برامج الانتخابات فى الديمقراطيات الأوروبية سببها أسطورة «راتنج فنجر»مجانية التعليم تحقق حلم «سندريلا» دون تعويذة الساحرة الطيبةالذئب الذى افترس «ذات الرداء الأحمر» ظهر فى غزة حاملًا نجمة داودسفينة الأشباح لا تجد ميناء بسبب تعنت القبطان فى حكاية «الهولندى الطائر»سياسيون تطول أنوفهم على طريقة خرافة «بينوكيو»

 

لن نفهم ما يحدث لنا وما يجرى حولنا إلا بالسياسة.

كل شيء فى حياتنا سياسة.

من نظام الحكم إلى رغيف الخبز ومن موضة الثياب إلى طراز العمارة ومن أسلوب التعبير إلى كلمات الحب.

هل يمكن أن يلتقى رجل وامرأة اليوم إلا وكان صندوق النقد الدولى ثالثهما؟

وذات يوم تساءل الجنرال «شارل ديجول» غاضبا: من المجنون الذى يحكم شعبا يأكل كل هذه الأنواع من الجبن؟

وفى مواجهة المد العثمانى اخترع الفرنسيون «الكرواسون» على شكل هلال رمز الإسلام ثم أكلوه.

وفرض اليهود خبز «بيجل» الجاف على العالم ليتذكر أنهم عندما خرجوا من مصر لم يكن لديهم الوقت لتخميره.

أكثر من ذلك سنجد السياسة متنكرة فى حكايات الصغار.

إن هذه الحكايات على بساطة أسلوبها وبراءة أبطالها وجاذبية سردها فيها من النبوءات والتفسيرات ربما ما لا نجده فى كتب السياسة الثقيلة.

 راتنج فنجر

وربما لو ذكرنا الكبار بها فإنهم قد يتخذون قرارات صائبة يعالجون بها أخطاء شائعة قاتلة.

 

فى قصة «ذات القبعة الحمراء» التى أبدعها كاتب فرنسى مجهول هو «شارل بيرو» يلتهم الذئب الجدة العجوز ويرتدى ثيابها ويختبئ تحت فراشها ويضع على عينيه نظارتها ليخدع الطفلة البريئة «ليلي» قبل أن يفترسها على العشاء.

 

لكن قبل الوليمة الشهية جرى بين الفتاة والوحش حوار مثير سجله «نزار قباني» فى إحدى مقالاته بأسلوبه الساحر:

 

ــ لم عيناك كبيرتان يا جدتى؟

 

ــ حتى أراك أجمل يا حبيبتى.

 

ــ ولم أذناك طويلتان؟

 

ــ حتى أسمع نغمات صوتك العذب يا نور عينى.

 

ــ ولم اتسع فمك فجأة؟

 

ــ حتى أقبلك بحنان يا ضناى.

 

ــ ولم أسناك حادة؟

 

ــ حتى أمضغ لحمك بسرعة يا روح جدتك.

 

لفت «نزار قباني» نظرى إلى أن هذه القصة قصة سياسية موحية.

ذات القبعة الحمراء

 

سندريلا

 

الطفلة البريئة صار اسمها مصر والغابة فى الحكاية صار اسمها سيناء التى التهمها الذئب الإسرائيلى بهزيمة «جمال عبد الناصر» فى حرب يونيو.

 

وما إن انتزعت سيناء من بين أنيابه وأظافره بالقوة العسكرية والمفاوضات الدبلوماسية والمحكمة الدولية حتى استدار باحثا عن فريسة أخرى فى القدس وغزة والضفة الغربية والجولان حيث لا يزال يلتهم أطفال الفلسطينيين ويشرب من دمهم فى صحة الديمقراطية الغربية والسكينة العربية.

 

ولوحظ أنه يعلق فى رقبته نجمة داود زرقاء صنعتها الولايات المتحدة بيديها حتى يتقى شر الحسد.

 

ويبدو أننا لم نتعلم الدرس ولم نستوعب ما فيه من حكمة وحنكة فالحياة مع الذئب ليست حياة طبيعية والإقامة معه ليست إقامة مريحة والمفاوضات السلمية والحضارية معه لن تحوله إلى ذئب مثقف متدين يخشى الله ويحترم الجيرة ويعيد الحقوق إلى أصحابها.

