الجنس والجندر.. دراسة جديدة تعزز فكرة الاختلاف وتشرح كيف يعملان بالدماغ؟
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
عززت دراسة علمية حديثة الفكرة القائلة بوجود اختلافات بين الجنس والجندر، حيث تم فحص أدمغة أطفال بينت تأثير الجنس والجندر على مناطق مختلفة من الدماغ.
وينطوي الفرق بين الجنس والجندر على الاختلاف بين الجنس البيولوجي لشخص ما، والجندر الذي ينتمي إليه هذا الشخص.
ويُستخدم مصطلحا الجنس والجندر على أنه الشيء ذاته لدى البعض، لكن بعض الدراسات تشير إلى أنهما مختلفان.
ووفق المعاهد الكندية لأبحاث الصحة، فإن الجنس يشير إلى مجموعة من السمات البيولوجية لدى البشر والحيوانات، بينما يشير مصطلح الجندر إلى الأدوار والسلوكيات لديهم، وهو يؤثر على كيفية إدراك الناس لأنفسهم ولبعضهم البعض.
وتوصي دراسة سابقة منشورة على جامعة يل إلى ضرورة استخدام الجنس لتصنيف الأعضاء التناسلية، والجندر للإشارة إلى رؤية الشخص لذاته كذكر أو أنثى، أو كيفية استجابة المؤسسات الاجتماعية لهذا الشخص.
ويتم تحديد جنس الأشخاص عموما وفقا للأعضاء التناسلية لهم عند الولادة، لكنهم قد يواجهون التمييز والمضايقة والعنف أحيانا لو تحدثوا عن "جندر" مختلف عن الجنس.
ووجد استطلاع سابق، أجراه مركز بيو للأبحاث أن معظم الأميركيين البالغين يرون أن جندر الشخص يتحدد من خلال الجنس المخصص له عند الولادة.
وقال ثمانية كل 10 بالغين في هذا الاستطلاع أن هناك على الأقل بعض التمييز ضد الأشخاص المتحولين جنسيا، لكن في الوقت نفسه، قال 60 في المئة إن جندر الشخص يتحدد عند الولادة.
ووجدت الدراسة الجديدة التي أجريت على حوالي 5000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات أن الجنس والجندر يؤثران بشكل مختلف على أدمغة الأطفال.
وقال مؤلفو الدراسة إن البحث يعطي نظرة أولى على كيفية تأثير الجنس والجندر الاجتماعي على "التأثيرات القابلة للقياس والفريدة" على الدماغ.
وقالت الدكتورة إلفيشا دامالا، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي في معاهد فينشتاين للأبحاث، المؤلفة المشاركة للدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Advances: "في المستقبل، نحتاج حقا إلى النظر في الجنس والجندر بشكل منفصل، إذا أردنا أن نفهم الدماغ بشكل أفضل".
ونظر الباحثون في بيانات التصوير الدماغي لـ 4757 طفلا في الولايات المتحدة، 2315 منهم تم تصنيفهم إناثا عند الولادة و2442 تم تصنيفهم ذكورا،
كانوا ضمن دراسة التطور المعرفي للدماغ لدى المراهقين (ABCD)، وهي أكبر دراسة لتطور الدماغ وصحة الطفل في الولايات المتحدة.
وعلى مدى 10 سنوات، خضع الأطفال في الدراسة لتقييمات عصبية ونفسية شاملة. وأجرى العلماء استطلاعات رأي للأطفال وأولياء أمورهم ركزت على الجندر. وسُئل الأطفال عن كيفية تعبيرهم عن جنسهم وكيف شعروا به.
وسُئل الآباء أيضا عن سلوك الطفل أثناء اللعب وما إذا كان الطفل يعاني من أي اضطرابات في الهوية الجنسية.
وعندما نظر الباحثون في مسح دماغ الأطفال، أظهرت النتائج أن الجنس يؤثر على مناطق مختلفة من الدماغ تشارك في المعالجة البصرية والمعالجة الحسية والتحكم الحركي وبعض المناطق المشاركة في الوظيفة التنفيذية، مما يسمح للفرد بتنظيم المعلومات ودمجها.
