الأسبوع:
2025-04-01@08:49:06 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

منذ قديم الأزل أدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس، لأن الله تعالى فطره على العيش في جماعة، قال تعالى: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، لذا يقول الإمام المفسر الفخر الرازي: "اعلم أن الإنسان خلق مدنيا بالطبع".

وقد وضع الإسلام جملة من القيم المجتمعية التى تحفظ كيان المجتمع وتقوى أركانه، وتحفظ تماسكه وترابطه، وترسيخ هذه القيم فى المجتمعات دليل رقيها وتحضرها، وإن محاولات فرض ثقافة الشذوذ على العالم الإسلامى بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التلاعب بالألفاظ، والتحرر من الدين القويم والفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها، والقيم الإنسانية السليمة، والعودة إلى عهود التسلط الفكرى فى أزمنة الاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.

هذا ما يراه أزهرنا الشريف ويعبر عنه بكل وضوح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مشددا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسك المجتمعات الإسلامية والعربية بهويتها، وقيمها، وتعاليم دينها الحنيف.

فليس كل ما تراه الكيانات المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمة من القيم، هو كذلك فى واقع الأمر، فقد ترى هذه الكيانات بعض السلوكيات حسنا وهو فى ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، فى منتهى السوء والقبح والفحش.

وعلى شبابنا فى الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكل حائط صد لوقايتهم من هذه الأوبئة التى تهب عليهم بين الحين والحين ممن لا يقيمون أى وزن لهدى السماء، ودعوات المرسلين والأنبياء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

ويشد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على أيدى الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النشء بما يعزز قيمهم الدينية والمجتمعية القويمة والراقية، ويحصنهم من الوقوع فى براثن الهجمات الشرسة ضد الدين وضد الفطرة الإنسانية السليمة.

ويقدم الأزهر الشريف لأولياء الأمور بعض النصائح والمقترحات التى تساعدهم على حماية أولادهم من خطر فاحشة الشذوذ المنكرة، تتمثل فى: متابعة أنشطة الأولاد الواقعية والإلكترونية، بغرض تحصينهم من رسائل ترويج وتقبل ودعم الشذوذ الجنسى مدفوعة الأجر فى المحتويات والأنشطة الآتية: "الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية - الأفلام الكرتونية - المسلسلات والأفلام السينمائية - المواد الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعى - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات"، وغيرها.

ثم بعد ذلك توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعى صحيح يتصدى للدعاية الموجهة لهم عبر المنافذ والوسائل السابقة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وتنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القدوة الصالحة لهم. ومساعدتهم على اختيار الرفقة الصالحة، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

ولا يفوت مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن ينبه إلى خطر المحتويات الإباحية، ودورها فى نشر الشذوذ الجنسي، وتفشى الرذائل والظواهر المجتمعية المشينة والمرفوضة، التى يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونية صادقة، وجهود مضنية ومتكاتفة.

وأخيرا ينبه المركز إلى أن مواجهةَ هذه السلوكيات التي أجمعت الأديان والشرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحظر موادها الإعلامية والترويجية، كل ذلك من أوجب الواجبات الشرعية على المسؤولين وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المدمر.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الألعاب الإلكترونية

إقرأ أيضاً:

تركيا تشدد الرقابة على التجارة الإلكترونية: قواعد جديدة تدخل حيز التنفيذ غدًا

تبدأ تركيا غدًا تطبيق لائحة جديدة تهدف إلى تعزيز الشفافية وضمان سلامة المنتجات المباعة عبر الإنترنت، في خطوة لتنظيم التجارة الإلكترونية وحماية المستهلكين.

ما الجديد في هذه اللائحة؟
وفقًا لوزارة التجارة التركية، فإن اللائحة الجديدة، التي نُشرت في الجريدة الرسمية بتاريخ 30 أكتوبر 2024، ستدخل حيز التنفيذ بعد فترة انتقالية مدتها 5 أشهر، وستشمل ضوابط صارمة على المنتجات المباعة عبر الإنترنت، بما في ذلك ضرورة توفير معلومات واضحة حول المنتج والبائع، وضمان سلامة المنتجات وفقًا للمعايير التركية.

إجراءات لضمان سلامة المنتجات
إلزام البائعين بعرض معلومات واضحة: يجب أن تتضمن الإعلانات الإلكترونية تفاصيل الشركة المصنعة أو المستوردة، وعنوان الاتصال، ومعلومات حول سلامة المنتج، مما يتيح للمستهلكين فرصة التحقق من مواصفات المنتجات قبل شرائها، كما لو كانوا في متجر فعلي.
مراقبة المنصات الإلكترونية: ستصبح الأسواق الإلكترونية (مثل مواقع البيع عبر الإنترنت) مسؤولة عن الاحتفاظ بمعلومات المنتجات في أنظمتها، وفي حال اكتشاف منتجات غير مطابقة للمعايير، سيتم إزالة إعلاناتها خلال 24 ساعة.
إنشاء آلية لتلقي شكاوى المستهلكين: ستكون هناك نقاط اتصال للمستهلكين عبر المنصات الإلكترونية، تتيح لهم تقديم شكاوى واستفسارات بشأن سلامة المنتجات.
تشديد الضوابط على المنتجات المستوردة
فيما يخص الشركات الأجنبية التي تبيع منتجاتها في تركيا، تفرض اللائحة الجديدة شرطًا أساسيًا وهو تعيين ممثل محلي داخل تركيا إذا كانت المنتجات مدرجة ضمن القوائم المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة التجارة (www.ticaret.gov.tr/duyurular).

اقرأ أيضا

مأساة في آيدين: العثور على فتاة مقتولة في منزل عشيقها

الإثنين 31 مارس 2025

وهذا يعني أنه لن يُسمح للشركات الأجنبية ببيع هذه المنتجات في تركيا دون وجود ممثل رسمي داخل البلاد، لضمان تطبيق القوانين التركية عليها.

مقالات مشابهة

  • من التنمر إلى الاستغلال.. الوجه الخفي لعالم الألعاب الإلكترونية
  • انهيار بدرع الأرض.. قلق متصاعد من الشذوذ المغناطيسي فوق المحيط الأطلسي
  • خبير أورام يحذر من السجائر الإلكترونية
  • تركيا تشدد الرقابة على التجارة الإلكترونية: قواعد جديدة تدخل حيز التنفيذ غدًا
  • حماس: قتل الأطفال يوم العيد يكشف عن فاشية الاحتلال وتجرده من القيم الإنسانية
  • ما حكم صلاة الرجال بجوار النساء دون حائل في العيد؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • مظاهر العيد.. عادات عمانية راسخة تعبّر عن القيم والأصالة
  • أسافر إلى مصر وأصل قبل المغرب فهل أصوم أم أفطر؟ الأزهر للفتوى يجيب
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة «المحرصاوي»
  • رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان يعزي شيخ الأزهر في وفاة الدكتور المحرصاوي