 

السبب معروف ومفهوم لا يحتاج إلى «الموسوعة البريطانية».

 

إن طبيعة الذئب النفسية والعصبية والعقلية والسياسية محكومة بطول أنيابه وحدة أظافره وجيناته العدوانية التى تكونت منذ ٧٥ سنة واستساغت لحم الفلسطينيين دون سلق أو شوى أو مايونيز.

 

لقد حان الوقت ليكف العرب عن الرقص مع الذئاب وأن لا نتعامل معها معاملة «الجنتلمان» فهو فى النهاية من فصيلة الكواسر ولو ارتدى «بابيونا» ودخن سيجارا ونطق شعرا حفظه عن «شكسبير» فنحن فى عينيه وأذنيه وأسنانه لسنا سوى «ليلي».

 

ولو كانت «ليلي» ضحية فإن «سندريلا» ساذجة.

 

هربت تلك الفتاة اليتيمة من قسوة زوجة الأب وابنتيها إلى صحبة الطيور والشجر والحيوانات الأليفة وهربت من النوم على بلاط بارد لا تحميها منه ثيابها البالية إلى حلم خرافى تأتيه فيها ساحرة طيبة تتعاطف معه وتحولها من هيئة خادمة إلى هيئة «برنسيسة» لتذهب إلى حفل الأمير الذى دعا إليه كل الفتيات ليختار عروسه وفى لحظات وقع فى هواها وأحبها قبل أن يكمل رقصته معها ولكنها جرت منه هاربة والساعة تدق الثانية عشرة ليلا خشية أن ينتهى مفعول السحر وتنكشف حقيقتها وفى جريها فقدت حذاءها الزجاجى.

 

لم يطق الأمير اختفاءها وكلف رجاله بالطواف على فتيات الإمارة ليجربن الحذاء لعلهم يعثرون على من يدخل الحذاء فى قدمها ليتزوجها.

 

الحذاء هنا هو المرشد الوحيد إلى سندريلا والدليل الوحيد عليها وهى نقطة ضعف فى الحكاية فالمؤكد أن سندريلا لا تنفرد وحدها بمقياس القدم الذى يصلح للحذاء وهناك بالقطع عشرات الفتيات اللاتى يناسبهن الحذاء.

 

ولو كان الأمير قد وعد صاحبة الحذاء بالزواج فإنه ربما تورط فى الاقتران بفتاة قبيحة لها نفس مقاس القدم ووصول إليها رجاله قبل أن يصلوا إلى سندريلا.

 

لكن الأخطر فى الحكاية أن الفتاة المعدمة ليس أمامها سبيل لتغيير واقعها الاجتماعى (والطبقي) والانتقال من قبر تعيش فيه إلى قصر تحلم به إلا بمعجزة سحرية خرافية يصعب تحقيقها إلا فى الخيال.

 

إن الإنسان البسيط لا يصعد درجات السلم الاجتماعى إلا بالتفوق فى التعليم ليصبح بمعرفته وموهبته وشخصيته مميزا ومؤثرا.

الهولندي الطائر

 

من هنا كان التعليم المجانى ضرورة لمنح الفقراء فرصتهم الوحيدة (الشريفة) لتغيير واقعهم المر ولكن فى زمن أصبح فيه التعليم سلعة والحصول على شهادة عليا يحتاج إلى ثروة لم يعد أمام غالبية البسطاء سوى البحث عن وسائل غير مشروعة لتحقيق طموحاتهم.

 

ليس أمامهم سوى احتراف السرقة أو تهريب البضائع أو تجارة المخدرات أو اللجوء إلى خرافة السحر الأسود أو الزئبق الأحمر على طريقة سندريلا.

 

إن الذين يطالبون بإلغاء مجانية التعليم والعلاج يحكمون على ملايين الفقراء بالبقاء فى أماكنهم دون حراك وهو حكم جائر يحرم المجتمع من مواهب تموت قبل أن تتفتح ثم ألا نستخرج حبات الماس وعروق الذهب فى الطين أحيانا؟

 

المثير للدهشة أن الذين يدعون إلى إلغاء مجانية التعليم لم يكن ليتعلموا ويصلوا إلى مناصبهم العليا بدونها.

