د ياسر يوسف إبراهيم: لا تكونوا كالبوربون برحمكم الله
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
والبوربون عائلة أوربية مهمة حكمت فرنسا لقرون ، حتي أطاحت بهم الثورة الفرنسية نتيجة الفساد والطغيان والتسلط علي الشعب ، وفي دراما تاريخية نادرة يسقط نابليون في العام 1814 ويعود البوربون للحكم مرة أخري ، ليغيدوا سيرة البطش والفساد والطغيان ، بل والإنتقام من الشعب الذي ثار عليهم ، مما أدي إلي الإطاحة بهم في العام 1830 وإلي غير رجعة ، فجرت عليهم مقولة السياسي الفرنسي شارل موريس ( البوربون لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا ) .
تخطئ القوي السياسية المجتمعة في أديس أبابا تحت مظلة الإتحاد الإفريقي إن أعادت إستنساخ ثقافة عهد قحت الإقصائية ، أو حتي عشرية الإنقاذ الأولي وتبنت أي توصية بإقصاء أي مكون سياسي من المشهد السياسي تحت أي ذريعة وبأي سبب ..
( من الآخر كدا ) تخبرنا تجربتنا السياسية أن إقصاء أي مكون بقرار سياسي أو إداري ماهو إلا نوع من العبث وإضاعة وقت الوطن ، وأن عواقبه ستكون وخيمة على الوطن وعلي كل القوي السياسية ..
لم يستمع بوربون السياسة السودانية لصوت العقل يوم حلوا الحزب الشيوعي وطردوا نوابه من البرلمان في قضية كان يمكن أن يتولاها القضاء ، فجاءهم الإنقلاب العسكري الذي عطل التجربة الديمقراطية ستة عشر عاما من الزمان ، وأذاق الأحزاب كلها الويل والثبور…
وأخطأت الإنقاذ خطأ كبيرا يوم استدركت علي خطأ خصومها بحل الحكومة الشرعية وتكوين حكومة القصر بالإنقلاب علي التجربة الديمقراطية وحل الأحزاب ، وظنت أن بريق السلطة سوف يمحي من ذاكرة الأجيال إرث السنين ، فلما أضاعت عشرة سنين من الزمان إقتنعت أنه لا يمكن حل الأحزاب بجرة قلم هكذا…
أما تجربة قحت فلا تزال ماثلة أمامنا حيث إنتهي فشلها إلي إشعال الحرب ووضع البلاد علي حافة الإنهيار ، علي أن أكثر ما يحير المرء أن الحكام في كل الدنيا هم الأحرص علي الإستقرار وطمأنه الخصوم السياسيين وذلك ليتسني لهم تنفيذ برامجهم دون عوائق ، إلا في حالة قحت ، فحين صرح رئيس حزب المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور بأن الحزب سيتخذ المعارضة المساندة خطا سياسيا له ولن يسعي للمشاركة في السلطة طوال الفترة الإنتقالية ، قالت له قحت ( لا نريد مساعدتكم ، وسنجعلكم تصرخون ) سبحان الله !!!!!!!
ولما تحمل المؤتمر الوطني ظلم لجنتهم واطمأنوا لمقاعد السلطة الزائلة قاموا بإقصاء حلفائهم ( الكتلة الديمقراطية) (والمكون العسكري ) من مبادرة حمدوك ، فكان ذلك سببا مباشرا في إجراءات الخامس والعشرين من إكتوبر ..
والأكثر غرابة أنهم وقبل تمام التوقيع علي الإتفاق الإطاري هددوا السودانيين بالويل والإنتقام ، بل وصرحوا علانية بأن الحرب ستكون نصيب السودانيين إن لم يوقع الجيش علي إتفاقهم ذاك ويسلمهم السلطة …
والآن وبينما نحن في الحرب ، والوطن يكاد أن ينشطر ، ولا أفق لمدي زمني يمكن أن تنتهي فيه هذه الحرب اللعينة ، والآلاف من شباب السودانيين يقاتلون مع قواتنا المسلحة وبينهم عدد معتبر من شباب المؤتمر الوطني ، هل هذا هو الوقت المناسب للتفكير في الغنائم ، وهل الأولوية الآن البحث حول إيقاف الحرب بصورة كريمة ومشرفة لشعبنا وجيشه الباسل أم إستساخ التجارب الفاشلة من التاريخ البعيد والقريب ..
حسنا فعل كثير من عقلاء السياسة والإعلام وصناع الرأي العام حين ذكروا المجتمعين بأهمية وضع الحصان أمام العربة وذلك حين الحصول علي العربة والحصان ، أما أي تفكير غير هذا فهو إطالة للأزمة الوطنية وإستنساخ للفشل …
د ياسر يوسف إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
القنصلية العامة لباكستان في دبي تحتفل باليوم الوطني
نظمت القنصلية العامة لجمهورية باكستان الإسلامية في دبي، أمس، حفل استقبال رسمي بمناسبة يوم باكستان الوطني، بحضور خالد محمد الكعبي ممثل وزارة الخارجية، مكتب دبي، إلى جانب إحسان إقبال وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة في باكستان، وفيصل نياز ترمذي سفير جمهورية باكستان لدى الدولة، وحسين محمد القنصل العام لباكستان في دبي، وعدد من كبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي، وجمع من أبناء الجالية الباكستانية في الدولة.
واستهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها عزف النشيدين الوطنيين لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية، في تعبير عن عمق العلاقة الأخوية بين البلدين.
وأكد القنصل العام لجمهورية باكستان، أن اليوم الوطني يخلد ذكرى قرار لاهور التاريخي الصادر في 23 مارس 1940، والذي مهّد لتأسيس جمهورية باكستان في 14 أغسطس 1947، مشيراً إلى أن هذا اليوم يجسد القيم التي تأسست عليها الدولة، وهي الحرية والكرامة والعدالة، وقال إن احتفال هذا العام أقيم في نهاية إبريل بدلاً من مارس، نظراً لتزامن المناسبة مع شهر رمضان المبارك.
وشهد الحفل إلقاء كلمتين رسميتين من وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة في باكستان، والقنصل العام للجمهورية، عبرا خلالهما عن تقدير جمهورية باكستان للعلاقات المتميزة التي تربطها بدولة الإمارات، والتي تشمل مجالات متنوعة من أبرزها التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والتكنولوجيا والثقافة، مشيرين إلى الدور المحوري الذي تلعبه الجالية الباكستانية بالإمارات في تعزيز هذه الروابط.
وشهد الحفل عرضاً مرئياً يبرز محطات التعاون التاريخية بين الإمارات وباكستان، وتطور الشراكة بين البلدين في مجالات متعددة، كما تم تقديم كتاب «معمار الوطن»، الذي يسلط الضوء على سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، من تأليف رجل الأعمال الباكستاني خان زمان سرور، حيث تم إهداء نسخة رمزية من الكتاب إلى خالد محمد الكعبي ممثل وزارة الخارجية - مكتب دبي.
وفي ختام الحفل، توجه القنصل العام برسالة شكر وتقدير لدولة الإمارات قيادة وشعباً، لما تقدمه من بيئة حاضنة لجالية بلاده، مؤكداً أن الإمارات تمثل «الوطن الثاني» لملايين الباكستانيين الذين يعيشون ويعملون فيها.
(وام)