عواصم «وكالات»: جدّد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، الدعوة إلى وقف الحرب على قطاع غزة لأسباب إنسانية، والإفراج عن كل الرهائن بشكل فوري.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة: إن الأمين العام يشعر بالصدمة والحزن إزاء وقوع خسارة في الأرواح بعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي ضربت منطقة مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة، والتي خلفت 90 شهيدا و300 مصاب.

وردا على أسئلة الصحفيين، أرسل مكتب المتحدث الأممي بيانا أشار فيه إلى استشهاد 90 شخصا على الأقل، منهم أطفال -وفق ما أفادت به التقارير- وإصابة مئات آخرين بجراح في منطقة مكتظة بالسكان «تم تحديدها كمنطقة إنسانية لإيواء النازحين».

وقال المتحدث: إن ذلك يعني عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة، مضيفا إن الأمين العام للأمم المتحدة يدين العمليات الإجرامية ضد المدنيين بمن فيهم النساء الأطفال، كما يشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ التدابير الاحترازية أثناء الهجمات.

في هذه الأثناء، استشهد اليوم 13 فلسطينيا على الأقل وأصيب عشرات آخرين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، بحسب ما أعلنت عنه مصادر طبية وفلسطينية.

وقال شهود عيان فلسطينيون في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف مدرسة أبو عريبان التابعة للأونروا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من العائلات النازحة الموجودة في المدرسة.

وأضاف شهود العيان بأنه بسبب صعوبة وصول سيارات الدفاع المدني للمدرسة اضطر مدنيون موجودون في المنطقة إلى نقل الضحايا بسيارات شخصية وعربات تجرها حيوانات.

من جانبها، قالت مصادر طبية فلسطينية بأنه تم نقل الضحايا إلى مركز العودة الطبي في المخيم بالإضافة إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وأوضحت المصادر الطبية لـ«د.ب.ا» في اتصال هاتفي بأن «غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال وكبار السن النازحين الذين كانوا يوجدون في المدرسة».

من جانبه، اتهم المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة الجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف المرافق التابعة للوكالة الأممية على الرغم من إرسالها «إحداثيات مرافقها التي تأوي نازحين له بشكل يومي».

وقال أبو حسنة في اتصال هاتفي مع الـ«د.ب.ا»: «هذه رسالة واضحة يريد الجيش إيصالها للفلسطينيين في قطاع غزة بأنه لا مكان آمن في كافة أنحاء القطاع».

ولم يعقب الجيش الإسرائيلي على قصف المدرسة حتى هذه اللحظة، وتأتي عملية قصف المدرسة بعد يوم واحد من استشهاد أكثر من 90 فلسطينيا في غارة إسرائيلية استهدفت خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وفي سياق، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المواصي وخان يونس ومخيم الشاطئ في قطاع غزة، التي أسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال. واعتبرت المنظمة، في بيان نشر اليوم الأحد، أن ما حدث هو امتداد لجريمة الإبادة الجماعية التي لا يزال يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، في تحد صارخ لقرارات الأمم المتحدة وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص. وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته تجاه وضع حد للعدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل منذ تسعة أشهر، وضمان احترام وتنفيذ الكيان الإسرائيلي، قوة الاحتلال، لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

من جانبه، أعرب معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته الشديدة للقصف الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلية لمنطقة المواصي بمدينة خان يونس في قطاع غزة، مؤكدا أن هذا القصف دليل على سلسلة الجرائم الإسرائيلية الممنهجة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.

وذكر معالي الأمين العام أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، أصبحت لا تعترف بأي مبادئ أو قوانين أو معاهدات سواء على المستوى القانوني أو الإنساني أو الأخلاقي. وقال معاليه إن استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في غطرستها وارتكاب الجرائم البشعة ضد أرواح الأبرياء، يستدعي فورا من المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته وإيقاف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها. وجدد معالي الأمين العام المواقف الثابتة لدول مجلس التعاون تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية والأولى للعرب والمسلمين، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

إلى ذلك، اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو السبت، بـ«وضع عراقيل» تحول دون التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال «المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال»، وفقا لبيان صادر عن الحركة الإسلامية.