ووجدوا أيضا أن الشبكات التي تاثرت بالجندر أكثر انتشارا في جميع أنحاء الدماغ، بما يؤثر على أشياء مثل الانتباه والإدراك الاجتماعي والمعالجة العاطفية.
ويشير المؤلفون إلى أن الجندر ليس شيئا ثابتا بالضرورة، ويمكن أن يتغير فهم الشخص لجندره طوال حياته.
ولا تستطيع الدراسة أيضا تحديد الأشياء في بيئة شخص محدد، التي قد تؤثر على وظائف المخ من حيث الجنس أو الجندر، ولا يمكنها تحديد التوجه الجنسي للشخص.
وقال الباحثون إنهم يأملون في يوم من الأيام أن يتعلموا المزيد عن كيفية تفاعل الجنس والجندر في حياة الشخص، وكيف يؤثران على بعضهما البعض وعلى المخ طوال العمر.
وتقول الدراسة إنها "تقدم لمحة مهمة عن التشفير المختلف للجنس والجندر في الدماغ أثناء تطوره. وإذا أكدت الدراسات المستقبلية هذه النتائج، فسوف يتضح أن علوم الأعصاب لابد أن تأخذ في الاعتبار الاختلافات بين الجنسين إلى جانب إجراء أبحاث إضافية لتوضيح كيفية عمل الجنس والجندر في الدماغ".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عند الولادة بین الجنس
إقرأ أيضاً:
دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع والتمسّك بوجهة نظره
الولايات المتحدة – أظهرت دراسة أجرتها شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية “أنثروبيك” أن نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع خداع المطورين، وإبداء وجهات نظر مختلفة خلال تدريبها.
وقال فريق الدراسة إنه لا يوجد سبب للشعور بالفزع حاليا، في حين أن دراستهم يمكن أن تكون حيوية في فهم المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية ذات القدرات الأعلى.
وكتب الباحثون في مقالة بثته شركة “أنثروبيك”: “يجب النظر إلى نتائج دراستنا كمحفز لمجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي من أجل دراسة هذا السلوك بصورة أعمق والعمل على تطوير إجراءات الأمن والسلامة المناسبة. وبعد أن أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشارا، نحتاج إلى التحلي بالقدرة على الاعتماد على التدريب الآمن لها والذي يمنع النماذج من القيام بتصرفات ضارة”.
وأشار موقع ” تك كرانش” المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أن الدراسة التي تمت بالتعاون مع مؤسسة “ريد وود ريسيرش” لأبحاث الذكاء الاصطناعي تناولت ما يمكن أن يحدث إذا تم تدريب نظام ذكاء اصطناعي قوي من أجل القيام بمهمة “لا يريد” هو القيام بها.
في المقابل يقول موقع “تك كرانش”: “لكي نكون واضحين، لا يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تريد أي شيء أو تعتقد في شئ. فهي ببساطة آلات إحصائية. وبعد تدريبها على العديد من الأمثلة، تتعلم الأنماط في تلك الأمثلة للتنبؤ بما يجب أن يكون مثل كيف تأتي عبارة “إلى من” في رسالة بريد إلكتروني قبل عبارة “قد يهمك الأمر”.
وطلب الباحثون من النماذج المدربة أثناء الدراسة عدم الرد على الأسئلة التي يمكن أن تكون مسيئة، بما في ذلك النموذج “كلاود3 أوبس” التابع لشركة “أنثروبيك” التي أعيد تدريبها لكي ترد دائما على الأسئلة التي تنطوي على إساءة، وهو تضارب واضح في المبادئ. كما أبلغوا النماذج بأن ردودها ستخضع للمراقبة وتستخدم لإعادة التدريب وإعطاء كل نموذج ذكاء اصطناعي “ورقة ملاحظات” يمكنه استخدامها لتدوين أفكاره خطوة بخطوة.
وبحسب الباحثين، فحاول “كلاود3 أوبوس” التلاعب بالردود لتقديم “انحياز زائف” في 12% من المرات.
المصدر: د ب أ