صحيفة التغيير السودانية:
2024-08-16@08:07:45 GMT

قضايا النوع: قولن إنتن شن عرفتن!

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

قضايا النوع: قولن إنتن شن عرفتن!

محمد بدوي   

(١)

خلال الأسبوع الأول من يوليو ٢٠٢٤ وخلال متابعتي للشأن السوداني، توقفت عند ثلاثة أحداث مرتبطة بأدوار ومشاركات النوع، في السياق المرتبط براهن الحرب المستمرة منذ عام يزحف نحو النصف الثاني، ولعل تلك الأحداث دفعت بعدة أسئلة حول وضع النساء السودانيات في الحروب المختلفة منذ تاريخ الاستقلال، المشاركة السياسية والأخرى المرتبطة بتحديد الأدوار ومناصرة القضايا والمداخل لذلك، مع الأخذ في الاعتبار بأن الصبيات والنساء الأكبر والكتلة الثابتة في سجل الانتهاكات المرتبطة بالسياسات والصراعات السياسية المسلحة.

(٢)

الحدث الأول هو مؤتمر حوار المرأة السودانية، الذي سهله الاتحاد الأفريقي لينعقد بمدينة كمبالا اليوغندية في الفترة من ٣- ٥ يوليو ٢٠٢٤، شعار المؤتمر هو تسهيل الحوار بين النساء السودانيات، يساهم في الخروج بمعايير لاختيار النساء للتمثيل في عملية السلام، شهد المؤتمر إبعاداً للأستاذة أميرة الفاضل الوزيرة السابقة والمنتدبة للالتحاق بأحد أجهزة الاتحاد الأفريقي باحتجاج من بعض المشاركات، وكذلك عراك محدود بين إحدى المشاركات مريم حامد حسب المتاح من المعلومات بأنها عضوة مستقيلة من حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، فيما ذهب بعض المشاركات إلى الإشارة إلى ارتباطها بالدعم السريع، لم يتمكن كاتب المقال من التحقق من ذلك، انتهت الحالة بالمفاضلة بين أبعادها أو انسحاب المشاركات الأخريات، بشكل مبدئي توقفت عند اللقب الذي أطلق عليها (جنجويد) ملحقا باسمها الأول، لا يستقيم لن يكون الجنجويد امرأة؛ لأنه أول من استهدفهن هن النساء والصبيات، فإن يكوم الجلاد من النساء فهي بداية تصدير الهزيمة على نسق (الواد.

(٣)

الحدث الثاني * نشر منصة السياسات والشفافية لورقة بعنوان منظور نسوي للنزاع المسلح في السودان للباحثة السودانية زينب عباس البدوي، في تقديري أن الورقة تمثل إضافة وقراءة محترفة لتحولات أوضاع النساء السودانيات بخلفية لما قبل الحرب، ومعوقات المشاركة السياسية، والحلول التي تعزز من دورهن وعدم اقتصاره على دورهن، بل بنظرة عكست مفهوم الرؤية التي تشمل كل الأطراف، واستفدت زينب على أنهن الأكثر لعرضه لمسارات عدم الاستقرار بالسودان سواء النساء أو الصبيات.

(٤)

الحدث الثالث هو الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة القطرية مع القيادية الإسلامية السودانية الأستاذة سناء حمد، وملخص الحوار كشف عن دعوة الإسلاميين السودانيين إلى الدعم السريع للحوار مع رفض لأي دور لكتلة تقدم المدنية، أي بشكل آخر محاولة للعودة إلى ما قبل ١٠ أبريل ٢٠١٩ أو العودة إلى السلطة الثنائية بين الإسلاميين والدعم السريع، عطفا على ذلك فقد كشفت مصادر إخبارية في وقت سابق عن اتصال من الإسلاميين بدولة الإمارات بهدف التفاوض السياسي.

