ليبراسيون: القنابل غير المنفجرة كابوس غزة المخبأ تحت الأنقاض
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن القصف الإسرائيلي لأكثر من 40 ألف هدف في غزة خلّف حتى الآن نحو 39 مليون طن من الأنقاض على قطاع لا يتجاوز طوله 41 كيلومترا، مما ينذر بوجود كمية هائلة من القنابل التي لم تنفجر ولا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمراسلها في تل أبيب نيكولا روجيه- أن خبراء إزالة الألغام التابعين للوكالات الدولية يستعدون لمواجهة كارثة وشيكة نظرا لكمية الذخائر المدفونة تحت الأنقاض، ويطلبون أموالا للقيام بعمل يعادل نزع الحطام المتراكم على مسافة أكثر من ألف كيلومتر على خط المواجهة الأوكرانية الروسية، حسب مدير وكالة الأمم المتحدة لمكافحة المتفجرات في فلسطين (أونماس) مونغو بيرش.
ووفق الأرقام الرسمية، كما يقول المراسل، ضرب الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 ألف هدف في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، علما أن "واحدة من كل 10 قنابل من الأسلحة التقليدية لا تنفجر عادة"، كما يتذكر غاري تومبس من منظمة "هانديكاب إنترناشيونال" غير الحكومية، وهو متخصص في إزالة الألغام في مناطق النزاع، وأمضى عدة أسابيع في غزة هذا العام.
الصواريخ المحلية الصنعومثل معظم الضباط المتخصصين في هيئة تحييد وتدمير العبوات الناسفة (نيديكس)، فإن غاري تومبس جندي سابق كفؤ ودقيق وغير سياسي، وهو يتوقع أن النسبة ينبغي أن تكون أعلى بالنسبة للصواريخ المحلية الصنع التي تمتلكها الفصائل الفلسطينية.
وأشار المراسل إلى أن إسرائيل ما زالت ترفض إنهاء الحرب وهجمات جيشها في مدينة غزة شمالا، والنصيرات في الوسط، وخان يونس جنوبا، وتجبر الفلسطينيين على النزوح مرارا وتكرارا، و"في كل مرة يتحرك فيها النازحون، يزداد خطر وقوع حادث"، كما يقول غاري تومبس.
وقد تمكّن تومبس بنفسه خلال رحلته الأخيرة إلى غزة من ملاحظة الصواريخ المنغرسة في المباني، كما أن الخبراء يرون أن كل طبقة من الحطام قد تكون تحتها ذخائر غير منفجرة وغير مرئية.
التفاعل المتسلسلوضرب غاري تومبس المثال قائلا "لهدم المباني، يستخدم الجيش الإسرائيلي الألغام المضادة للدبابات، ويربط حوالي 15 منها فيما بينها. وإذا التزمنا بمنطق 10%، فلك أن تقوم بالحساب"، ونبه إلى أن خطر حدوث تفاعل متسلسل موجودٌ، و"أنه يشكل تحديا لأننا بحاجة إلى موجة صادمة يبلغ ارتفاعها 800 متر للتخلص من أكبر القنابل. ومن يعرف ما هو موجود في دائرة انفجار متحكم فيه؟".
يوضح مونغو بيرش أن الخطر لا يقتصر فقط على وقوع انفجار مميت، بل إن التداعيات الصحية والبيئية تبعث على القلق، حيث يوجد حوالي 800 ألف طن من الأسبستوس تحت الأنقاض، وآلاف الجثث، فضلا عن المواد السامة والعضوية والكيميائية، خاصة أن معظم المستشفيات قد تأثرت، وبالتالي قد تكون تحت الأنقاض آلات مشعة أو مخاطر بيولوجية.
شح المواردويتعاون ضباط "نيديكس" الموجودون بصورة كاملة، وهمهم الأول القيام بالتوعية بالمخاطر، لا سيما بالنسبة للأطفال الصغار، لأن بقية السكان الفلسطينيين اعتادوا بشكل مأساوي على عواقب هذه الحروب الحضرية غير المتكافئة، ويقول مونغو بيرش متأسفا "يجب أن يكون لدينا ضابط في كل قافلة إنسانية ولكن ليست لدينا الموارد".
وحتى لو أرادت "أونماس" إرسال تعزيزات، فإنها لا تستطيع تحمل تكاليفها، فالوكالة تعاني من قصور في الميزانية "لأننا بحاجة إلى 40 مليون دولار على الأقل لمواصلة عملنا هذا العام"، وسيتطلب العمل الحقيقي مئات الملايين من الدولارات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات تحت الأنقاض
إقرأ أيضاً:
لاستكمال انتشال جثث الشهداء.. قافلة للصليب الاحمر تتوجه إلى الخيام
أفادت مندوبة "لبنان24" بأن قافلة من الصليب الأحمر الدولي بالتنسيق مع قوات اليونيفيل تستعد للتوجه إلى منطقة وطى الخيام لاستكمال عملية انتشال جثث 4 شهداء لا يزالون تحت الأنقاض بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منزلهم. وكان الصليب الأحمر قد تمكن قبل أيام من انتشال 5 جثث، إلا أن العملية توقفت بسبب الحاجة إلى آليات أكبر لرفع الأنقاض.