تشكيك إسرائيلي مستمر برواية اغتيال الضيف.. حماس تتعافى سريعا
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
تواصلت الشكوك الإسرائيلية برواية جيش الاحتلال التي أعلنها في بداية ارتكابه المجزرة البشعة أمس، بحق الفلسطينيين في منطقة "المواصي" غرب خانيونس، بشأن اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف.
وترصد "عربي21" جملة من المواقف الاسرائيلية حول حقيقة ما حصل في خانيونس، وهل فعلا تم اغتيال الضيف أم لا، وماذا يعني ذلك بالنسبة للاحتلال، ولماذا أخفق في الوصول إليه بعد تسعة أشهر من الحرب، وأكثر من ثلاثة عقود من المطاردة.
المدافع عن القدس
يوسي يهوشوع الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن "كل كلمة يمكن أن تقال في مسألة اغتيال الضيف يجب ان تُكتب بالحذر المطلوب، لأنه حصلت هناك محاولات أخرى لاغتيال مسؤولين عسكريين كبار في حماس في الفترة الأخيرة، ولا يوجد تأكيد حاليا على نجاتهم أو مقتلهم".
وتابع في مقال ترجمته "عربي21": "مع أن اغتيال الضيف، في حال تم فعلا، فالمسألة لا تعدو كونها رمزية، لأنه بنى الذراع العسكري، وحوّله من ميليشيا إلى جيش منظم، ونجح في مفاجأة الاحتلال في طوفان الأقصى، وكان على الإسرائيليين فقط الاستماع إليه على مر السنين كي يعتبر نفسه "المدافع عن القدس"، ونجح في توحيد الساحات في مايو 2021 عندما أطلق الصواريخ على القدس، الذي اعتبر في حينه خطأ استخباراتي من جانب الشاباك والجيش".
وأضاف أن "محاولة اغتيال الضيف الأخيرة كانت بمثابة إجراء مضاد متفجر، وكانت المعلومات الاستخبارية عن وجوده في مواصي خانيونس قوية للغاية ودقيقة ومتقاطعة، حيث انتظر الجيش وصول بعض التحققات الواضحة التي لا لبس فيها، ثم تم تنفيذ الهجوم بالضبط، دون التأكد حتى الآن من نجاح العملية".
آفي يسسخاروف محرر الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت، وصف "الضيف بأنه رجل ميداني وخبير استراتيجي، ومرشد عسكري، ورئيس أركان عسكري لحماس، ومسؤول عن تحويل مجموعة صغيرة إلى جيش مدرب قادر على احتلال مستوطنة إسرائيلية، واحتجاز مئات الرهائن، وإذا أصيب بالفعل، فسيتم تعيين خليفة له في الأيام المقبلة، رغم أنها ستكون الضربة العملياتية والرمزية والنفسية الأعنف التي تتلقاها حماس منذ أن أعلن الضيف بنفسه الحرب على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023".
الإشراف العسكري المباشر
وأشار في مقال ترجمته "عربي21" إلى أن "الضيف فوق أي شخص آخر في كتائب القسام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نجاته من العديد من محاولات الاغتيال، وربما أيضًا بسبب أقدميته، فقد كان مطلوباً منذ بداية التسعينيات، وظهرت صورته في سجلات المطلوبين لمقاتلي الوحدات الخاصة التي عملت في الضفة وغزة منذ 31 عاماً، الذين بحثوا عنه منذ انطلاق السنوات الأولى من عمل الذراع العسكري".
وأشار أن "الضيف أشرف بنفسه عن كثب على المشتريات العسكرية والتدريب والاستخبارات والهجمات المسلحة، ورغم تعرضه لأذى جسدي نتيجة محاولات الاغتيال المختلفة، فقد كان عقله مبتكرا لهجوم السابع من أكتوبر، وقبلها الأنفاق والصواريخ، ورسم "خارطة الطريق" للذراع العسكري منذ لحظة تأسيسه، وحتى يومنا هذا، ما يدفع الجيش والاستخبارات لجمع معلومات استخباراتية معقدة حوله".
مايكل ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، زعم أن "اغتيال الضيف، إن تم فعلا، فهو ضربة قاسية لحماس، لكنها ليست بداية الانهيار لها، لأن الحركة أظهرت قدرتها على إعادة بناء نفسها بسرعة، ومن غير المرجح أن تتزعزع قبضتها على القطاع، رغم أننا سنكون أمام أحد التطورات الأكثر دراماتيكية التي حققها الاحتلال في الحرب الحالية على غزة، ولكن مع ذلك، فمن المهم الحفاظ على التوازن، فقد تعرضت حماس بالفعل لضربات مماثلة في الماضي، وأظهرت قدرة على التعافي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "لا يبدو أن هذه خطوة، في حال تحققت فعلا، يتوقع لها أن تقوض مكانة حماس باعتبارها العامل المهيمن في القطاع، فالضرر الذي قد يلحق بها له معاني رمزية، أكثر منها وظيفية، فقد بات الضيف نفسه منذ سنوات كأحد رموز حماس، وأصبح أحد الأبطال الثقافيين لجيل الشباب الفلسطيني الذي يمكن سماع هتافاته "احنا جنود محمد ضيف" من رفح مروراً بالقدس إلى جنين، وإن تجنبه للظهور العلني، ونجاحه في النجاة من عدد كبير من محاولات الاغتيال ساهم لتشكيل هالة من شخصية "شبحية" تمكنت من أن يتردد صداها لدى الاحتلال لسنوات طويلة".
