة الهم والحزن على الأشخاص وتعشيش الأفكار السلبية في أذهانهم ومخيلاتهم لوجدنا أن لها أسبابا عديدة ومتنوعة منها ما هو روحي أو نفسي، ومنها ما هو مادي، فاختلال في ميزان حاجات الجسد والروح يؤدي إلى اعتلال في الإنسان يسبب له هذا الشعور بالاضطراب والقلق والهم، فالانغماس في الماديات والتشبع بها وجعلها هي الوسيلة والغاية فإن ذلك ينعكس على جوهر الإنسان المتكون من جسد وروح، وفي أحيان كثيرة بسبب التفاوت المعيشي في المجتمعات فإن إغراق النفس البشرية بهذه الماديات وجعلها محورا للحياة فإنها تشكل أزمة كبيرة في حالة نقصانها أو عدم توفرها، مما يدخل الإنسان في دوامة من الحزن والهم الذي يؤدي إلى الاكتئاب بسبب عدم التوازن في متطلبات الإنسان من حاجيات الروح والجسد.

وفي كثير من المجتمعات التي تكثر فيها حالات الاكتئاب يكون أحد الأسباب هو غياب معنى الهدف من الحياة، ومنتهى الغاية عندهم هذه الحياة الدنيا، وهذا ناتج من عدم الإيمان بيوم البعث، فهم لا يؤمنون بأن هذه الحياة الدنيا هي دار عمل وأن الأخرة هي دار البقاء، وهذا يتفق مع نظرة الأقوام السابقين الذين كانوا ينظرون بمثل هذا المنظور وقد حكى القرآن الكريم قولهم حينما قال: "إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ" فغياب الهدف يؤدي إلى فقدان الأمل في كل موقف من مواقف الحياة التي تكتنفها الابتلاءات والمصائب.

بينما النظرة الإسلامية تختلف كليا عن هذا المنظور، فهي تنظر بمفهوم أشمل وأعم، ولها فلسفة خاصة فيما يتعلق بالابتلاءات والمصائب، وطريقة تعاطيها مع هذه المواقف تجعل الإنسان في تنمية روحية ونفسية في تعلقه بالله تبارك وتعالى، والإيمان بالقدر خيره وشره أنه من الله، وأن الإنسان يؤجر على كل شوكة تشوكه، فكيف بالمصائب والمحن، التي تقربه إلى الله عز وجل إن صبر واحتسب، ففلسفة الابتلاء هي ركيزة أساسية في نظرة الشريعة الإسلامية إلى الحياة، بل نجد أن المفهوم الإسلامي يتعدى كون الابتلاء يكون بالمصائب والمحن إلى كونه ابتلاء يشمل الخير والنعم، فالله يقرر هذه الحقيقة في كثير من آيات الكتاب العزيز، قال تعالى: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".

وقد تتكاثر المصائب على الإنسان بسبب التزامات الحياة، وتكثر عليه الهموم، فلا يستطيع منها فكاكا، وقد تلحقه الديون، فيجب عليه أن يخطط لحياته بما يناسب مداخيله المادية وبما يوفر له حياة هانئة، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته علاجا لصحابته وللأمة من بعده في كيفية طرد الهموم وذلك من خلال اللجوء إلى الله وكثرة الدعاء وخاصة بالدعاء المخصوص الذي ذكره لأبي أمامة فقد روى أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة: ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني. فيجب على المؤمن أن يستثمر هذه المفاتيح والأسرار التي يبثها الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين ويلتزم بها، مع العمل على التخلص من توابع الهموم بالسعي في الحياة اليومية.

ومن العلاجات المحمدية للهموم التي قد لا يخلو منها أحد اليوم، هو كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، فقد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك. بل نجد ذلك في كتاب الله عز وجل ففي قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" لما في الصلاة على النبي من أثر عظيم مجرب في زوال الهموم والغموم.

مقالات مشابهة

  • موعد المولد النبوي 2024.. الإفتاء توضح كيفية الاحتفال باليوم المبارك
  • دار الإفتاء توضح صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة
  • صيغ الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة وفضلها
  • حكم إلقاء موعظة قبل صلاة الجنازة وعند القبر
  • المعيشة الضنك .. واختلال ميزان حاجات الروح والجسد
  • بعد جدري القرود.. ذِكر يحفظك من الأمراض والأوبئة
  • دار الإفتاء: أمرنا رسول الله بحب آل بيته والتمسك بهم
  • حكم الاحتفال بـ المولد النبوي.. دار الإفتاء المصرية توضح
  • حكم ترك صلاة الفجر بسبب النوم
  • هل الزلازل انتقام من الله على المذنبين؟.. «الإفتاء»: البلاء قد يقع للصالحين