 

ومن حكايات الأطفال التى أرست قواعد العلاقة بين السلطة والمواطن فى أوروبا حكاية «زمار هاملين» أو «راتنج فينجرز» الألمانية.

 

ألهمت الحكاية الشعبية أدباء مثل «يوهان جوته» و«ياكوب جريم» و«لودفيج أخيم» لكتابة أعمال إبداعية ضربت السياسيين على أيديهم حتى يحترموا كلمتهم ولا يتنكروا لعهدهم.

 

تبدأ الأسطورة فى مدينة حقيقية قائمة حتى اليوم تكاثرت فيها الفئران وهلك معها الغذاء وانتشر بسببها المرض وعجز العمدة عن القضاء عليها.

 

ذات يوم وصل إلى «هاملين» رجل يرتدى ثيابا مزركشة متعددة الألوان عرض تخليص البلدة من الفئران مقابل مبلغ من المال وعندما وافق العمدة سحب الرجل مزماره ومشى فى الشوارع يعزف عليه نغمات مسحورة فخرجت الفئران من البيوت والحقول والجحور وتبعته إلى نهر «الويزر» حيث غرقت.

 

طالب الرجل بالمال الذى وعده العمدة به لكنه رفض.

 

لم يعترض الزمار وخرج إلى شوارع القرية يعزف نغمات سحرية أخرى فإذا بجميع الأطفال يخرجون من منازلهم ويتبعونه إلى كهف فى تل قريب يسمى «كوين» وانطبقت عليهم المغارة ولم يرهم أحد بعد ذلك أبدا.

 

تتوقف الأسطورة هنا لتبدأ دروس الأعمال الأدبية التى استوحيت منها.

 

حاكم الشعب العمدة وطالب بإعدامه وجردوه من منصبه وثروته وبيته وأسرته وتركوه يموت وحيدا عاريا فى العراء.

 

وهناك من يصدق أن القسم الذى يؤديه المسئول قبل تسلمه المنصب بدأ بعد أسطورة «هاملين» التى يعتقد البعض أن بها ظل من الحقيقة وأنها حدثت فى عام ١٢٨٤ وكان ضحيتها ١٣٠ طفلا.

 

أكثر من ذلك بدأ المرشحون فى الانتخابات العامة يقدمون برامجهم التى يتعهدون بتنفيذها إذا ما فازوا ولا يعاد انتخابهم إذا ما عجزوا عن الوفاء بها.

 

إن القواعد السياسية والتشريعية المستقرة بدأت بحكايات شعبية وهمية أو حقيقية ولكنها جزء من الضمائر والجينات العامة.

 

بينوكيو

 

 

كأن تلك الحكايات طعنات جميلة ينبت على ضفافها القمح والعنب والقانون.

 

ليست مخدرا ينام عليه أطفالنا ولكنها مدرسة سهلة نعلمهم فيها السياسة.

 

والحكايات كلها بنات أصل لا فضل لحكاية عن حكاية إلا بقدرتنا على استيعاب مغزاها وكأنها ثوب لا يأخذ شكله النهائى إلا بنا.

 

ويخاف الصغار من الكذب حتى لا تطول أنوفهم كما فى أسطورة «بينوكيو».

 

صنعه نجار فقير اسمه «جييتو» ليؤنسه فى وحدته ولكنه فوجئ به يتحرك ويتكلم ويرقص ولكن كانت مشكلته أن أنفه يطول إذا ما كذب.

 

فيما بعد شاهدت حوارًا تليفزيونيا مع المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» اعترفت فيه أنها منذ سمعت حكاية «بينوكيو» وكان عمرها خمس سنوات وهى تتحسس أنفها كلما تكلمت حتى تطمئن أنها لا تكذب.

 

وسمعت من «نجيب محفوظ» أنه يلاحظ كثرة السياسيين والحزبيين فى مصر وهم يمسحون على أنوفهم وهم يتكلمون وكأن العقل الباطن يذكرهم بحكاية «بينوكيو»؟

 

لكن من بين الأساطير التى اتفقنا على تفسيرها ــ نزار قبانى وأنا ــ أسطورة «الهولندى الطائر».

