صحيفة التغيير السودانية:
2024-08-16@23:14:30 GMT

السر والعلن!!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

السر والعلن!!

أطياف

طيف أول:

الهم ليس إلاَّ جسراً تقف على ناصيته كل الأحلام التي تقاوم الإنطفاء!!

ومارس وفد الجيش أمس لعبة المراوغة بجنيف، وتغيّب للمرة الثانية عن جلسة المحادثات، وواصلت بعثة الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص للسودان المنقاشات مع وفد قوات الدعم السريع.

ويعلل وفد الجيش غيابه بثلاثة أسباب أولها: أنه قال إن الأمم المتحدة لم تطلعه على أجندة المباحثات، ولم تملكه معلومات عن المباحثات.

والسبب الثاني: أنه أخبرها أنه لا يعترف بأي جهة تتبنى قضية العمل الإنساني إلا مفوضية العون الإنساني.

والثالث: قال الوفد إنه اتفق مع الأمم المتحدة على سرية الجلسات وأن لا تكون الجلسات معلنة للإعلام، ولم تلتزم بذلك.

ولهذا امتنع عن حضور الجلسات، لكنه لم يقل إنه يرفض التفاوض.

فالجلوس مع وفد الدعم السريع على طاولة واحدة ليس شرطا في المفاوضات فالأمم المتحدة أعلنت أن المباحثات غير مباشرة أي أنها يمكن أن تلتقي كل طرف بجنيف، وتنقل وجهة نظره إلى الآخر، كما أن أجندة المباحثات معلومة أعلنت عنها الأمم المتحدة على أنها نقاشات حول ملف المساعدات الإنسانية.

أما رغبة وفد الجيش أن تأتي المعونات عبر مفوضية العون الإنساني في السودان فمعلوم أن المفوضية هي هيئة حكومية سودانية تدير وتنظم جميع الأعمال الإنسانية المنفذة في السودان تحت رعاية وإشراف الحكومة السودانية، وهذا الشرط يعني أن وفد الجيش يريد أن تكون حكومة بورتسودان هي المسيطرة على المساعدات غض النظر عن حاجة الموطن للمساعدات ومعاناته وموته جوعا كل ما يهمه هو أن تواصل الحكومة ( الشفشفة) فالوضع الإنساني الكارثي يتطلب دخول المساعدات التي ترى الأمم المتحدة أنها ستقوم بإدخالها عبر منظماتها والمطلوب من الطرفين فقط فتح الممرات الآمنة لوصول هذه المساعدات.

أما اعتراض وفد الجيش على إعلان المفاوضات، فهذا يعني أنه لا يرفض التفاوض مع الدعم بدليل قبول الدعوة والاستجابة والسفر إلى جنيف، لكنه يحبذ أن يكون ذلك سرا، ويعترض على الوفد على الإشهار؛ لأنه لا يريد أن يحرج قائد الجيش الذي أعلن أن لا تفاوض مع الدعم السريع.

فالجيش في حقيقة الأمر لا يرفض التفاوض بجنيف، ولكن يريده (كتامي)

وتمنّع الجيش من حضور الجلسات يأتي بقصد منه للضغط على الدعم السريع لتقديم المزيد من التنازل على الأرض.

وأن تطالب الأمم المتحدة بوقف عملية اجتياح المدن التي تحيط بها قواته.

ولأن الجيش بحاجة إلى هذا التنازل خرج البرهان في البداية يطالب بانسحاب الدعم السريع من الأحياء، ونفذ الدعم السريع، ولكن باغته الجيش بضرب ارتكازاته بالمسيرات في مدينة أمدرمان، وبعدها طالبه بالخروج من الفاشر وزالنجي، وكل هذه المطالب تقدم بها البرهان صراحة عبر الأجهزة الإعلامية بالتزامن مع وجود وفد الجيش بجنيف، وذلك يؤكد أنه يمارس ما يمكن أن يسمى بالابتزاز التفاوضي

ولا هروب للوفد الذي أصبح يمارس عادة المرواغة في كل منبر تفاوضي، فرسالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، كانت واضحة وهي (إرسال وفد محدود رفيع المستوى إلى جنيف في العاشر من يوليو، لبدء مناقشات مع الدعم السريع تحت رعاية الأمم المتحدة.

ولم يرفض البرهان المشاركة ولا التفاوض، وأرسل وفده دون تردد؛ لأن رسالة لعمامرة تأتي استنادا إلى تكليفه من مجلس الأمن، وفقاً للقرار 2740، باستعمال مساعيه الحميدة لوقف القتال في السودان.

لذلك أخبر لعمامرة البرهان في رسالته أن هذه المناقشات هي لتحديد سبل التقدم في التدابير الإنسانية المحددة وحماية المدنيين من خلال وقف إطلاق النار المحتمل.

وهذه هي الأجندة التي يتحدث وفد الجيش عن أنه لا علم له بها ومعلوم أن أي مباحثات أو نقاشات تطلع الوفود على أهدافها ومراميها قبل المشاركة فيها ولعمامرة لم يقف على كشفه للدعوة عن النقاش في الملف الإنساني ولكنه قال: (من خلال وقف نار محتمل) إذن الجيش يعلم كل الهدف من المشاركة وما ترمي إليه الأمم المتحدة بعد فتح الممرات وهو نيتها في وقف إطلاق النار

ولكن يحتاج الجيش إلى جهود الأمم المتحدة للضغط على الدعم السريع، حتى يكف عن كبح جماح رغبته في اجتياح المزيد من المدن والمواقع العسكرية، فربما تثمر المباحثات بين الطرفين، حتى إن لم تجمعهما طاولة واحدة.

لا سيما أن الأمم المتحدة تقف وسيطا بينهما لتنقل لكل طرف وجهة نظر الآخر لطالما أن المباحثات في الأساس ليست مباشرة.

طيف أخير:

انقسام صوت الإعلام الكيزاني يعكس حالة الانقسام بين الإسلاميين والجيش ليصبح كل واحد يتحدث من موقع مصالحه لا مصلحة الوطن.

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الأمم المتحدة الدعم السریع وفد الجیش أنه لا

إقرأ أيضاً:

هجوم لقوات الدعم السريع بولاية سنار.. ومقتل 80

دبي- العربية.نت

فيما لا تزال المفاوضات والمساعي الدولية مستمرة من أجل التوصل إلى حل في السودان ينهي الحرب التي اندلعت قبل عام ونصف بين الجيش وقوات الدعم السريع، قتل ما لا يقل عن 80 شخصاً في قرية جنوب شرق البلاد.

فقد أفاد مصدر طبي وشهود عيان، الجمعة، بأن مستشفى قرية جالجيني بولاية سنار السودانية "استقبل اليوم 55 قتيلا وعشرات الجرحى، توفي 25 منهم لترتفع حصيلة القتلى إلى 80".

وقال أحد الناجين إن قوات الدعم السريع هاجمت القرية صباح أمس الخميس، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

منذ السبت الماضي
وكانت مصادر محلية أوضحت للعربية/الحدث بوقت سابق اليوم، أن قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو شنت منذ السبت الماضي هجمات على المنطقة المكتظة بالسكان بالأسلحة النارية ومدافع الهاون ما خلف عشرات القتلى بين السكان.

كما أشارت المصادر إلى أن جميع الخدمات في القرية المذكورة أصبحت خارج الخدمة، مؤكدة أن قوات الدعم السريع مازالت تنتشر في أرجاء المكان.

أتى هذا الهجوم بعد أن بدأت في جنيف يوم الأربعاء، مباحثات تهدف إلى وقف القتال في البلاد، رغم أن غياب الجيش أضعف كثيرا فرص التوصل لحل.

يذكر أن الدعم السريع كانت سيطرت أواخر حزيران/يونيو على مدينة سنجة عاصمة سنّار، بعد أن أدت المعارك في الولاية إلى نزوح نحو 726 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

وتربط سنّار بين وسط السودان وجنوبه الشرقي الخاضع لسيطرة الجيش، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الخرطوم وولاية الجزيرة (وسط) وإقليم دارفور (غرب)، إضافة إلى مساحات واسعة من كردفان (جنوب).

وكانت السعودية والولايات المتحدة حاولتا على مدى الأشهر المنصرمة جمع الفريقين في مفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، ومناقشة سبل الحل السياسي دون التوصل لنتيجة.

فيما لا تزال البلاد غارقة منذ نيسان/أبريل 2023 في حرب ضارية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع أدت إلى نزوح مئات الآلاف، فضلا عن انتشار الأمراض والمجاعة في بعض المناطق.  

مقالات مشابهة

  • أمريكا تتفاوض هاتفيا مع البرهان وتتحدث عن اختراقات إيجابية
  • واشنطن تناشد الجيش السوداني الانضمام إلى محادثات السلام في جنيف
  • أمريكا: على الجيش السوداني أن يقرر الحضور إلى مفاوضات جنيف
  • هجوم لقوات الدعم السريع بولاية سنار.. ومقتل 80
  • رسالة بني قمبور للشعب السوداني
  • معركة الإغاثة في السودان من المسؤول عن تجويع ضحايا الحرب ؟
  • هل تمهّد مشاورات جنيف للتدخل الإنساني الدولي في السودان؟
  • نهاية اليوم الأول من محادثات السلام بشأن السودان في سويسرا في غياب أصحاب الشأن
  • البرهان: حريصون على الحوار مع واشنطن لكن لدينا خطوط حمراء
  • حرب السودان متى نهايتها وجنيف بمن حضر!