وأشار أنه "في الوقت نفسه، يعتبر الضيف المهندس الرئيسي للجناح العسكري لحركة حماس منذ تأسيسها عام 1987، وحوّلها من منظمة مسلحة وحرب عصابات إلى شبه جيش نظامي، هيئة مؤسسية لها سلطة الدولة، طورت مجموعات من الصواريخ والأنفاق، وخطط عملياتية مبنية على المبادرة والجهد العسكري الواسع، كما تجلى في السابع من أكتوبر، وتعتبر محطات حياته تجسيدا لمراحل تطور حماس ذاتها".
سرعة تعافي حماس
وزعم أن "الضيف معروف بتركيزه على الجوانب العسكرية المهنية، وتجنب التعامل مع القضايا الاستراتيجية والسياسية، ولا يتوقع أن يؤدي القضاء عليه، إن تم فعلا، للإضرار بالنشاط العسكري لحماس، لأن ما ثبت بعد تسعة أشهر من القتال، أنها تنشط في كل نقطة في قطاع غزة، وتتمكن من تغيير شكلها وخصائصها حسب الظروف المتاحة، ولذلك قد يجد هذا الفضاء تعبيرًا له في القدرة على تخطيط وإدارة التسلسل القيادي، وربما في الدائرة المحدودة لصنع القرار الاستراتيجي، أي تعويض غياب الضيف، إن غاب فعلا".
واستدرك بالقول إننا "يجب علينا انتظار تأكيد اغتياله، عقب تكرار محاولات تصفيته التي بدت ناجحة، لكنها باءت بالفشل، ومن المهم تذكر القدرة على إعادة تأهيل الذات العالية لحماس، التي فقدت بالفعل معظم قادتها السابقين في الاغتيالات، وعلى رأسهم مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، صحيح أنها إصابات مؤلمة للغاية، وتتسبب بأضرار على المدى القصير، لكن هناك دائمًا بدائل للقادة الذين تمت تصفيتهم، صحيح أنهم قد يكونوا بخبرة أقل، لكنهم بنفس المستوى من الحماسة".
وأكد أنه "من غير المتوقع على الأرجح أن يؤدي القضاء على الضيف، إن تم فعلا، إلى تقويض قبضة حماس العميقة على قطاع غزة، الذي يترافق مع دعم شعبي واسع، وسيطرة على الفضاء المدني، ومن الناحية العملية، يتوقع أن يؤدي الاغتيال، إن وقع فعلا، إلى تعزيز روح التضحية التي تغرسها حماس في العقل العام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال اغتيال القسام الضيف اغتيال الاحتلال القسام تشكيك الضيف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اغتیال الضیف تم فعلا
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي بخلق فوضى منظمة في غزة وتحذير من أثمانها الباهظة
ما زال السؤال يُطرح مرارًا وتكرارًا حول ما إذا كانت لدى الاحتلال استراتيجية للخروج من الحرب مع حماس المستمرة منذ أكثر من عام، لكن من خلال تحليل أنشطة جيشه وطريقة وجوده في قطاع غزة، فإن الجواب على هذا السؤال أصبح أكثر وضوحاً وتتمثل في أن لديه مثل هذه الخطة، لكن عنوانها هو نشر الفوضى في القطاع، مما يستدعي كشفها وفضحها على الملأ.
الجنرال تامير هايمان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- أمان، والرئيس الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي (INSS)، أكد أن "الحراك العسكري للجيش في غزة خلال الأسابيع الأخيرة يثير سلسلة من التحديات والتساؤلات تتطلب إجراء نقاش عام، لأن آثارها الخطيرة واسعة النطاق، فهي تتعلق بأن الجيش لن يغادر غزة في السنوات القادمة، والواقع الأمني فيها اليوم سيرافق الاسرائيليين في المستقبل المنظور، مما يستدعي إطلاع الجمهور على ذلك، لأنه متشوق إلى اليوم الذي تنتهي فيه الحرب، وعودة الجنود من غزة".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "من وجهة نظر عملياتية، ينتشر الجيش حاليًا حول قطاع غزة، بما يشكل منطقة عازلة، ويسيطر بشكل دائم على محور فيلادلفيا، ويتواجد في مجمع واسع النطاق يقطع القطاع في منطقة محور نيتساريم، وهي قاعدة النشاط التشغيلي الأمامية لعملياته العدوانية، وقد تقرر البقاء لفترة غير محدودة في هذه المناطق، واستخدامها كقواعد انطلاق لغارات وعمليات خاصة للجيش داخل المناطق السكنية، بزعم تدمير حماس بالمعنى العسكري".
وأوضح أن "التحدي الرئيسي في هذا الواقع الجديد هو تحقيق هدفي الحرب اللذين لم يتحققا بعد: إعادة المختطفين، وإسقاط حكم حماس، رغم أن الضغط العسكري لم يعد مفيداً، ولن ينقذ حياة المختطفين، حيث تعلمت حماس من العمليات السابقة التي نفذها الجيش في إنقاذ الرهائن أحياء، ويرجح أن مثل تلك العمليات أصبحت أكثر تعقيدا بكثير، وبات واضحا أنه لا توجد طريقة عسكرية لإعادة جميع المختطفين الـ101 من خلال العمليات العسكرية، ويدرك معظم الخبراء والمفاوضين أن الصفقة هي السبيل الوحيد لإعادتهم، أحياءً وأمواتاً".
وأشار إلى أنه "بالنسبة لهدف الحرب المتمثل بالإطاحة بحكومة حماس المدنية، فليس واضحا أن هناك خطة عملية لدى الاحتلال يعتزم تنفيذها، لأن السلطة الفلسطينية بنظر صناع القرار والكثير في الجمهور الإسرائيلي غير شرعية، وبما أن الدول العربية في الخليج والمجتمع الدولي لن تدخل القطاع دون وعد بأن السلطة ستكون عنصراً مركزياً في السيطرة عليه، فلا مجال لخطط "اليوم التالي" الكبرى".
وأكد أنه "في هذه الحالة لم يتبق أمام الاحتلال سوى حلّين واقعيين: أولهما الحكم العسكري، وهي خطة فعالة من الناحية التكتيكية، لكنها سيئة للغاية من وجهة نظر سياسية واستراتيجية، فضلا عن ثمنها الباهظ مالياً وعسكرياً، وثانيهما الفوضى المتعمدة، باستمرار الوضع القائم عملياً".
وأشار إلى أنه "رغم سيطرتها على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، فإن النشاط العملياتي الذي يقوم به الجيش ضدها يضعفها، لكن السؤال ما إذا كان المجتمع الإسرائيلي والدولي سيسمح لحكومة اليمين بالحصول على الوقت الذي تريده لاستكمال تلك الأهداف، وطالما تم التوضيح أكثر من مرة، بما في ذلك من قبل رئيس الوزراء، أنه لا ينوي الذهاب باتجاه الحكم العسكري، فإن أمامنا الخيار الثاني، وهو على الأرجح الخيار الذي يتم تنفيذه، وهو الفوضى المنظمة".
وأوضح أن "مزايا هذا الخيار الفوضوي تتمثل في إتاحة حرية العمل التشغيلية للجيش بما من شأنه تآكل قدرات حماس العسكرية مع مرور الوقت، وقد تؤدي لإضعاف صفوفها، لأن الامتناع عن اتخاذ قرار حكومي بشأن إدارة الشؤون المدنية لغزة يقلل من التحديات السياسية أمامها، فضلاً عن عدم دفع ثمن صفقة التبادل، مما يقلل من التوترات داخل الائتلاف اليميني".
واستدرك بالقول أن "سلبيات هذا الخيار الفوضوي تتمثل بالاستنزاف العسكري للجيش بشكل منتظم، وفي جميع الساحات، سواء الخسائر البشرية، واستنزاف أفراد الاحتياط، وتدهور انضباط وأخلاق الجيش النظامي نتيجة العبء الهائل، واستمرار اتجاه عزلة دولة الاحتلال من الدول الغربية، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، ونبذها من فضاء الأعمال الاقتصادية، وقبل ذلك كله تطور الانتقادات العامة والاحتجاج الاجتماعي على خلفية كل الأثمان التي سيدفعها المجتمع الإسرائيلي، مما سيزيد من الانقسام فيه، ويفاقم الاستقطاب السياسي، والعنف في المجال العام، ويؤخر شفاءه الضروري".
وأكد أنه "رغم مميزات خيار الفوضى، لكن عيوبه أكثر عددا، والثمن المدفوع في تآكل الأمن القومي أعلى من الإنجاز العملياتي الذي سيتم تحقيقه، لأنها سنضحّي بالمرونة الاجتماعية، ونرهق الجيش، ونعرض الاستقرار الاقتصادي للخطر، ونضعف مكانة الدولة عالمياً، مقابل تعميق تحقيق هدف حربي واحد وهو تدمير حماس، بينما نتخلى بشكل كامل عن هدف حرب آخر وهو عودة المختطفين".
وأضاف أن "هذا التوجه الإسرائيلي بتعميق الفوضى في غزة قد يصطدم بمسار إدارة الرئيس دونالد ترامب المستقبلية باقتراح حلّ في غزة مقابل التطبيع مع السعودية، وإيجاد حكومة فلسطينية بديلة فيها، لا تشمل حماس، حينها يجب علينا أن نتبنى هذا المسار، مما يستدعي من الحكومة التوقف للحظة، والانسحاب لبضعة أسابيع، ووقف إطلاق النار للحصول على فرصة عودة المختطفين، وفي حال قدمت لنا حماس أسباباً كافية للعودة للقتال، فستدعمنا إدارة ترامب، ولن توقفنا، فلماذا لا تحاول".