صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-30@21:24:58 GMT

السر والعلن!!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

السر والعلن!!

أطياف

طيف أول:

الهم ليس إلاَّ جسراً تقف على ناصيته كل الأحلام التي تقاوم الإنطفاء!!

ومارس وفد الجيش أمس لعبة المراوغة بجنيف، وتغيّب للمرة الثانية عن جلسة المحادثات، وواصلت بعثة الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للسودان المنقاشات مع وفد قوات الدعم السريع.

ويعلل وفد الجيش غيابه بثلاثة أسباب أولها: أنه قال إن الأمم المتحدة لم تطلعه على أجندة المباحثات، ولم تملكه معلومات عن المباحثات.

والسبب الثاني: أنه أخبرها أنه لا يعترف بأي جهة تتبنى قضية العمل الإنساني إلا مفوضية العون الإنساني.

والثالث: قال الوفد إنه اتفق مع الأمم المتحدة على سرية الجلسات وأن لا تكون الجلسات معلنة للإعلام، ولم تلتزم بذلك.

ولهذا امتنع عن حضور الجلسات، لكنه لم يقل إنه يرفض التفاوض.

فالجلوس مع وفد الدعم السريع على طاولة واحدة ليس شرطا في المفاوضات فالأمم المتحدة أعلنت أن المباحثات غير مباشرة أي أنها يمكن أن تلتقي كل طرف بجنيف، وتنقل وجهة نظره إلى الآخر، كما أن أجندة المباحثات معلومة أعلنت عنها الأمم المتحدة على أنها نقاشات حول ملف المساعدات الإنسانية.

أما رغبة وفد الجيش أن تأتي المعونات عبر مفوضية العون الإنساني في السودان فمعلوم أن المفوضية هي هيئة حكومية سودانية تدير وتنظم جميع الأعمال الإنسانية المنفذة في السودان تحت رعاية وإشراف الحكومة السودانية، وهذا الشرط يعني أن وفد الجيش يريد أن تكون حكومة بورتسودان هي المسيطرة على المساعدات غض النظر عن حاجة الموطن للمساعدات ومعاناته وموته جوعا كل ما يهمه هو أن تواصل الحكومة ( الشفشفة) فالوضع الإنساني الكارثي يتطلب دخول المساعدات التي ترى الأمم المتحدة أنها ستقوم بإدخالها عبر منظماتها والمطلوب من الطرفين فقط فتح الممرات الآمنة لوصول هذه المساعدات.

أما اعتراض وفد الجيش على إعلان المفاوضات، فهذا يعني أنه لا يرفض التفاوض مع الدعم بدليل قبول الدعوة والاستجابة والسفر إلى جنيف، لكنه يحبذ أن يكون ذلك سرا، ويعترض على الوفد على الإشهار؛ لأنه لا يريد أن يحرج قائد الجيش الذي أعلن أن لا تفاوض مع الدعم السريع.

فالجيش في حقيقة الأمر لا يرفض التفاوض بجنيف، ولكن يريده (كتامي)

وتمنّع الجيش من حضور الجلسات يأتي بقصد منه للضغط على الدعم السريع لتقديم المزيد من التنازل على الأرض.

وأن تطالب الأمم المتحدة بوقف عملية اجتياح المدن التي تحيط بها قواته.

ولأن الجيش بحاجة إلى هذا التنازل خرج البرهان في البداية يطالب بانسحاب الدعم السريع من الأحياء، ونفذ الدعم السريع، ولكن باغته الجيش بضرب ارتكازاته بالمسيرات في مدينة أمدرمان، وبعدها طالبه بالخروج من الفاشر وزالنجي، وكل هذه المطالب تقدم بها البرهان صراحة عبر الأجهزة الإعلامية بالتزامن مع وجود وفد الجيش بجنيف، وذلك يؤكد أنه يمارس ما يمكن أن يسمى بالابتزاز التفاوضي

ولا هروب للوفد الذي أصبح يمارس عادة المرواغة في كل منبر تفاوضي، فرسالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، كانت واضحة وهي (إرسال وفد محدود رفيع المستوى إلى جنيف في العاشر من يوليو، لبدء مناقشات مع الدعم السريع تحت رعاية الأمم المتحدة.

ولم يرفض البرهان المشاركة ولا التفاوض، وأرسل وفده دون تردد؛ لأن رسالة لعمامرة تأتي استنادا إلى تكليفه من مجلس الأمن، وفقاً للقرار 2740، باستعمال مساعيه الحميدة لوقف القتال في السودان.

لذلك أخبر لعمامرة البرهان في رسالته أن هذه المناقشات هي لتحديد سبل التقدم في التدابير الإنسانية المحددة وحماية المدنيين من خلال وقف إطلاق النار المحتمل.

وهذه هي الأجندة التي يتحدث وفد الجيش عن أنه لا علم له بها ومعلوم أن أي مباحثات أو نقاشات تطلع الوفود على أهدافها ومراميها قبل المشاركة فيها ولعمامرة لم يقف على كشفه للدعوة عن النقاش في الملف الإنساني ولكنه قال: (من خلال وقف نار محتمل) إذن الجيش يعلم كل الهدف من المشاركة وما ترمي إليه الأمم المتحدة بعد فتح الممرات وهو نيتها في وقف إطلاق النار

ولكن يحتاج الجيش إلى جهود الأمم المتحدة للضغط على الدعم السريع، حتى يكف عن كبح جماح رغبته في اجتياح المزيد من المدن والمواقع العسكرية، فربما تثمر المباحثات بين الطرفين، حتى إن لم تجمعهما طاولة واحدة.

