التصنيع الزراعى هو أحد التقنيات العلمية التى تسعى لتعظيم القيمة الاقتصادية للحاصلات الزراعية، بما يمثل قيمة مضافة للمنتج النهائى، من خلال اتباع الطرق، والأساليب العلمية لتوفير الغذاء من إنتاج الأراضى الزراعية، واتباع الآليات الصحيحة لحفظ المحاصيل ما بعد الحصاد فى سبيل الوصول لتقليل معدل الهدر، ونسب الفاقد لأقل مستوياتها.

يقوم التصنيع الزراعى على دور حيوى فى التنمية الاقتصادية الشاملة من خلال تأثيرها الإيجابى على الأمن الغذائى والتقليل من حدة الفقر من خلال رفع القيمة المضافة، وخفض فاقد الحاصلات الزراعية وتوفير فرص العمل، وخلق أنشطة مولدة للدخول فى المناطق الريفية التى ترتفع فيها مستويات الفقر والبطالة، فضلاً عن تنفيذ سياسة إحلال الواردات وزيادة الصادرات، بالإضافة إلى تقليل الآثار الناتجة عن تقلبات الأسعار الزراعية نظرًا لتمتع السلع الزراعية المصنعة بدرجات من الاستقرار السعرى تفوق المنتجات الزراعية الخام غير المصنعة، وتتمتع مصر بمزايا نسبية عديدة فى إنتاج الكثير من الحاصلات الزراعية، بالإضافة إلى تمتعها بشراكات تجارية، وقرب جغرافى من الأسواق المستوردة للمنتجات الغذائية المصنعة كالاتحاد الأوروبى، فإن ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية المصنعة، والتى يستهلك أكثر من ثلثيها فى الدول المتقدمة عالية الدخول، يفتح فرصًا تصديرية أمام منتجاتنا الزراعية المصنعة فى هذه الأسواق، وتجعل من التصنيع الزراعى آلية ممكنة ومحورًا يمكن أن ترتكز عليه إستراتيجيات التصنيع والتنمية الزراعية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويساهم قطاع الصناعات الغذائية الزراعية فى مصر بنحو 7% من الناتج المحلى الإجمالى، كما أن الصادرات الغذائية المصنعة تمثل نحو 14% من صادراتنا غير البترولية، ومن خلال العديد من الدراسات، والتقرير يتضح ارتفاع فاقد الإنتاج الزراعى فى مصر خلال سلسلة القيمة الزراعية بداية بعمليات الإنتاج مرورًا بالحصاد وعمليات ما بعد الحصاد وانتهاء بعمليات التسويق والاستهلاك، كما يتضح أن قيمة الفاقد الزراعى فى مصر تبلغ نحو 10 مليارات جنيه سنويًا، حيث تصل نسبة الفاقد فى بعض الحاصلات الزراعية إلى نحو 40%، بالإضافة إلى أن هذه الفواقد تمثل ما يزيد عن مليار متر مكعب من المياه سنويًا، ويتضح من ذلك الخسائر الاقتصادية الهائلة والإهدار الصريح للإنتاج الغذائى والموارد المائية، وعلى الرغم من الفجوة الغذائية التى تتزايد بسبب النمو السكانى وقيود الموارد المائية والأرضية المتزايدة التى تؤدى إلى الاعتماد على الاستيراد من الأسواق الدولية لتلبية الاحتياجات الغذائية، وفى ظل التغيرات المناخية، والبيئية والتى من المتوقع أن تتزايد حدتها وآثارها السلبية على الإنتاج الزراعى، والإنتاجية خلال العقود المقبلة.