(٥)

بالعودة إلى مؤتمر كمبالا فالسؤال الذي يثور حول ضوابط الاتحاد الأفريقي للتعامل مع القضايا المشاركة بحصافة، فالأستاذة أميرة الفاضل وزيرة سابقة بالسلطة التنفيذية لنظام الحركة الإسلامية، ثم انتدبت للعمل بالاتحاد الأفريقي وهي وظيفة يتم اعتمادها بموافقة الحكومات، وفقا لحيثيات المشاركات اللائي رفضن مشاركتها، فقد دفعن باعتبارها بنظام المؤتمر الوطني، بما يجعل مشاركتها معدومة الحساسية في ظل الوضع السياسي الراهن بالسودان، في السياق الطبيعي والحساسية موضوع الورشة فان مشاورات المشاركين حول القوائم ومراعاة المعايير للحضور بما فيها الخلفيات السياسية أمر مهم لارتباط الأمر بجند مشاركة النظام السابق المحلول، والذي ثار عليه الشارع السوداني، أضف إلى ذلك الخلل الذي ظل يتكرر في النهج الفوقي للتمثيل مع تغييب لمشاركة أو صوت القواعد.

(٦)

بالعودة لسناء حمد، فقد مثل لقائها التلفزيوني الظهور الثاني المؤثر سياسيا حيث دفعت قبل فترة بتصريحات ذهبت إلى مشاركتها في عمليات محاسبة لبعض جنرالات الجيش على خلفية سقوط نظام المؤتمر الوطني، كلا الحدثيين وجدت سناء ردود أفعال منتقدة، فتوظيف عامل الجندر في ظهورها ساهم في ذلك وهو تكتيك يشير إلى تخطيط من قيادة الحركة الإسلامية لعدم الكشف عن قيادتها الحالية وإحداث أثر عبر سناء بناء على منصة الجندر التي تنتمي إليها ولا سيما أن النساء أدين دورا كبيرا في ثورة ديسمبر ٢٠١٨، والاستفادة من ذلك الزخم للإشارة بأن الإسلاميين على وعي بأن النساء لا يمكن تجاوزها، فضلا عن محاولات سناء للظهور بمظهر حداثي وتقديم النساء كقياديات، وفي مجالات حساسة كالحديث عن الجيش.

(٧)

مساهمة زينب عباس تشكل ركيزة بين النظري والواقع الذي يمثله عدم تراجع القدرات القيادية والأجندة التي يمكن أن توحد النساء حول القضايا المرتبطة بالمشاركة والقضايا الأساسية التي تقف على منصة إن غالب ضحايا النازعات والتراجع الاقتصادي والحصانات القانونية والحرب الراهنة من النساء، مع الأخذ في الاعتبار أن ثورة ديسمبر ٢٠١٨ قدر فيها مشاركة النساء ب٦٠٪ بصيغة أخرى هن الضحايا التاريخيات والفاعلات الراهنات والمؤثرات في سياق المشاركة.

(٨)

بالنظر إلى ما اعترى مؤتمر كمبالا من حالات مغادرة قاعة المؤتمر، وظهور الأستاذة سناء حمد وفحوى خطابها الذي غابت عنه العدالة في تعزيز لاستغلال الجندر سياسيا من أجل عودة الإسلاميين للسلطة، فذلك يكشف اختلال العلاقة بين قضايا الجندر والحقوق باعتبارها أضعف في ترابطها من علاقة الجندر والانتماء السياسي، وهو ملخص للصورة الفوقية أو النمط الصفوي في التعامل مع قضايا النوع ومشاركتهن.

(٩)

يظل غياب المنهج الذي يخاطب قضايا الجندر والحقوق هو المؤثر، ولعل مرد ذلك في تقديري هو منهج المشاركة الفوقي كما أشرت، ومن ناحية ثانية النظر إلى المشاركة بالنسب المئوية، وليست المشاركة المتساوية، بالإضافة إلى أن الغياب الطويل للعدالة وعدم ترتيب الأجندة التي تعزز دستوريا للمشاركة المتساوية والانخراط نحو مناقشة نسب المشاركة في وثائق فرعية شكلت دافعا آخر استهدف مفهوم الاستحقاق لينزلق نحو مفهوم المنحة، كما أن مجرد التلويح بفكرة عودة النظام السابق بالتحالف مع الدعم السريع كما يسعى إليه الإسلاميون يعني مزيدا من القهر والانتهاكات تجاه النساء والصبيات بشكل غالب.

badawi0050@gmail.com

الوسوممحمد بدوي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: محمد بدوي

إقرأ أيضاً:

قراءة في تشكيلة حكومة الحوثيين الجديدة باليمن

صنعاء- أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين، مساء الاثنين، تشكيل حكومة جديدة في مناطق سيطرتها باليمن، بما فيها العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها منذ عام 2014، وأدى اليوم الثلاثاء رئيس وأعضاء الحكومة قسم اليمين أمام القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، وهو أعلى هيئة تتولى إدارة مؤسسات الدولة والحكومة في صنعاء.