لا سيما أن الأمم المتحدة تقف وسيطا بينهما لتنقل لكل طرف وجهة نظر الآخر لطالما أن المباحثات في الأساس ليست مباشرة.

طيف أخير:

انقسام صوت الإعلام الكيزاني يعكس حالة الانقسام بين الإسلاميين والجيش ليصبح كل واحد يتحدث من موقع مصالحه لا مصلحة الوطن.

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الأمم المتحدة الدعم السریع وفد الجیش أنه لا

إقرأ أيضاً:

قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر

أفاد مصدر طبي للجزيرة بأن قصفا مدفعيا ثقيلا على مدينة الفاشر أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 75، موازاة مع احتدام المعارك واضطرار مؤسسات إغاثية لإغلاق أبوابها.

من جهتها، قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع تواصل القصف بالمدفعية الثقيلة على مخيم "أبو شوك" للنازحين وحي درجة أولي غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مقر قيادة الفرقة السادسة بالجيش السوداني في الفاشر، وأعقبت القصف بهجوم بري.

كما أفادت مصادر عسكرية للجزيرة نت بأن الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المشتركة تمكنا من التصدي لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع اليوم الاثنين على مدينة الفاشر.

وأوضحت أن هذا الهجوم يُعتبر الأشد من نوعه على المنطقة، التي تُعد المعقل الأخير للقوات المسلحة السودانية في دارفور، حيث يواجه السكان أوضاعا بالغة الصعوبة والتعقيد.

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت، إن المواجهات كانت عنيفة، حيث استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة على 3 محاور.

وأكد أن الجيش السوداني والقوة المشتركة نجحا في الاستيلاء على 17 سيارة عسكرية وتدمير أخرى، بالإضافة إلى مقتل 245 عنصرا من قوات الدعم السريع وجرح 133 آخرين.

إعلان

وأشار مصطفى إلى أن قواتهم تصدت للهجوم بدقة، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المهاجمين وهروب آخرين، مضيفا "نحن مستمرون في جهودنا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وسنواصل هذه العمليات لتضييق الخناق على المليشيات في كافة المحاور".

من جهته، قال المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين، جنوبي الفاشر للجزيرة، إن قوات الدعـم احتجزت 40 من العاملين في منظمة إغاثة دولية بينهم أطباء وعمال إغاثة، أثناء إجلائهم من المخيم.

ومنذ أكثر من عام، تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الفاشر، التي تقع على بُعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) جنوب غرب العاصمة الخرطوم، حيث شنت هجمات متكررة على المدينة ومخيمين رئيسيين للنازحين الذين يعانون من المجاعة في محيطها.

وتأتي أعمال العنف الأخيرة في المدينة بعد أقل من شهر من الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على مخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد 15 كيلومترا جنوب المدينة.

وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 1500 شخص ونزوح مليون آخرين إلى مدينة الفاشر، وفقا لبيانات لجنة النازحين المحلية.

توقف تكايا

من جهة أخرى، أعلنت غرفة تكية الفاشر، التي تدير المطابخ الجماعية، اليوم الاثنين، عن توقف مؤقت لتقديم الوجبات بسبب القصف المدفعي العنيف وخروج جميع الأسواق في المدينة عن الخدمة.

وتعد تكايا الفاشر الوحيدة التي لا تزال تعمل في المدينة، وهي مصدر أساسي لإغاثة مئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين، حيث توفر لهم وجبات منتظمة، بالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي في ظل تفاقم المجاعة التي فشلت منظمات الإغاثة الدولية في معالجتها.

وقال مسؤول التكايا محي الدين شوقار، للجزيرة نت، إن صعوبة الحركة نتيجة القصف المدفعي العنيف وخروج الأسواق عن الخدمة دفعتهم إلى اتخاذ قرار التوقف المؤقت عن تقديم الوجبات، مضيفا أن إيقاف العمل حتى تتحسن الأمور فرضه الحفاظ على أرواح العاملين.

إعلان

وأعرب العديد من النازحين في مدينة الفاشر عن قلقهم العميق إزاء توقف تكايا الفاشر عن تقديم الوجبات.

ويقول أحمد السالم -أحد النازحين- للجزيرة نت، إن هذه التكايا تمثل مصدر الغذاء الأساسي لمئات الأسر، خاصة النساء والأطفال في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.

وأضاف أن هذا القرار سيزيد معاناة الجميع، حيث لا توجد بدائل متاحة في الوقت الراهن، خاصة مع الحصار المفروض على المدينة.

وفي حديثها للجزيرة نت، قالت ليلى حسن -إحدى النازحات- إن توقف التكايا عن الخدمة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والنفسية بين النازحين، مما يزيد من معاناتهم.

وأضافت "كانت هذه التكايا بمثابة ملاذ للجميع، ودعت الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استمرار تقديم الوجبات، محذرا من أن أي تأخير سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية".

في السياق ذاته، قال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن قوات الدعم السريع اقتحمت مدينة "الخِوَي"، في ولاية غرب كُردفان.

وأسفر الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 14 مليونا.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة في شمال كردفان.. ومقتل قائد الدعم السريع في منطقة الحمرة
  • تحقيقات اممية بسبب صواريخ إماراتية يستخدمها “الدعم السريع” بالسودان
  • تحقيق أممي في وصول صواريخ تملكها الإمارات إلى الدعم السريع
  • الجيش السوداني: مقتل 41 مدنيا بقصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر
  • طيران الجيش ينفذ ضربات جوية استهدفت مواقع قوات الدعم السريع في مدينة الدبيبات
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • مليشيا الدعم السريع تدعو الجيش والقوات المشتركة الي إخلاء مدينة الفاشر
  • قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
  • الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية
  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية