لجريدة عمان:
2025-02-02@22:50:02 GMT

عندما ينكوي ترامب بنار عنفه السياسي!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

عندما ينكوي ترامب بنار عنفه السياسي!

Your browser does not support the audio element.

لم تكن صدمة الأمريكيين أمس متمثلة، فقط، في محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب لكنها صدمة أعمق من ذلك بكثير حينما ظهر بشكل جلي هذه المرة أن العنف السياسي يمكن أن يشكّل خطرا حقيقيا على الديمقراطية الأمريكية، وهذا الأمر يعيد مرة أخرى إلى ذاكرة الأمريكيين ما حدث من اقتحام لمبنى البرلمان الأمريكي في يناير من عام 2021 وبتحريض ودعوة مباشرة من ترامب نفسه بعد أن خسر الانتخابات الرئاسية.

إن ما حدث أمس من محاولة لحل الصراع الانتخابي بين ترامب وبايدن من خلال العنف وبصوت الرصاص هو امتداد، بشكل أو بآخر، لحدث البرلمان الذي بقي خطاب التأجيج على العنف السياسي يغذيه منذ خسارة ترامب قبل أربع سنوات وطوال حملته الانتخابية الحالية.

ورغم أن الحدث مخيف في سياقه وفكرته ويفتح بابا للعنف السياسي في أمريكا قبل ثلاثة أشهر فقط من موعد الاستحقاق الانتخابي في نوفمبر القادم فإن كلا المرشحين سوف يوظفه توظيفا سياسيا يخدم حملته الانتخابية ويقلب الطاولة على خصمه.

سيعزز الحادث تأييد ترامب ويزيد التعاطف معه على المدى القصير، على أقل تقدير، وهذا الأمر يبدو طبيعيا وفي سياقه، حيث يزيد التعاطف مع أي مرشح انتخابي يمكن أن يتعرّض لاعتداء فما بالك بمحاولة اغتيال، وتعرف هذه الظاهرة علميا بـ«تأثير الضحية»، حيث يصبح الشخص المستهدف محط تعاطف ودعم جماهيري أكبر بسبب تعرّضه للخطر. وفي حالة ترامب، قد يزداد الدعم من قاعدته الأساسية، وقد يمتد أيضًا إلى ناخبين كانوا على الحياد، أو ناخبين يعيشون في صدمة بعد أداء بايدن في المناظرة الأولى.

ما يدعم ترامب في هذا الحادث ويقوي موقفه أنه كان كثير الحديث عن أن أمريكا خرجت عن المسار الصحيح، وما حدث له من محاول اغتيال إنما هو، حسب نظريته، مظهر من مظاهر ذلك الخروج عن المسار الصحيح.

وسوف تسلط محاولة الاغتيال الضوء على قضايا الأمن والسلامة العامة، ما يدفع الناخبين إلى التفكير بجدية أكبر في البرامج والسياسات المتعلقة بالأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب والعنف السياسي. والمرشح الذي يضع هذا الأمر ضمن أولويات برنامجه الانتخابي سيجد نفسه في موقف قوي لجذب أصوات الناخبين الذين يشعرون بالقلق من تكرار مثل هذه الأحداث.

ومن الممكن أن يرى مؤيدو ترامب في محاولة اغتيال مرشحهم دليلًا على صحة مخاوفهم من وجود مؤامرات ضده، مما يعزز من التزامهم بدعمه.

لكن هذه المكاسب ليست مطلقة أو أنها بوجه واحد فقط، فكلها قابلة بقراءة مختلفة أن تكون ضد ترامب وتكرس الكثير من التهم الموجه ضده.

أول توظيف يمكن أن يوظف فيه معارضو ترامب محاولة اغتياله هو أن الحادث برمته ما هو إلا مظهر من مظاهر استخدام الخطاب السياسي المتطرف والمحرض على العنف الذي برع فيه ترامب طويلا. وهذا الأمر لا يعود إلى حملة ترامب الحالية فقط، إنما هي امتداد لحملته الانتخابية في عام 2020 والتي كانت برمتها تأجيج للعنف السياسي والدعوة المباشرة له. لا تنسى حملة بايدن ما حدث في مبنى الكابيتول في يناير2021 ولا تنسى خطاب ترامب المتكرر الذي كان على الدوام يهدد بـ«حمام دم» إذا لم يتم انتخابه.

إن أهم ورقة رابحة في يد حملة بايدن تتمثل في التركيز، بعد إعلان التعاطف معه وإدانة ما تعرّض له من محاولة اغتيال، على أن ترامب هو من صنع هذا العنف السياسي ودعا له وأجّجه قبل أربع سنوات، وهو من عرَّض الديمقراطية الأمريكية لأكبر خطر في تاريخها إلى درجة وصل فيها الأمر أن يكون هو أحد الذين ينكوون بالنار التي حرّضوا على إشعالها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محاولة اغتیال العنف السیاسی ما حدث

إقرأ أيضاً:

ترامب: أي محاولة لاستبدال الدولار الأميركي ستواجه برسوم جمركية هائلة

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى دول العالم بشكل عام ودول منظمة "بريكس" بشكل خاص، رسالة تفيد بأن أي محاولة لاستبدال الدولار الأميركي، ستواجه برسوم جمركية هائلة من شأنها أن تقصيهم عن الأسواق الأميركية.

ترمب أشار في منشور على منصة "تروث" التي يملكها إلى أنه سيطالب دول مجموعة "بريكس" بعدم إنشاء عملة جديدة موحدة، أو دعم أي عملة أخرى لتحل مكان الدولار، "وإلا فإنها تخاطر بمواجهة رسوم بنسبة 100%".

ترامب وسع مروحة التهديد لتطال أي دولة تحاول القيام بذلك، قائلاً: "لا توجد فرصة لمجموعة بريكس أن تحل مكان الدولار الأميركي في التجارة الدولية، أو في أي مكان آخر، وأي دولة تحاول ذلك، عليها أن تقول مرحباً بالرسوم الجمركية، ووداعاً لأميركا!".

من شأن فرض ترامب لرسوم بنسبة 100% على واردات أي دولة، أن تضاعف كلفة منتجاتها في الأسواق الأميركية، ما يهبط بقدرتها التنافسية مقارنة بالمنتجات المحلية أو حتى بتلك المستوردة من دول أخرى غير خاضعة لرسوم جمركية.  

هذه ليست المرة الأولى التي يوجه ترمب سهام تهديداته إلى دول "بريكس". ففي ديسمبر الماضي، كرر الرئيس الأميركي التصريحات ذاتها، ليسارع بعض أعضاء المجموعة، التي كانت تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا قبل توسعها، إلى تطمين ترمب.

مقالات مشابهة

  • القبض على رجل بعد حرقه نسخة من القرآن الكريم في مانشستر
  • لازم تقيف ..طالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم
  • رغم الرفض..روبيو في بنما في محاولة لاستعادة القناة
  • ترامب يوقع الأمر الخاص بالرسوم الجمركية على الصين وكندا والمكسيك
  • الرسالة وصلت.. محلل سياسي عن اتصال ترامب: أمريكا تعلم ثقل مصر السياسي
  • الاحتلال يعترف بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ بحماس
  • أوديغارد: المنافسة الشرسة بين آرسنال والسيتي طبيعية
  • ترامب: أي محاولة لاستبدال الدولار الأميركي ستواجه برسوم جمركية هائلة
  • سنجدكم وسنرحلكم.. ترامب يتعهد بترحيل الطلبة المتعاطفين مع حماس
  • حدث ليلا.. اغتيال قائد «كتائب القسام» وتقارير تشير إلى تعمد حدوث كارثة «الخطوط الجوية الأمريكية» وترامب يواصل إثارة الجدل