ومازلنا بعد سنوات طويلة من ثورة الشعب في يناير ويونيه نحلم بمزيد من الانضباط الإعلامي، في زمنٍ تعاظمت فيه قوة الميديا ووسائل التواصل وأصبح الضمان الوحيد لضبط إيقاع كل هذا هو الإعلام الرسمي المنضبط بشتى أنواعه. في زمن التريندات اليومية التي تُطلَق على وسائل التواصل كل ساعة، لن ينقذَ الناسَ من السقوط في براثن الشائعات وفوضى إعادة النشر دون تثبُّت، سوى وسائل إعلام منضبطة يثق فيها العامة وتكون مصدرًا للتأكد من الحقائق دون أي اهتزاز.
نريد إعلامًا صادقًا يبادر بعرض تفاصيل كل قضية مثارة في المجتمع بكل شفافية وحياد، حتى لا ينساق الناس خلف تلك الفوضى العارمة التي تعمُّ جنبات مواقع التواصل وبعض المواقع الإخبارية التي لا تخضع للرقابة ولا نعلم من أين تُبث. نريد أن تعود العلاقة بين المواطن العادي ومصادره الإعلامية مثلما كانت من قبل، حين لم يكن لدينا سوى نشرات الأخبار وبرامج التليفزيون المصري التي تقدم للناس الخبر وتحلله وتكشف جوانبه الخفية. لم يكن لدينا هذا الزخم من المصادر حينها، فكان الأمر سهلًا. أما الآن فما أصعبَ الوصولُ من جديد إلى تلك العلاقة، خاصة بعد أن دخل البعض إلى مجال الإعلام الخاص دون سند أو مصداقية فاختلط الحابل بالنابل، ولم يعُد لها سوى الإعلام الرسمي الموثوق به، بعد أن يتم تنشيطه وتطويره وإمداده بالكفاءات القادرة على تنشيط الوعي وبث الحقائق وحيازة القبول والثقة من المشاهد بشكل عصري ينافس تلك الفضائيات ومواقع التواصل. لا نطلب المستحيل (رغم أنه صعب)، ولكن سيظل رهان استقرار وجدان هذا
الوطن وزيادة الوعي لدى الناس مرتبطًا بإرادة صادقة ويقين تام بأن الأمور لن تستقيم هكذا، مع كل تلك الفوضى التي تعمُّ مواقع التواصل، وبعض القنوات وتلك البرامج التي تبث الكراهية والتعصب والانقسام بين أبناء الوطن وتتاجر بأي تريند أو قضية لصالح زيادة المشاهدات وجني المكاسب ولو على حساب مصلحة الوطن وأهله.. أعيدوا الثقه للناس في إعلامهم الرسمي، وادعموا هؤلاء المخلصين بكل قوة، فرُبَّما هم رهانُنا الأخير نحو الوعي والاستقرار. حفظ الله مصر وأهلها. حفظ الله الوطن الغالي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
«سعادة الفريج».. مبادرة في دبي تعزز الوعي الديني
دبي - «الخليج»
نظّمت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي فعالية مجتمعية تحت عنوان «سعادة الفريج»، في أجواء تفاعلية تعكس التلاحم المجتمعي، حيث أقيمت الفعالية ضمن برنامج إدارة البرامج المعرفية الإسلامية.
وشهدت الفعالية جلسة إفتاء خاصة بالنساء أمس، قدمتها الدكتورة حصة خلفان بن حضيبة، (مفتي أول)، في مسجد ند الشبا الكبير.
وهدفت الفعالية إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين سكان المنطقة، وإحياء الموروث الثقافي الإماراتي الأصيل، مع التركيز على غرس القيم الأخلاقية ونشر الوعي الديني الصحيح.
كما سعت الجلسة إلى تزويد المشاركات بالمعرفة الشرعية وفهم الأحكام الإسلامية المتعلقة بالقضايا المعاصرة.