“الخلاف لايفسد للود قضية” نقولها وننسى أن الود قد يفسد القضايا أحياناً ويميّع العلاقات إذ يضيع الخلاف كقيمة.
أنا، هنا، اختلف مع الود المفسد للتواصي والتناصح، الود المتعامي والمتخارس عن قول ما أراه حق الله في العلاقة وواجب الأخوة والصداقة، حق المبدأ الذي عليه نجتمع ونفترق، حق الوداد الصادق.
لا وفاء ونحن نخون المعاني التي نحيا على أساسها.
حين تقف أمام من تحب وتهاب، وفي صدرك منه ما يجب أن يقال، حين تمنعك دواعي المكانة والاحترام وضرورات المقام، عن أداء ما يليق بك من النقد، والمكاشفة والنصح والعتب واللوم بحسب مقتضى الحال.
ستسأل عندها نفسك: أأنت فعلاً تحب ذلك الشخص وتحترمه؟ وهل إغضاؤك الطرف عن ما تراه فيه.. مما يسوءه ويسيء إليه بعض من ذلك الاحترام.
أنت لا تحترم من تجبن دونه عن الإشارة إلى ما يبدو لك فيه من النقائص والعيوب.
قد تصير المحبة قيداً، وقد نصل أحيانا مرحلة الشعور بقهر القيمة حين نتواطؤ على الصمت عما ينقص قدر المحبة ويهين المحب والمحبوب.
نكره المحبوب بخيانتنا للمحبة، نكذب في ادعاء الاحترام حين لا نحترم الصدق ونوقر الحق والحقيقة.
أنا صديقك، إن كنت تحبني فعليك أن لا تصادق أخطائي عليك أن لا تحب سوءاتي.ورذائلي
فاجتماعك وإياها عليّ كراهية تورد المهالك.
تعلمنا التجارب أن نخاف ممن يتملق رذائلنا ويزين لنا سوء ما نقول ونفعل.
العلاقات لا تعيش، وتقوى وتستمر إلا في ظل بيئات صحية شفافة، تعاهدت على الوفاء للمبادئ والمثل والقيم، التي تمنح الإنسان والمجتمع والحياة القيمة والمعنى.
“نحن فدائيو المحبة، نحب المحبة ونعادي العداوة”، من روائع بديع الزمان النورسي.
تلوح على امتداد الدرب تعود بي إلى المحبة كلما ضيع المحبون وضاعوا، تعود بي معادياً للعداوة كلما استحالوا أعداء للحب، ولأنفسهم وللآخرين، نحب المحبة ذاتها ونعادي العداوة ذاتها.
لاعين رضى لغير الحب .
استعيذ بشجن علاقات عديدة، التبس فيها الوداد فنهبتها نفس إبليس، وذهبت كأن لم تكن، علاقات أكثر ماقوينا فيها الأخطاء وأكثر ما صافينا فيها الخطايا فما آلت إلا إلى قطيعة ووحشة وندم كثير.
يصدمنا الضعف الذي تملقناه فينا وقد استحال نكوصاً وتراجعاً وتحولاً من النقيض إلى النقيض وددت أن لو عاتبت طويلاً رفاق درب كرهت ودادي لهم لحظة صار موقفاً ضد الوداد وضد الروح.
قد تتغير الأفكار والقناعات، قد يغادر المرء داره لكنه لا يغادر روحه، لايغادر ذاته وأشواقه وحنينه، لا يذهب غدرة كي يستحيل كائناً آخر لايشبهه.
أيها الأصدقاء أحضر متأخراً كي أؤدي واجب الفقدان ماكان لي أن أترككم ترحلون دون أسى و بكاء يليق.
ماكان لي أن أقف في أثاركم مهادناً وحشتي القاتلة، ما كان صمتي وفاءً أباهي به كما باهيت بكم، كنتم تستحقون مني ماهو أفضل من الصمت والحسرة.
ما كان لي أن أدعكم تقفزون بعيداً وبقلبي من الحب والأشجان مايكفي للتشبث بكم ولو قليلاً قليلاً.
أمر قاسٍ أن تنتهي كما لو أنك لم تكن، كما لو أنك كنت مجرد كذبة، مجرد رقم يمكن إسقاطه من المجموع دون أن يؤثر.
بالله عليكم لا تقولوا ما أيسر أن يحدث هذا، ما أيسر أن تنسى وينساك الناس.
أنا ما نسيت أحبتي، وهل يُنسى الحب؟ حاولت أن أنسى فما نسيت غير النسيان، لهم عليّ دين لم أقضه بعد! وللحب ديون لا تقضى .
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
سر المرة الوحيدة التي بكى فيها سمير غانم على الشاشة.. ما القصة؟
صوته بدأ في الاختناق والدموع ملأت مقلتيه، لم يستطيع السيطرة عليها لتتسلل من عيناه أمام الكاميرات، مطالبًا بوقف التسجيل، ما الذي حدث لـ«أسطورة الكوميديا»؟ الذي كان قادر على زرع البهجة في كل مكان يطأ فيه قدمه، لكن المشهد كان أصعب من أن تتحمله مشاعره، هذا ما حدث في مقطع فيديو نادر للفنان الكبير سمير غانم وهو يبكي فيه على شاشة التلفزيون المصري.
يعود تاريخ مقطع الفيديو إلى عام 2003، خلال فترة حصار العراق، كان الفنان سمير غانم ضمن وفد لمجموعة كبيرة من النجوم المصريين في زيارة إلى العراق خلال الحصار الذي وقع عليها من القوات الأمريكية، وكان من بينهم نرمين الفقي، فاروق فلوكس وغيرهم من الفنانين، وتضمنت الزيارة مستشفى الأطفال الذين عانوا من عدم توفير الغذاء والعلاجات الكافية لهم، وظهر «غانم» وهو يمازح الأطفال خلال الفيديو.
بسبب أطفال العراق.. سمير غانم لا يستطيع السيطرة على دموعه«اللي شفناه النهاردة شيء لم أراه في حياتي، ولا أملك غير إني أقول كفاية أوي اللي حصل للأطفال دول»، كانت تلك الكلمات التي قالها الفنان سمير غانم قبل أن يطلب وقف التصوير بسبب حالة التأثر الشديد التي دخل فيها بعد مشاهدة وضع الأطفال داخل المستشفى.
وتحدث الفنان سمير غانم عن زيارته إلى العراق، قائلًا إنه كان ينتظر الفرصة لزيارة العراق ومع الظروف الحالية التي تشهدها البلاد يعتبر الوقت الأنسب للزيارة، على حد تعبيره، قائلًا: «لما جت الفرصة إننا نيجي في الظروف دي خصوصا أن مشهور عني إني راجل كوميديان بزرع البسمة والضحكة، ولذلك أعتقد أنه أنسب وقت للزيارة حتى نشارك هذا الشعب الظروف اللي بيمر بيها».