كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
منذ قديم الأزل أدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس، لأن الله تعالى فطره على العيش في جماعة، قال تعالى: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، لذا يقول الإمام المفسر الفخر الرازي: "اعلم أن الإنسان خلق مدنيا بالطبع".
وقد وضع الإسلام جملة من القيم المجتمعية التى تحفظ كيان المجتمع وتقوى أركانه، وتحفظ تماسكه وترابطه، وترسيخ هذه القيم فى المجتمعات دليل رقيها وتحضرها، وإن محاولات فرض ثقافة الشذوذ على العالم الإسلامى بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التلاعب بالألفاظ، والتحرر من الدين القويم والفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها، والقيم الإنسانية السليمة، والعودة إلى عهود التسلط الفكرى فى أزمنة الاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.
هذا ما يراه أزهرنا الشريف ويعبر عنه بكل وضوح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مشددا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسك المجتمعات الإسلامية والعربية بهويتها، وقيمها، وتعاليم دينها الحنيف.
فليس كل ما تراه الكيانات المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمة من القيم، هو كذلك فى واقع الأمر، فقد ترى هذه الكيانات بعض السلوكيات حسنا وهو فى ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، فى منتهى السوء والقبح والفحش.
وعلى شبابنا فى الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكل حائط صد لوقايتهم من هذه الأوبئة التى تهب عليهم بين الحين والحين ممن لا يقيمون أى وزن لهدى السماء، ودعوات المرسلين والأنبياء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.
ويشد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على أيدى الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النشء بما يعزز قيمهم الدينية والمجتمعية القويمة والراقية، ويحصنهم من الوقوع فى براثن الهجمات الشرسة ضد الدين وضد الفطرة الإنسانية السليمة.
ويقدم الأزهر الشريف لأولياء الأمور بعض النصائح والمقترحات التى تساعدهم على حماية أولادهم من خطر فاحشة الشذوذ المنكرة، تتمثل فى: متابعة أنشطة الأولاد الواقعية والإلكترونية، بغرض تحصينهم من رسائل ترويج وتقبل ودعم الشذوذ الجنسى مدفوعة الأجر فى المحتويات والأنشطة الآتية: "الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية - الأفلام الكرتونية - المسلسلات والأفلام السينمائية - المواد الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعى - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات"، وغيرها.
ثم بعد ذلك توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعى صحيح يتصدى للدعاية الموجهة لهم عبر المنافذ والوسائل السابقة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وتنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القدوة الصالحة لهم. ومساعدتهم على اختيار الرفقة الصالحة، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.
ولا يفوت مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن ينبه إلى خطر المحتويات الإباحية، ودورها فى نشر الشذوذ الجنسي، وتفشى الرذائل والظواهر المجتمعية المشينة والمرفوضة، التى يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونية صادقة، وجهود مضنية ومتكاتفة.
وأخيرا ينبه المركز إلى أن مواجهةَ هذه السلوكيات التي أجمعت الأديان والشرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحظر موادها الإعلامية والترويجية، كل ذلك من أوجب الواجبات الشرعية على المسؤولين وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المدمر.
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف الألعاب الإلكترونية
إقرأ أيضاً:
عضو «الأزهر للفتوى»: «الطرحة اللوس» ليست حجابا شرعيا (فيديو)
أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أنه يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم بالمواصفات الشرعية للحجاب التي فرضها الإسلام، مشيرة إلى أنه لا يكفي أن يتم تغطية الشعر فقط مع إبراز أجزاء أخرى من الجسم مثل الرقبة أو أجزاء من الشعر.
حكم ارتداء الطرحة اللوسوأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: «في الفترة الأخيرة، نلاحظ أن بعض البنات يرتدين الحجاب، بطريقة يظهر فيها جزء من شعرهن أو رقابتهن، مثل ما يُطلق عليه البعض الطرحة اللوس التي تبرز الرقبة أو جزء من الشعر، للأسف، هذا لا يُعتبر حجابًا شرعيًا بالمواصفات التي حددها الإسلام، فالحجاب الشرعي يجب أن يغطي جميع أجزاء الجسم باستثناء الوجه والكفين، كما ورد في الحديث الصحيح عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم».
الحجاب ليس مجرد قطعة قماش تغطي الشعروأضافت: «الحجاب ليس مجرد قطعة قماش تغطي الشعر، بل هو غطاء يشمل الجسم بالكامل من الرقبة إلى الأسفل.. الحجاب الشرعي هو الذي يُغطي الشعر بالكامل، ويشمل أيضًا الرقبة والصدر وبقية أجزاء الجسم، مع استثناء الوجه والكفين فقط، وذلك وفقًا لما ورد في الحديث الشريف عن السيدة أسماء بنت أبي بكر، التي قال لها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: إذا بلغت المرأة المحيض، لا يُظهر منها إلا هذا وذاك'، وأشار إلى الوجه والكفيين، أي أن هذه هي الأجزاء التي يجوز للمرأة أن تُظهرها فقط».
الحجاب الشرعي هو غطاء كاملوأوضحت أن البعض قد يظن أن الحجاب مجرد زي لتغطية الشعر أو بعض الأجزاء من الجسم، ولكنها أكدت أن الحجاب الشرعي هو غطاء كامل، لافتة إلى أن أي شيء غير ذلك لا يُعتبر حجابًا شرعيًا، نحن لا نتحدث فقط عن تغطية الشعر، بل عن تغطية جميع الأجزاء التي يجب أن تُستتر من المرأة.
وأضافت: «من الجميل أن نرى البنات يرتدين الحجاب، ولكن يجب أن نُوضح أن الحجاب الشرعي يجب أن يلتزم بشروطه الشرعية، إذا كانت البنت تلبس الحجاب كما فعلت الكثير من الأخوات، فهذا جيد وأفضل من عدم ارتداء الحجاب نهائيًا، ولكن من الأفضل أن نتبع الطريق الصحيح في تطبيق الحجاب الشرعي، لأن ذلك يعكس التزامنا بالإسلام ويحفظ لنا هويتنا».