وبالتالى أصبحت هناك ضرورة ملحة أكثر للتصنيع الزراعى من أى وقت مضى للحد من الفاقد الغذائى، وهدر الموارد المائية بل وخيار حتمي تفرضه مقتضيات الأمن الغذائى الذى يمثل ركيزة الاستقرار الاقتصادى، وبالتالى لا بد من خلق آليات لتعظيم الاستفادة من إمكانيات الصناعات الغذائية الزراعية، والتأكيد على أن هناك حاجة ملحة لأن تتسع رؤية صانعى القرار، ومخططى إستراتيجيات الصناعة لتتخطى المفهوم التقليدى للتصنيع، لتأخذ فى الاعتبار إدماج الزراعة فى إستراتيجيات التصنيع، وتتضمن خريطة استثمارية لإمكانيات التصنيع الزراعى الظاهرة، والكامنة وآليات محددة تزيل المعوقات التى تواجه الإنتاج والتصنيع الزراعى.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التصنیع الزراعى من خلال

إقرأ أيضاً:

بعد نزاع طويل مع الميكنة الزراعية.. تسليم قطعة أرض مكمله لإستاد نادي دكرنس الرياضي

أعلن الخضر إبراهيم رئيس مجلس إدارة نادي دكرنس الرياضي، تسلم قطعة أرض مُكملة لملعب استاد نادي دكرنس الجديد، تنفيذًا للقرار الجمهورى رقم ١٣٢ لسنة ٢٠٢٤ لصالح وزارة الشباب والرياضة.

ويأتي هذا القرار بعد خوض العديد من اللقاءات والمذكرات لكافة الجهات المعنية لإثبات أحقية نادي دكرنس فى قطعة الأرض التى تم التنازع عليها أولًا بين النادى والميكنة الزراعية، ثم شراء المساحة المذكورة من قطاع الإرشاد الزراعي، المالك الأصلي للأرض، تلاها صدور قرار جمهوري بضم تلك المساحة إلى صندوق التنمية الحضرية.

وأضاف رئيس نادى دكرنس، أنه أخيرًا وبعد إثبات الحق للنادي صدر القرار الجمهوري بأحقية النادي بتلك الأرض استكمالاً لأعمال الإنشاءات الحالية والخاصة بالمدرجات وملعب كرة القدم.

وتكونت لجنة استلام الأرض من ممثلين عن صندوق التنمية الحضرية، ومديرية الشباب والرياضة بالدقهلية، والجهاز الوطنى لإستخدامات أراضى الدولة، ومجلس إدارة نادى دكرنس الرياضى، ورئاسة مركز ومدينة دكرنس، ومديرية المساحة بالدقهلية، وإدارة الملكية بمحافظة الدقهلية، ووحدة التنمية الحضرية بمحافظة الدقهلية.

وقال رئيس نادي دكرنس: " كل الشكر للقيادة السياسية على تفهمها لأبعاد المشكلة والإنحياز للصالح العام والحفاظ على المال العام من الإهدار وصدور ذلك القرار الجمهورى وصولاً إلى تنفيذه اليوم، لاستكمال بناء ملعب الإستاد والذى بدونه كان من الصعب استكمال هذا المشروع بمكوناته الحالية ".

كما توجه رئيس النادى بالشكر للواء ناصر فوزى رئيس جهاز استخدامات أراضى الدولة، والمهندس خالد صديق رئيس صندوق التنمية الحضرية، وجميع أعضاء اللجنة المُشكلة لتسليم الأرض، على تحملهم عناء السفر والإنتهاء من كافة الإجراءات حتى التسليم النهائي.

مقالات مشابهة

  • بعد نزاع طويل مع الميكنة الزراعية.. تسليم قطعة أرض مكمله لإستاد نادي دكرنس الرياضي
  • مدبولي: نشجع تعميق التصنيع المحلي والاستفادة من البحوث العلمية
  • وزير التعليم العالي: رالي السيارات ليس مجرد مسابقة
  • المساندة المجتمعية لجهود التنمية حلقة نقاشية بالإسماعيلية
  • دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي تضيف 30 نشاطاً اقتصادياً جديداً إلى رخصة «المهن الحرة»
  • رئيس «سلامة الغذاء»: دورنا لا يقتصر على المراقبة ويمتد لدعم الصناعات الزراعية
  • تكنولوجيا الأغذية يواصل النشاط التدريبى لطلاب الجامعات
  • «االتنمية الاقتصادية»: نسعى لحوكمة الإنفاق الاستثماري لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي
  • د. منجي علي بدر يكتب: الصناعة والتنمية المستدامة بمصر
  • سكرتير بني سويف يشرف على انتظام تدريب العاملين لتصميم المواقع