أحمد ضرغام" من حراسة "البلتاجي" إلى إدارة أموال "الإخوان"
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
بعد سقوط القيادي الإخواني محمد البلتاجي وآخرين من قيادات الجماعة الإرهابية في قبضة أجهزة الأمن يوم الخميس التاسع والعشرين من أغسطس 2013، كان حارسه الخاص أحمد ضرغام يبحث عن ملاذٍ آمنٍ يعصمه من الملاحقة الأمنية، وظل يتنقل من مخبأٍ إلى آخر إلى أن ظهر في معسكرات تدريب الإرهابيين المصريين بالمناطق النائية وفي الاجتماعات السرية المُغلقة داخل مزارع تستأجرها الجماعة بأسماء عدد من الهاربين في دولة شقيقة، ثم كلفته قيادات التنظيم الإخواني المصري بإدارة مصنع ومعرض أثاث يمكن استغلاله كغطاء لعمليات غسل الأموال وتهريبها من دولة إلى أخرى.
في المحطة الأولى من محطات رحلة الهروب الإخواني الكبير، كان عدد من الإرهابيين الهاربين يتحدثون عن "ضرغام" باعتباره وزير مالية الخلايا الإخوانية المسلحة وصاحب تاريخ من"البطولات" المزعومة في الاعتداء على المتظاهرين السلميين بمحيط قصر الاتحادية في ديسمبر من العام 2012، إلى جانب مشاركته في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التي تركت في جسده إصابات يفخر بها بين أقرانه من الإرهابيين أصحاب التاريخ الإجرامي.
في العشرين من أغسطس 2015، تزوج ضرغام من الإخوانية هاجر القاضي، وحضر حفل الزواج عدد من أعضاء وقيادات التنظيم الإخواني في الدولة الشقيقة، وكان يظهر في العديد من المناسبات وحوله عدد من أخطر العناصر الإرهابية الهاربة ومن بينهم: "مصطفى مدني وأحمد جلهوم وأحمد نجاح وفا، وأحمد أيمن جودة، ورضا فياض"، وظل على اتصال دائم بأخطر الإرهابيين المصريين بعد تفرقهم بين دول الملاذ اﻵمن ودول أخرى.
عقب مقتل القيادي الإخواني محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد في الثالث من أكتوبر من العام 2016، اعترف ضرغام بأنه ينتمي إلى الخلايا المسلحة وما يسمى "المكتب العام لجماعة الإخوان" الإرهابية، وهاجم في منشورات عبر "فيسبوك" القيادي محمود حسين وآخرين من قيادات الجماعة، بادعاء أنهم تسببوا في مقتل "محمد كمال" وإجهاض "الحراك الثوري" المزعوم، وهذا يعني أن مشروع مصنع ومعرض الأثاث من المشروعات التي تسهم في تمويل نشاط الخلايا المسلحة التي تورط عدد من عناصرها في حادث انفجار عبوات ناسفة أثناء تصنيعها في شقة سكنية بعاصمة إحدى الدول الشقيقة، واتهمت سلطات الدولة الصديقة آخرين منهم في القضية المعروفة باسم "خلية المتفجرات".
وبعد نحو تسع سنوات من العمل في إدارة مصنع ومعرض الأثاث، أعلن أحمد ضرغام أن مسلحين هاجموا المصنع والمعرض، وزعم أن الاتصالات انقطعت بينه وبين المكلفين بحراسة المصنع والمعرض بعد إطلاق الرصاص على حارسين مسلحين، وادعى أنهم أشعلوا النار في جميع المحتويات بعد تكسير الأبواب والواجهات الزجاجية والاستيلاء على الخزينة بما فيها من أموال وشاشات العرض وأجهزة لاب توب وأجهزة الهاتف والأوراق الخاصة بالمصنع وجميع محتوياته من قطع أثاث كبيرة وصغيرة، ولم يتحدث عن أسباب استهداف الوكر الإخواني، ولم يعترف بأن اتصالاته واتصالات آخرين من أعضاء وقيادات التنظيم الإخواني المصري بإحدى الجماعات المسلحة في الدولة الشقيقة كانت سببًا في الهجوم على مصنع ومعرض الأثاث.
في السابع والعشرين من يونيو 2023، وجه الإرهابي أحمد ضرغام رسالة شكر إلى أعضاء البعثة الدبلوماسية وسفير دولة أجنبية على اهتمامهم الخاص بشخصه ونقله مع آخرين من الأجانب على متن طائرة عسكرية إلى إحدى الدول، وتسبب هذا الشكر في إثبات دعم سلطات دولة الملاذ اﻵمن للإرهابيين المصريين الهاربين.
وكشفت الاتصالات بين ضرغام وقيادات إحدى الكتائب المسلحة في الدولة الشقيقة أن أعضاء الخلايا الإخوانية المصرية المسلحة طالبوا تابعيهم في العديد من الدول بتقديم كل الدعم للكتائب بادعاء أن انتصارها في المعارك سوف يؤدي إلى إقامة دولة إخوانية جديدة في الدولة الشقيقة تكون حجر أساس لمشروع "الخلافة الإسلامية" المزعومة، وأشار أحد الإرهابيين الهاربين إلى أن الدعم الإخواني يشمل التبرع بالأموال تحت غطاء العمل الإغاثي والإنساني لضحايا الحرب.
يتوهم الإرهابي أحمد ضرغام وأمثاله أنهم يستطيعون تحريك الشارع المصري وقيادة حراك ثوري مزعوم يؤدي إلى إغراق البلاد في دوامة من الفوضى أو إنهاك وإرباك أجهزة الأمن بالدعوات المتكررة لتنظيم التظاهرات والتجمعات غير القانونية، ولا يدركون أن الفشل المتكرر لمثل هذه المخططات يعكس حالة الإفلاس السياسي والتنظيمي لجماعة "الإخوان" وحلفائها من التنظيمات الإرهابية.. وللحديث بقية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی الدولة الشقیقة أحمد ضرغام عدد من
إقرأ أيضاً:
كيف يُموّل تنظيم الإخوان الإرهابي جرائمه في فرنسا؟
ناقشت محطة إذاعية فرنسية طرائق تمويل الإرهابيين، وخاصة تنظيم الإخوان الإرهابي، لجرائمهم على الأراضي الفرنسية، مُتحدّثة عن غسيل الأموال، والفساد، وأموال المخدرات وصفقات الأسلحة، فضلاً عن التبرّعات المشبوهة لأغراض تبدو إنسانية، كمصادر مُتعددة لتمويل الإرهاب.
واستضافت شبكة "سيد راديو" المعروفة باستقطاب أهم الشخصيات الفرنسية في برامجها، ناتالي جوليت، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن الحزب الجمهوري، في حلقة مُطوّلة قدّمت خلالها قراءة لكتابها الأخير (أموال الإرهاب)، الصادر قبل أيّام عن دار "شيرش ميدي" الفرنسية للنشر.وسبق للسيناتور أن طلبت من السلطات الفرنسية تشكيل لجنة تحقيق في الشبكات الجهادية، شاركت بنفسها في رئاستها. كما قدّمت تقريراً عن تمويل الإرهاب إلى الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي. قنوات تمويل بسيطة! في فرنسا وأوروبا، تُواجه الأعمال الإرهابية، على حدّ تعبير ناتالي جوليت "قدراً كبيراً للغاية من التسامح والسذاجة. ذلك أنّ دوائر تمويل الإرهاب تستخدم نفس الآ’ليات التي تستخدمها دوائر وأجهزة التخلف المالي". لتُحذّر من أنّه "ما دام لدينا هذا التسامح في التعامل مع غسيل الأموال ومع المخدرات، وما دام لم نُكافح الملاذات الضريبية والاحتيال الضريبي، فسوف نواجه صعوبة في مكافحة تمويل الإرهاب بفعالية".
Comment se financent les terroristes en France ? Les détails avec Nathalie Goulet (@senateur61)https://t.co/xAN6rkzzLY pic.twitter.com/HRTKxE5JJF
— Sud Radio (@SudRadio) February 19, 2025 وأوردت السيناتور الفرنسية مثالاً بسيطاً لفهم الأمور بشكل أفضل، وهو دعوة للتبرّع عبر المنصّات الإلكترونية "سنجد على شبكات التواصل الاجتماعي طلباً عبر الإنترنت لجمع تبرعات لهدف عادي تماماً، كمستشفى في سوريا أو في لبنان. وسوف يتبرّع الناس إلى حساب بنكي مجهول، ليتم بعدها تحويل الأموال الموجودة في هذا الحساب إلى الخارج وسحبها نقداً واستخدامها لشراء أسلحة أو شيء من هذا القبيل." مؤكدة أنّه أمر بسيط للغاية، ويُمارس على نطاق واسع جداً. مسؤولية الاتحاد الأوروبي وفي المجال القانوني، لدينا أيضاً عوامل تُسهّل من تمويل الإرهاب، ومن بينها مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فالأمر معه رائع (بالنسبة للمُتشدّدين)، تقول جوليت، فهو يمنح مئات الآلاف من اليورو للجمعيات المُرتبطة بشكل واضح بتنظيم الإخوان الإرهابي والإسلام المُتطرّف.Comment se financent les terroristes en France ?
Nathalie Goulet (@senateur61) :"En réalité les circuits de financement du terrorisme utilisent les mêmes circuits que la délinquance financière."https://t.co/xAN6rkzzLY pic.twitter.com/0wo7YYpAZS
يُذكر أنّه اندلعت توترات شديدة في البرلمان الأوروبي نهاية العام الماضي، وذلك بعد أن قدّم برلمانيون فرنسيون أمثلة عن الأموال المدفوعة لجامعات ومنظمات وجمعيات محسوبة على الإسلام السياسي، وتتبع بشكل خاص جماعة الإخوان المُسلمين الإرهابية. أنشطة قد تبدو غير ضارّة! من جهته قال المستشار الدولي والخبير في قضايا الإرهاب، جان تشارلز بريسارد، وهو مدير شركة استخبارات متخصصة في مسألة تمويل المنظمات الإرهابية الإسلاموية "هل تعتقدون أنّ الأنشطة غير القانونية فقط هي التي تُغذّي الشبكات الإرهابية؟ فوراء أنشطة قد تبدو غير ضارة، مثل شراء العقارات، أو جمع التبرّعات عبر الإنترنت، أو الاستثمار المالي، أو حتى اقتناء قطعة فنية، ربّما يكون هناك تمويل لمشاريع مميتة.
La lutte contre le #Blanchiment doit être au cœur de la bataille contre la criminalité organisée et le financement du #terrorisme .. vous découvrirez des développements particulièrement détaillés dans mon livre à paraître le 9 janvier @lecherchemidi l’Argent du terrorisme ! pic.twitter.com/8DMbcONHt6
— Nathalie Goulet (@senateur61) January 2, 2025 ولمواجهة هذا التهديد المُنتشر والانتهازي، يرى بريسارد أنّ المُقاومة الشرسة ضدّ الاحتيال والتهرّب الضريبي وغسيل الأموال، أمر ضروري. ولكن مع استمرار تطوّر الطرق التي يتم بها تمويل الإرهاب وزيادة تعقيدها، أصبح من الصعب على نحو مُتزايد القضاء على هذه الظاهرة.وذكر الخبير الفرنسي في مُكافحة الأعمال الإرهابية، أنّ تحقيقات ناتالي جوليت، المُوسّعة في كتاب "أموال الإرهاب"، تُقدّم نظرة عامة كاملة على الحيل المُستخدمة والتدابير المُضادة التي من الممكن القيام بها، مُشيراً إلى أنّ هذا الكتاب يُعدّ عملاً أساسياً لفهم أسرار تمويل الإرهاب ومُكافحته بشكل أفضل.