 

تحكى الأسطورة عن سفينة ملعونة حكم عليها أن تبحر فى المياه إلى الأبد ولا ترسو على بر وتظهر فى الليالى الهوجاء بطاقمها الخرافى القادم من العالم الآخر.

 

تعود الأسطورة إلى أواخر القرن الثامن عشر عندما تعددت تقارير البحارة عن رؤية سفينة أشباح تنذر رؤيتها بحدوث كارثة.

 

لكن لا دليل واحدًا على وجودها.

 

أما ما تناقلته الأجيال فبدأ بعودة القبطان الهولندى «هندريك فان دير يككن» إلى أمستردام من جزر الهند الشرقية ولكن عندما وصلت السفينة إلى رأس الرجاء الصالح هبت عاصفة مدمرة أطاحت بأشرعتها السفينة وحينها توسل البحارة إليه بتغيير المسار لكنه رفض الإصغاء إليهم وغرقت السفينة فى قاع المياه عند جنوب إفريقيا وعقابا على عناده حكمت الآلهة عليه وعلى سفينته بالإبحار فى المحيطات إلى الأبد مع طاقمه الشبحى من القتلى.

 

والقصد أن القبطان ــ ولو كان هو صاحب القرار ــ فإن وقت الخطر عليه أن يستشير شركاء الرحلة ولا يعاند كما يحدث فى كثير من دول العالم.

 

تحولت الأسطورة إلى فيلم لعبت بطولته «افا جردنر» و«جيمس ماسون» وفسره «نزار قباني» بطريقته الشعرية:

 

«إن البطل رجل حكمت عليه الأقدار أن يبقى مبحرًا ملايين السنين دون أن يكون له الحق أن يشيخ أو يتعب أو يموت أو يستقر فى مرفأ من المرافئ.

 

«وكان شرط الآلهة الوحيد على «الهولندى الطائر» للخلاص من هذه اللعنة التى تلاحقه أن يجد امرأة تحبه وترضى أن تصعد معه إلى ظهر السفينة الملعونة وتشاركه طوافه اللا مجدى فى جميع المحيطات وتقبل بإرادتها أن تبحر معه وترسو معه وتموت معه.

 

ويعتقد «نزار قباني» أن قصة الهولندى الطائر هى باختصار قصة كل من يؤمن بالحرية.

 

«لا مرفأ من المرافئ يقبل دخوله ولا أسماك القرش ترضى أن تصالحه ولا العاصفة ترضى أن تكون لطيفة معه ولا القراصنة يقبلون مناقشته ولا امرأة يقابلها لديها الاستعداد لتحبه إلى درجة أن تقبل معه أن تصعد إلى سفينة الأشباح التى يركبها وتبحر معه إلى آخر العمر وتموت معه».

إنه قدر الكتاب والشعراء.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإعلامي عادل حمودة السياسة

إقرأ أيضاً:

حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان

أفلام الرعب فى سينما 2024 لا تحتوى على مشاهد دموية أو صادمة، مليئة بالدماء، ويتواجد فيها الشيطان كبطل رئيسى. لكن أيضا هدفها الرعب النفسى وخلق حالة من عدم الراحة من خلال الكشف عن نقاط الضعف والأجزاء المظلمة من النفس البشرية. تقييد رؤية الشخصيات والجمهور للخطر المحتمل من خلال الإضاءة الاستراتيجية والعوائق. يميل الرعب النفسى إلى إخفاء الوحوش وإشراك المواقف التى تعتمد بشكل أكبر على الواقعية الفنية.

الذكر الوحشى

إنه عالم غريب قدمته السينما فى فيلم Sasquatch Sunset (غروب الشمس على ساسكواتش) ففى البرية فى شمال كاليفورنيا يعيش أربعة من مخلوقات الساسكواتش البدوية - الذكر الوحشى، ورفيقته، وابنها، وذكر بالغ آخر. يقضون أيامهم فى الاستكشاف والبحث عن الطعام وأداء الطقوس حيث يقرعون على الأغصان على أمل الحصول على استجابة من مخلوقات الساسكواتش الأخرى. من إخراج ديفيد زيلنر وناثان زيلنر، وتأليف ديفيد زيلنر، وبطولة رايلى كيو وجيسى أيزنبرج وكريستوف زاجاك دينيك وناثان زيلنر. يتتبع الفيلم عائلة من ساسكواتش على مدار عام واحد. هناك العديد من المشاهد المصممة لصدمة الجمهور.

 

أكثر الأفلام استفزازًا

فى فيلم «المادة» قدمت ديمى مور أفضل أداء لها فى مسيرتها المهنية فى فيلم الرعب الجسدى The Substance بدور نجمة سينمائية متدهورة، إليزابيث، التى بدأت فى استخدام مادة غامضة تسمح لها بمشاركة وجودها مع بديلة أصغر سنًا، سو. لسوء الحظ، قررت الأخيرة أنها تريد أن تكون الجسم الأساسى، مما أدى إلى كسرها لقواعد المادة وتحولها إلى مزيج غريب وشنيع حقًا من الشخصيتين، والمعروفة باسم Monstro Elisasue.

فيلم The Substance شىء نادر بالنسبة لعاشق الرعب، نظرة مثيرة للتفكير إلى تجارب الحياة ووجهات النظر المتباينة. أنه أحد أكثر الأفلام استفزازًا فى عام 2024. الفيلم مرعب ومزعج للغاية. كما أن هناك قدرًا من المأساة هنا أيضًا، حيث تم دفع بطلة الفيلم إلى هذا المسار المحكوم عليه بالفشل بسبب الطريقة التى يتم بها تجاهل النساء فى مجال الترفيه فى كثير من الأحيان. تمثل إليزا سو الضغوط المجتمعية التى تواجهها النساء، مع فحص أجسادهن وتفتيتها والحكم عليها وفقًا لمعايير «مثالية» مستحيلة. يأخذ صناع الفيلم هذا المفهوم ويضخمونه - حرفيًا. يرفض التشريح الفوضوى للمخلوق بصريًا هذه المعايير التى لا يمكن تحقيقها، ويحولها إلى شىء خام وفوضوى وإنسانى للغاية أيضا.

 

الدماء تسيل على مدار الفيلم

Terrifier 3، أحد أفضل وأشد الأعداء رعبًا الذين ظهروا فى أفلام الرعب فى السنوات الأخيرة. فيلم ملىء بالقتل المروع، تدور أحداث فيلم Terrifier 3، الذى كتبه وأخرجه المبدع داميان ليون، بعد خمس سنوات من أحداث فيلم Terrifier 2. تحاول سيينا (لورين لافيرا) وشقيقها الأصغر جوناثان (إليوت فولام) تجاوز موجة القتل الشرسة التى ارتكبها آرت المهرج (ديفيد هوارد ثورنتون) خلال موسم العطلات. ومع إيقاظ شر عظيم لآرت مرة أخرى لمهرجان مذبحة آخر، يتعين على سيينا أن تضع أخيرًا حدًا للرعب الذى يطاردها. الدماء التى تسيل على مدار الفيلم لا تشبه أى شىء آخر نراه فى أفلام الرعب.

فيلم Terrifier 3 يرتقى بالأمور إلى مستويات جديدة. فكل عملية قتل تبدو أكثر وحشية وإثارة للاشمئزاز من الأفلام السابقة. فهناك وفيات على أيدى المناشير الكهربائية والفؤوس والبنادق وحتى الحيوانات. إن ميزانية الفيلم البالغة 2 مليون دولار، والتى تزيد كثيراً عن ميزانية فيلم Terrifier 2 البالغة 250 ألف دولار، تساعد فى إضافة المزيد من الإبهار إلى الفيلم. إن المؤثرات البصرية العملية التى يستخدمها ليون وفريقه تتحسن كلما زادت الميزانية المخصصة لها. ويصبح من المستحيل أن نتجاهل الرعب الذى يتكشف على الشاشة. إن كل من شارك فى مؤثرات الفيلم من أكثر الأفراد موهبة فى مجال الرعب فى الوقت الحالي.

بالنسبة لثورنتون فى دور آرت، فهو يجسد الشخصية بطرق لم يحققها أى ممثل رعب منذ مسيرة روبرت إنجلوند فى دور فريدى كروجر. فهو يلعب نسخة أكثر شراسة من آرت فى هذا الفيلم مما يجعله أكثر رعبًا من الإصدارات السابقة.

مذبحة أورورا

فيلم In a Violent Nature يأخذنا إلى أبعاد جديدة ومتطرفة، وهناك عدد من الوفيات المروعة بشكل لافت للنظر. ومع ذلك، فإن مذبحة أورورا هى الأشد إثارة، حيث يستخدم القاتل جونى خطافات لسحب رأس المرأة المسكينة عبر بطنها المدمر، مما يتركها كومة مشوهة ومتشابكة من الأطراف والأحشاء والدم.

فى طبيعة عنيفة. فيلم رعب كندى صدر عام 2024 كتبه وأخرجه كريس ناش، وبطولة راى باريت وأندريا بافلوفيتش ولورين مارى تايلور. تميل أغنية In a Violent Nature إلى الرعب الموجود فى كل شىء، مع تصميم صوتى مروع يزيد من الشعور بالوحشية الجامحة.

فيلم رعب عالى المستوى لدرجة أنه فى بعض الأحيان يبدو أنه لا يحتوى على أى مفهوم على الإطلاق، على الأقل حتى الجزء الذى يمزق فيه القاتل المراهق الذى لا يمكن إيقافه أحشاء ضحية أنثى ثم يلوى رأسها بالكامل من خلال الحفرة العملاقة التى حفرها فى بطنها. إن أول جريمة قتل تحدد النغمة، حتى وإن كان من الواضح أن ناش كان يستعد للقتل للتو. إنه مجرد مشهد بسيط يتم فيه قطع الرأس إلى نصفين، ويتم تقديمه مع افتقار واضح للتوتر المصطنع الذى قد يجلبه معظم القتلة إلى مثل هذا المشهد. لا توجد موسيقى، ولا مشاهد مخيفة، ولا انتظار للحتمية؛ ينفصل طفل عن المجموعة من أجل التبول، وينتهز جونى الفرصة لإنهاء حياته. تثبت كل عملية قتل لاحقة أنها أكثر تفصيلاً من سابقتها، لكنها جميعًا يتم تقديمها بنفس اللامبالاة السينمائية.

 

سمايل الكيان الشرير

يحمل فيلم Smile 2، مثل سابقه، الحيل ويطلب من المشاهد وبطلته المضطربة والمحكوم عليها بالفشل، سكاى رايلى، ينتهى بها الأمر إلى أن تصبح مسكونة بكيان Smile، وفى النهاية المروعة للفيلم، ترى شكله الحقيقى وتنتهى بها الحال إلى طعن نفسها فى عينها بميكروفونها الخاص. نعومى سكوت قامت بدور سكاى رايلى، فنانة تسجيل موسيقى البوب ​​الشهيرة. روزمارى ديويت بدور إليزابيث رايلى، والدة سكاى ومديرتها. لوكاس جيج فى دور لويس، تاجر المخدرات وزميل سكاى السابق فى الدراسة. مايلز جوتيريز رايلى فى دور جوشوا وإليزابيث ومساعد سكاى.

سمايل الكيان الشرير الذى يسكن ضحاياه، مما أدى إلى إطلاق دورة من التعذيب العقلى والجسدى لمدة أسبوع تنتهى بالانتحار. كل من يشهد موت المضيف المروع يصبح الضحية التالية لسمايل. فى الفيلم الأول، تتبع روز النمط إلى العديد من الضحايا السابقين وتحاول إيقافه بعد اكتشاف أن قاتلًا مدانًا رفع اللعنة بقتل شخص ما. فى سمايل 2، يخبر ممرض الطوارئ موريس (بيتر جاكوبسون) سكاى أنه يعتقد أنه يمكن هزيمة الكيان إذا توقف قلب الشخص المصاب لفترة قصيرة قبل الإنعاش.

