الأسبوع:
2025-01-29@06:03:54 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

منذ قديم الأزل أدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس، لأن الله تعالى فطره على العيش في جماعة، قال تعالى: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، لذا يقول الإمام المفسر الفخر الرازي: "اعلم أن الإنسان خلق مدنيا بالطبع".

وقد وضع الإسلام جملة من القيم المجتمعية التى تحفظ كيان المجتمع وتقوى أركانه، وتحفظ تماسكه وترابطه، وترسيخ هذه القيم فى المجتمعات دليل رقيها وتحضرها، وإن محاولات فرض ثقافة الشذوذ على العالم الإسلامى بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التلاعب بالألفاظ، والتحرر من الدين القويم والفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها، والقيم الإنسانية السليمة، والعودة إلى عهود التسلط الفكرى فى أزمنة الاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.

هذا ما يراه أزهرنا الشريف ويعبر عنه بكل وضوح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مشددا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسك المجتمعات الإسلامية والعربية بهويتها، وقيمها، وتعاليم دينها الحنيف.

فليس كل ما تراه الكيانات المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمة من القيم، هو كذلك فى واقع الأمر، فقد ترى هذه الكيانات بعض السلوكيات حسنا وهو فى ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، فى منتهى السوء والقبح والفحش.

وعلى شبابنا فى الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكل حائط صد لوقايتهم من هذه الأوبئة التى تهب عليهم بين الحين والحين ممن لا يقيمون أى وزن لهدى السماء، ودعوات المرسلين والأنبياء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

ويشد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على أيدى الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النشء بما يعزز قيمهم الدينية والمجتمعية القويمة والراقية، ويحصنهم من الوقوع فى براثن الهجمات الشرسة ضد الدين وضد الفطرة الإنسانية السليمة.

ويقدم الأزهر الشريف لأولياء الأمور بعض النصائح والمقترحات التى تساعدهم على حماية أولادهم من خطر فاحشة الشذوذ المنكرة، تتمثل فى: متابعة أنشطة الأولاد الواقعية والإلكترونية، بغرض تحصينهم من رسائل ترويج وتقبل ودعم الشذوذ الجنسى مدفوعة الأجر فى المحتويات والأنشطة الآتية: "الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية - الأفلام الكرتونية - المسلسلات والأفلام السينمائية - المواد الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعى - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات"، وغيرها.

ثم بعد ذلك توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعى صحيح يتصدى للدعاية الموجهة لهم عبر المنافذ والوسائل السابقة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وتنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القدوة الصالحة لهم. ومساعدتهم على اختيار الرفقة الصالحة، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

ولا يفوت مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن ينبه إلى خطر المحتويات الإباحية، ودورها فى نشر الشذوذ الجنسي، وتفشى الرذائل والظواهر المجتمعية المشينة والمرفوضة، التى يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونية صادقة، وجهود مضنية ومتكاتفة.

وأخيرا ينبه المركز إلى أن مواجهةَ هذه السلوكيات التي أجمعت الأديان والشرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحظر موادها الإعلامية والترويجية، كل ذلك من أوجب الواجبات الشرعية على المسؤولين وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المدمر.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الألعاب الإلكترونية

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية: لا يمكن إجبار الفلسطينيين على التهجير القسري

يمانيون../
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن الترهيب السياسي والتلاعب الديمغرافي لن ينجح في إجبار الفلسطينيين على التهجير القسري من أراضيهم.

وفي منشور له على منصة “إكس” اليوم الثلاثاء، أوضح بقائي أن “مخطط تطهير غزة” هو جزء من مشروع “الإبادة الاستعمارية” لفلسطين، الذي تنفذه السلطات الاحتلالية باستخدام الأسلحة الأمريكية والذخائر الفتاكة، مع الدعم المالي والسياسي والاستخباراتي من واشنطن.

وأشار بقائي إلى أن الفلسطينيين، على الرغم من سياسات الإبادة الجماعية التي تمارس ضدهم، لم يتمكن الاحتلال من اقتلاعهم من أرضهم الأم طوال الخمسة عشر شهرا الماضية، مضيفًا أن “الترهيب السياسي والتلاعب الديمغرافي” لن يستطيع فرض التهجير القسري على الفلسطينيين.

وأكد أن الأرض هي وطن الفلسطينيين، وأنهم دفعوا ثمناً باهظاً للبقاء والصمود، وهم لا يزالون يناضلون بشجاعة من أجل تقرير مصيرهم والتحرر من الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. ندوتان بجناح الأزهر في معرض الكتاب: المراهنات الإلكترونية والبلاغة القرآنية
  • الخارجية الإيرانية: لا يمكن إجبار الفلسطينيين على التهجير القسري
  • غدًا| "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية" بجناح الأزهر بمعرض الكتاب
  • الخارجية الإيرانية: لا يمكن إجبار الفلسطينيين على التهجير
  • عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: أمانة المجالس من سلامة الفطرة
  • دكتوراه بإعلام الأزهر توصي القائمين على صناعة الإعلان بمراعاة القيم المجتمعية
  • وكيل المعاهد الأزهرية: التعليم الأزهري يعمل على غرث القيم الإنسانية في نفوس طلابه
  • وكيل قطاع المعاهد الأزهرية: نغرس القيم النبيلة في نفوس الطلاب
  • هل يجب والدة الزوج الإنفاق على منزل ابنها؟.. «الأزهر» للفتوى يوضح.. «فيديو»
  • متحدث بيت الزكاة والصدقات: المرأة المعيلة تنال النصيب الأكبر من الدعم والاهتمام