حماس تنفي وقف مفاوضات صفقة التبادل
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد أن تكون قررت وقف المفاوضات الرامية إلى إبرام صفقة لتبادل الأسرى، واتهمت إسرائيل بأنها تسعى من خلال التصعيد ضد المدنيين في غزة لمنع التوصل لاتفاق.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى "قيادي كبير" في حماس قوله إن "رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الإقليميين خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار حماس وقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".
لكن القيادي عزت الرشق قال في بيان عبر الحساب الرسمي لحركة حماس في تطبيق تليغرام إن ما نشرته الوكالة الفرنسية وتداولته بعض وسائل الإعلام عن قرار من حماس وقف المفاوضات ردا على مجزرة المواصي غرب خان يونس لا أساس له من الصحة.
وأضاف الرشق أن "التصعيد النازي ضد شعبنا من قبل نتنياهو وحكومته النازية، أحد أهدافه قطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحا لدى الجميع".
وبعد مجزرتي خان يونس ومخيم الشاطئ بمدينة غزة، اللتين أسفرتا عن استشهاد وإصابة المئات، أصدرت حركة حماس بيانا قالت فيه إن رئيس مكتبها السياسي أجرى سلسلة اتصالات مع الوسطاء وبعض الدول الإقليمية، وذلك على ضوء المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الحركة أن اتصالات هنية شملت كلا من قطر ومصر وتركيا وسلطنة عُمان، مشيرة إلى أنه سيواصل اتصالاته السياسية والدبلوماسية للهدف نفسه.
وقال البيان إن رئيس المكتب السياسي للحركة طالب الوسطاء في قطر ومصر بالقيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر، موضحا أن هنية أشار إلى أن الحركة تعاملت بإيجابية مع المقترح الأخير للتوصل إلى اتفاق، في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع العراقيل.
"سلوك مأزوم"
ومع تواتر المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، اتهمت حركة حماس نتنياهو بعرقلة المساعي الرامية إلى إبرام اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وفي مقابلة مع الجزيرة أمس، وصف خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في غزة، سلوك نتنياهو بسلوك "المأزوم الذي حُشر في الزاوية"، واتهمه بمحاولة خلط الأوراق.
وقال الحية إن حماس لن تنزلق إلى ما يريده نتنياهو، مضيفا أن الوسطاء والمفاوضين الإسرائيليين شهدوا لمقترح حماس بالإيجابية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أوردت في الأيام القليلة الماضية اتهامات من مسؤولين في المستويين السياسي والأمني لنتنياهو بعرقلة الصفقة المحتملة.
ونفى نتنياهو أمس هذه الاتهامات وأعلن عزمه مواصلة الضغط العسكري من أجل استعادة 120 محتجزا في غزة، قائلا إن إسرائيل أعادت 135 محتجزا بالضغط العسكري والجهود الدبلوماسية.
من جهته، أعرب وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي عن استعداد إسرائيل لوقف طويل لإطلاق النار والإفراج عمن وصفهم بالمخربين، في إشارة إلى المقاومين الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال.
في غضون ذلك، وصلت مسيرة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى القدس المحتلة في اليوم الرابع لانطلاقها من أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.
وتوجهت المَسيرة إلى مكتب نتنياهو للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى.
وكان متحدثون باسم عائلات الأسرى الإسرائيليين قد أعربوا عن قلقهم من التقارير التي تتحدث عنها مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة، وتؤكد أن نتنياهو وضع شروطا جديدة من شأنها نسف جهود التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن كبار جنرالات إسرائيل يريدون بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حركة حماس في السلطة.
يذكر أن مفاوضات وقف إطلاق النار استؤنفت مؤخرا في الدوحة والقاهرة بحضور وفود أميركية وإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
لليوم الثاني.. إسرائيليون يحتجون للمطالبة باستمرار صفقة التبادل
لليوم الثاني على التوالي، تتواصل احتجاجات إسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، الأحد، للمطالبة بالاستمرار في إطلاق سراح الأسرى المحتجزين بقطاع غزة وعدم التخلي عن صفقة التبادل مع حركة حماس.
ومساء السبت، بدأت عملية "غلاف الكرياه" لتطويق مقر وزارة الدفاع في تل أبيب من جميع الاتجاهات، حيث تجمع آلاف الإسرائيليين عند "بوابة بيغن"، وانطلقت مسيرة حاشدة في الجهات الأخرى للوزارة في منطقة الكرياه.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "مئات الإسرائيليين مكثوا طوال الليل إلى جانب عائلات المختطفين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب وطالبوا (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو بعدم نسف الصفقة".
وأشارت إلى أن "المعتصمين أمام الوزارة يطالبون نتنياهو بإعطاء الوفد الذي يغادر غدا إلى الدوحة تفويضا كاملا لإبرام اتفاق يعيد جميع المختطفين دفعة واحدة".
وحسب "معاريف"، أمضى "مئات النساء والرجال ليلتهم بجانب عائلات المختطفين عند بوابة بيغن".
وأضافت في تقرير لها ظهر الأحد: "في هذه اللحظات تجري المظاهرات خارج البوابة، وتطالب نتنياهو بالتوقف عن نسف الصفقة وإعطاء الوفد الذي يغادر غدا إلى الدوحة تفويضا كاملا لإبرام اتفاق يعيد الجميع دفعة واحدة - الأحياء لإعادة التأهيل والأموات للدفن اللائق".
وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسيرة ماتان: "يجب أن نستمر في النزول إلى الشوارع والمطالبة من صناع القرار بتنفيذ الاتفاق بالكامل دفعة واحدة وعدم العودة إلى الحرب".
وأضافت: "أدعو الجمهور من هنا - تعالوا لدعمنا طوال اليوم، وانضموا إلينا في المظاهرة الليلة والبقاء والمبيت معنا هنا".
ويخطط أهالي الأسرى وناشطون إسرائيليون إلى التظاهر يوميا في محيط وزارة الدفاع ومواصلة الاعتصام والمبيت أمامها للضغط على حكومة نتنياهو نحو إعادة الأسرى وعدم العودة للحرب.
وبحسب هيئة البث العبرية، من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، غدا الاثنين، لمواصلة المفاوضات بشأن إطلاق سراح المختطفين.
وسيتم تحديد نطاق الصلاحيات الممنوحة للوفد الإسرائيلي فيما يتعلق باتخاذ القرارات خلال اجتماع سيعقده المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، اليوم الأحد، وفق المصدر ذاته.
فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إنه من المتوقع أن يبقى أعضاء الوفد الإسرائيلي في قطر ليومين تقريبا.
وحسب وسائل إعلام عبرية بينها موقع "والا"، لا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا في غزة، وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.
وأضاف "والا" أن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن 22 أسيرا بغزة لا يزالون على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
وفي المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها.
كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى، تشمل قطع المياه والكهرباء، وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.