حاكم بنسلفانيا بعد محاولة اغتيال ترامب: على القادة السياسيين تجنب خطاب الكراهية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

حصائد ألسنتهم

mugheira88@gmail.com

حصائد ألسنتهم

المغيرة التجاني علي

من ضمن الآثار السالبة التي أحدثتها هذه الحرب الدائرة رحاها في بلادنا العزيزة , انتشار خطاب الكراهية و توسع رقعة العنف اللفظي و تمدد مساحات التراشق الاعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت لعدد من الأفراد استخدام كم من عبارات السب و الشتم و التحقير والإهانة وكيل الاتهامات والسخرية و التقليل من الشأن و الحاق الأذى بالآخرين وإثارة العداوة والبغضاء و تشكيل صور سالبة عن الآخر المختلف مما يؤدي الي تقسيم المجتمع الي جماعات متناحرة و يهدد صرح القيم الموروثة الفاضلة .
لقد انفرط العقد و زادت حدة التوتر والانقسام و اشتعلت نيران الكراهية بين الأفراد والمكونات الطبيعية للمجتمع و ذلك بنشر المعلومات المضللة والأكاذيب و التي تقود الي إحداث اضطرابات اجتماعية و احتجاجات عنيفة واثارة الآراء المتطرفة التي تودي الي زيادة العنف و توسع رقعة الاقتتال , كما تؤثر أيضا علي عقول الاجيال اللاحقة فتدمغها بالتطبيع مع العنف والعدوانية و تهدد الثقة في أمكانية التعايش الآمن المستقر .
إن التسجيلات الصوتية الحية التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي المفتوحة أتاحت لعدد من المهرجين و البلهاء و حتي من النخب والكوادر الحزبية نشر خطاب الكراهية ضد الأفراد والجماعات بناءً على العرق أو الجهة أو الموقف السياسي فولجوا جميعا في بث كثير من صور الفرقة والتمييز و العنف بلا ضابط و لا قيد و ذلك لصعوبة تتبع و مساءلة أصحابها مما يشجع علي المزيد من انتهاج هذا السلوك الضار بالمجتمع والذي ينتشر سريعا وعلي نطاق واسع كانتشار النار في الهشيم و يعمل علي نشر خطاب الكراهية مما يُفسد العلائق ويُعيق التواصل البناء ويعزز من التحيزات القبلية و الجهوية والسياسية ويُقلل من التعرض لوجهات النظر المختلفة باحترام وتقدير .
• و إن في تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف الكثير من الحث علي بذل المعروف بين الناس و بث الكلام الطيب و الدعوة الي التعايش الآمن بحسن القول , كما فيه من التحذير من إلحاق الأذى النفسي و اللفظي بالأخرين و النهي عن السب والشتم و زرع الفتنة بين الناس و التوجيه الي عدم نشر الشائعات والأكاذيب و البعد عن النميمة والبهتان و الحلف الكاذب و التلفظ بالكلمات البذيئة الجارحة . و الرسول الكريم قد أوصي أتباعه بحفظ اللسان و استخدامه في مجالات الخير و عدم الخوض في أعراض الناس , ففي حفظه حفظ الأنفس من الاثم والعذاب فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . وقد قال ايضا" من سلم لسانه من العذاب سلم من كل عذاب " فللسان دورٌ عظيمٌ في إيصال الخير والشرّ، فمن طيّب لسانه وكثّر من قول الخير، نالَ ثواب ذلك عند الله، ومن ساء لسانه وكثّر من قول الشرّ، نالَ عقوبة ذلك ايضاً .

أن للكلام الطيب والقول اللين أثر طيب , و الكلام الجارح المسيء مثل النار تحرق ما حولها , فنشر المحبة والتسامح و بذل الخير من صفات المؤمن الفطن و قد جاء في الأثر أنه ( ما كب الناس في النار الا حصائد السنتهم ) يُحذّر من خطورة اللسان وما قد يسببه من أذى للآخرين , كما يُؤكّد على ضرورة التحكم فيه وحفظة من الكلام المحرّم و مراقبته و كبح جماحه من الخوض في الكلام الجارح و الاكثار من الكلام الطيب الذي ينشر الأخاء و المحبة و الود بين الناس .

   

مقالات مشابهة

  • زاخاروفا: مولدوفا تواصل تنفيذ سيناريو أوكرانيا الكارثي لشعبها
  • ملف التطبيع مع إسرائيل.. موقع أمريكي: ابن سلمان يبلغ الكونغرس تخوفه من محاولة اغتيال (ترجمة خاصة)
  • أيرلندا تعتزم تشديد القيود على شركات التواصل الاجتماعي لمواجهة خطاب الكراهية
  • مرصد الأزهر يهيب بالآباء متابعة أبنائهم بعد محاولة تجنيد شباب إسبان بمنازلهم
  • إسرائيل وسياسة اغتيال القادة.. الأهداف وفرص النجاح في حالة حماس
  • بعد مهاجمتها بسبب جنسها.. الجزائرية إيمان خليف تقاضي ترامب وماسك
  • بعد مهاجمتها بسبب جنسها.. الجزائرية إيمام خليف تقاضي ترامب وماسك
  • تصاعد التوتر في صنعاء: محاولة اغتيال رمزية لعبدالملك الحوثي وسط حشود السبعين!
  • ترامب يتحدث إلى ماسك: الشرق الأوسط يأخذنا إلى حرب عالمية ثالثة
  • حصائد ألسنتهم