ودعا هنية الوسطاء الدوليين إلى التحرك بعد غارتين إسرائيليتين في غزة أسفرتا عن مقتل نحو مئة شخص، وفقا لمسؤولين فلسطينيين.

وأعلنت إسرائيل أمس أنّها استهدفت اثنين من قادة حماس أحدهما قائد جناحها العسكري في جنوب قطاع غزة.

وأسفرت الضربة الأولى التي استهدفت مخيّم المواصي للنازحين في جنوب القطاع، عن استشهاد 90 شخصا على الأقل وإصابة 300 بجروح، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

واستهدفت الغارة الثانية مسجدا في مخيّم الشاطئ في غرب مدينة غزة، حيث أفاد الدفاع المدني الفلسطيني عن استشهاد 20 شخصا.

وبحسب بيان صادر عن حركة حماس، فقد أجرى هنية اتصالات مع الدولتين الوسيطتين مصر وقطر، كما شملت الاتصالات سلطنة عمان وتركيا، في ضوء «المجازر الوحشية».

وأوضح البيان أنّ هنية أكّد أنّ حماس «أبدت التعاطي الإيجابي والمسؤول» مع المقترح الأخير بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المعتقلين والرهائن.

ولكن بيان الحركة أشار إلى «الموقف الإسرائيلي الذي اتخذه نتانياهو وتمثل في وضع العراقيل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق».

كذلك، ندّد هنية بتصريحات نتانياهو «التي اشتملت على شروط ونقاط جديدة لم ترد في ورقة التفاوض» التي اقترحها للمرة الأولى الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو.

وقال إنّ هذا مرتبط أيضا بـ«المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال اليوم».

ودعا هنية الدول الوسيطة إلى «القيام بما يلزم مع الإدارة الأمريكية وغيرها لوقف هذه المجازر».

وميدانيا، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم الأحد قتل وجرح قوة إسرائيلية خاصة تسللت داخل شاحنة مساعدات شرق رفح في جنوب غزة.

وقالت القسام، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) على منصة إكس اليوم: «تمكنت المقاومة من رصد قوة صهيونية خاصة تسللت متخفية داخل شاحنة مساعدات وعند وصولها إلى مفترق المشروع شرق رفح ودخولها أحد المنازل قام مجاهدونا بالاشتباك المباشر معهم من مسافة الصفر بالأسلحة الخفيفة وقذائف الأفراد وإيقاع جميع أفرادها بين قتيل وجريح».

من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم إلى ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك في إسطنبول مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الهجمات الإسرائيلية أمس السبت أظهرت أن إسرائيل ليس لديها نية لإنهاء الصراع.

وقال فيدان: «إسرائيل ترى قبول حماس شروط وقف إطلاق النار ضعفا واستسلاما، وهو أمر خطير للغاية».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی المجازر البشعة الأمم المتحدة الأمین العام فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

‏القيادي في حماس محمود مرداوي: يجب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بالكامل

قال ‏القيادي في حماس محمود مرداوي، إنه يجب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بالكامل.

وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في أكثر من نقطة، في محاولة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعجز عن تحقيق الغزو البري.

وقالت ‏حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إنه لا اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة والاتفاق يشمل إخراج أجانب مقابل إدخال مساعدات.

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على مدينة الحديدة باليمن، في عملية أطلق عليها اسم "اليد الطويلة".

وجاءت هذه الغارات ردًا على مئات الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية أن الهجوم نفذ بنحو 20 مقاتلة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • «الصحة» الفلسطينية تسجل أول حالة إصابة مؤكدة لفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة
  • بينهم موظف بالأونروا.. استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على غزة
  • شهداء وجرحى في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس
  • 3 شهداء في قصف للاحتلال استهدف تجمعًا للمواطنين شرق خانيونس
  • واشنطن تدين استيلاء الحوثيين على مكتب مفوضية الأمم المتحدة في صنعاء
  • أمريكا تدين استيلاء الحوثيين على مكتب مفوضية الأمم المتحدة في اليمن
  • الشرعية توجه دعوة عاجلة لبعثة الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية العاملة في اليمن
  • حرب غزة.. حماس تدين صفقة الأسلحة الأميركية لإسرائيل: "دعم لامحدود للعدوان والتطهير العرقي"
  • ‏القيادي في حماس محمود مرداوي: يجب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بالكامل
  • استشهاد ١٧ فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة