صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-12@17:54:29 GMT

السر والعلن!!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

السر والعلن!!

أطياف

طيف أول:

الهم ليس إلاَّ جسراً تقف على ناصيته كل الأحلام التي تقاوم الإنطفاء!!

ومارس وفد الجيش أمس لعبة المراوغة بجنيف، وتغيّب للمرة الثانية عن جلسة المحادثات، وواصلت بعثة الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للسودان المنقاشات مع وفد قوات الدعم السريع.

ويعلل وفد الجيش غيابه بثلاثة أسباب أولها: أنه قال إن الأمم المتحدة لم تطلعه على أجندة المباحثات، ولم تملكه معلومات عن المباحثات.

والسبب الثاني: أنه أخبرها أنه لا يعترف بأي جهة تتبنى قضية العمل الإنساني إلا مفوضية العون الإنساني.

والثالث: قال الوفد إنه اتفق مع الأمم المتحدة على سرية الجلسات وأن لا تكون الجلسات معلنة للإعلام، ولم تلتزم بذلك.

ولهذا امتنع عن حضور الجلسات، لكنه لم يقل إنه يرفض التفاوض.

فالجلوس مع وفد الدعم السريع على طاولة واحدة ليس شرطا في المفاوضات فالأمم المتحدة أعلنت أن المباحثات غير مباشرة أي أنها يمكن أن تلتقي كل طرف بجنيف، وتنقل وجهة نظره إلى الآخر، كما أن أجندة المباحثات معلومة أعلنت عنها الأمم المتحدة على أنها نقاشات حول ملف المساعدات الإنسانية.

أما رغبة وفد الجيش أن تأتي المعونات عبر مفوضية العون الإنساني في السودان فمعلوم أن المفوضية هي هيئة حكومية سودانية تدير وتنظم جميع الأعمال الإنسانية المنفذة في السودان تحت رعاية وإشراف الحكومة السودانية، وهذا الشرط يعني أن وفد الجيش يريد أن تكون حكومة بورتسودان هي المسيطرة على المساعدات غض النظر عن حاجة الموطن للمساعدات ومعاناته وموته جوعا كل ما يهمه هو أن تواصل الحكومة ( الشفشفة) فالوضع الإنساني الكارثي يتطلب دخول المساعدات التي ترى الأمم المتحدة أنها ستقوم بإدخالها عبر منظماتها والمطلوب من الطرفين فقط فتح الممرات الآمنة لوصول هذه المساعدات.

أما اعتراض وفد الجيش على إعلان المفاوضات، فهذا يعني أنه لا يرفض التفاوض مع الدعم بدليل قبول الدعوة والاستجابة والسفر إلى جنيف، لكنه يحبذ أن يكون ذلك سرا، ويعترض على الوفد على الإشهار؛ لأنه لا يريد أن يحرج قائد الجيش الذي أعلن أن لا تفاوض مع الدعم السريع.

فالجيش في حقيقة الأمر لا يرفض التفاوض بجنيف، ولكن يريده (كتامي)

وتمنّع الجيش من حضور الجلسات يأتي بقصد منه للضغط على الدعم السريع لتقديم المزيد من التنازل على الأرض.

وأن تطالب الأمم المتحدة بوقف عملية اجتياح المدن التي تحيط بها قواته.

ولأن الجيش بحاجة إلى هذا التنازل خرج البرهان في البداية يطالب بانسحاب الدعم السريع من الأحياء، ونفذ الدعم السريع، ولكن باغته الجيش بضرب ارتكازاته بالمسيرات في مدينة أمدرمان، وبعدها طالبه بالخروج من الفاشر وزالنجي، وكل هذه المطالب تقدم بها البرهان صراحة عبر الأجهزة الإعلامية بالتزامن مع وجود وفد الجيش بجنيف، وذلك يؤكد أنه يمارس ما يمكن أن يسمى بالابتزاز التفاوضي

ولا هروب للوفد الذي أصبح يمارس عادة المرواغة في كل منبر تفاوضي، فرسالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، كانت واضحة وهي (إرسال وفد محدود رفيع المستوى إلى جنيف في العاشر من يوليو، لبدء مناقشات مع الدعم السريع تحت رعاية الأمم المتحدة.