فى نهاية الفيلم، وبعد استنفاد كل الخيارات الأخرى، توافق سكاى أخيرًا على مقابلة موريس، الذى يأخذها إلى مطعم بيتزا هت مهجور، ويخطط لإيقاف قلبها ثم إعادتها إلى الحياة. وبينما تنتظر موريس لبدء الإجراء، يظهر الكيان ويكشف أن كل شىء ليس كما يبدو. تنطفئ الأضواء، وعندما تعود، تدرك سكاى أنها ليست فى مطعم بيتزا هت على الإطلاق، فهى على خشبة المسرح فى ماديسون سكوير جاردن أمام آلاف المعجبين الصارخين. وهنا يكشف الكيان عن شكله النهائى، ويتخلص من قوقعته البشرية ليكشف عن وحش ضخم متعدد الوجوه ومبتسم. سكاى، الشخص الوحيد فى الساحة الذى يمكنه رؤية المخلوق، تنزل على ركبتيها فى رعب وجودى قبل أن تمسك بميكروفونها المرصع بالجواهر وتضرب دماغها - مما أثار رعب معجبيها المذهولين. من الصعب أن نقول أى جزء من هذا التسلسل بأكمله أكثر رعبًا، سواء كان ظهور الكيان نفسه - بصفوف أسنانه - أو موت رايلى بالميكروفون. على أى حال، يُظهِر فيلم Smile 2 مدى وجود قدر كبير من المشاهد المرعبة فى هذا العمل.

 

نسخة طفل شيطانية

مثل سابقه، يحتوى فيلم Beetlejuice من إنتاج تيم بيرتون، أيضًا على بعض اللحظات التى تتجه مباشرة إلى عالم الرعب. مثل اللحظة التى يظهر فيها نسخة طفل شيطانية من بيتلجوس. فبعد ستة وثلاثين عامًا من أحداث الفيلم الأول، تعود عائلة ديتز إلى منزلها فى وينتر ريفر ويفعل بيتلجوس نفس الشىء!

لا تزال حياة ليديا مسكونة ببيتلجوس، وقد انقلبت رأسًا على عقب عندما اكتشفت ابنتها المراهقة المتمردة استريد نموذجًا غامضًا للمدينة فى العلية وانفتحت بوابة الحياة الآخرة عن طريق الخطأ. ومع تفاقم المشاكل فى كلا العالمين، لم يعد الأمر سوى مسألة وقت حتى ينطق شخص ما باسم بيتلجوس ثلاث مرات ويعود الشيطان المشاغب ليطلق العنان لنوعه الخاص من الفوضى. يعود كيتون إلى دوره المميز إلى جانب المرشحة لجائزة الأوسكار وينونا رايدر فى دور ليديا ديتز والفائزة مرتين بجائزة إيمى كاثرين أوهارا.

 

والدة المسيح الدجال

كما يوحى عنوانه، فإن The First Omen يركز على الراهبة المبتدئة مارجريت، التى يتحول وقتها فى دار أيتام إيطالية إلى أمر شرير عندما تكتشف أنها من المفترض أن تكون والدة المسيح الدجال.

فى بداية الفيلم، تشاهد مارجريت الراهبات وهن يساعدن امرأة حاملا تصرخ وهى تلد يدًا شيطانية تحاول الخروج من جسدها. وعند رؤية هذا، تفقد مارجريت وعيها.

يعتمد أساس فيلم ستيفنسون، الذى كتبته بالاشتراك مع المنتجين تيم سميث وكيث توماس، على حبكة فرعية كلاسيكية من فيلم ريتشارد دونر لعام 1976 المرعب - ليس فقط أن داميان الصغير هو المسيح الدجال، بل إنه كان نتاجًا لتكاثر مخطط بين الشيطان وابن آوى أنثى - ويجعله أكثر تصديقًا. فى «The First Omen»، والدة داميان ليست فى الواقع ابن آوى، بل راهبة شابة مارجريت (نيل تايجر فرى) التى تعد جزءًا من سلسلة طويلة من التجارب - التى أجراها بعض من أكثر رجال الكنيسة الكاثوليكية جنونًا - والتى تم تنفيذها بقصد صريح لإحضار المسيح الدجال.

 

مقالات مشابهة

  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • "فخ العسل والموت".. حكايات نسائية فى بلاط صاحبة الجلالة
  • د.حماد عبدالله يكتب: "هندسة " النظام المالى الدولى !!
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تراجع " حركة التجارة الدولية !!
  • منير أديب يكتب: دولة تحت عباءة الفصائل.. سوريا بين الواقع الميليشياوى ومستقبل الدولة الوطنية