«عبد العاطي» وتنشيط الدور المصري في إفريقيا
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
أحدثت زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الجمعة الماضي، لكلٍّ من الصومال وجيبوتي، ردودَ فعلٍ إيجابيةً في الأوساط المصرية والإفريقية، خاصة وأن الزيارة حملتِ العديدَ من الرسائل التي يأتي على رأسها أن مصر عادت للاهتمام وبقوة بأمنها القومي وتحدياته في منطقة القرن الإفريقي، وأن إشعال الحروب في شرقها وفي غربها لم يشغل صانع القرار المصري عن تلك التهديدات والتحديات التي تقوم بها إثيوبيا عن عمد، وتحاول الهيمنة المطلقة على مقدرات القرن الإفريقي من ناحية، وتدشين امبراطورية إثيوبية تتمدد فوق الأراضي الصومالية وتهدد دول الجوار الإفريقي من ناحية أخرى.
وفي لقطة إعلامية وسياسية استقل الوزير عبد العاطي أولَ طائرة في رحلة الخطوط الجوية المباشرة بين مصر وكلٍّ من جيبوتي والصومال ليلتقي هناك بوزيرَي الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، والجيبوتي محمود علي يوسف، وتضمَّن اللقاء تأكيدًا للسياسة المصرية في هذه المنطقة، ويمكن الإشارة إلى أبرز ما تضمنه اللقاء في الآتي:
• التأكيد على اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية مع الصومال، وخاصة في مجالات التعليم والتدريب والقطاع المصرفي.
• افتتاح فرع لبنك مصر في مقديشو بنهاية العام الجاري.
• أكدت مصر اهتمامَها بتعزيز العلاقات مع دول القرن الإفريقي ودعم الاستقرار في المنطقة.
• أشار وزير الخارجية المصري إلى النتائج الإيجابية المنتظرة من الخط الجديد في دعم العلاقات الشعبية والتبادل التجاري بين الدول الثلاث.
• تم التباحث حول الأوضاع في السودان، ودعم جهود التوصل لتسوية سياسية.
• عبَّر وزير الخارجية المصري عن سعادته بتدشين خط طيران (القاهرة- جيبوتي- مقديشو) لتعزيز العلاقات مع دول القرن الإفريقي، وهو ما أكد عليه نظيره الصومالي الذي أعرب عن شكره لمصر على تدشين خط الطيران الجديد.
• توافق الجانبان على أهمية تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين.
وكانت إثيوبيا قد عقدت في يناير الماضي اتفاقًا غيرَ شرعي مع دويلة لم يعترف بها أحد وهي أرض الصومال، تضمَّن هذا الاتفاق منح أديس أبابا ميناءً تجاريًّا وقاعدةً بحريةً وعسكريةً داخل وحول ميناء بربرة الصومالي بالبحر الأحمر. وجاء الاتفاق مفاجئًا للجميع لأنه يضرب بعرض الحائط ميثاقَ الاتحاد الإفريقي الذي يرفض الاعتراف بالكيانات الانفصالية، ولا يعترف بالاتفاقات معها.
وأرض الصومال التي أعلنتِ انفصالَها في العام 1991 عن جمهورية الصومال لم تعترف بها أي دولة في العالم، ولكن إثيوبيا منحتها استثمارات وتعاونًا اقتصاديًّا ودعمًا فنيًّا وسياسيًّا.. إلى جانب فتحها مجالات تجارية، ومنحها 20% من عائدات خطوط الطيران الإثيوبي إلى ذلك الكيان الانفصالي.
وشكَّل الاتفاق ضربات موجعة إلى جيبوتي التي كانت تصدِّر وتستورد 95% من الاحتياجات الإثيوبية، وتحصل على مليار دولار سنويًّا مقابل تأجير موانيها لأديس أبابا.. كما أنه شكَّل تهديدًا كبيرًا لإريتريا التي اقتربتِ الجيوش الإثيوبية من موانيها.
ولم يتوقفِ الأمرُ عند هذا الحد، ولكنه شكَّل تهديدًا وتحديًا للأمن القومي المصري في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
ويتفاءل المراقبون بتحركات وزير الخارجية النشطة التي يبدو أنها ستُحرك مياهًا راكدة ظلت تعاني منها السياسة المصرية في عهد الوزير السابق، وهو ما يمنح المصريين أملًا في أن يقوم بدر عبد العاطي بدور فاعل في إعادة الدور المصري لقدره وهامته في إفريقيا ومنطقتنا العربية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القرن الإفریقی وزیر الخارجیة عبد العاطی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: إفريقيا سوق واعدة في العديد من القطاعات
أكد الدكتور بدرعبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن إفريقيا تمثل سوقًا واعدة في العديد من القطاعات، وهو ما يتطلب مزيدًا من التنسيق والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق استفادة متبادلة.
وزير الخارجية يتابع سير العمل في مشروع سد جوليوس نيريريجاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده وزير الخارجية اليوم الثلاثاء مع المهندس أحمد العصار رئيس مجلس إدارة شركة «المقاولون العرب»، والمهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي إليكتريك، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لمتابعة سير العمل في مشروع سد جوليوس نيريري بتنزانيا، الذي ينفذه تحالف شركات مصري، يجمع بين شركتي «المقاولون العرب» و«السويدى إليكتريك» ووزارة الإسكان، وكذلك بحث سبل تشجيع وتوسيع نطاق عمل الشركات المصرية في إفريقيا.يأتي ذلك في إطار حرص وزارة الخارجية والهجرة على تشجيع وتعزيز دور الشركات المصرية في إفريقيا، واستكمالًا لجهود الدولة في دعم المشروعات الكبرى بالقارة.
تحقيق التنمية المستدامة في شرق إفريقياوأكد الدكتور بدر عبد العاطي، خلال اللقاء، أهمية مشروع سد جوليوس نيريري باعتباره أحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى في تنزانيا، التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في منطقة شرق إفريقيا.
وأوضح الوزير، أن الحكومة المصرية تتابع عن كثب تنفيذ المشروع الذي يعد نموذجًا متميزًا للتعاون بين مصر ودول القارة، ويعكس قدرة الشركات المصرية على تنفيذ مشروعات ضخمة في الخارج.
وأضاف أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز دور مصر في تطوير البنية التحتية في إفريقيا، ويعكس جهود الدولة في دفع التعاون الإفريقي وتحقيق التكامل القاري، مؤكدا أن تحالف الشركات المصرية يعمل على إنجازه وفق أعلى المعايير الهندسية، وأن هناك تقدمًا ملحوظًا في مراحل تنفيذ المشروع الذي يسهم في تلبية احتياجات تنزانيا من الطاقة الكهربائية، ويدعم جهود التنمية الاقتصادية في البلاد بشكل عام.
وتناول اللقاء أيضًا استعراض التحديات التي تواجه الشركات المصرية في إفريقيا، وأشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى أهمية دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية بالقارة الإفريقية، مؤكدا أن الحكومة المصرية تعمل جاهدة على توفير الدعم اللازم لقطاع الأعمال المصري من خلال تسهيل الإجراءات وتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات.
كما شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تبني استراتيجيات شاملة لدعم الشركات المصرية في إفريقيا؛ بما يتماشى مع رؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة على مستوى القارة.