الأسبوع:
2024-08-16@17:19:05 GMT

اليمين المتطرف على أبواب الحكم في فرنسا

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

اليمين المتطرف على أبواب الحكم في فرنسا

تمكن اليمين المتطرف "حزب التجمع الوطني الفرنسي" بزعامة مارين لوبان وجوردان بارديلا من تحقيق الفوز بعدد كبير من مقاعد البرلمان الأوروبي خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم التاسع من شهر يوليو الماضي، ما أدى إلى أن يعلن الرئيس ايمانويل ماكرون-وبشكل مفاجئ- عن حله البرلمان الفرنسي، وإجراء انتخابات برلمانية من دورتين متتاليتين، لتأتي كتلة اليمين المتطرف في المرتبة الثالثة، حيث حصل على ١٤٣ مقعداً من إجمالي ٥٧٧ صوتاً وهي عدد أعضاء البرلمان الفرنسي، ثم جاءت كتلة اليسار في المرتبة الأولى حاصدة ١٨٢ مقعداً، وحصد تحالف ماكرون الوسطى ١٦٨ مقعداً من إجمالي المقاعد البرلمانية، ولولا التحالفات والمناورات السياسية الوقتية التي حدثت بين كتلة اليسار، وكتلة الرئيس ماكرون لصالح بعضهما البعض، وبمساندة الحزب الجمهوري أيضاً لكان اليمين المتطرف قد حقق الأغلبية، وسيطر على البرلمان الفرنسي، وبعد هذه النتائج التي فاقت نتائج انتخابات البرلمان الفرنسي عام ٢٠٢٢، أعلنت رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان بأن حزبها قد اقترب من الوصول إلي الحكم، وأن ذلك سوف يكون خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.

إن تلك النتائج رغم أنها أعلنت عن فوز ثلاث كتل حزبية بالبرلمان، فإن نسبها تكاد تقترب فيما بينها رغم حصول كتلة جبهة اليسار على المركز الأول في تلك الانتخابات دون تحقيق الأغلبية المطلقة، ما جعل الفرنسيين يتنفسون الصعداء لعدم تمكن اليمين المتطرف من الوصول للحكم، ما يشير إلى أن المشهد السياسي الفرنسي سيكون مرتبكا داخل البرلمان وخارجه خلال الفترة المقبلة، وأن الرئيس ماكرون الذي تراجع حزبه في تلك الانتخابات حتى فقد الأغلبية لن يتمكن من الحكم بأريحية خلال مدته الرئاسية المتبقية، وأن السلطة ستكون متنقلة سجالا فيما بينها بين البرلمان وقصر الإليزيه، ولهذا فإن لم تتمكن كتلة اليسار مجتمعة من الدخول مع تكتل ماكرون، ومع تكتل اليمين الجمهوري من التوحد، لإحداث الأغلبية في البرلمان، وتشكيل الحكومة، ومن ثمّ الدخول مباشرة وبشكل عملي وسريع في حل مشاكل الفرنسيين التي تراكمت خلال رئاسة ماكرون فإن رئاسة فرنسا وكغيرها من بلدان أوروبا ستكون على موعد خلال الانتخابات المقبلة مع وصول اليمين المتطرف إلي سدة الحكم، ما يجعل المهمة السياسية على الحزب الذي سيشكل الحكومة مهمة شاقة من أجل جذب الناخب الفرنسي، وإقناعه عمليا بحل الكثير من المشاكل الاجتماعية، وغيرها من الملفات والأزمات الخارجية، وعلاقة فرنسا كدولة عظمى بحلها، بل وبإقناع الناخب بأن الأحزاب المتطرفة سوف تسيء إلى صورة فرنسا، ولعدم قدرتها على حل المشاكل الاجتماعية التي تستخدمها للتأثير على الناخبين من أجل جذب المزيد من الناخبين الفرنسيين، ولهذا فإن الأوضاع السياسية وهذا الانسداد والخلل السياسي الواضح الآن في شكل السلطة الحاكمة، فإن كل تلك الأوضاع تفرض على تحالف اليسار ويمين الوسط، واليمين الجمهوري التكاتف والتقارب ونبذ الخلافات في تلك المرحلة التاريخية غير المسبوقة التي تعيشها فرنسا لكي يتمكن الرئيس ماكرون -ما إن قُدر له أن يحكم ما تبقى له- الحكم بأريحية، وأن تعيش فرنسا في فترة استقرار سياسي ترضي النخبة الأكبر من الفرنسيين، استعداداً للانتخابات المقبلة، فهل يمكن أن تتوافق الأحزاب المعتدلة فيما بينها لتشكيل أرضية برلمانية خلال المرحلة المقبلة أم سينقلب الرئيس ماكرون علي نتائج الانتخابات ويستخدم المواد الدستورية التي تمكنه من تعيين رئيس الوزراء، وعدم احترامه للقوانين واللوائح البرلمانية التي تمكن الحزب صاحب الأغلبية من تشكيل الحكومة؟ ويوم الثامن عشر من شهر يوليو الجاري سوف يُجاب عن كل تلك التساؤلات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البرلمان الفرنسی الیمین المتطرف الرئیس ماکرون

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية مصر في بيروت اليوم في إطار التحرّك الديبلوماسي المتسارع

على الرغم من اعلان واشنطن انه "رغم البداية المشجّعة لمفاوضات هدنة غزة لا نتوقع اتفاقاً سريعاً"، فان زحمة الموفدين باتجاه بيروت تؤشر الى سباق بين الديبلوماسية والمواجهات الحربية.
وتندرج في هذا الاطار الزيارة الخاطفة التي قام بها أمس وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى لبنان  غداة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، علما ان سيجورنيه ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي سيزوران اليوم تل أبيب في إطار جهودهما لمنع التصعيد في المنطقة.
والى بيروت يصل اليوم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والذي تكتسب زيارته أهميتها من الدور المصري في مفاوضات التسوية بين إسرائيل و"حماس" في الدوحة.
وكان وزير خارجية فرنسا اعلن من بيروت امس: "رسالتي بسيطة هي التأكيد على دعم فرنسا للبنان في هذه الأوقات المقلقة في الأوضاع الإقليمية". وأضاف: "ما يهمنا هو العمل على تخفيف حدّة التصعيد، هذه هي الرسالة التي نقلتها إلى السلطات اللبنانية والرسالة نفسها التي سوف أنقلها لبقية الدول في المنطقة، نأمل بأن يتم تهدئة الأوضاع في هذه الاوقات الحساسة جداً".وأكد "أن فرنسا تدعم عمل قوات اليونيفل، لقد عملنا ونعمل في إطار محادثات لضمان تجديد ولاية اليونيفيل لمدة 12 شهراً المقبلة، وهذا هو العمل الذي نعمل من أجله في الأمم المتحدة حالياً ".
وقال: "رسالتنا هي رسالة دعم وتضامن ومسؤولية، وفرنسا سوف تبقى تدعم لبنان من أجل الوصول الى سلام في المنطقة. وما يهمنا قبل أي شيء، هو وقف إطلاق النار في غزة، وهذا هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه إذا أردنا بحث السلام في المنطقة".
وفي لقائه مع رئيس الحكومة جدد سيجورنيه "تأكيد دعم فرنسا للبنان ووقوفها الى جانبه وثقتها به". وتمنى "استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني" مقدراً "ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة".
أما رئيس الحكومة، فشدد على أهمية دعم التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لفترة سنة".  
بدوره اكد الرئيس نبيه بري للوزير الفرنسي "التزام لبنان قواعد الاشتباك وحقه بالدفاع عن النفس بمواجهة العدوانية الإسرائيلية التي لم توفّر في إعتداءاتها المدنيين والإعلاميين والمسعفين، ناهيك عن إستخدامها السلاح المحرم دولياً لا سيما القذائف الفوسفورية في المساحات الزراعية والمناطق الحرجية"، وشدد على "حرص لبنان على ضرورة التمديد لمهمات قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لولاية جديدة وفقاً للمشروع الفرنسي ونص القرار الأممي رقم 1701" .


مقالات مشابهة

  • الإليزي ... ماكرون يؤكد لأخنوش اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية
  • خطة سموتريتش تتوج مشروع اليمين الديني للاستيلاء على الضفة
  • خلال لقائه مع رئيس الحكومة.. ماكرون يعلن عن خارطة طريق طموحة بين فرنسا والمغرب
  • وزير خارجية مصر في بيروت اليوم في إطار التحرّك الديبلوماسي المتسارع
  • رسالة وزير خارجية فرنسا من بيروت: تخفيف حدة التصعيد
  • محمد عبد المنعم يُنهى إجراءات السفر إلى فرنسا لإجراء الكشف الطبى فى نيس
  • لإرضاء اليمين المتطرف.. نتنياهو يستبق مفاوضات الدوحة بعراقيل جديدة
  • أين الأخ الأكبر من أعمال الإرهاب والتخريب في بريطانيا؟
  • بعد صراع مع بايرن.. باريس سان جيرمان ينهي اتفاقه مع جوهرة فرنسا
  • ماكرون: مقتل طيارين فرنسيين بعد اصطدام طائرتين مقاتلتين من طراز "رافال"