خبراء لـ«الاتحاد»: استهداف ترامب غيّر خريطة الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
شعبان بلال وعبدالله أبوضيف (واشنطن)
في واقعة غطت على الأحداث العالمية، فوجئ العالم بمحاولة اغتيال للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أثناء خطابه الانتخابي في إحدى أكثر الولايات الحاسمة في الانتخابات الأميركية، بنسلفانيا، قبل أيام من قبول الترشيح الرسمي للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة في هجوم سيزيد من تأجيج الانقسام السياسي الأميركي، ويثير تساؤلات بشأن فرص كل من ترامب وبايدن في الانتخابات.
اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد مصالحة، أن حادثة استهداف ترامب ليست سابقة فريدة من نوعها في تاريخ السياسية الأميركية، وكان ضحيتها رؤساء عاملون، موضحاً أن المجتمع الأميركي يعج بالخلافات السياسية التي قد ينتج عنها مثل هذه الحوادث.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن ترامب شخصية جدلية وقادر على الصراع مع خصومه السياسيين، وأن الحزب الجمهوري يدعم ترامب؛ لأنه أكثر شخصية نافذة يقدرها الحزب ويرغب في دعمها للترشح مرة أخرى.
ولفت إلى أن محاولة اغتيال ترامب تخلق مزيداً من التعاطف، لأنه أصبح كما لو كان ضحية لخصومه السياسيين على مستوى النخبة والأفراد الذين يخالفون سياساته، مؤكداً استفادة ترامب من هذا الحادث وتوظيفه إعلامياً، خاصة أنه على مقربة من الانتخابات.
وقال الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن هذا الحادث لا يمكن السكوت عنه؛ لأنه يستهدف رئيساً سابقاً للولايات المتحدة والمرشح الأبرز في الانتخابات الرئاسية والذي لم يتوقف خلال مسيرته من تصدر المشهد الانتخابي.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن هذا الحادث يلقي المسؤولية على أجهزة الأمن وإدارة بايدن نفسها، ويضع ترامب في نقطة قوة، موضحاً أن ترامب بلا شك تحول من الصورة التي كانت ترسم له من المتهم في قضايا إلى ضحية نظام أمني واستهداف وتحشيد ضده.
وشدد على أن ذلك ينعكس على شعبية ترامب في الداخل وعلى موقف بايدن وإدارته المضطرة إلى أن تتخندق في زاوية دفاع وليس هجوماً، بالإضافة إلى تكيف العالم مع ترامب، وأن هذه الحادثة يمكن أن تشكل بداية حملة مؤازرة على المستوى الدولي.
من جهتها، اعتبرت مرح البقاعي العضو الناشط في الحزب الجمهوري الأميركي أن الحادث مفجع وصادم للمجتمع الأميركي الذي ظن أنه ودع حوادث العنف السياسي منذ محاولة اغتيال الرئيس ريجان قبل أكثر من أربعين عاماً.
وأضافت لـ«الاتحاد» أن ما حدث لترامب سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في السباق الانتخابي من الناحية الأمنية، وأن إجراءات الأمن ستشهد تشديداً كبيراً، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت إلى الفريق الأمني المحيط بترامب. من جانبها، قالت الباحثة في العلاقات الدولية نورهان أبو الفتوح إن المشهد الأميركي اتسم بالتوتر في ضوء احتدام المنافسة بين الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، خاصةً بعد المناظرة الأخيرة بين المرشحين للانتخابات المقبلة، وازداد المشهد توتراً مع إطلاق النار على ترامب خلال مؤتمر جماهيري له في ولاية بنسلفانيا.
وأوضحت لـ«الاتحاد»، أن الحادثة تكشف عن تصاعد عدم الاستقرار الأمني في الداخل الأميركي، حيث بدأ مؤيدو ترامب توجيه أصابع الاتهام إلى بايدن، وهو ما ينذر بمزيد من شدة الاحتقان بين المرشحين السياسيين ومؤيدي كل منهم.
ولفتت إلى أن هذه الحادثة يمكن أن توثر على شعبية حملة ترامب الذي دائماً ما كان يؤكد أهمية تحقيق الأمن، منتقداً سياسات بايدن الأمنية سواء الداخلية أو الخارجية، مثل السياسات الحدودية، وخاصة الهجرة مع المكسيك، متهماً إياه بتهديد الاستقرار الداخلي.
وأشارت نورهان أبو الفتوح إلى أنه على الرغم من احتمال تأثر شعبية ترامب، إلا أن الاحتمال الأكبر يشير إلى أن هذا الحادث يأتي في توقيت يواجه فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بالفعل تحديات عدة، في ظل الانقسام الداخلي بين الديمقراطيين بشأن تأييد ترشح بايدن للانتخابات وتزايد المطالبات بالانسحاب بعدما وصفوا أداءه في المناظرة أمام ترامب بالضعيف، والأقل من توقعاتهم، إلا أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من التوصل إلى بديل موثوق به. ولذلك، توقع الكثير من الجمهوريين أن يعزز الحادث دعم الرئيس السابق، ويحفز قاعدته الانتخابية على المشاركة في الانتخابات المقرر في نوفمبر المقبل.
في السياق نفسه، قال حازم الغبرا، مستشار سابق في الخارجية الأميركية، إن من الواضح أن الشارع الأميركي لم يستوعب بعد الحجم الحقيقي لما حدث ومدى خطورته.
ويعزو المسؤول الأميركي السابق جزءاً كبيراً مما حدث إلى الخطاب السياسي المتوتر والمشحون الذي ساد في السنوات الأخيرة.
وقال الدكتور نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، إنه رغم أن الاستنتاجات قد تكون مبكرة إلا أن النتائج واضحة حتى الآن فيما يتعلق بمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأشار إلى نقاط رئيسية عدة، من أهمها أن تؤدي الواقعة إلى زيادة شعبية ترامب وتعاطف الجماهير معه، حيث يظهر ترامب الآن كضحية لهجمات إعلامية شرسة، ويُعتقد أن هذه الهجمات قد دفعت بعض المتطرفين إلى محاولة التخلص منه جسدياً.
وأشار إلى أن الاتهامات المتعلقة بأعمال العنف السياسي كانت موجهة بشكل رئيسي إلى اليمين الأميركي والتيار الشعبوي المحافظ.
وقال: «مع ذلك، تُظهر هذه الحادثة أن العنف يمكن أن يأتي من كلا التيارين، اليمين واليسار. من المتوقع أن يتركز النقاش الآن على ظاهرة العنف في الحياة السياسية الأميركية، مع الاعتراف بأن العنف يحدث من جميع الأطراف». أخبار ذات صلة كيف تؤثر محاولة اغتيال ترامب على انتخابات الرئاسة؟ ردود فعل قادة العالم على محاولة اغتيال ترامب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دونالد ترامب محاولة اغتيال محاولة اغتیال فی الانتخابات لـ الاتحاد هذا الحادث إلى أن
إقرأ أيضاً:
بايدن يدين هجوم نيو أورليانز: أشعر بالغضب والإحباط
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه وجه فريقه بضمان إتاحة جميع الموارد للمساعدة في التحقيق بحادث نيو أورليانز.
وتابع: “أشعر بالغضب والإحباط ولن أعلق قبل معرفة مزيد من التفاصيل”، وفقا لنبأ عاجل أفادت به قناة “القاهرة الإخبارية”.
قُتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب نحو 35 آخرين بعد اقتحام مركبة حشداً كبيراً في شارع كانال وبوربون في الحي الفرنسي في نيو أورليانز، في ولاية لويزيانا، جنوبي الولايات المتحدة، الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة حكومية لوكالة رويترز للأنباء.
ونقلت فرانس برس عن محطتين تلفزيونيتين أمريكيتين عن مصادر في الشرطة قولها إن المشتبه بتنفيذه عملية الدهس في مدينة نيو أورليانز، في أول يوم من عام 2025، قتل.
وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي بياناً قال فيه إن الشخص الذي قاد السيارة وسط حشد من الناس قد مات وأن الهجوم قيد التحقيق باعتباره "عملاً إرهابياً".
وأشار البيان إلى أن الشخص "قاد سيارته نحو حشد من الناس في شارع بوربون في نيو أورليانز، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة العشرات الآخرين".
وتابع أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي هو وكالة التحقيق الرئيسية، ونحن نعمل مع شركائنا للتحقيق في هذا باعتباره عملاً إرهابياً".
وفي البداية كان مكتب التحقيقات الفيدرالي أشار في تصريح سابق له، إلى أن الحادث ليس له صلة بأعمال إرهابية، قبل أن تشير التحقيقات لاحقاً إلى الاشتباه بأنه "عمل إرهابي". لكن وصفته تصريحات عمدة المدينة في وقت سابق بأنه حدث إرهابي.
يشار إلى أنه عُثر على "أجهزة متفجرة بدائية الصنع" في مكان الحادث، ويجري العمل لمعرفة ما إذا كانت هذه الأجهزة "قابلة للاستخدام".
وفي وقت سابق، ذكرت شبكة سي بي إس نيوز، نقلاً عن شهود عيان، أن مركبة اصطدمت بالحشد بسرعة عالية، ثم خرج السائق وبدأ في إطلاق النار، قبل أن ترد الشرطة.
وقال حاكم لويزيانا جيف لاندري على موقع إكس: "وقع عمل عنيف مروع في شارع بوربون في وقت سابق من هذا الصباح"، وحث الناس على الابتعاد عن المنطقة التي وقع فيها الهجوم. ونُقل المصابون إلى خمسة مستشفيات مختلفة على الأقل، وفقاً لقسم التأهب للطوارئ في المدينة (NOLA Ready)".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الحادث وقع عند تقاطع شارعي كانال وبوربون خلال احتفالات ليلة رأس السنة.
وقال زوجان لشبكة سي بي إس نيوز إنهما سمعا أصوات اصطدام قادمة من أسفل الشارع ثم رأيا مركبة - SUV- بيضاء تصطدم بحاجز "بسرعة عالية".
وشهدت نيو أورليانز حوادث إطلاق نار واصطدام سيارات بالحشود في مواكب سابقة.