وجاء إعلان التشكيلة الحكومية للحوثيين، غير المعترف بها دوليا، بعد يومين من تعيين أحمد غالب ناصر الرهوي رئيسا لها، وهو من منطقة يافع السفلى بمديرية خنفر في محافظة أبين جنوب اليمن، وينتمي تنظيميا لحزب المؤتمر الشعبي العام، وكان عضوا بالمجلس السياسي الأعلى في صنعاء منذ مارس/آذار 2019 حتى تكليفه برئاسة الحكومة في 10 أغسطس/آب الجاري.

وجاء الرهوي بديلا للدكتور عبد العزيز بن حبتور، المولود عام 1955 بمديرية الروضة في محافظة شبوة جنوب اليمن، والذي كان محافظا لمدينة عدن حين اقتحمتها قوات الحوثيين عام 2015، وتولى رئاسة أول حكومة بعد انضمامه لجماعة أنصار الله، بالشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي العام، والتي سمّيت بحكومة الإنقاذ الوطني في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وكان مهدي المشاط أصدر أمس الاثنين قرارا جمهوريا وفقا لدستور الجمهورية اليمنية، بتشكيل ما أسماها "حكومة التغيير والبناء"، وتسمية 22 وزيرا بينهم رئيس الحكومة الجديد أحمد الرهوي، كما تم دمج العديد من الوزارات السابقة بموجب القرار.

22
نبارك
لهم
الثقة
ونتمنى لهم النجاح
المهمة كبيرة والأهداف طموحة والتحديات تحتاج صبر وعمل وتفاني
للوصول الى يمن مستقر
يمن صامد منتصرا على العدوان والحصار
ومستمرا في حمل لواء الجهاد والاسناد لغزة ولقضايا الامة
وبالتوفيق والنجاح لحكومة البناء والتغيير ان شاء الله

— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) August 12, 2024

تهنئة الحوثي

وهنأ القيادي البارز في الجماعة محمد علي الحوثي وزراء الحكومة الجديدة، بينما اعتبر البعض أن تهنئته كانت "غير حارة"، حيث عبر عنها بتغريدة على منصة "إكس" قائلا "نبارك لهم الثقة، ونتمنى لهم النجاح"، دون أن يسمي رئيس الحكومة أو وزراءها.

وقال محمد الحوثي إن "المهمة كبيرة والأهداف طموحة، والتحديات تحتاج إلى صبر وعمل وتفانٍ للوصول إلى يمن مستقر، يمن صامد منتصر على العدوان والحصار، ومستمر في حمل لواء الجهاد والإسناد لغزة ولقضايا الأمة، وبالتوفيق والنجاح لحكومة البناء والتغيير إن شاء الله".

وكان زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي قد أعلن قبل نحو عام ما وصفه بـ"مرحلة التغيير الجذري"، من خلال تشكيل حكومة كفاءات جديدة، وأعقب ذلك إقالة حكومة بن حبتور، وشدد الحوثي حينها على أن الحكومة الجديدة التي تأخر تشكيلها "ستجسد الشراكة الوطنية، بما يحقق الهدف في خدمة الشعب، ويحقق التكامل الرسمي والشعبي في النهوض بالبلد ومعالجة المشاكل الاقتصادية".

حكومة الحوثيين حظيت بوجوه جديدة لم يسبق لها أن زاولت مناصب وزارية (مواقع التواصل) توزيع المناصب

ولاحظ مراقبون خلو تشكيلة الحكومة الجديدة للحوثيين من اسم أي إمرأة، كما خلت من وزارات "الشؤون القانونية" و"شؤون مجلسي النواب والشورى" و"الإرشاد والحج" و"التخطيط والتعاون الدولي".

وأُسند منصب النائب الأول لرئيس الوزراء للعلامة محمد أحمد مفتاح، وهو منصب مستحدث، وكان مفتاح قد حكمت عليه المحكمة الجزائية في صنعاء عام 2005 بالإعدام هو ويحيى الديلمي، بعد إدانتهما بتهمة التخابر مع إيران  والاستعانة بها للإضرار بمصلحة اليمن، إبان حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، بعد عام من أول حرب مع الحوثيين في صعدة.

كما بقي اللواء جلال الرويشان في منصبه نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، وأضيف نائب ثالث لرئيس الحكومة هو محمد حسن إسماعيل المداني، الذي عين وزيرا للإدارة والتنمية المحلية والريفية، وهو الذي كان يرأس مؤسسة بُنيان التنموية.

وحافظ اللواء محمد ناصر العاطفي على منصبه كوزير للدفاع في حكومة الحوثيين، بينما حافظ عم زعيم جماعة أنصار الله، اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي، على منصبه وزيرا للداخلية في صنعاء.

ولوحظ في التشكيلة الحكومية استبعاد الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي، الذي كان يتولى وزارة التربية والتعليم، وتولى المنصب مكانه حسن عبد الله يحيى الصعدي كوزير للتربية والتعليم والبحث العلمي، ليحل أيضا بديلا عن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الشيخ حسين حازب، الذي استبعد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ويبدو أن حكومة الحوثيين حظيت بوجوه جديدة في معظمها، لم يسبق لها أن زاولت مناصب وزارية، حيث عُين الإعلامي هاشم شرف الدين وزيرا للإعلام، خلفا للقيادي الحوثي ضيف الله الشامي، الذي كان أيضا ناطقا رسميا باسم حكومة صنعاء.

بينما كانت المفاجأة إسناد وزارة الخارجية والمغتربين، التي تولاها سابقا القيادي في حزب المؤتمر الشعبي هشام شرف، إلى الصحفي جمال عامر، رئيس تحرير صحيفة الوسط الأسبوعية والمتوقفة منذ 10 سنوات.

موقف المؤتمر

وفي حديث للجزيرة نت قال طاهر حزام عضو اللجنة الدائمة بحزب المؤتمر الشعبي في صنعاء، ورئيس تحرير صحيفة وموقع "الأوراق برس"، إن "قيادة الحزب فوضت عبد الملك الحوثي باختيار من يراه صالحا لإدارة الدولة، وهو من سيتحمل محاسبتها أو بقاءها".

وبشأن وجود شخصيات من حزب المؤتمر الشعبي في تشكيلة الحكومة بصنعاء، قال حزام "إنها تمثل نفسها، ولم تكن مرشحة من الحزب"، رغم أنها في هرم قيادات المؤتمر الشعبي، مثل أحمد الرهوي واللواء جلال الرويشان عضوي اللجنة العامة (المكتب السياسي) في حزب المؤتمر الشعبي.

وأضاف حزام أنه لا يوجد هناك أي فرض على حزب المؤتمر الشعبي بعدم إشراك قياداته في هذه الحكومة، "بل إن المؤتمر سعيد بهذا التشكيل، وقد أصدر بيان ترحيب كون أن من طالب بالتغيير هو رئيس المؤتمر الشعبي صادق أمين أبو راس، في خطابه الذي وصف بالناري في 24 أغسطس/آب 2023".

وأكد القيادي المؤتمري أن التغييرات بحد ذاتها مطلوبة بعد 10 سنوات حرب، في ظل تكرار نفس الوجوه التي تتهم بأنها استغلت الحرب، لما يطلق عليه في اليمن "هبر أموال الدولة" أي الفساد.

مقالات مشابهة

  • تحديد الكويكب الذي قضى على الديناصورات قبل 66 مليون سنة
  • المؤتمر القومي العربي ينعى قرم
  • الكشافة السعودية تُشارك في المؤتمر الكشفي العالمي الـ 43
  • العراق يوقع عقودا لتطوير 13 منطقة استكشافية للنفط والغاز
  • الكشف عن سبب إزاحة مؤتمر صنعاء من الحكومة الجديدة.. وما هو الشرط الذي وضعه المؤتمر ورفضه عبدالملك الحوثي
  • المؤتمر الوطني ينجح في منع الجيش من المشاركة في محادثات جنيف
  • استعراض لكتاب “نساء الشرق الأوسط والاقتصاد الخفي”
  • أسعار المانجو اليوم الأربعاء 14 أغسطس 2024
  • قراءة في تشكيلة حكومة الحوثيين الجديدة باليمن
  • الأنسولين الذكي.. دواء جديد لمرضى السكري من النوع الأول (فيديو)