ولم يرفض البرهان المشاركة ولا التفاوض، وأرسل وفده دون تردد؛ لأن رسالة لعمامرة تأتي استنادا إلى تكليفه من مجلس الأمن، وفقاً للقرار 2740، باستعمال مساعيه الحميدة لوقف القتال في السودان.

لذلك أخبر لعمامرة البرهان في رسالته أن هذه المناقشات هي لتحديد سبل التقدم في التدابير الإنسانية المحددة وحماية المدنيين من خلال وقف إطلاق النار المحتمل.

وهذه هي الأجندة التي يتحدث وفد الجيش عن أنه لا علم له بها ومعلوم أن أي مباحثات أو نقاشات تطلع الوفود على أهدافها ومراميها قبل المشاركة فيها ولعمامرة لم يقف على كشفه للدعوة عن النقاش في الملف الإنساني ولكنه قال: (من خلال وقف نار محتمل) إذن الجيش يعلم كل الهدف من المشاركة وما ترمي إليه الأمم المتحدة بعد فتح الممرات وهو نيتها في وقف إطلاق النار

ولكن يحتاج الجيش إلى جهود الأمم المتحدة للضغط على الدعم السريع، حتى يكف عن كبح جماح رغبته في اجتياح المزيد من المدن والمواقع العسكرية، فربما تثمر المباحثات بين الطرفين، حتى إن لم تجمعهما طاولة واحدة.

لا سيما أن الأمم المتحدة تقف وسيطا بينهما لتنقل لكل طرف وجهة نظر الآخر لطالما أن المباحثات في الأساس ليست مباشرة.

طيف أخير:

انقسام صوت الإعلام الكيزاني يعكس حالة الانقسام بين الإسلاميين والجيش ليصبح كل واحد يتحدث من موقع مصالحه لا مصلحة الوطن.

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الأمم المتحدة الدعم السریع وفد الجیش أنه لا

إقرأ أيضاً:

عقار : لا يوجد ما يمنع جلوسنا مع الدعــم السـريــع لكن بشرط

قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، إنه لا يوجد ما يمنع من الجلوس مع قوات الدعم السريع في حال التزامها بتنفيذ اتفاق جدة.
و أضاف في تعميم صحافي عقب لقائه الرئيس الجيبوتي: “لكن التوسع العسكري لقوات التمرد دفع بالجيش الوطني إلى القتال بغرض الحفاظ على الشعب السوداني و مقدراته”.
و أشار إلى أنه ناشد الرئيس الجيبوتي بأن تلعب إفريقيا دورًا أكبر في إنهاء الأزمة السودانية، وتابع: “وأكدت له أننا على أتم الاستعداد للجلوس للحوار مع قيادة الاتحاد الإفريقي الجديدة لإنهاء تجميد عضوية السودان”.

سودافاكس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. بعد غلق الجيش لكل المحاور وتشديد الخناق.. فرد الدعم السريع الشهير “ستائر” يتبرأ من “الدعامة” ويؤكد أنه مواطن عادي
  • «47 مركبة و100 طائرة مسيرة».. الجيش السوداني يلحق خسائر فادحة لميليشيا الدعم السريع
  • قائد الجيش السوداني يضع شرطا صارما للسلام مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف أسباب التصعيد في نيالا بين فصائل قوات الدعم السريع
  • هذا هو الفشل الأكبر لـالدعم السريع
  • منسقة الأمم المتحدة تحذر من تخفيض المساعدات للسودان وتدعو لتكثيف الدعم الإنساني
  • عقار : لا يوجد ما يمنع جلوسنا مع الدعــم السـريــع لكن بشرط
  • واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
  • الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات