الأسبوع:
2024-11-24@20:07:58 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

منذ قديم الأزل أدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس، لأن الله تعالى فطره على العيش في جماعة، قال تعالى: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، لذا يقول الإمام المفسر الفخر الرازي: "اعلم أن الإنسان خلق مدنيا بالطبع".

وقد وضع الإسلام جملة من القيم المجتمعية التى تحفظ كيان المجتمع وتقوى أركانه، وتحفظ تماسكه وترابطه، وترسيخ هذه القيم فى المجتمعات دليل رقيها وتحضرها، وإن محاولات فرض ثقافة الشذوذ على العالم الإسلامى بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التلاعب بالألفاظ، والتحرر من الدين القويم والفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها، والقيم الإنسانية السليمة، والعودة إلى عهود التسلط الفكرى فى أزمنة الاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.

هذا ما يراه أزهرنا الشريف ويعبر عنه بكل وضوح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مشددا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسك المجتمعات الإسلامية والعربية بهويتها، وقيمها، وتعاليم دينها الحنيف.

فليس كل ما تراه الكيانات المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمة من القيم، هو كذلك فى واقع الأمر، فقد ترى هذه الكيانات بعض السلوكيات حسنا وهو فى ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، فى منتهى السوء والقبح والفحش.

وعلى شبابنا فى الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكل حائط صد لوقايتهم من هذه الأوبئة التى تهب عليهم بين الحين والحين ممن لا يقيمون أى وزن لهدى السماء، ودعوات المرسلين والأنبياء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

ويشد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على أيدى الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النشء بما يعزز قيمهم الدينية والمجتمعية القويمة والراقية، ويحصنهم من الوقوع فى براثن الهجمات الشرسة ضد الدين وضد الفطرة الإنسانية السليمة.

ويقدم الأزهر الشريف لأولياء الأمور بعض النصائح والمقترحات التى تساعدهم على حماية أولادهم من خطر فاحشة الشذوذ المنكرة، تتمثل فى: متابعة أنشطة الأولاد الواقعية والإلكترونية، بغرض تحصينهم من رسائل ترويج وتقبل ودعم الشذوذ الجنسى مدفوعة الأجر فى المحتويات والأنشطة الآتية: "الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية - الأفلام الكرتونية - المسلسلات والأفلام السينمائية - المواد الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعى - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات"، وغيرها.

ثم بعد ذلك توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعى صحيح يتصدى للدعاية الموجهة لهم عبر المنافذ والوسائل السابقة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وتنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القدوة الصالحة لهم. ومساعدتهم على اختيار الرفقة الصالحة، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

ولا يفوت مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن ينبه إلى خطر المحتويات الإباحية، ودورها فى نشر الشذوذ الجنسي، وتفشى الرذائل والظواهر المجتمعية المشينة والمرفوضة، التى يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونية صادقة، وجهود مضنية ومتكاتفة.

وأخيرا ينبه المركز إلى أن مواجهةَ هذه السلوكيات التي أجمعت الأديان والشرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحظر موادها الإعلامية والترويجية، كل ذلك من أوجب الواجبات الشرعية على المسؤولين وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المدمر.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الألعاب الإلكترونية

إقرأ أيضاً:

أمين الأعلى للشئون الإسلامية: تعزيز التعاون الدولي ضرورة لمواجهة تحديات القيم الأخلاقية

شارك الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ممثلًا لوزارة الأوقاف، في فعاليات المؤتمر الدولي "آليات تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وتعزيزها"، الذي يُعقد بمدينة محاج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان الروسية، خلال الفترة من 20 إلى 23 من نوفمبر  2024.  

تحية مصرية وإشادة بالرعاية الروسية  
افتتح فضيلته كلمته بنقل تحيات وزير الأوقاف المصري، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، ورجائه بنجاح المؤتمر، مثمنًا رعاية فخامة رئيس جمهورية داغستان الروسية لهذا الحدث.

وأشاد بتنظيم الإدارة الدينية لمسلمي داغستان بالتعاون مع وزارة شئون القوميات وصندوق دعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية.  

تحديات القيم في عالم متغير  
وأكد الدكتور البيومي أهمية عنوان المؤتمر الذي يُبرز ضرورة الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية، مشيرًا إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات كبرى تتطلب التكاتف الدولي للحفاظ على تلك القيم في مواجهة الصراعات والفتن وفساد الأخلاق.  

وأوضح أن مصر -بتاريخها العريق- تؤمن بدور القيم الروحية في تحقيق الاستقرار المجتمعي والتعايش السلمي، مشيرًا إلى أن هذه القيم ليست حكرًا على ثقافة واحدة، بل هي إرث إنساني مشترك يعبر عن تطلعات البشرية لمستقبل أفضل.  

التعاون الدولي ضرورة ملحة  
وأكد فضيلة الأمين العام أن التعاون بات ضرورة لتعزيز القيم الروحية والأخلاقية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الأسرة والمجتمع. وأضاف أن مصر، عبر وزارة الأوقاف، تولي اهتمامًا بالغًا بالمشاركة في الفعاليات الدولية التي تدعم هذه القيم، مشيرًا إلى التزام مصر بتعزيز قيم المحبة والسلام ومواجهة التحديات التي تهدد المبادئ الأخلاقية.  

الأسرة أساس المجتمع  
وشدد الدكتور البيومي على أهمية دعم الأسرة بوصفها اللبنة الأولى للمجتمعات القوية، مثمنًا جهود روسيا في هذا المجال، ومقترحًا تنظيم فعاليات مشتركة بين الدول لتبادل الخبرات الناجحة في دعم الأسرة وتعزيز القيم الأخلاقية.  

آليات مقترحة للتعاون الدولي  
واقترح فضيلته إنشاء منصات بحثية مشتركة ومنح تمويل للدراسات المتخصصة، إلى جانب تنظيم مؤتمرات وورش عمل دورية تجمع الخبراء من مختلف الثقافات. كما دعا لنشر نتائج الدراسات الدولية لتوعية المجتمعات بأهمية القيم الروحية.  

ختامًا  
اختتم فضيلته كلمته بتوجيه الشكر لروسيا الاتحادية وداغستان على الاستضافة الكريمة، معربًا عن تطلعه للخروج بتوصيات تسهم في تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على القيم الروحية ودعم الأسرة، لضمان مستقبل آمن ومستقر للمجتمعات.

مقالات مشابهة

  • د.محمد الشحي: لا أحبِّذ التصنيف الجيلي وأنظر باهتمام إلى القيم الفنية العابرة للزمن
  • محمد الشرقي: الفلسفة تعزز وعي الفرد تجاه فهم القيم الإنسانية المشتركة
  • الأزهر للفتوى يحيي ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري.. أهم قراء مصر والعالم
  • أحمد الطيب.. شيخ الأزهر الإمام الزاهد
  • جناح الأديان.. 54 جلسة حوارية حول التغير المناخي خلال COP29
  • رفع 868 طنا من المخلفات والتراكمات خلال أسبوع بأحياء مدينة أسوان
  • علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية: تعزيز التعاون الدولي ضرورة لمواجهة تحديات القيم الأخلاقية
  • محمد عبد الرحيم البيومي: القيم الإسلامية الأصيلة تدعو إلى السلم والتعايش
  • عضو مركز الأزهر للفتوى الالكترونية يوضح المعادلة النبوية لتحقيق السلام الداخلي|فيديو